العوالم الافتراضية .. أداة مهمة للشركات والأعمال

مميزاتها كثيرة ومتنوعة وينتظر أن تنتشر خلال سنوات

TT

على الرغم من تعرض العوالم الافتراضية الى انتقادات شديدة لاخفاقها في تأمين نوعية متميزة لعالم التجارة والاعمال، فان تقريرا صادرا عن مؤسسة «فوريستر ريسيرتش انك» ذكر ان الانترنت الثلاثية الابعاد ستكون مهمة للشركات خلال خمس سنوات من الان، تماما كشبكة الانترنت اليوم.

واستنتج التقرير الذي رفعته قبل اسابيع الشركة هذه المتخصصة في ابحاث تقنية المعلومات تحت عنوان «انجاز العمل في العوالم الافتراضية»، ان على المديرين التنفيذيين الشروع في تحري ابعاد العوالم الافتراضية واختبارها في اقرب وقت ممكن نظرا الى امكانياتها الكبيرة على صعيد التعاون من بعيد والتدريب والقدرة على التشييد والمشاركة في النماذج الثلاثية الابعاد.

ولاحظ التقرير Getting Work Done in Virtual Worlds ان ادوات التعاون اليوم تقدم فوائد ومنافع محددة الى الشركات. ومثال على ذلك عدم القدرة على رؤية ملامح الاشخاص الذين ستجرى مقابلتهم واخذ فكرة مسبقة عنهم وعن الاماكن التي ستجرى فيها هذه المقابلات. وفي العالم الافتراضي يمكن للاشخاص الاطلاع على اسماء هؤلاء الاشخاص والقابهم ومناصبهم في العمل مع رموزهم التي تمثلهم في العالم الافتراضي، مع معرفة مسبقة افتراضية للمباني والغرف والمكاتب والموظفين والمعدات المتوفرة فيها. «وبالامكان بسهولة توجيه الرمز للتعبير عن الملامح والعواطف. وبالاضافة الى ذلك يمكنك ان تخلف وراءك الاشياء غير المستحبة في العالم الفعلي، مثل التدفئة السيئة في مكتبك الصغير، في حين ان جارك القريب يشكو من التدفئة الزائدة عن الحد، بينما الجار الاخر يعلو صوته على الهاتف» استنادا الى التقرير. كما سيكون بالمقدور معرفة من سيتكلم دائما ومن هو يشير بيديه كثيرا وغيرها من الامور الكثيرة.

وافاد التقرير انه في غرفة الاجتماعات الافتراضية يمكنك رؤية من هو موجود وغير موجود، وجميع الملاحظات الاخرى مثل من هو الذي يستمع بجدية للحوار ويطرح اسئلة عديدة، ومن هو الذي يغالبه النوم. والنموذج الافتراضي هذا مهم للغاية بالنسبة الى المحترفين كالجراحين والمهندسين المعماريين ومصممي المنتوجات الذين يستخدمون برامج التصميم بمساعدة الكومبيوتر CAD، او الانظمة المرئية لاستقصاء ابعاد المشاريع او تنفيذها، وفقا لمصادر مؤسسة «فوريستر». كما انه في الاجتماعات الافتراضية يمكن لهؤلاء المحترفين استيراد النماذج لاغراض البحث واجراء التعديلات، وحتى اطلاق التصاميم التي شارفت على النهائية، الى مجموعة محدودة من المستخدمين خارج مكاتب الشركة لاستمزاج آرائهم قبل الشروع في عملية الانتاج الفعلي استنادا الى التقرير. وكانت فنادق «ستاروود» قد استخدمت «الحياة الثانية» لاختبار تصميمها الجديد لفندق يمت الى طراز يعود من 30 الى 50 سنة في القدم، في حين ان جامعة برينستون الشهيرة قد تولت مشروعا مماثلا لادارة فرق مبعثرة من الباحثين الذين يعملون على مشروع كبير في علوم الفيزياء الكونية.

ومن شأن العوالم الافتراضية القضاء على نفقات التدريب من بعد، وتوفير خبرة افضل عن طريق محاكاة تجارب العمل وتسجيل عمليات التدريب هذه بحيث يمكن عقد دورات متعددة منها في عدد من المناطق الزمنية المختلفة ومواصفات العمل المختلفة استنادا الى مؤسسة «فوريستر».

ولاحظ التقرير ان جامعة ماريلاند عملت مع I-95 Corridor Coalition لتشييد عملية محاكاة في العالم الافتراضي تتعلق بحالات الطوارئ على الطرق السريعة مستخدمة منصة «اوليف» من مؤسسة «فورتيرا سيستمس» التي تتيح للمشتركين القيام بادوارهم في مكافحة الحرائق، او عمليات الشرطة، والتفاعل مع الاخرين في حالات الطوارئ التي تجرى محاكاتها. علاوة على كل ذلك تتعاون كل من جامعة ديوك ومؤسسة «فيرتجوال هروز» لايجاد بيئة افتراضية عالية النقاوة ثلاثية الابعاد لاغراض العناية الصحية. ويجري تمويل العمل هذا من قبل الجيش الاميركي، ويجمع بين الالعاب والعناية الصحية والتنسيق بينهما للمساعدة في تدريب المهنيين في دوائر العناية الصحية على العمل الجماعي ضمن فريق واحد مع تعزيز مهارات الاتصالات.

وتبين من الابحاث ان العديد من الشركات والاعمال غير راغب في دخول هذا المعترك الجديد بسبب اعتقاد البعض ان العوالم الافتراضية هي اماكن غير طبيعية حيث الشخصيات المنحرفة يمكنها ان تعرض شخصياتها الرمزية بمهارات متطورة تضاهي اولئك الذين يصممون الالعاب المعقدة. علاوة على ان المواد النموذجية التي تقترن بالاجتماعات، مثل مستندات معالجة الكلمات وصفحات «سبريدشيتس» تكون عادة غير موجودة في العالم الافتراضي. واخيرا تضيف مؤسسة «فوريستر» ان العوالم الافتراضية مسرفة في استهلاك طاقة النطاقات العريضة التي غالبا ما تتعطل وتتطلب اعادة تشغيل مرارا وتكرارا.