غرف مملوءة بالأصوات.. لا بالأسلاك

أصوات الموسيقى والتلفزيون تطوقك من كل جانب من دون أي توصيلات مباشرة

TT

عندما قام برادلي بارتريدج بشراء شاشة مسطحة رقيقة السماكة لمنزله في اتلنتا في الولايات المتحدة لم يكن يرغب في وضع مجموعة متراكمة من مكبرات الصوت التي تتدلى من الجدران، او تحمل مشقة وضع العديد من الاسلاك الممتدة عبر الغرفة. لذلك وللحصول على الاصوات التي تحيط به من كل الجوانب كما يرغب، قام بتركيب منصة للصوت التي هي عبارة عن صف من مكبرات الصوت موضوعة في خزانة بعرض 40 بوصة تقريبا وست بوصات في الارتفاع والعمق. وهذه، تقوم بالتحايل على السمع، بحيث تجعل الاصوات الآتية من واجهة الغرفة، كما لو انها صادرة من الجانبين او من الخلف.

«ولم استطع ان اصدق كم كانت جودة الصوت عالية، الصادرة من هذا الشيء الصغير» كما يقول، «لقد كنت اشاهد فيلم «العاصفة الكاملة»، وبالتحديد الجزء الذي يصور القارب يعلو ويهبط فوق امواج المحيط كورقة في مهب الريح، وشعرت كما لو انني في القارب نفسه».

* إحاطة صوتية

* هناك عدد من الانظمة التي بمقدورها تأمين الاصوات التي تشعرك انها تحيط بك من كل الجوانب للاشخاص الذين لا يستطيعون تمديد الاسلاك عبر الجدران، او الذين لا يرغبون في ازعاج الضيوف الزائرين بأكوام من الكابلات التي تمتد كالأفاعي في ارضية الغرف.

وثمة عدد من الانظمة اللاسلكية التي بمقدورها ان توفر للمستمعين اصواتا بتأثيرات، كأنها تحيط بك من كل الجوانب، وذلك عن طريق بث الاشارات الراديوية (اللاسلكية) الى مكبرات الصوت الخلفية، او عن طريق التحايل في معالجة الاصوات. ولكن على المشترين ان ينتبهوا الى ان اي نوع من التحايل هذا لن يكون بجودة الاصوات المحيطة بك بشكل جيد.

وتسمية مكبرات الصوت التي تبث الاشارات «اجهزة لاسلكية» هي تسمية خاطئة، لكون اغلبية مكبرات الصوت الخلفية في مثل هذه الوضعيات تحتاج الى قبسها (وصلها مقبسيا) في جهاز الاستقبال، وفي مضخم الصوت ايضا، اللذين هما بحاجة بدورهما الى قبسهما الى منفذ للطاقة. والامر الذي يجعلك هذا النظام تتفاداه، هي الاسلاك التي تمتد من مضخم الصوت الى مكبرات الصوت الخلفية، والتي لا بد لها من المرور في الارضيات والمعابر. كما انها توفر عليك عمليات ثقب الجدران والارضيات والسقوف.

وتنتقل مثل هذه الاشارات من واجهة الغرفة الى خلفيتها عبر النطاقات الراديوية التي تستخدمها الهواتف المنزلية الخالية من الاسلاك، وشبكات الـ«واي-فاي»، او اشارات «بلوتوث». وبعض هذه الانظمة تعمل عبر الاشعة ما فوق الحمراء، وهي اداة ارسال الاشارات التي تستخدمها اغلبية اجهزة التحكم بالتلفزيون عن بعد.

لكن المحترفين الذين يقومون بمثل هذه التركيبات، او الانظمة، يقولون انها تحتوي على اخطاء وعيوب كثيرة، «فهي جميعها نوع من التسويات ليس الا» كما يقول ايريك لي التي تقوم شركته «انتغريتد كونترول اكسبيرتس» في شيكاغو بتركيب بعض اجهزة وانظمة المسارح والصالات، لان النطاق الموجي هذا غالبا ما يكون ضعيفا شحيحا لحمل او نقل الاصوات ذات النقاوة العالية، كما ان هناك صعوبات في جعل الصوت يتلاءم مع الشاشة ويتزامن معها مع وجود السماعات الخلفية. كما ان الاشارات معرضة للتداخل. كذلك فان الاشارة بالاشعة ما دون الحمراء التي تكون عادة في خط النظر يمكن ان تنقطع اذا قام احدهم بسد هذا الخط. «واغلبية هذه الانظمة اللاسلكية هي سيئة للغاية» على حد قوله.

* منصة مكبرات

* ويقول الخبراء ان الحل الامثل اذا لم يمكن تمديد الاسلاك، هو استخدام منصة صوتية تكون عبارة عن صف من مكبرات الصوت يمكن تركيبها من دون صعوبات تحت الشاشة التلفزيونية المسطحة. ومثل هذه الانظمة تعمل على استغلال طبيعة السمعيات والصوتيات، بحيث يجري تفهم او توقع اتجاه الصوت اعتمادا على الفروقات البسيطة بين مكونات المعلومات وهي: شدة الصوت، التردد، الفرق الزمني في سماع الصوت عن طريق الاذنين اليمنى والسفلى، «اذ يتعلم الدماغ التقاط الاشارات الصغيرة التي تبلغك اين هي الاشياء بالابعاد الثلاثية» كما يقول جاك بيوسر من مختبرات «دولبي لابس» التي تقوم منتجاته باستخدام واسع لطبيعة الاصوات والسمعيات.

وعندما نسمع الصوت من اليمين يكون عادة اعلى بالنسبة للاذن اليمنى. والتأخير الحاصل لكي يصل الى الاذن اليسرى هو الوقت الذي يستغرقه الصوت لكي ينتقل بمقدار اربع بوصات، والذي يكون عبارة عن اجزاء من الالف من الثانية، لكنه كاف بالنسبة الينا لسماعه.

ويقوم النظام هذا للصوت الذي يطوقك من جميع الجوانب بتقليد ذلك، بحيث يبدو بعيدا عن الاذن اليمنى المواجهة له عن طريق بثه بشكل اقوى واشد قليلا عن طريق مكبر الصوت الايمن، مع تأخيره قليلا وبشدة منخفضة عن طريق مكبر الصوت الايسر.

واحد اسباب قدرتنا على استيعاب الاصوات على انها صادرة من خلفنا هو ان الجزء الخارجي من الاذن يقوم بترشيح بعض الترددات المحددة، وبالتالي تخفيض شدتها عن الاصوات الصادرة من الخلف. وعندما تقوم معالجات الصوت بازالة الترددات ذاتها وتخفيض شدتها بمقدار ضئيل، تبدأ ادمغتنا بادراك الصوت، كما لو انه صادر من الخلف. «انه مزيج من فنون مختلفة التي تتيح للصوت لكي يخدع الدماغ» كما يقول بيوسر.

وكانت «ياماها» التي سوقت اول نظام من منصات الصوت هذه في عام 2004 قد اضافت منعطفا جديدا للمبادئ السمعية هذه. ويستخدم نظامها (YSP-400 1800 دولار) 42 مكبرا للصوت وعملية معالجة معقدة لتصويب الموجات الصوتية بحيث ترتد عن الجدران، وبذلك يعتقد المستمع ان الصوت صادر عن نقطة الارتداد هذه.

* أنظمة صوتية

* ونظام «ياماها» قد يكون له افضلية بسيطة في الغرف، حيث مشاهدة التلفزيون ليس النشاط الوحيد. حيث تعطيل تأثير الصوت المطوق هذا يتيح ارسال الصوت عبر حزمة مركزة الى نقطة واحدة. وهو نظام لا يحتاج الى جدران ليرتد عنها، كما ان له مزيته في الغرف المفتوحة. والمسرح المنزلي HTS8100 DVD Home Theatre من «فيليبس» (800 دولار) كما يشير اسمه له مشغل «دي في دي» و«سي دي» بغية تعزيز الاقراص العادية وجعل اصواتها اقرب الى الجودة العالية. وتوجد على المنصة الصوتية ادوات للسقسقة (تصدر اصواتا كالعصافير) قياس بوصة واحدة، مع مكبرات صوت قياس 2.5 بوصة مع مكبر للصوت يركب على الارض يصدر صوت الـ«باس» فقط قياس 5.6 بوصات. ولدى تركيب الشاشة ووضعها في مكانها ينبغي ايضا مراعاة وضع النوافذ والستائر وغيرها لتعديل وضوح الصوت. اما جهاز «دينون (DHT-FS3" 1200 دولار) فيتطلب مصدرا للفيديو مثل مشغل اقراص «دي في دي» مثلا. وهو يستخدم ستة مكبرات صوت قياس 3.25 بوصة تشغلها خمسة مضخمات للصوت مركبة على المنصة الصوتية. لكن الامر يتطلب بعض الصبر لتركيب هذا النظام ومراجعة كتيب التوجيهات والارشادات باستمرار لتعديل الصوت وضبطه. وهناك نظام «مرانتز (ES7001 SSK" 1400 دولار) الذي يستخدم مكبرين للصوت في الاعلى، واثنين في الوسط، واثنين لصوت الـ«باس» كل واحد منها مزود بمضخم للصوت. والنظام هذا بحاجة الى وقت لتركيبه بالاستعانة بكتيب الارشادات. وهناك ايضا نظام «بولك اوديو سراوند بار» (1100 دولار) المزود بتسعة مكبرات للصوت قياس 3.5 بوصة، لكنه خال من مضخمات الصوت المبيتة فيه. من هنا فهو بحاجة الى خمسة مضخمات لاصوات القنوات لكي يقوم بعمله على اكمل وجه.

* خدمة «نيويورك تايمز»