كومبيوتر بسيط للأطفال.. يصلح لرجال الأعمال المسافرين

لايزال بحاجة إلى تحسينات إضافية

جهاز لابتوب «إكس أو» للأطفال («الشرق الاوسط»)
TT

كومبيوترات اللابتوب التي يستخدمها الأطفال في القرى البعيدة في الدول النامية ينبغي ان تكون رخيصة وصغيرة الحجم، سهلة الاستخدام ومتينة وموفرة في الطاقة. كما ان رجال الاعمال الذين يسافرون بالطائرة مسافات طويلة، مثل رحلة بين نيويورك الى باريس مثلا، بحاجة الى اجهزة مماثلة.

هنا يبرز السؤال التالي: هل اللابتوب الواحد للطفل الواحد من طراز «إكس أو» XO هو اداة جيدة لرجال الاعمال؟.

وعن طريق القاء نظرة سريعة على لابتوب «إكس أو»، لا بد وان تعجب بالتصميم الجيد، سواء فنيا او على صعيد الشكل. فهو مجهّز بمعالج «غيود إل إكس-700» Geode LX-700 من «أيه إم دي» الذي يعمل بسرعة 433 ميغاهيرتز بذاكرة «رام» تبلغ 256 ميغابايت مع شاشة عرض قياس 1200× 900. وهو ليس بالجهاز السريع، ومصمم بحيث لا يستهلك الكثير من الكهرباء، فالغرض منه قبل كل شيء ليس ادخاله في مباريات مع الاجهزة الاخرى. ويقول احد خبراء مجلة «آي تي» الالكترونية: «بعد استخدامي هذا الجهاز لمدة اسبوعين بمقدوري القول انه آلة رائعة بالنسبة الى الاطفال. فابني كان يهوى اللهو به مستخدما الالعاب والصور المتحركة. لكنني شخصيا لم احظ مثله بذلك النجاح. فبعض المسائل التي اعترضتني كانت مؤلمة للغاية. وكان بعضها على صورة تنافر وعدم انسجام بين احتياجات المستخدم البالغ للكومبيوتر، والبرامج المتوفرة فيه، والبعض الآخر كان عبارة عن مشاكل طبيعية مع الجهاز».

* كومبيوتر «جوّي»

* اليكم اولا الاخبار الجيدة. فعندما ارغب في استخدام الكومبيوتر في الرحلات الجوية فهو الجهاز الذي اود ان يكون معي، فهو صغير مقارنة بأجهزة اللابتوب التقليدية، ويمكنه ان يستقر بارتياح على الطاولة الصغيرة امام المسافر من دون التطاول على كرشي الكبير. كما انه، وخلافا للاجهزة الاخرى التقليدية، تدوم بطاريته خلال الرحلة كلها من دون الحاجة الى اعادة شحنها. واستنادا الى الاختبارات غير الرسمية التي قام بها بعض الذين اشتروا الجهاز في مرحلة مبكرة فقد دامت البطارية ثلاث ساعات ونصف الساعة من الاستخدام العادي. ولدى اطفاء الضوء الخلفي لتظهر الشاشة بحلتها الابيض والاسود العالية التحديد، دامت البطارية خمس ساعات ونصف الساعة. وبالمناسبة فانها في نمطها الاسود والابيض هذا وامكانية تحريكها مفصليا، فانها تشكل بيئة رائعة لقراءة البريد الالكتروني عليها. وهناك بعض السلبيات طبعا اهمها عدم القدرة على الارتباط بشبكة لاسلكية مرمزة WPA (كلمة المرور تفشل). وعلى الرغم من ان بعض المستخدمين قد تمكنوا من الاحتيال على ذلك، كما نشروا ذلك على الشبكة، لكن ولا اسلوب من هذه الاساليب نجح معي. ومن المفترض حل هذه المشكلة في الربيع المقبل. في اي حال لا تشكل هذه مشكلة بالنسبة الى نقاط «واي-فاي» الساخنة التي لا تستخدم نظام WPA.

ووقعت في مشكلة اخرى ايضا وانا احاول الوصل بشبكة «واي-فاي» في مكان عملي. وهو شأن العديد من الشبكات اللاسلكية في الشركات، حيث ينبغي علي ان افتح متصفح الشبكة للدخول إليها. في اي حال تستخدم شركتنا شهادة SSL غير اعتيادية. ولكون متصفح جهاز «إكس أو» لا يملك مثل هذا الخيار للقبول بمثل هذه الشهادة، فقد قام بدلا من ذلك فقط بعرض تحذير بارتكاب خطأ اختراق امني، ولم يفتح الصفحة. والمتصفح هو «كسول رنر» المحرك داخل نظام «فايرفوكس».

* تطبيقات مفيدة

* والتطبيقات البرمجية الاكثر فائدة للمستخدمين البالغين هي «معالج الكلمات» ومتصفح الشبكة والآلة الحاسبة. ومعالج الكلمات هو «أبي وورد» المبسط، لكنه يعمل تماما ويمكنه تنظيم جداول اساسية وصور داخلة فيها لكن يفتقر الى كاشف لتصحيح الإملاء وداعم للصيغ الجميلة. والبرنامج الذي يفتقر اليه الجهاز هو تطبيق البريد الالكتروني. ومع ذلك فان مثل هذه النواقص لا تردعني، لان الجهاز ينتمي الى نظام «لانيوكس» الذي يعني انه من المحتمل ان القليل من مشتريه الذين يربو عددهم على 150 الفا قادرون على ابتكار نسخ جديدة من نظام التشغيل الذي يناسب الكبار البالغين.

وهناك بعض الوسائط المبسطة مثل الكاميرا المبيتة فيه والمايكروفون، مما يعني انه بالامكان اجراء دردشة بالفيديو اذا توفر البرنامج الصحيح. ومن الامكانات المثيرة الاخرى المتوفرة فيه هو التشبيك الاوتوماتيكي مع الاجهزة الاخرى الشبيهة به اذ ما توفرت بالقرب منه، بحيث يمكن تحرير الوثائق الموجودة في الجهاز الآخر. وهذا قد يشكل اداة نافعة في الاعمال الجماعية التعاونية في مناطق العمل، شبيهة باداة «غوغل دوكس» لكن على مستوى محلي.

على اي حال فان المشكلة الرئيسية بالنسبة الى المستخدمين الكبار من البالغين هي لوحة المفاتيح الغشائية التي اختيرت بكل تأكيد لاسباب تتعلق باستمرارية الخدمة. فالشعور خلال استخدامها ليس مرضيا بتاتا خاصة بالنسبة الى حجم اصابع المستخدم الكبير البالغ التي تميل الى الانزلاق عن المفاتيح. واللوحة مصنوعة في الاصل لاغراض الصغار. اما رقعة اللمس التي تقوم مقام الماوس فهي تعمل تماما وان كانت ذات حساسية تزيد عن الحد قليلا. والبرنامج في حالته الحاضرة لا يناسب احتياجات الاعمال، والاهم من ذلك ان لوحة المفاتيح لا تعمل بالنسبة الى غالبية رجال الاعمال. واضافة الى كل ذلك فان من المحتمل ان الجهاز، ولا سيما البرنامج، ان يتغيرا بسرعة، لذلك من الاجدر مراقبة تطورات هذا الجهاز اذا رغبت في شراء واحد متين يدوم طويلا ومتدني السعر بغية استخدامه في الرحلات، وعلى الطرقات.