التلفزيونات العالية الوضوح.. أفضلها سعرا وتقنية

ازداد انتشارها مع ازدياد عرض برامج بتقنياتها

TT

احتلت اجهزة التلفزيون العالية الوضوح مركز الصدارة في معرض الالكترونيات الاستهلاكية الاخير في لاس فيغاس. وكانت من بينها اجهزة بشاشات رقيقة جدا تعمل بالبلازما كأجهزة اختبارية لا تتعدى سماكتها الـ9 مليمترات، فضلا عن جهاز تلفزيوني من «ويستنغهاوس» متكامل لاسلكيا بوصلة سلكية رفيعة للطاقة فقط، واجهزة تعمل بالليزر لاول مرة.

ويبدو ان الاجهزة العالية الوضوح التي عرضت تؤكد بما لا يرقى اليه الشك ان هذه التقنية انطلقت فعلا وباتت موجودة بعد محاولات فاشلة سابقا وتوقعات انها ستحل في كل مكان. فقد قدر عدد الاجهزة المباعة منها في موسم نهاية العام الماضي فقط في الولايات المتحدة بنحو 30 مليون جهاز.

وعلى الرغم من بروزها الكبير، الا انه لا تزال هناك بعض النقاط المعلقة مثل حجم الشاشة، درجة وضوحها، اسلوب المسح وكيفية انتاج الصورة (بالبلور السائل (إل سي دي) او البلازما او التسليط الضوئي). والاهم من ذلك كله فان اسعارها تتراوح ما بين 500 دولار حتى الآلاف من الدولارات.

* برامج وأجهزة ولحسن الحظ لم تعد هناك قلة او ندرة في البرامج التي جعلت المستهلكين في الماضي يتحولون عن قرارهم في شراء التلفزيونات العالية الوضوح، لان جميع الشبكات التلفزيونية الكبرى باتت تقدم برامج عالية الوضوح في الرياضة والاخبار والتمثيليات، فضلا عن المسلسلات. وعلى صعيد التسليم فان محطة «دايركت تي في» الفضائية في الولايات المتحدة هي من بين اكثر المسوقين للبرامج العالية الوضوح ايضا، فضلا عن المحطات التقليدية التي تبث عبر الكوابل.

كذلك فان الفصل بين الذين يدعمون التلفزيونات العالية الوضوح من الواقع اليومي الفعلي ليس بالامر السهل، لان الكثير من مقترحي التقنية هذه يستمرون في دمج التقنية العالية الوضوح مع التلفزيون الرقمي. ومثال على ذلك فان جمعية المعدات الالكترونية الاستهلاكية CEA حسبت اخيرا نسبة المنازل التي تملك تلفزيونات رقمية في الولايات المتحدة بنحو 50 في المائة من دون ان تذكر عدد الاجهزة في هذه النسبة التي هي عالية الوضوح، وعدد القديمة منها ذات التحديد العادي. وكانت جمعية CEA قد قدمت معلومات عن توقعات العام الحالي متوقعة شحن نحو 32 مليون جهاز جديد من التلفزيونات الرقمية، قائلة ان العالية التحديد منها يتوقع ان تصل نسبتها الى 79 في المائة. وهذا ما يضع توقعات العام الحالي من التلفزيونات العالية الوضوح بنحو 25.3 مليون وحدة. وهذا يعني ايضا ان الوقت مناسب جدا لشراء تلفزيونك الخاص بك من بين افضل الخيارات الشعبية المتوفرة، سواء على صعيد حجم الشاشة، او سعر الجهاز، ولهذا لا بد من مراجعة بعض الاصطلاحات الفنية الاساسية.

* الوضوح العالي ماذا يعني الوضوح او التحديد العالي؟ تأتي التلفزيونات العالية الوضوح بتحديدات ودرجات وضوح مختلفة، لكن افضلها تدعى 1080p، وهذا يعني تحديدا بدرجة 1920×1080 بيكسل بمسح متقدم. كما تتوفر اجهزة عالية الوضوح بصيغة عرض 720p، وهذا يعني تحديدا 1366×768 بيكسل. واخيرا هناك اجهزة 1080i التي تملك الحد الاقصى من الخطوط الافقية لكنها متحابكة ومتضافرة interlaced وهذا ما يشير اليه حرف i . وهذا يعني ان جميع الخطوط ذات الارقام المفردة تظهر متبوعة بالخطوط الافقية مما يؤدي الى صورة غير كاملة التكوين التي يمكن الحصول عليها عبر المسح المتقدم. من هنا يجري تفضيل 1080p، لكن اذا كان السعر عاملا مؤثرا، جرى اختيار تلفزيون بتحديد 720p كخيار ثان. والاخير مقارنة بالاجهزة العادية هو افضل منها بكثير. غير انه من المتوقع زوال جهاز 720p في نهاية المطاف امام زحف ابن عمه ذي البيكسلات العالية.

* الصورة كيف تتشكل الصورة؟ لعل افضل التقنيات شيوعا وشعبية لعرض الصور العالية الوضوح والتحديد هي الشاشات المصنوعة من البلور السائل (إل سي دي) والبلازما. ولعل التقنية الاولى مألوفة لدى كل من يملك ساعة «كاسيو». وهي تعمل عبر فرق للجهد الكهربائي يوضع عبر شطيرة (ساندويتش) من البلورات السائلة محصورة بين زجاجتين. اما الالوان فيجري تأليفها عن طريق بيكسلات (عناصر صورة) فرعية حمراء وخضراء وزرقاء. وتستخدم البلورات السائلة في الاجهزة العالية الوضوح المتوسطة الجودة. اما الاجهزة الاكبر والاعلى سعرا فمجهزة بشاشات بلازما، بحيث ينحصر غاز خامل بين طبقات من الزجاج الذي يمر عبره تيار كهربائي محولا اياه، اي الغاز، الى بلازما، الذي يتحول بدوره الى فوسفوري متوهج داخل الزجاج الامامي. وهذا ما يكون الصورة باسلوب لا يختلف كثيرا عن اسلوب شاشات انبوب الكاثود القديمة التي تستخدم حزمة من الالكترونات الموجهة الى الفوسفور المثار المترسب في الجانب الداخلي لشاشة التلفزيون. وكانت المشكلة الاولى حول تلفزيونات البلازما العالية الوضوح انها تصاب بالعطب بعد سنوات من الاستخدام، لكن هذه المشكلة ذللت وجرى تجاوزها كثيرا.

اما التقنية الثالثة فهي تدعى بـ «التسليط الضوئي الخلفي» التي هي من اعمدة الاجهزة الكبيرة، لكنها لا تبدو انها تلاقي شعبية كبيرة، مما دعا «سوني» و«هيتاشي» الى التخلي عنها. لكن بعض الشركات الاخرى، بما في ذلك «باناسونيك» و«ميتسوبيشي» ما زالتا تبيعانها، مستخدمة تقنية «تيكساس انسترومنتس» الرائعة والمتطورة جدا التي تدعى «معالجة الضوء الرقمي» DLP، والتي تعتمد على مصباح ضوئي معقد للغاية الذي ينبغي استبداله بعد 6000 ساعة من الاستخدام، ويكلف نحو 250 دولارا. وهذا هو احد العوامل السلبية التي تعوق شراء مثل هذا التلفزيون.

ومن الشركات التي تصنع التلفزيونات العالية الوضوح «ميتسوبيشي» و«باناسونيك» و«فيليبس» و«سامسونغ» و«شارب» و«سوني» و«توشيبا».