لعبة «المحيط اللامتناهي».. استرخاء ومتعة في مياه المحيطات

إبداع جديد وتجربة اكتشاف تفاعليّة في بيئة خلابة بسرعة إيقاع يحددها اللاعب

مشهد من اللعبة
TT

طرحت شركة «أريكا» Arika لعبة رائعة على جهاز «وي» Wii اسمها «إندليس أوشين» Endless Ocean (المحيط اللامتناهي)، تسمح للاعبين بمحاكاة تجارب الغوص الرائعة من داخل صالة الجلوس، وسبق للشركة نفسها طرح ألعاب شبيهة بهذه اللعبة على جهاز «بلايستيشن 2» (مثل «إيفير بلو» Everblue بإصداريها)، لكنّ هذه اللعبة تختلف عن تلك الإصدارات في أنّها تعرض الأحداث من المنظور الأوّل وتستخدم المنظور الأوّل للتدقيق في الأشياء عن كثب (المنظور الأول يعرض الأحداث من عيون شخصيّة اللاعب، بينما يمكن مشاهدة الشخصيّة باستخدام المنظور الثالث).

* كنوز ومدن غارقة

* اللعبة تضع اللاعب في دور غوّاص يكتشف بحرا خياليا في جزيرة «مانوا ماي» Manoa Lai، وذلك في محاولة للبحث عن الكنوز الغارقة والحياة تحت المياه. وتبدأ الاحداث على متن قارب توجد فيه شخصيّة «كاثرين سانداي» Catherine Sunday التي تساعد اللاعب وتقدّم تفاصيل ما يجب القيام به تحت سطح البحر، لكنّها تحب البحر وتخافه في الوقت نفسه. ويكتشف اللاعب في البداية المناطق الضحلة، وذلك لتعليمه أسس اللعبة. ويواجه اللاعب مخلوقات بحريّة عديدة أثناء اكتشافه للمحيط، تتراوح بين الأسماك الصغيرة والبطاريق والحيتان والأخطبوطات، وصولا إلى أسماك القرش الكبيرة وشياطين البحر. وتقدّم اللعبة العديد من المخلوقات البحريّة النادرة، بالإضافة إلى الدلافين والفقمات ومختلف القشريات التي يمكن تدريبها لأداء الحركات الخاصّة، ولترافق اللاعب أثناء اكتشافه لعالم المياه الرائع.

ويستطيع اللاعب وضع الأسماك التي يتعرّف عليها في حوض مائيّ خاصّ به. وتقدّم البيئة المتنوّعة في اللعبة الوسيلة لتجربة عملية الغوص والاسمتاع بجمالها ومخاطرها، بالإضافة إلى قدرة اللاعب على الوصول إلى الكهوف المائيّة واكتشاف الوديان المائيّة واكتشاف حطام السفن الغارقة أو الينابيع المعدنيّة الساخنة التي تخرج من قعر المحيط، والكثير غيرها من النشاطات التي لا يمكن لأغلب اللاعبين تجربتها في العالم الحقيقيّ، أو حتى في مكان واحد حقيقيّ يجمع جميع هذه العناصر.

وبعد اكتشاف اللاعب لعدّة مناطق قريبة من الشاطئ، فإنّه يمكنه الإبحار بالقارب إلى أماكن بعيدة عديدة موجودة على الخريطة. وتحتوي كلّ منطقة على مخلوقات مختلفة عن المناطق الأخرى، وهي متنوّعة من حيث طبيعة المنطقة، وتتراوح من الحيد المرجانيّ والأخاديد العميقة والكهوف الباردة، وصولا إلى سفن وآثار غارقة في المحيطات. وإن زار اللاعب هذه الاماكن في الليل، فإنّه سيشاهد مخلوقات تختلف عن تلك الموجودة في النهار.

* عناصر خاصة * ولا تقدّم اللعبة العناصر التقليديّة للعب، حيث يمكن للاعب الغوص والسباحة بحريّة مطلقة بدون الاكتراث إلى المتطلبات والتوقيت أو الوصول إلى أعماق كبيرة والصعود بسرعة إلى السطح من دون أن يتأثر، أو حتى لأسماك القرش التي لا تهدّد حياته ولا تهاجمه على الإطلاق، الأمر الذي يجعل من هذه اللعبة إمّا رائعة أو مملة في نظر اللاعبين. وقد يقنع اللاعب في البداية باكتشاف المحيطات والبحار، لكنّه سيُعجب عندما يقود الغوّاصين في رحلات خاصّة ومهمّات استرجاع للآثار من قعر المحيطات، أو أخذ الصور للمجلات وتكوين حوضه المائيّ الخاصّ الذي يحتوي على الكثير من الأسماك والمخلوقات الغريبة أو النادرة. ويمكن للاعب مصادقة بعض الدلافين وتسميتها، وحتى تعليمها بعض المهارات الجميلة، أو السباحة مع البطاريق وأُسود البحر، وقد تزوره بعض الحيوانات وهو في قاربه. وعلى الرغم من وجود الكثير من المهامّ التي يجب إتمامها، إلا أنّ اللعبة تفسح المجال للاعب لاختيار ما يريده وفي الوقت الذي يريده، لدرجة أنّه يمكنه الاستمتاع باللعبة لساعات طويلة وأيّام عديدة من دون إتمام أيّ مهمّة على الإطلاق. ويكفي مشاهدة حوت ضخم لأوّل مرة أو اكتشاف آثار مخفيّة لقرون عديدة، أو الوصول إلى أعماق مظلمة لينبهر اللاعب ويشعر بتجربة رائعة وغير مسبوقة. وسيجد اللاعب نفسه يلتقط صورا عديدة في أغلب الأحيان، حتى ولو لم تكن مهمّته التقاط الصور، ذلك أنّه توجد متعة فريدة في تصوير ما يجري تحت سطح البحار، خصوصا عند مرور سمكة قرش بيضاء فوق اللاعب واقترابها من منقطة مشمسة، أو مرور أسراب السمك الصغير بين الصخور المتلوّنة بالمرجان ونجوم البحر، أو حتى التقاط الحركات الرشيقة للدلافين وهي تلعب تحت المياه. ولكنّ الأمر المزعج في هذه الميزة هو وجود سقف أعلى لعدد الصور المخزنة، وعدم القدرة على المشاركة بها أو تبادلها مع الأصدقاء عبر الإنترنت.

* مواصفات تقنية

* رسومات اللعبة رائعة في معظم الأحيان، مثل مشاهد الحيد المرجانيّ بمختلف الألوان الرائعة المندمجة فيه، أو متابعة حوت أزرق ضخم يسبح برشاقة في المحيط. وتقدّم اللعبة رسومات تحرّك رائعة للشخصيّات Animations، مثل الأسماك والمخلوقات الأخرى. ويكفي مشاهدة خيوط أشعة الشمس تتراقص في المياه وتنعكس من على الرمال الذهبيّة، أو إضاءة المصباح الليليّ في قاع المحيط، لينسى اللاعب بأنّه يلعب لعبة إلكترونيّة. ولكن توجد في اللعبة بعض المناطق التي قد تُشعر اللاعب بتكرار المشاهد، مثل المسافات الطويلة التي لا يوجد فيها شيء سوى الرمال والصخور، خصوصا مع عدم وجود أيّة أسماك. وتُعتبر الرسومات تحت سطح البحر أفضل من تلك في قارب اللاعب، لكنّ الفترات التي يمضيها اللاعب فوق السطح قليلة جدّا بالمقارنة مع رحلات الاكتشافات والمهامّ التي يجب عليه القيام بها تحت سطح البحر. هذا وتسمح اللعبة بتحديد شكل شخصيّة اللعب بشكل بسيط (مثل كونه ذكرا أو أنثى، ولون الشعر وتسريحته، ولون البشرة)، ويمكن الحصول على معدات جديدة واستخدامها بعد التقدم في المراحل. هذا ولا ينخفض معدّل الرسومات (معدل الرسومات Frames Per Second FPS هو عدد المشاهد التي تظهر على الشاشة في كل ثانية، ويصل إلى 60 رسمة في الثانية في الوضع المثالي. وينخفض مع ازدياد الضغط على معالج الرسومات نظرا لزيادة الطلب على معالجة بيانات الرسومات. وغالبا ما ينخفض المعدل عند زيادة عدد الشخصيات في الشاشة الواحدة أو ازدياد حجم الشخصيات، أو كثرة المؤثرات الخاصة في الشاشة الواحدة) في معظم الأحيان، الأمر الذي يزيد من انسيابيّة اللعب وانغماس اللاعب في تجربة الغوص بدون انقطاع.

موسيقى اللعبة جميلة وتناسب أجواء اللعب، وألفت البعض منها فرقة «سيكريت غاردن» Secret Garden وأدّتها «هيلي ويستيرنا» Hayley Westerna. ويمكن الاستمتاع بألحان السيمفونيّات الرائعة في بعض المناطق، أو بأصوات الغناء المريح للأعصاب في مناطق أخرى، لتُعتبر موسيقى اللعبة من أفضل ما لُحن على جهاز «وي» إلى الآن. ويمكن للاعب الاستماع إلى موسيقاه الخاصّة أثناء اللعب عن طريق وضع ملفات MP3 على بطاقة الذاكرة «إس دي» SD، الأمر الذي يسمح للجميع بخوض تجربة صوتيّة رائعة تناسبهم (خصوصا ان استخدم اللاعب موسيقى ألعاب ملحميّة، مثل «زيلدا: أوكارينا أوف تايم» Zelda: Ocarina Of Time أو «شادو أوف ذا كولوسيس» Shadow Of The Colossus). المؤثرات الصوتيّة ممتازة، لكن كان يمكن رفع مستوى الأداء الصوتيّ للمثلين.

* تحكم بالشخصية

* ويتحكم اللاعب بالشخصيّة بواسطة أداة التحكم «ويموت» Wiimote عن طريق تحريك مؤشر يظهر على الشاشة. وإن ضغط اللاعب على زرّ بعد توجيه أداة التحكم إلى مكان ما على الشاشة، فإنّ شخصيّته ستتحرك في ذلك الاتجاه. وإن شاهد اللاعب سمكة أو حيوانا مائيّا ما، فإنّه يمكن إطعامه أو مداعبته. وعندما يتوهج المخلوق، فإنّ ذلك يعني بأنّ شخصيّة اللاعب تعرّفت على ذلك المخلوق وتستطيع الحصول على بعض الحقائق عنه. ويمكن للاعب التفاعل مع المخلوق نفسه لفترات طويلة ليجمع جميع المعلومات حوله، وهي تظهر في موسوعة تحملها «كاثرين» وتقوم بتطويرها. وتوجد في اللعبة عدّة مئات من أنواع الأسماك والمخلوقات البحريّة المختلفة، الأمر الذي يجعل من مهمّة إتمام كتابة الموسوعة أمرا طويلا، وجميلا في الوقت نفسه. هذا ويستطيع لاعبان الغوص معاً عن طريق الاتصال اللاسلكيّ «واي فاي» WiFi بين الأجهزة أو عن طريق الإنترنت، ويمكنهما تبادل 16 عبارة أو أمر مختلف، مثل «الحق بي» أو «كلا»، وذلك عن طريق الضغط المتكرّر على أزرار الاتجاهات الموجودة في أداة التحكم «ويموت».

هذا واكتُشف خطأ تقنيّ في اللعبة عند طرحها في اليابان (اسم اللعبة في اليابان هو «فور إيفر بلو» Forever Blue) جعلها تتوقف عن العمل عند تحقق شروط معيّنة، الأمر الذي أجبر الشركة على استرداد جميع النسخ المباعة وإصلاح الخطأ البرمجيّ وإرسال أقراص جديدة لجميع من اشترى اللعبة، وأزيل هذا الخطأ من إصدارات البلدان الأخرى. وبالنظر إلى سعر اللعبة البالغ 30 دولارا أميركيّا، فإنّه يمكن اعتبار اللعبة كنزا بحدّ ذاتها، خصوصا بعد مقارنتها بأسعار الألعاب الأخرى التي تصل إلى حوالي 50 دولارا أميركيّا، نظرا للمتعة الكبيرة التي تقدّمها وأسلوب اللعب غير المسبوق.

* معلومات عن اللعبة الشركة المصنّعة: «أريكا» Arika http://www.arika.co.jp الشركة الناشرة: «نينتندو» Nintendo http://www.nintendo.com صفحة اللعبة على الإنترنت: http://www.endlessocean.com نوع اللعبة: مغامرات Adventure أجهزة اللعب: «وي» Wii تاريخ الإصدار: 08/2007 في اليابان و11/2007 في الاتحاد الأوروبيّ و01/2007 في الولايات المتحدة الأميركيّة وأستراليا تقييم مجلس برمجيّات الترفيه ESRB: للجميع «E» عدد اللاعبين: 1-2