هل تحل الأفلام السينمائية المنزلة من الإنترنت محل أقراص دي في دي؟

اقتراب عصر تنزيلها إلكترونيا

خدمة «نيويورك تايمز»
TT

قبل اسابيع قليلة اعلنت «نيتفليكس» انها ستتخلى عن اقراص «دي في دي» العالية الوضوح HD DVD التي دخلت «توشيبا» بواسطتها الى حرب صيغ ومواصفات اقراص «دي في دي» العالية الوضوح. وقبل اسبوعين تخلت محلات «وول-مارت» عن بيع اقراص HD DVD ايضا. وكانت استسلمت «توشيبا» تماما معلنة نهاية حرب صيغ لا مبرر لها منذ عصر «بيتاميكس- في إتش إس» (المتعلقة باشرطة الفيديو التقليدية في ثمانينات القرن الماضي). ولكن لماذا يقوم العديد من الشركات بالتخلي عن HD DVD بهذه السرعة؟ احد الاسباب الظاهرة هو اقتراب عصر تنزيل الافلام من شبكة الانترنت. والمنطق هنا يقول انه طالما توجد هناك حرب صيغ فالمستهلكون لا يقومون بشراء مشغلات «دي في دي» من اي نوع كان من الصنفين. ولكن اذا رسا الامر على صيغة واحدة فانه لا يهم عند ذاك بحيث يمكن لصناعات السينما والالكترونيات الشروع على الاقل في حلب ما تبقى من السنوات من حياة هذه الاقراص.

أفلام الإنترنت

* لكن عصر تنزيل افلام الانترنت لا يزال بعيدا اكثر مما يتوقع الناس لاربعة اسباب رئيسية:

اولا: ان تنزيل الافلام يتطلب وصلات انترنتية عالية السرعة، وان نصف منازل الاميركيين يمتلك مثل هذه الوصلات، ويبدو ان الرقم لن يتغير لسنوات من الآن.

ثانيا: ان الافلام التي يجرى تنزيلها لا تتضمن تعليقات المخرج، ولا المشاهد المحذوفة، أو حتى خيارات النهايات واللغات المستخدمة، او اي شيء من محاسن اقراص «دي في دي». اي انها ليست تجربة غنية بتاتا.

ثالثا: الافلام التي يجرى تنزيلها لا تقدم النوعية العالية كمشاهد واصوات ايضا، كاقراص «دي في دي»، حتى حسب المقاييس العادية المتبعة. وافلام الانترنت هي افلام مضغوطة بغية تنزيلها بشكل اسرع، مما يؤثر على جودة الصور والصوت مقارنة باقراص «دي في دي» الحديثة.

واخيرا: فان خدمات تنزيل الافلام في يومنا هذا تحمل بصمات مديري ستوديوهات هذه الافلام. وعندما يتعلق الامر بالافلام الرقمية لهذا العصر الجديد فان هؤلاء المديرين ليسوا معروفين كثيرا بنظرتهم الثاقبة. ومثال على ذلك فانه بغض النظر عن الخدمة التي تختارها لتنزيل الافلام ستجد نفسك تواجه الاضطراب السخيف ذاته كتحديد وقت المشاهدة، اذ يتوجب عليك مشاهدة الفيلم الذي استأجرته خلال 30 يوما. وحالما تبدأ بذلك، يتوجب الانتهاء من مشاهدته خلال 24 ساعة.

ولا نستطيع فهم المنطق من وراء ذلك؟ فهم قد حصلوا على دراهمك، فلماذا يعنيهم، ان كنت بدأت مثلا بمشاهدة الفيلم في اليوم الثلاثين، او الواحد والثلاثين؟

ثم هناك محدودية الـ 24 ساعة. ولنفترض انك بدأت المشاهدة في الساعة السابعة والنصف مساء. وبعد توقيف عرض الفيلم لتناول العشاء، وقضاء بعض الواجبات المنزلية، فقد لا يتسع الوقت بعد ذلك الى استئناف الفيلم ومشاهدة نهايته مرة واحدة. وهذا يعني انك لا تستطيع تأجيل ذلك الى امسية اليوم التالي في الساعة السابعة والنصف ذاتها، لانه في ذلك الوقت يحين موعد قيام الفيلم بتدمير ذاته.

والسؤال هنا هو ماذا تخسر هذه الستوديوهات لو قدمت فترة تأجير تدوم 27 ساعة؟ او ثلاثة ايام مثلا؟ او حتى اسبوعا؟ لا شيء. وفي الواقع انها هكذا قد تستقطب الملايين من الزبائن. وفي اقل الاحتمالات فانه بدلا من الغاء ذاتها، حبذا لو قام الفيلم بالاعلان عن نفسه قائلا «هل ترغب بفترة 24 ساعة اضافية مقابل دولار واحد فقط»؟

ولغرض حماية بقرتهم الحلوب فان غالبية الستوديوهات لا تطلق افلامها على الانترنت الا بعد شهر من توفرها على اقراص «دي في دي».

وعلى الرغم من هذه التحديدات فان العديد من الشركات شرعت تستثمر في قطاع التنزيلات الرقمية من الانترنت. وبعضها يقوم بتسليم الافلام السينمائية الى شاشة جهازك الكومبيوتري التي لن تستقطب احدا سوى غريبي الاطوار. والواقع ان لا احد يجمع افراد عائلته في امسية لمشاهدة فيلم سينمائي حول جهاز «ديل» قديم.

أجهزة للأفلام

* وتقوم العديد من الاجهزة في اي حال بارسال الافلام مباشرة الى جهازك التلفزيوني مقابل ثلاثة الى خمسة دولارات للفيلم الواحد، واليكم بعض هذه العلب:

- أبل تي في: بفضل برنامج التحديث المجاني اكتسبت علبة «أبل» الصغيرة الرشيقة حياة كاملة جديدة، فهي الآن تتصل مباشرة الى مخزن «آي تيونس» على الشبكة من دون الحاجة الى الكومبيوتر. ويجري تخزين الافلام على القرص الصلب الداخلي لعلبة «أبل تي في».

وتبدأ الافلام ذات الوضوح العادي القياسي بالعرض بعد ثوان من اختيارها، وتبدأ بمشاهد بداية الفيلم، في حين يجري تنزيل الباقي. اما الافلام العالية الوضوح فانها تستغرق دقائق قبل ان تبدأ العرض.

وخلال سنتين من الآن تكون «أبل تي في» هي العلبة التي تحاول جميع العلب الاخرى التغلب عليها. اذ يصبح الابحار في مخزن الافلام نوعا من الاستمتاع. كما تصبح الصور عالية الجودة، في حين تكون الشبكة اللاسلكية مبيتة فيها خلافا الى منافساتها. ويمكن شراء الحلقات من 650 مسلسلا تلفزيونيا حسب الطلب مقابل دولارين للحلقة الواحدة، والتي لا يمكن لمنافساتها من العلب الاخرى حتى الاقتراب منها. واخيرا فان «أبل تي في» تقوم بأدوار اخرى كثيرة منها عرض جميع القطع الموسيقية والصور والافلام من جهاز الكومبيوتر «ماك» او «بي سي» الخاص بك وتشغيل جميع اذاعات «بودكاست» والفيديوهات من الشبكة.

لكن ادراج مخزن الافلام في «أبل تي في» تبدو خاوية قليلا. فالمتوفر هو اقل من 1000 فيلم سينمائي، 100 منها فقط هي ذات تحديد عال مقابل 90 الف عنوان فيلم يقدمها «نيتفليكس» على اقراص «دي في دي»، 900 منها ذات نوعية عالية التحديد.

- علبة TiVo/amazon Unnbox. هذه هي علبة اخرى الغرض الاصلي منها شيء مختلف تماما عن تنزيل الافلام. لكن تكمن في حقيبتها المزدهرة من افلام الفيديو امكانية قيام التلفزيون التفاعليTiVo استئجار، او شراء الافلام التي يجري تنزيلها من خدمة «يونيبوكس» التابعة الى «أمازون» Amazon.com. وبذلك لن تحتاج بعد الان ان تطلب هذه الافلام من «أمازون دوت كوم»، بل يمكن طلبها مباشرة وانت جالس على الاريكة.

لكن العرض لن يكون فوريا، وبالنسبة الى التلفزيون التفاعلي TiVo يمكنك الشروع في المشاهدة بعد عشر دقائق من الطلب، اما بالنسبة الى الطرازات الاقدم فعليك الانتظار لكي يجري تنزيل الفيلم كله من (ساعة الى خمس ساعات). وعملية الاختيار لا تزال محصورة، اذ يتوفر 3200 فيلم للايجار و4700 للشراء، وجميعها ليست بالوضوح العالي.

- إكسبوكس 360: مرة اخرى هنا علبة خدماتها السينمائية ليست من النوع الذي يستقطب الجماهير جدا، بل هي مخصصة اصلا للالعاب. لذلك فإن السينما هنا هي امر ثانوي، وهي بالتالي في ادنى اللائحة.

وعليك هنا مشاهدة الافلام خلال 14 يوما وليس 30، كما وان اداة التحكم عن بعد ليست مصممة لاعادة مشاهد الفيديو. كذلك فإن مسألة دفع رسوم الافلام معقدة ومشوشة عن طريق استخدام «نقاط» من «مايكروسوفت» التي ينبغي ابتياعها في مقاطع سعر كل منها خمسة دولارات. وعلى الرغم من توفر العديد من العروض التلفزيونية، إلا انه لا يوجد في الكتالوغ سوى 300 فيلم في اي وقت من الاوقات، نصفها فقط بالتحديد والوضوح العاليين.

- فيديو Vudu: عبارة عن علبة سوداء صغيرة مدمجة معبأة بداية بنحو 5000 فيلم سينمائي، ولدى شرائك او استئجارك فيلماً منها، يمكنك الرجوع الى الخلف بالمشاهد فورا. ويصل الى هذه العلبة نحو 20 فيلما جديدا اسبوعيا لتحل محل 20 فيلما قديما في القرص الصلب سعة 250 غيغابايتز. وعلبة «فيديو» هذه هي علبة مكرسة فقط للسينما. ونوعية المشاهد جيدة، واداة التحكم عن بعد لا تحتوي إلا على اربعة ازرار.

* خدمة نيويورك تايمز