نقلة نوعيّة ناجحة في لعبة «ريزدنت إيفل: ذي أمبريلا كرونيكلز»

قصص غير مروية من الإصدارات السابقة ومواقف مخيفة بإيقاع سريع

مشاهد من اللعبة
TT

طرحت شركة «كابكوم» Capcom الإصدار الخامس عشر في سلسلة ألعاب الرعب والذعر «ريزدنت إيفل» تحت اسم «ريزدنت إيفل: ذي أمبريلا كرونيكلز» Resident Evil: The Umbrella Chronicles، والتي تُعتبر تغييرا عن أسلوب اللعب التقليديّ المستخدم في الإصدارات السابقة، حيث إنّ اللاعب لا يشاهد شخصيّته ولا يمكنه تحريكها بنفسه، ويجب عليه إطلاق النار على الأعداء فقط. وتأخذ اللعبة اللاعب في رحلة زمنيّة عبر 12 عاما من الإصدارات المختلفة على 8 أجهزة للألعاب، وهي تعرض قصصا غير مروية بشكل كامل كانت موجودة في الإصدارات السابقة.

* قصّة اللعبة

* تتبع اللعبة قصّة انهيار شركة «أمبريلا» Umbrella Corporation التي أطلقت فيروسا اسمه «تي» T يحوّل الناس إلى مخلوقات متعطشة للدماء، ويجب على اللاعب الحصول على المعلومات المتعلقة بهذه الشركة والوصول إلى المخرج من دون أن يدخل الفيروس إلى جسده من هذه المخلوقات، وإلا سيتحوّل اللاعب إلى مخلوق مثلها. وتأخذ اللعبة اللاعب إلى مواقف من إصدارات سابقة للسلسلة، ليغير على مقرّ الشركة الرئيسيّ بعد ذلك. وتحتوي اللعبة على 4 فصول رئيسيّة، مع وجود 10 سيناريوهات مقسمة إلى 22 مرحلة مختلفة. الفصل الأوّل هو «خروج القطار عن مساره» Train Derailment، والذي يروي الأحداث من إصدار «ريزدنت إيفل: زيرو»، ويسمح للاعب باختيار شخصيّة اللعب بين «بيلي كوين» Billy Coen و«ريبيكا تشيمبرز» Rebecca Chambers. وينتشر في هذا الفصل فيروس «تي» في مركز لتدريب المديرين في الشركة بسبب هجمات «جيمس ماركوس» James Marcus. ويُرسل سيرغي فلاديمير Sergei Vladimir مخلوقا معدلا بهذا الفيروس وراء أحد اتباعه الذي اعتقد بأنه خان الشركة.

الفصل الثاني من اللعبة يدور حول الأحداث التي حصلت في الجزء الأوّل من اللعبة، حيث يعرض المشاكل التي واجهت «ريبيكا تشيمبرز» بعد أحداث «ريزدنت إيفل: زيرو»، لكن قبل ملاقاة البطلين في الجزء الأوّل. وتنام «ريبيكا» بعد وصولها إلى السكن في منشأة أبحاث «أركليه» بسبب الإرهاق، ليوقظها زميلها «ريتشارد آيكين» Richard Aiken ولتبدأ رحلة البحث عن الناجين الآخرين من مجموعتهم. وعند مهاجمة الفريق، يضحي «ريتشارد» بنفسه لينقذ «ريبيكا». ويمكن للاعب الاختيار بين شخصيّات «كريس ريدفيلد» Chris Redfield و«جيل فالنتاينر» Jill Valentine، ويكتشف بأنّه موجود في مستودع تحت الأرض لمنشأة «آركلي» للأبحاث، وستدمر المنشأة نفسها بشكل آليّ بعد فترة قصيرة. وعندما يحاول اللاعب استخراج المعلومات من الكومبيوترات، يفاجأ بأنّها موجودة في الكومبيوترالمركزيّ للمنشأة. ويقرّر اللاعب الخروج من المنشأة، ليواجه «ليسا تريفر» Lisa Trevor (ابنة مصمّم المنشأة والتي هي عبارة عن حقل تجارب للفيروسات الغريبة) عند المخرج.

وبالنسبة للفصل الثالث من اللعبة، فإنّ أحداثه تدور في الجزء الثاني (بعضها منه) والثالث من اللعبة، مع استخدام بعض الخرائط من جزء «ريزدنت إيفل آوتبريك» Resident Evil: Outbreak. ويمكن للاعب الاختيار من بين شخصيّات «جيل فالنتاين» و«كارلوس أوليفيرا» Carlos Oliveira، حيث يجب على اللاعب إحضار عينة من فيروس «جي» G. وعند محاولة اللاعب ملاقاة شخص حامل للفيروس في أحد الفنادق، يكتشف بأنّ ذلك الشخص ميت، ولكنّ اللاعب يأخذ نسيجا من جسد ذلك الشخص. ويجب على اللاعب الهرب من مدينة «راكون» على متن طائرة مروحيّة. ويحتوي هذا الفصل على مرحلة إضافيّة من الجزء الثاني، والتي يعلم فيها اللاعب بهجوم المخلوقات الغريبة إلى المدينة وعدم قدرة رجال الشرطة على ردعهم.

ويبقى الفصل الرابع والذي يُعتبر جديدا على السلسلة، حيث تدور أحداثه في عام 2003 (5 أعوام قبل تدمير مدينة «راكون»، وعام واحد قبل أحداث الجزء الرابع من اللعبة). ويهاجم اللاعب في هذا الفصل أهمّ منشأة تابعة لشركة «أمبريلا» والتي تحتوي على كومبيوتر «الملكة الحمراء» Red Queen الخارق وجميع المعلومات المتعلقة بالشركة. ويُطلق «سيرغيه» فيروس «تي» في منشأته، ويجب على اللاعب تدمير أهمّ سلاح موجود لدى الشركة، والمسمّى بـ «مشروع تي- آلوس» T-A.L.O.S.. وسيواجه اللاعب مخلوقات متطوّرة جدّا في هذا الفصل، ليحقن «سيرغي» نفسه بالفيروس ويتحوّل إلى وحش مرعب. وسيعلم اللاعب في نهاية اللعبة بأنّ مؤسس الشركة مطارد عالميّا بتهمة تدمير مدينة «راكون» وغيرها من الجرائم البشعة، ويعلم كيفيّة وصول «ويسكير» Wesker إلى منصبه في الجزء الرابع من اللعبة.

* مزايا اللعب اللعبة لا تسمح للاعب بالتحرّك كيفما يريد، بل تأخذه في درب هي تختاره، ويجب عليه إطلاق النار من المنظور الأوّل (لا يرى اللاعب شخصيّة اللعب، وكأنّ الكاميرا تصوّر الأحداث من منظور الشخصيّة) عند مواجهة الأعداء (بشكل يشابه سلسلة ألعاب «منزل الموتى» The House Of The Dead) والحصول على الأسلحة الإضافيّة ووحدات الطاقة، واختيار طريق من بين طريقين في بعض الأحيان. ويمكن للاعب تحريك رأسه بشكل محدود باستخدام ملحق أداة التحكم «نانتشاك» Nunchuk. هذا وتُغيّر اللعبة منظورها في بعض الأحيان لتعرض الأحداث من المنظور الثالث (اللاعب يرى شخصيّته بأكملها)، ويجب عليه مواجهة الأعداء من قُرب باستخدام السلاح الأبيض أو بالضغط على سلسلة من الأزرار التي تظهر على الشاشة.

ويجب على اللاعب تعيين أداة التحكم على الشاشة لاختيار المكان الذي يريد إطلاق النار عليه، ومن ثمّ تحريكها إن أراد وضع الرصاص مرّة أخرى في مسدسه قبل نفاد الكميّة كلها (ستعيد اللعبة وضع الرصاص في المسدس بشكل آليّ بعد نفاده). وتجدر الإشارة إلى أنّ طلقات مسدس اللاعب لا تنفد، ولكنّ طلقات الأسلحة الأخرى ذات القوى الناريّة الأكبر (والتي تحتاج إلى وقت أكبر لإعادة وضع الرصاص فيها) تنفد بسرعة (مثل البندقيات والرشاشات والقنابل وقاذفات الصواريخ). وسيطلق اللاعب النيران على الأعداء المختلفين، ويحتاج كلّ عدوّ إلى حوالي 12 طلقة لقتله، إلا أنّ الطلقات الموجهة إلى الرأس تصيبهم بالضرر بشكل أكبر من الطلقات الموجهة إلى أجسادهم، وقد تقتلهم طلقة رأسيّة واحدة فورا، ولكنّ هذا الأمر ليس مضمونا مع كلّ عدوّ. وبالنسبة لهجمات مجموعات الأعداء الكثيفة، مثل الحشرات والطيور والوطاويط والغربان والعناكب والنحل والديدان، فإنّه يكفي تحريك سكين اللاعب أثناء اندفاعهم نحوه لقتلها.

وينقسم كلّ فصل إلى عدة مراحل تحتوي على نقاط لحفظ وتسجيل تقدّم اللاعب في نهايتها. ويحصل اللاعب على تقييم (نجوم) في نهايات المراحل حسب أدائه في كلّ مرحلة، والتي يمكن استخدامها لتطوير الأسلحة. هذا ويحتاج اللاعب إلى الحصول على تقييم معيّن للحصول على بعض المراحل المخفيّة أو مناطق من المراحل. ويؤثر عدد الإصابات والزمن المستغرق لإتمام المرحلة ومقدار العناصر التي دمرها اللاعب (مثل اللوحات والمصابيح والصناديق) وعدد العناصر التي حصل عليها (مثل الأعشاب والملفات السريّة) والإصابات الفوريّة للأعداء على تقييم اللاعب في كلّ مرحلة، الأمر الذي سيجعل اللاعبين يعودون إلى المراحل التي أكملوها في محاولة لرفع تقييمهم للوصول إلى المناطق المخفيّة في اللعبة. هذا وسيحصل اللاعب على نمط اللعب التعاونيّ بعد إتمام الفصل الرابع من اللعبة، والذي يسمح للاعبين اثنين بالتعاون في كلّ مرحلة.

إيقاع اللعب السريع يحتاج إلى بعض الاستراتيجيّة من اللاعب، حيث انّ تغيير الأسلحة في الأوقات المناسبة وعند مواجهة الأعداء المختلفين هو أمر مهم جدّا، خصوصا عند مواجهة أعداء نهايات المراحل. وسيشعر بعض اللاعبين بالخوف عند مواجهة الأعداء والوحوش التي أخافتهم قبل عدّة سنوات عندما لعبوا بإصدارات السلسلة، بالإضافة إلى بعض المواقف المخيفة التي سيواجهها اللاعب بسبب أنّ اللعبة هي التي تتحكم بالكاميرا، وستتحرك إلى جهة يوجد فيها العديد من الأعداء الذين سيهجمون عليه فورا. وسيحتاج اللاعب إلى حوالي 8 ساعات لإتمام اللعبة بشكل سريع في المرّة الأولى، لكنّه سيحتاج إلى وقت أكثر إن أراد الاستمتاع بها والحصول على جميع العناصر المخفيّة في المراحل ورفع تقييمه (أكثر من 20 ساعة).

هذا وطرحت الشركة مجلتين مصوّرتين عن اللعبة بالرسومات اليابانيّة «مانغا» Manga عن أحداث اللعبة، وروايتين كاملتين وقرصا ليزريّا يحتوي على 49 أغنية متعلقة باللعبة، وذلك للترويج لها ولحثّ اللاعبين على اللعب بها وعدم التفكير بأنّها مجرّد تجميع للإصدارات السابقة وعرض لتاريخ اللعبة.

* مواصفات تقنية رسومات اللعبة جميلة وتُعطي اللاعب شعورا بأنّه موجود في بيئة حقيقيّة، وهي تعتمد على مؤثرات الإضاءة بشكل كبير جدّا، خصوصا في المراحل التي لا يستطيع فيها اللاعب رؤية أيّ شيء من حوله إلا عند استخدام المصباح اليدوي الذي يحمله. وتحتوي اللعبة على خلفيات متعددة جميلة وأعداء مختلفين، مثل الأشخاص والكلاب والقردة وأسماك القرش والأفاعي والنباتات. وتدعم اللعبة عرض الصورة بدقة 480 التسلسليّة Progressive وعلى الشاشات العريضة بنسبة 16 إلى 9 (16:9) Widescreen. ولا ينخفض معدّل الرسومات (معدل الرسومات Frames Per Second FPS هو عدد المشاهد التي تظهر على الشاشة في كل ثانية، ويصل إلى 60 رسمة في الثانية في الوضع المثالي. وينخفض مع ازدياد الضغط على معالج الرسومات نظرا لزيادة الطلب على معالجة بيانات الرسومات. وغالبا ما ينخفض المعدل عند زيادة عدد الشخصيات في الشاشة الواحدة أو ازدياد حجم الشخصيات، أو كثرة المؤثرات الخاصة في الشاشة الواحدة) إلا في بعض الأوقات القليلة، الأمر الضروريّ أثناء قتال الأعداء الذين غالبا ما يباغتون اللاعب عندما لا يتوقعهم. وبالنسبة لرسومات تحرّك الشخصيّات Animations، فإنّها متقنة الرسم وكثيرة، بالإضافة إلى أنّ تراكيب الرسومات Texture (تراكيب الرسومات هو مصطلح لوضع صورة شيء ما فوق مجسم ثلاثي الأبعاد، حيث يتم رسم المجسّم في بادئ الأمر، ومن ثمّ كسوه بأكمله بغطاء ليعطيه شكله الملموس، وكأن التركيب هو جلد للمجسم. ويكون هذا التركيب عبارة عن صورة عالية الوضوح. وكمثال على ذلك، فإنّه يمكن للمبرمج رسم هضبة على شكل مجسّم مجرّد، ومن ثم كسوه بصورة للتراب مع الحشائش والحجارة (عالية الدقة والوضوح). موسيقى اللعبة سريعة بعض الشيء، ولا تناسب أجواء الرعب والذعر، إذ انّها قد تضيع عامل الخوف الذي يحتاج إلى موسيقى أبطأ، ولكنّها مقبولة. أداء الأصوات جيّد جدّا، خصوصا دور شخصيّة «ويسكير»، وأسلوب التحكم جيّد وسريع الاستجابة في بعض الأحيان، إلا أنّه ليس دقيقا كما اعتاد اللاعبون في الألعاب الأخرى لجهاز «وي». وتجدر الإشارة إلى أنّ اللعبة تدعم ملحق «وي زابر» Wii Zapper الذي توضع فيه أداة التحكم «ويموت» ويحمله اللاعب بيديه لتسهيل التصويب.

اللعبة تقدّم الكثير من العناصر لمن لعب بالإصدارات السابقة، لكنّ القصة قد تكون صعبة الفهم لمن لم يلعب بتلك الإصدارات، خصوصا أنّ اللعبة تتنقل بين الشخصيّات المتعدّدة للعبة في أزمنة مختلفة. إيقاع اللاعب السريع مثير، وستخيف اللعبة اللاعبين في بعض الأحيان. مستوى الرسومات ممتاز، خصوصا مع انتشار الألعاب الطفولية على جهاز «وي». ويمكن اعتبار هذا الإصدار على أنّه نقلة نوعيّة ناجحة لطريقة اللعب لسلسلة «ريزدنت إيفل»، خصوصا مع عدم نجاح المحاولات السابقة («ريزدنت إيفل: سيرفايفر» Resident Evil: Survivor على جهاز «بلايستيشن» في عام 2000، و«ريزدنت إيفل: ديد إيم» Resident Evil: Dead Aim على جهاز «بلايستيشن 2» في عام 2003).

* معلومات عن اللعبة

* الشركة المصنّعة: «كابكوم» Capcom http://www.capcom.com الشركة الناشرة: «كابكوم» Capcom http://www.capcom.com صفحة اللعبة على الإنترنت: http://www.residentevil.com نوع اللعبة: إطلاق نار من المنظور الأوّل First-person Shooter أجهزة اللعب: «وي» Wii تاريخ الإصدار: 11/2007 في الولايات المتحدة الأميركيّة والاتحاد الأوروبيّ واليابان و12/2007 في استراليا تقييم مجلس برمجيّات الترفيه ESRB: للبالغين «M» عدد اللاعبين: 1-2