برمجيات لاستعادة الصور التالفة والمفقودة

بعضها يمكن تنزيله من الإنترنت

خدمة «كي آر تي»
TT

في ابريل الماضي فقدت السيدة سيفينغي الممرضة التي تعيش في جنوب ولاية ماين في الولايات المتحدة والدها وشقيقها خلال اسبوع واحد. فقد توفي والدها جون تيرجيون عرضا بسبب التسمم بأول اوكسيد الكاربون، لكن شقيقها كريغ تيرجيون توفي من مرض السرطان وعمره لا يتجاوز 24 سنة. وعندما كانت تستعد لتكريم ذكراهما، اعطت سيفينغي كاميرتها الى صديقة لها، طالبة منها ان تقوم بطبع آخر الصور مع اخيها التي التقطت مع ابنها جاك البالغ من العمر تسعة اشهر.

وعادت الصديقة بوجه قاتم لتقول لها ان الفني المسؤول عن تظهير الصور في محلات «رايت أيد» قام بمحو القرص بطريق الخطأ. «ولدى سماعي بذلك اصبت بصدمة» كما تقول هذه السيدة.

وقد سمعت قصة هذه السيدة بعد مضي اسابيع من صديق مشترك. ونظرا الى التقدم الذي احرز في العلوم الرقمية في العقد الاخير، فقد بحثت في الخدمات الخاصة باستعادة هذه الصور، فوجدت ان تجربة السيدة سيفينغي هي من الامور الشائعة جدا، وهي ليست بمسألة ميؤوس منها كما يعتقد البعض اساسا.

وفي كل سنة فان الالاف من الاشخاص يفقدون او يتلفون او يمحون عن طريق الخطأ الصور الرقمية المخزنة في الوسط التخزيني الذي يمكن نزعه من الكاميرا. ويأتي هذا الوسط بثلاثة اشكال: قضبان ذاكرة، او بطاقات فلاش صغيرة مدمجة برقميات امينة، او بطاقات «إس دي». ومهما اختلفت الاسماء فانها معرضة الى التلف بسبب الاستعمال السيئ، او وجود الكهرباء المستقرة، او خطأ في الكومبيوتر.

استعادة الصور

* وكبريات خدمات اصلاح الكومبيوتر مثل «غريك سكواد» و«غوروس2غو» و«نيردس تو غو» لا تقدم خدمات لاستعادة الصور. لكن بفضل تطور تقنيات استعادة الصور مع نمو سوق الكاميرات الرقمية، يبدو انها باتت قادرة على انتاج نتائج جيدة طالما انك مستعد لانفاق بعض المال او الدخول ببعض النشاطات الدقيقة من نوع (اصنعها بنفسك).

وهناك بضعة برمجيات تتوفر على الشبكة مقابل 30 دولارا، بما في ذلك «فوتو ريسكيو» PhotoRescue و«اميج ريكول» ImageRecall من شأنها مساعدة المستخدمين في عمليات استعادة الصور في المنزل. لكن الخبراء يقولون ان ذلك يعتمد على مهاراتك التقنية، ونوع التلف الحاصل، والقيمة العاطفية للصور، وما اذا كنت ترغب في الحصول على مساعدة خارجية.

ويقول بريان كارني مدير ادارة الانتاج في «غايدانس سوفتواير» المؤسسة التي مقرها باسادينا في كاليفورنيا التي تنتج برمجيات خاصة بالتشريح الرقمي لمساعدة المحققين الجنائيين ان من «الافضل سؤال احدهم من الذين يعرفون، ما الذي ينبغي عمله، نظرا لعدم رغبتك في جعل الامور اكثر سوءا مما عليه الان».

ويضيف كارني ان على المستهلكين ان يوجهوا اسئلة مهمة الى الاشخاص الذين يؤمنونهم على بطاقات الذاكرة الخاصة بهم. واولها، ما اذا كانوا يفهمون «وقف التسجيل»write blocking، أي التصوير فوق الصور المخزنة، او فنون مناولة المعلومات التي تمنع المستخدمين من تسجيل معلومات جديدة في جهاز التخزين. «فإذا وضعت بطاقة الذاكرة في جهاز اللابتوب يقوم نظام التشغيل بإحداث تغيرات. وكلما كررت ذلك فانك تجعل من الصعب، ان لم يكن من المستحيل استعادة المعلومات» على حد قوله.

ولتجربة بعض من خدمات استعادة الصور اعطيت بطاقة «إس دي» الخاصة بالسيدة سيفينغي الى اثنين من الاخصائيين في استعادة المعلومات والمعطيات. وكان جم دويل كبير المديرين في «غايدانس سوفتواير» Guidance Software الذي اشرف في احدى المرات على تحقيقات تتعلق بالكومبيوتر تخص دائرة الشرطة في نيويورك اول من تلقى هذه المهمة. وفعلا استخدم دويل تطبيق «إن كايس» EnCase المطور من قبل «غايدانس» واستطاع استعادة 65 صورة.

خدمات الكترونية

* وكانت عملية الاستعادة معقدة لانها مشكلة شائعة كما يقول دويل. وكانت السيدة سيفينغي قد قطعت الامل في استعادة الصور، لذلك قامت بالتقاط 38 صورة جديدة مستخدمة بطاقة الـ«إس دي» ذاتها. فاذا كانت هناك صور في الجزء الذي صور عليه فانها قد تكون فقدت وضاعت الى الابد. لكن لحسن الحظ فان الصور التي صور عليها لم تشمل ست صور تجمع بين ابنها وشقيقها الراحل.

ولا تقوم «غايدانس» بتوفير خدمات لاستعادة المعلومات للمستهلكين، لكن تقوم بعض الشركات بخدمة المستهلكين، مثل «رولس-رويس» و«أوفيس ماكس» اللذين يستخدمان برنامج «إن كايس». «واغلبية محلات تصليح الكومبيوترات يمكنها ربما من التعامل مع مثل هذا النوع من استعادة الصور» كما يقول دويل، «لكن ينبغي ان يحالفك الحظ».

وفي الواقع انه بالرغم من ان محلات تصليح الكومبيوترات ترحب باعمال تصليح وانقاذ الاقراص الصلبة المعطوبة الا انها غالبا ما تفتقر الى الخبرة، او الاستعداد للعمل بكل ما يتعلق بالتخزين الرقمي للصور، كما يقول حاييم سترينبيرغ رئيس «تشيري سيستمس» المتخصصة في خدمات استعادة المعلومات التي مقرها ماريتا في ولاية جورجيا.

ويقول سترينبيرغ انه على الرغم من ان بعضا من زبائنه بقومون بازالة او محو صورهم بالخطأ، الا ان 70 في المائة منهم قد فقدوها عن طريق التسبب فيزيائيا بهذا التلف الذي قد يشمل محاولة ادخال بطاقة «إس دي» في الشق المخصص لها، او تحطيم الكاميرا تحت عجلات السيارة. وفي مثل هذه الحالات تستعيد الشركة المعلومات المفقودة بنسبة 85 في المائة.

«وغالبا ما تكون العقبة الكبيرة هو الحصول على الجزء المناسب لاعادة اصلاح القطعة» كما يقول سترينبيرغ. وحالما يحصل ذلك يكون باستطاعة «شيري سيستمس» تشغيل البطاقة التالفة عن طريق برنامجها الخاص.

ولا يسدد الزبائن اي مبلغ اذا ما فشلت عملية الاستعادة، كما ان النجاح والفشل يقاسان بقدرة الشركة على استعادة الصور التي يقول الزبون انه فقدها. واذا استطاعت الشركة استعادة الصور يسدد الزبون مبلغ 150 دولارا.

وبعد القيام بمسح بطاقة «إس دي» الخاصة بسيفينغي استطاعت «شيري سيستمس» استعادة الصور ذاتها التي وجدها دويل من «غايدانس سوفتواير». ويقول سترينبيرغ ان معدل نجاح الشركة في استعادة الصور الممحاة هو بنسبة تفوق 95 في المائة. «ونحن ندرك ان فقدان المعلومات مثل الصور، هو تجربة مهمة ودراماتيكية بالنسبة الى الاشخاص، التي توازي فقدان الاقرباء والاحبة» على حد قوله. ويقول سترينبيرغ لقد طرح اخيرا في الاسواق المزيد من البرمجيات التي يمكن انزالها من الشبكة لمعالجة مثل هذه المشاكل. ومن اكثرها شعبية «فوتو ريسكيو» من «دايتا ريسكيو» المتخصصة في البرمجيات التي مقرها بلجيكا. واستنادا الى بيير فاندنفين كبير مديري الشركة فإن شركته «دايتا ريسكيو» ساعدت مئات الآلاف من الزبائن في الولايات المتحدة لكي يستعيدوا صورهم المفقودة منذ نزل هذا البرنامج عام 2001.

ومع توفر بعض برمجيات الاستعادة الاخرى على الشبكة تسارع «فوتو ريسكيو» الى تنزيل نسخة تجريبية مجانية لخدمة المستخدمين. وبعض هذه الخدمات تستعيد عينة فقط بنسبة 10 في المائة مثلا من الصور المفقودة، وبعدها تطلب رسما قدره 30 دولارا للحصول على النسخة الكاملة من البرنامج بغية استعادة بقية الصور.

لكن «فوتو ريسكيو» تستعيد بدلا من ذلك جميع الصور المتوفرة، لكنها تسلمها لاصحابها بحجم الطابع، بحيث يمكنهم رؤية اي هي الصور التي جرى استعادتها وانقاذها. ومقابل 29 دولارا يمكن للمستخدمين تنزيل نسخة من البرنامج التي تقوم باستعادة الصور بحجمها الكامل.

وبطاقات «إي دي» مجهزة برقعة صغيرة، التي تحول دون تسجيل معلومات (تصوير صور) جديدة عليها لدى ترتيبها بوضعية «الاغلاق»، كما يقول فاندنفين. لكنه يضيف انه لا يمكن التأمين للزبائن دائما وهم يستخدمون اسلوب الاغلاق هذا. ومع ذلك بمقدور الزبائن توفير الكثير من المال من دون ان يكون ذلك على حساب النتائج عن طريق استخدام برمجيات اساسها الوطن (في هذه الحالة اميركا) استنادا الى فاندنفين.

ولاختبار هذه النقطة بالذات اعطيت بطاقة سيفينغي الى بروس سكرانتون اختصاصي الكومبيوتر في مؤسسة غيلفورد في ولاية كونيكيتيكت الذي لا يملك اي خبرة في ما يتعلق باستعادة المعلومات. وقام سكرانتون بانزال برنامج «بي سي انسبيكتور سمارت ريكفوري» PC Inspector Smart Recovery من شركة المانية تدعى «كونفار» Convar. وخلال دقائق قام البرنامج باستعادة الصور ذاتها التي عثرت عليها «تشيري سيستمس» و«غايدانس سوفتواير». وبرنامج «كونفار» مجاني وموقعه على الشبكة يطلب بعض المعونات المالية لدعم مثل هذه التقديمات.

وكانت نتائج المؤسسات الثلاث لها وقع عميق على سيفينغي التي قالت «لقد شرعت في البكاء نظرا لانني كنت غير متأكدة ان البرنامج سيعمل. كما انني تأثرت لانه بات بامكان ولدي ان يعرف انه قابل خاله في يوم مضى من الايام، والصور دليل محبة الخال الكبيرة له».

* خدمة نيويورك تايمز