وحدات الذاكرة «فلاش».. قدرات خزن هائلة بأحجام صغيرة

تسمح بتخزين 2 تيرابايت وتسرّع العمل وتنافس الأقراص

TT

يستخدم الجميع، بدءاً من الأطفال ووصولا إلى رجال الاعمال، وحدات الذاكرة المعروفة باسم «فلاش» Flash أو «يو إس بي ميموري» USB Memory، وذلك لتخزين الصور من الكاميرات الرقميّة أو لسماع الموسيقى في المشغلات الرقميّة، أو حتى لنقل وتبادل الملفات اليوميّة. وتتميّز هذه الوحدات بصغر حجمها وسعتها الكبيرة وسهولة نسخ وحفظ المعلومات منها وإليها، بالإضافة إلى سعرها المعتدل وقدرتها على مقاومة الظروف البيئيّة الصعبة من دون التأثير في محتواها. ومثلها مثل جميع التقنيات في عالم الإلكترونيّات، فإنّ هذه الوحدات تشهد تطوّرات جذريّة من حيث القدرة التخزينيّة وسرعة نقل المعلومات، وتنافسا حادّا من الأقراص الصلبة التي لا تريد التنحي عن عرش تخزين المعلومات.

الأنواع الرئيسيّة لهذه الوحدات هي «كومباكت فلاش» CompactFlash و«مايكرودرايف» MicroDrive و«ميموري ستيك» Memory Stick و«سمارت ميديا» SmartMedia و«إس دي» و«إم إم سي» SD/MMC وأصابع ذاكرة «يو إس بي» USB Memory Sticks. وتنقسم تقنيات الذاكرة المحمولة الحاليّة إلى نوعين، الأوّل يستخدم تقنية «نور» NOR، التي تُعتبر سريعة ولكنّها ذات قدرات تخزينيّة منخفضة، وتقنية «ناند» NAND البطيئة ولكنّها ذات قدرات تخزين كبيرة. ويُعتبر سعر الغيغابايت الواحد الآن حوالي 15-18 دولارا أميركيّا، ومن المرجح أن يُصبح دولارا واحدا لكلّ غيغابايت في عام 2010، أي أقل من سعر الأقراص الليزريّة الفارغة التي تستوعب حوالي عُشر هذه السعة. وسنذكر بعض الخطوات البسيطة للاستفادة بشكل أفضل من هذه الوحدات.

* تقنيات واعدة من التقنيات الحديثة في عالم ذاكرة الـ «فلاش» استخدام تقنية «أراي - بيسد ميموري» Array-Based Memory التي تعتمد على تقنيات الـ «نانو» لتقديم سعات أكبر وقدرات تحمل أفضل واستهلاك أقلّ للطاقة، وباستخدام التصاميم نفسها لتقنية «ناند». ومن المتوقع أن تسلم الشركة المطوّرة لهذه التقنية (اسم الشركة «نانوتشيب» Nanochip، واستطاعت طرح هذه التقنية بعد 12 عاما من الأبحاث المطوّلة) النماذج الأوّليّة لمصانع إنتاج ذاكرة «فلاش» في العام المقبل. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه القفزة الكبيرة في التقنية لا تتبع قانون مور Moore (ينصّ قانون «غوردون مور» Gordon على أنّ عدد الترانزستورات التي يمكن وضعها على شريحة إلكترونيّة يتضاعف تقريبا كلّ 24 شهرا)، بل تتجاوزه بحوالي 10 أجيال على الأقلّ، حيث إنّها تستخدم تقنيات ترسم الدارات الإلكترونيّة بدقة 25 نانومترا حاليّا، ولكنّها ستصل إلى دقة 2 أو 3 نانومتر (نانومتر واحد من المليار من المتر) في المستقبل القريب، وبالتالي فإنّها ستقدّم وحدات ذاكرة بسعة 1 تيرابايت (1024 غيغابايت) للشريحة الواحدة. ولكنّ التقنيات التي ستُطرح في السنة المقبلة تستطيع تخزين حوالي 100 غيغابايت في الشريحة الواحدة (من الممكن أن تحتوي وحدة التخزين على أكثر من شريحة ذاكرة واحدة). وتستطيع هذه التقنية تحمّل أداء عمليّات القراءة والكتابة أكثر بكثير من التقنيات الحاليّة، الأمر الذي يفيد الشركات التي من الممكن أن تستخدم هذه التقنية في أجهزتها الخادمة.

ومن المعروف أنّ التطوّر الكبير في سرعة المعالجات الحاليّة، تحدّه سرعة قراءة وكتابة المعلومات من وإلى الذاكرة العشوائيّة RAM أو الذاكرة التخزينيّة، لكنّ خبير التشفير Cryptographer جوزيف آشوود استطاع تطوير تصميم جديد للذاكرة يستخدم ذاكرة «متعدّدة النواة» (بشكل يشابه تصميم المعالجات متعدّدة النواة Multicore)، تحت اسم تصميم «آشوود» Ashwood Architecture. ويستخدم هذا التصميم نظم تحكم بالذاكرة Controller ذكيّة مجاورة للذاكرة على كلّ شريحة، الأمر الذي يسمح لمئات العمليات المتطلبة بالعمل بشكل متواز، وبالتالي رفع سرعة العمل وخفض عدد المرّات التي تبحث فيها الذاكرة عن مكان المعلومة. وتستطيع هذه التقنية الوصول إلى سرعة 16 غيغابايت في الثانية، مقارنة بسرعة 12 غيغابايت الحاليّة لذاكرة «دي دي آر 2» DDR2. وتتميّز تقنية «آشوود» بأنّ سرعتها تزداد مع ازدياد حجم الذاكرة.

ولتشبيه الصورة أكثر، تخيّل وجود 10 أشخاص، يريدون إجراء محادثة هاتفيّة عبر هاتف واحد. الحلّ المنطقيّ هو قيام أحدهم بإجراء مكالمته، بينما ينتظر الشخص الثاني انتهاء الأوّل، ولينتظر كلّ شخص فترة معيّنة تعتمد على طول محادثة الشخص الموجودة أمامه. هذه الطريقة شبيهة بالتقنيات الحاليّة، حيث تنتظر الطلبات تنفيذها بشكل تسلسليّ في الذاكرة. أمّا باستخدام تقنية «آشوود»، فإنّه بمقدور كلّ شخص أن يستخدم هاتفا منفصلا وأنّ يجري المحادثة بشكل متواز، وبالتالي خفض الزمن الكليّ للعمليّات.

* أقراص صلبة وعلى صعيد تطوّر الأقراص الصلبة، فقد أعلنت شركة «سوني» عن تطوير تقنية جديدة تسمح بتخزين 5 أضعاف الأحجام الحاليّة للأقراص الصلبة، ومن دون أيّ زيادة في قطر القرص، وهي تعتمد على دمج التقنيات المغناطيسيّة والضوئيّة (التقنية تقارب التقنية الضوئيّة بشكل أكبر). ويمكن تخزين حوالي 125 غيغابايت من المعلومات في بوصة مربعة واحدة، وبالتالي الوصول إلى 3 تيرابايت في الفترة القريبة المقبلة. واستطاعت شركتا «ويسترن ديجيتال» و«سيغيت» Seagate المتخصّصة بصناعة وتطوير الأقراص الصلبة تطوير أقراص بسعة 750 غيغابايت (تستطيع تخزين حوالي 213 ألف صورة أو 187 ألف أغنية أو 300 ساعة من الأفلام) تعمل بسرعة 7200 دورة في الدقيقة ويبلغ قطرها 3.5 بوصة، وهي تتميّز بمستوى ضجيج أقلّ ولا تصدر حرارة عالية، ويمكنها نقل المعلومات بسرعة 3 غيغابايت في الثانية الواحدة بفضل تقنية «ساتا» SATA.

* مشاكل وتحديات ومن المشاكل التي تواجه تقنيات الذاكرة المحمولة، تلفها بعد الكتابة عليها لعدد معيّن من المرّات (أكثر من 100 ألف مرّة، وقد يصل الرقم إلى مليون مرّة، أو حوالي 10 أعوام في بعض الوحدات المتطوّرة)، الأمر الذي يفسح المجال أمام تطوير فيروسات متخصّصة بكتابة ومسح المعلومات عليها بشكل دوريّ، وبالتالي تلفها بشكل نهائيّ. وقد لا يبدو هذا الأمر مهمّا بالنسبة للمستخدمين الذين يحملون وحدات تخزين صغيرة بحجم 1 أو 2 غيغابايت، ولكنّها مشكلة كبيرة في حالة الأقراص الصلبة الهجينة Hybrid (نظام جديد يستخدم وحدات ذاكرة «فلاش» وأقراصا مغناطيسيّة) أو التي تستخدم وحدات تخزين كاملة في داخلها، أو حتى الشركات الكبيرة التي تخزّن معلومات مهمة عن متغيّرات النظام في داخل وحدة خاصّة داخل الجهاز الخادم. هذا ويحتوي الكثير من الأجهزة الخادمة على هذه الوحدات بشكل داخليّ لا يمكن إزالتها، والقليل منها يستخدم مأخذا خارجيّا. وفي حال وصول فيروس ما إلى هذه الأجهزة وتدميره وحدة التخزين، فإنّ طلب وحدة جديدة وفتح الجهاز وتغييرها سيتطلب عدّة أسابيع، الأمر الذي سيؤدي إلى خسائر كبيرة جدّا.

وبالنسبة للكومبيوترات المحمولة التي تحتوي على أقراص صلبة تعمل بتقنية «فلاش» فقط، فإنّ نظام التشغيل يسجل معلوماته الخاصّة بشكل شبه دائم، وهو يحدّث معلومات كثيرة في منطقة التسجيل Registry (في نظام «ويندوز») أو مجلد /var/log (في نظام «لينوكس»)، ولذلك فإنّ استخدام الكومبيوتر لبضعة أشهر قد يجعل وحدة التخزين تالفة تماما. ويمكن حلّ هذه المشكلة عن طريق وضع طبقة برمجيّة تخزن المعلومات بشكل مؤقت لفترة من الزمن قبل وضعها على وحدة الذاكرة Wear Leveling، وذلك لزيادة عمرها (هذه الطبقة موجودة في بعض الأٌقراص الصلبة، والبعض الآخر يستطيع تمثيل عملها عبر نظام التشغيل، مثل نظام «لينوكس» الذي يحتوي على طبقة اسمها «جيه إف إف إس 2» JFFS2).

هذا ويمكن لوحدات الذاكرة «فلاش» التسبب في مشكلة أمنيّة بطريقة غير مباشرة، حيث من الممكن لبعض الفيروسات إضافة نفسها على وحدة الذاكرة التابعة لبطاقة الرسومات أو بطاقة الشبكات، وبالتالي فإنّ فحص النظام ببرنامج متخصص في الحماية من الفيروسات أو مسح نظام التشغيل بأكمله هي أمور لن تؤثر في الفيروس، ويجب على المستخدم إعادة برمجة الذاكرة المصابة أو حتى شراء بطاقة جديدة. ومن المشاكل الأخرى التي تواجه بعض المستخدمين انتقال الفيروسات من كومبيوتر إلى آخر عبر هذه الوحدات، ومن دون علمهم. وتوجد حاليا مجموعة كبيرة من الفيروسات التي تنسخ نفسها إلى الوحدة فور وضعها في كومبيوتر مصاب، ومن ثمّ تنسخ نفسها إلى الكومبيوتر غير المصاب فور وصله بالوحدة. وقد يعتقد البعض بأنّهم آمنون بعد مسح المعلومات المهمة من وحدات الذاكرة المحمولة، ولكنّهم مخطئون تماما، ذلك أنّه يمكن استرجاع المعلومات المحذوفة بسهولة كبيرة باستخدام بعض البرامج التجاريّة.

* برامج ونصائح مفيدة يجب عدم الخوف في حال وقوع الوحدة من مكان مرتفع قليلا، أو تعرّضها إلى بعض السوائل، ذلك أنّ الوحدات هذه مقاومة للعوامل القاسية. وكمثال على ذلك، فقد قامت إحدى محطات التلفزيون التقنية بتجربة قدرة الوحدات على تخزين المعلومات، حيث إنّها طهت الوحدة وجمّدتها بواسطة الثلج الجاف، ومن ثمّ غمستها في أحماض مختلفة، ومرّت فوقها بسيّارة رباعيّة الدفع، وأطلقتها من مدفع نحو أحد الجدران. واستطاعت إحدى الشركات استرجاع المعلومات من الأجهزة التالفة والحصول على جميع المعلومات المخزنة في تلك الوحدة، على عكس نتائج التجربة على الأقراص الصلبة والليزريّة. ومن الممكن استرجاع الملفات المحذوفة عن طريق الخطأ باستخدام مجموعة من البرامج، مثل برنامج «ريكافر ماي فايلز» Recover My Files. وللتأكد من مسح المعلومات بشكل كليّ من الوحدة، فإنّه يمكن استخدام برنامج «ميديا وايبر» Mediawiper الذي يمسح جميع المعلومات من الوحدة بشكل كامل. وبالنسبة لمن لا يريد مسح المعلومات أو استرجاعها، ولكنّه يخاف من فقدان وحدة التخزين ووصولها إلى أيدي أشخاص غرباء، فإنّه يمكنه استخدام برنامج «ماي سيكيوريتي فولت برو» My Security Vault Pro الذي يستخدم نظم تشفير متقدمة تماثل تلك التي تستخدمها الوكالات الحكوميّة والشركات الكبيرة.

* نصائح مفيدة لمستخدمي الوحدات المحمولة > لا تستخدم البطاريّات الضعيفة في الكاميرات ومشغلات الموسيقى الرقميّة، خصوصا أثناء التسجيل، ذلك أنّ احتمال توقف عمل الجهاز أثناء تسجيل المعلومات قد يؤثر في بعض الملفات الأخرى ويجعلها في حالة لا تسمح بقراءتها (مثل عدم تسجيل جدول مواقع الملفات File Allocation Table FAT بعد تسجيل الملف)، ولكن يمكن استخدام بعض البرامج التجاريّة التي قد تستطيع إعادة بناء هذه الجداول و«الفهرس الرقميّ».

> أزل وحدات الذاكرة من الجهاز بشكل مناسب، مثل: أوقف الكاميرا أو مشغل الموسيقى عن العمل أو انتظر إلى انتهاء الأجهزة من العمل على الوحدة، وأوقف عمل الوحدات في نظام التشغيل «ويندوز» قبل سحبها منه (وانتظر لثانية أو ثانيتين بعد ذلك)، وذلك خوفا من تلف الملفات.

> احفظ الوحدات في حافظاتها، خصوصا في الأيّام الجافة، نظرا للأثر السلبيّ للكهربائية الساكنة في هذه الوحدات.

> لا تضع الوحدات بشكل خاطئ في مأخذها، الأمر الذي قد يعطل الوحدة أو حتى المأخذ، وقد يتسبب في ماس كهربائي أو حريق داخلي في الجهاز، وتعطل الوحدة عن العمل.

> إن دخل سائل إلى وحدة الذاكرة، فيجب تركها بضعة أيّام لتنشف، أو يمكن استخدام مجفف الشعر البارد لتسريع العمليّة. وعند تجربة الوحدة، فإنّ استخدام قارئة بطاقات خارجيّة يقلل من فرصة تعطل الكومبيوتر أو الجهاز بشكل مباشر، حيث إنّ القارئة ستتعطل في حال عدم تبخر المياه في داخل الوحدة بشكل كامل (أسعار القارئات الخارجيّة منخفضة جدّا بالمقارنة بالقارئات الداخليّة).

> افحص وحدات الذاكرة الخاصّة بك ببرامج الحماية من الفيروسات بشكل دوري.

> احمل الوحدات في جيبك عند السفر بالطائرة، ذلك أنّ الأشعة التي تفحص المسافرين عند الصعود إلى الطائرة هي أشعة مخففة مقارنة بتلك المستخدمة لفحص الحقائب، على الرغم من وجود دراسة أكدت أنّ أشعة فحص الحقائب لا تشكل خطرا على هذه الوحدات.

> يرى البعض أنّ مسح Format جميع المعلومات الموجودة في الوحدة بشكل دوري يقلل من احتمال إيجاد ملفات خاطئة، خصوصا في حالة الكاميرات الرقميّة. ويمكن استخدام ميزة في الكاميرا تمسح المعلومات وتُعدّ المجلدات اللازمة لعمل الكاميرا بشكل صحيح.

> لا تعرّض الوحدات إلى ظروف مناخيّة قاسيّة، حيث إنّ الوحدات العاديّة تستطيع تحمل الحرارة لغاية 60 درجة مئوية، بينما تستطيع الوحدات المتقدمة تحمل درجات أعلى، وبقدر ما يستطيع الإنسان تحمله جسديّا.

> خزّن معلوماتك المهمّة على أكثر من وحدة ذاكرة، وذلك لسهولة استرجاع المعلومات في حال ضياع إحدى الوحدات بالخطأ.

* مواقع مهمّة:

http://www.nanochipinc.com http://www.recovermyfiles.com http://www.whitecanyon.com http://www.datarescue.com/photorescue http://63.141.194.5/dir http://www.mediarecover.com/software.html http://www.imagerecall.com http://www.file-rescue.com http://www.lc-tech.com/photorecovery.htm http://www.recover-my-photos.com http://www.jufsoft.com/badcopy/digitalphoto.asp http://www.iolo.com/sr/2 http://www.dtidata.com/photo_recovery.asp http://www.photosrecovery.com http://www.panterasoft.com/file-recovery http://www.compuapps.com/Products/datarecall/DataRecall.htm http://www.filerecoverytools.com/mediaundelete http://www.objectrescue.com/products/photorescuepro http://www.photoone.ne