كاميرا رقمية من سوني بتقنية ومميزات جديدة

«ألفا إيه 300» تتيح لك تتبع حركة جسم متحرك على الشاشة والتقاط صور متتابعة له

كاميرا «الفا ايه 300» من «سوني» («نيويورك تايمز»)
TT

قد لا تستطيع التكهن ابدا، عن طريق النظر اليها فقط، ان كاميرا «سوني» الرقمية الجديدة «ألفا أيه 300» Alpha A300 تمثل اختراقا تقنيا كبيرا. ولكي تكتشف ماهيتها، فأنت بحاجة فعلا الى سياحة في داخلها.

وفي الكاميرات العادية ذات الانعكاس من عدسة واحدة S.L.R. single-lens reflex camera (في الطرازات السوداء الكبيرة الخاصة بالمحترفين) يدخل الضوء من العدسات ليتجزأ عبر مرآة شبه شفافة، بحيث يذهب جزء من الضوء الى منظار العين للمشهد المراد التقاطه، والجزء الاخر الى الاسفل نحو مستشعر التركيز الاتوماتيكي.

ولدى الكبس على زر المصراع تنقلب المرآة الى الخارج بعيدا عن ممر الضوء كاشفة عن مستشعر صغير مستطيل للصور هو عبارة عن شريحة الكترونية تقوم بتسجيل الصورة.

والى هنا تكون قد تعلمت بما فيه الكفاية للاجابة عن واحد من ابرز الامور الغامضة في الكاميرات الرقمية، ألا وهو لماذا ينبغي ان تمسك الكاميرا قريبا من عينك؟ ولماذا لا تستطيع تأطير صورة مستخدما الشاشة الخلفية للكاميرات ذات العدسة الواحدة العاكسة S.L. R. كما تفعل عادة مع الكاميرات الصغيرة التي توضع في الجيب.

وفي الواقع فإن القليل من طرازات S.L. R. الجديدة بمقدورها ان تفعل ذلك، اي ان يكون لها «مزية المشهد الحي» Live View، لكن الامر كارثة في الواقع. فهي تعمل عن طريق قلب المرآة الى الاعلى بعيدا عن الطريق بحيث يقوم الضوء من العدسات بالسقوط على مستشعر الصورة الذي يقوم بدوره بتغذية الشاشة بالصورة. والمشكلة هنا انه حال انقلاب المرآة الى الاعلى لا يقوم اي ضوء بالسقوط على مستشعر التركيز (البؤري) الاتوماتيكي وبذلك لا تستطيع الكاميرا ان تركز.

لذلك اليكم ما يحدث لدى الكبس على زر المصراع. اذ يصدر صوت «طقة» عالية لدى سقوط المرآة الى مكانها ثانية وتتحول الشاشة الى السواد، ويقوم كومبيوتر الكاميرا بالتركيز والتعريض للضوء. ثم تقوم المرآة بالارتفاع ثانية وتعود الشاشة الى الحياة، واخيرا بعد ثانية، او هكذا يجري تسجيل اللقطة.

وبعبارة اخرى فإن عملية «المشهد الحي» في الكاميرات الحالية هي عملية بطيئة ومثيرة للضوضاء وتسبب الالتباس. وكل هذه السخافة مردها الى ان على مستشعر صور الكاميرا القيام بعملية مزدوجة: عليه اولا مسؤولية امداد الشاشة بعرض حي يسبق التقاط الصورة، والقيام ثانية بالتقاط الصورة وتسجيلها.

* اختراق تقني من هنا كان اختراق «سوني» التقني بالنسبة الى كاميرا «أيه 300» هو وضع مستشعر اخر. فلدى تنشيط «مزية المشهد الحي» يجري ارسال الضوء من المرآة الرئيسية الى المستشعر الثاني المكرس فقط لتغذية شاشة العرض المسبق، في حين يعمل مستشعر التركيز (البؤري) الاتوماتيكي بشكل طبيعي لدى تركيب اللقطة، لكون المرآة هنا ليست بحاجة الى قلبها الى الخارج.

ونتيجة لذلك فان «المشهد الحي» هنا هو تجربة مختلفة تماما، اذ تقوم الكاميرا بالتركيز بسرعة لدى توجيه العدسة من دون اسوداد الشاشة. ولدى الكبس على المصراع لا تنطفئ الشاشة، ثم تضيء ثانية مرارا عدة، كما لا يصدر اي صوت على شكل «طقة» عالية او غيرها من الامور المحيرة داخل الكاميرا.

وفي هذا المقام فان استخدام «أيه 300» قد يشبه تماما استخدام كاميرا صغيرة مدمجة. وهذا ما كانت تأمل به «سوني». وهو ترويج هذه الكاميرا بقدرة 10 ميغابيكسلات (763 دولارا مع عدسات ابتدائية بقدرة تكبير وتقريب 4X) بين الاشخاص الذين يتخرجون ويتطورون من كاميرات الجيب الى كاميرات اكثر قوة وجاذبية.

وعن طريق دفع مبلغ 140 دولارا اكثر يمكن شراء شقيقة هذه الكاميرا بقدرة 14 ميغابيكسل، الا وهي «أيه 350». ولكن لا تغتر بهذه الشقيقة الاقوى لان العشرة ميغابيكسلات تملك سلفا من التباين والوضوح العاليين لتصوير مطبوعات هي بحجم الشاحنة الصغيرة. اما صور 14 ميغابيكسلات فيمكنها ان تأكل الاقراص الصلبة بسرعة، وبالتالي ابطاء الكاميرا. والاكثر من ذلك اذا قمت باجراء حساباتك بشكل صحيح فستكتشف ان صور 14 ميغابيكسل تتضمن 18 في المائة اكثر من البيكسلات في كل قياس من صور العشرة ميغابيكسل، وليس 40 في المائة كما توحي بذلك الغريزة.

والمعلوم ان المصورين المحترفين لا يولون اي اهمية لتدقيق ملامح الصورة على الشاشة، بل يعتمدون فقط على منظار العين الذي يرى المنظر الفعلي كما تراه الكاميرا.

لكن عندما تعمل بشكل صحيح فإن «المنظر الحي» من شأنه ان يساهم بقوة في نجاحك الفوتوغرافي، لاسيما اذا كان بمقدور الشاشة ان تميل نزولا وصعودا كما هو الحال بالكاميرا «إيه 300». وبات بالامكان الآن على سبيل المثال التقاط صور استعراض ما، من فوق رؤوس الناس الذين يسدون عليك الطريق والمشهد. كما بات بالامكان التقاط صور الاطفال والحيوانات الاليفة عن قرب من دون الحاجة الى الانحناء او الزحف على الارض. واخيرا لكون الشاشة لا تصبح سوداء لدى التقاطك الصور، فإنها الكاميرا الاولى من طراز S.L. R التي تتيح لك تتبع حركة جسم متحرك على الشاشة وانت تلتقط له الصور المتتابعة. ولكن للاسف فإن الكاميرا هذه لا تستطيع التقاط اكثر من صورتين في الثانية الواحدة.

* مزايا التصميم ومما لا شك فيه ان انجاز «سوني» في ما يتعلق بـ«المشهد الحي» هو امر رائع. وهي منذ شرائها الاعمال الرقمية لشركة «كونيكا مينولتا» قبل عامين وهي تعبث في اروقة الابتكارات الخاصة بالكاميرات مصممة على اللحاق بأي ثمن بشركتي «كانون» و«نيكون».

ويبدو ان جميع مميزات S.L. R موجودة في الكاميرا بما في ذلك نظام يمكنه نفض اي غبار عالق على المستشعر خلال تغيير العدسات. وهنالك ايضا مقياس لشحنة البطارية يعمل بالنسب المئوية (74 في المائة مثلا) بدلا من قطاعات خطية عادية، فضلا عن نظام التركيز (البؤري) الاتوماتيكي الذي يعمل فور الامساك بالكاميرا على مستوى العينين، وذلك بفضل مستشعر للقرب والجوار.

ومن المدهش هنا ان «سوني» توقفت اخيرا عن محاولة ترويج وتسويق بطاقات الذاكرة المكلفة الخاصة بها لان جهاز «إيه 300» يقبل بطاقات ذاكرة من نوع «كومباكت فلاش» بدلا عنها، الرخيصة الثمن والمتينة جدا والاكثر سعة.

ثم ان تصميم الازرار والبرمجيات جيد ايضا كمفتاح التشغيل والاغلاق مثلا، والمؤقت الذاتي، وازرار ISO الخاصة بحساسية الضوء، ونمط التقاط المشاهد الخاصة بالاحداث الرياضية، او اللقطات القريبة جدا وما شابه التي تجعلك تشغل هذه الكاميرا بأقل ما يمكن من الجهد. وهي بالاضافة الى كل ذلك صغيرة جدا، وتبدو رائعة في اليد.

* مصاعب التصوير والسؤال الذي يتبادر الى الاذهان الآن هو كيف تبدو الصور؟

في الاضاءة الجيدة تبدو الصور رائعة فعلا. والالوان براقة وجذابة، وتباينها ممتازا، وصور الاشكال واضحة جدا. ولا يوجد ايضا اي تأخير بين الكبس على زر المصراع وعمله الذي يستغرق عادة نصف ثانية، كما هو الحال في الكاميرات الصغيرة المدمجة لكونها كاميرا من طراز S.L.R.

ومع ذلك يمكنك بعد فترة ادراك لماذا ان هذه الكاميرا بسعر 760 دولارا وليس 1500، لانه في الاضواء الخافتة لا تقوم «إيه 300» بسحب الكمية الكافية من الضوء. من هنا فإن التقاط صور الاشخاص وهم يتحركون داخل المنزل هو عملية ميؤوس منها من دون كشاف ضوئي، حتى لو كانت على اقصى درجات ضبط حساسية الضوء ISO، لكون وهج الصورة واهتزازها يشكلان هنا المشكلة الكبرى. ففي مثل هذه الاوقات يمكن تبيان الفرق الواضح بين نظام الموازنة داخل جسم كاميرا «سوني» والنظام الموجود داخل عدسات «نيكون» و«كانون» من كاميرات S.L.R.. وعلى الرغم من انه من الصحيح ان نظام الموازنة والتثبيت هذا الموجود داخل الجسم يوفر بالمال لكونه يوازن ويثبت كل عدسة يجري تركيبها على الكاميرا، لكن النظام الموجود داخل العدسات، حيث التوازن مفصل بشكل خاص لكل عدسة من العدسات الافرادية، يعمل في النهاية بشكل افضل.

ومن الملاحظ ايضا ان تقنية «المشهد الحي» تستنزف البطارية بشكل اسرع مما لو يجري استخدام منظار العين. فالشحنة الواحدة يمكنها التقاط 750 صورة والشاشة مقفلة، وتلتقط 400 صورة فقط لدى تشغيلها. وهذا ليس افضل بكثير مما تحصل عليه من الكاميرات الصغيرة المدمجة.

وعلى الرغم من ان «إيه 300» مخصصة تقريبا للتصوير داخل المنازل والموجودين فيها، إلا انه بالنسبة الى مالكي كاميرات S. L.R لاول مرة، فإنها افضل كاميرا بالنسبة الى ثمنها، مقارنة مع اقرب منافساتها، مثل «كانون» و«نيكون».

وحتى وقت قريب كانت S. L.R تعني الانعكاس من عدسة واحدة، لكن في كاميرا «إيه 300» تعني اكثر بكثير، انها تعني «ثورة سوني في مضمار المشهد الحي».

* خدمة « نيويورك تايمز»