صراع للفوز بتاج «أصغر كاميرا فيديو بوضوح عال»

«سوني» و«باناسونيك» و«سانيو» تتنافس في عالم الأجهزة الصغرى

TT

* حسنا، كان من المفترض أن يكون ذلك جيدا. في الأسبوع الاول من هذا الشهر، أطلقت شركة «سوني» جهاز: إتش دي آر- تي جي 1» HDR-TG1، الذي تقول عنه إنه أصغر كاميرا فيديو تسجيلية (كامكوردر) بتقنيات العرض عالية الوضوح. ويبدو الأمر محيرا، لأن شركة «باناسونيك» قد أعلنت هي الأخرى إطلاق جهاز HDC-SD9 الذي تقول عنه إنه أصغر كاميرا فيديو تتميز بالوضوح الشديد. ولا شك أن ذلك يمثل صدمة لشركة «سانيو»، التي تزعم أن جهازها Xacti 1000 هو أصغر كاميرا فيديو تتميز بالوضوح الشديد.

ولا يشكل الأمر أية مفاجأة في أن تتنافس هذه الشركات على لقب «أصغر جهاز في العالم»، فمبيعات كاميرات الفيديو في انخفاض مستمر، وتواصل المجموعات المتخصصة تبرير ذلك بالسبب نفسه: ان كاميرات الفيديو كبيرة جدا، ومن الصعب حملها في الجيب. وبالإضافة إلى ذلك، فإن رغبة الزبائن ما زالت تتجه نحو الكاميرات الصغيرة التي توضع في الجيب والتي يمكن أن تلتقط مشاهد لمقاطع صغيرة كافية.

ولهذا السبب يوجد هذا الاهتمام الكبير بموضوع «الوضوح الشديد». فمنتجو كاميرات الفيديو يتجهون إلى الاهتمام بالشيء الذي لا تستطيع توفيره الكاميرات العادية: في عالم الوضوح الشديد والشاشات الكبيرة والفيديوهات التي تتميز بدقة الصورة الكاملة. (والدقة الكاملة تعني وضوح الصورة بنسبة «1080i» وهو ما يعني أن الصورة تتكون من 1440 في 1080 بيكسل).

* كاميرا فيديو صغيرة ولا يبلغ حجم أي من هذه الأجهزة حجم جيب السروال، ولكنها يمكن أن تكون مناسبة لجيب المعطف أو الحقيبة الصغيرة. ولن تحتاج إلى مسطرة لتعرف أن جهاز TG1 من شركة «سوني» (بثمن 900 دولار) هو أصغرها جميعا. ويبلغ حجمه 1.3 × 4.7 × 2.5 بوصة، وهو لا يزال أسمك وأعرض من الكاميرا الصغيرة، ولكن ليس الفارق كبيرا. ولا يعني صغر حجم الجهاز ضمان رضا الزبون دائما. ويشبه جهاز «سوني» قطعة الطوب المصنع من التيتانيوم مع بعض الحافات الحادة والتعديلات على تصميمه. ومن ناحية أخرى، فإن جهاز «سانيو»، «زاكتي 1000» Xacti 1000 (ويبلغ ثمنه 700 دولار) أكثر سمكا ولكنه محدود الحجم (2.1 × 4.4 × 3.5 بوصة). وتشبه كاميرات الفيديو من شركة «سانيو»، مجففات الشعر الصغيرة مع وجود يد رأسية ليدك وأسطوانة العدسات فوقها. وللأسف، فإن كاميرا Xacti تفتقر إلى غطاء عدسات داخلي آلي، مثل الذي في أجهزة «سوني» و«باناسونيك»، وفي الواقع، فإنه ليس هناك شريط او سلسلة للإمساك بها. وأعتقد أن الأمر سوف يستغرق نحو ستة أسابيع قبل أن يضيع منك هذا الغطاء للأبد. وأخيرا، فإن جهاز باناسونيك الجديد «اتش دي سي- اس دي9» HDC-SD9 (بثمن 700 دولار) يشبه كاميرات الفيديو التقليدية، وهي تبدو رائعة في يدك ويعطي الغطاء الجلدي لها شعورا بالأمان. (النوعان الآخران من كاميرات الفيديو لهما حلقة من الخيط لرسغك فقط).

* عروض عالية الوضوح ويمكن توصيل الموديلات الثلاثة بجهاز HDTV باستخدام مجموعة من الكابلات (الأحمر والأخضر والأزرق للفيديو والأحمر والأبيض للصوت) أو باستخدام كابل HDMI أو ميني HDMI، ويباع كل منهما على حدة. وفي جهاز «سوني»:، توجد وصلة ميني HDMI على قضيب الشحن، وهو قطعة أخرى ملحقة بالجهاز. وتتجه الشركات الثلاث بخطوات واسعة في عالم تصغير الأجهزة. وعلى سبيل المثال، تقوم هذه الأجهزة بالتسجيل إلى بطاقات ذاكرة بدلا من الأشرطة. ومن شأن ذلك أن يجعلك قادرا على الرجوع بالمقطع في أي مكان: يمكنك الانتقال من مشهد إلى آخر دون إرجاع أو تقديم مقطع الفيديو. لكن ذلك يعني أيضا أنك لا تستطيع أن تحتفظ بذكريات حياتك في درج أو دولاب.

فبمجرد أن تمتلئ بطاقة الذاكرة، فمن المفترض أن تحول التسجيلات إلى جهاز الكومبيوتر ثم تمسحها (البطاقة وليس الكومبيوتر) لتعيد التصوير عليها مرة أخرى. وإذا كنت في إجازة وامتلأت البطاقة، فلن يكون في إمكانك التقاط المزيد من مقاطع الفيديو إلا إذا كان معك جهاز الكومبيوتر الخاص بك. وتعمل هذه الأجهزة الثلاثة بصيغة ملفات حديثة تسمى AVCHD أو H.264 وتتطلب جهاز كومبيوتر يكون قويا وبرامج حديثة للتحرير. والأسوأ من ذلك، أن مميزات باناسونيك وسانيو لهذه الملفات لا تعمل مع آخر إصدارات برامج آبل لتحرير الفيديو، ولذلك فعلى مشتري أجهزة ماك أن يحذروا. ومن الطبيعي أن استخدام كاميرا فيديو التي تحتوي على بطاقة ذاكرة يعني أنك تضع مقاطع الفيديو على القرص الصلب وهو ما يعتبر مكانا لا يعتمد عليه على المدى الطويل. آمل أن تحتفظ بنسخة احتياطية جيدة لبقية حياتك.

* نواقص الكاميرات وليس في أي من هذه الأجهزة عدسة لوضع العين عليها أثناء التصوير. فالشاشة التي يبلغ عرضها 2.7 بوصة والتي يتم فتحها خارج الكاميرا، هي الطريقة الوحيدة التي يمكن عن طريقها القيام بالتصوير، وهي ما قد تكون مشكلة في ضوء الشمس الساطع أو الغرف المظلمة. وجهاز سانيو هو الوحيد الذي به وصلة ميكروفون ووصلة سماعة أذن وغطاء للضوء الخارجي أو الميكروفونات. لكن كل ذلك يصيب بخيبة الأمل. ففي الفقرتين التاليتين، ربما تصاب بنوع من الصدمة. أولى الصدمات أن هذه الأنواع لها زاوية رؤية تساوي صفرا. ويبدو أنها تقرب الصور دائما. فلكي تلتقط صورة كاملة لشخص يبلغ طوله ستة أقدام (180 سم تقريبا)، يجب عليك الرجوع للخلف نحو 15 قدما (4.5 متر تقريبا) وهذه مسافة كبيرة قد تجعلك غير قادر على تسجيل ما يقال. في الأسبوع الماضي، كنت في مصعد كبير مع أطفالي، وقد بدأوا في العراك وتحول الأمر إلى الكثير من الضحك.

وقد كانت كاميرا سوني الصغيرة في جيب سترتي. وقد أعجبني أنها كانت جاهزة على الفور لتلتقط ما يحدث بمجرد أن فتحتها (كل كاميرات الفيديو الثلاث بها وضع الاستعداد).

ولسوء الحظ، فحتى عندما ألصقت ظهري بالجانب البعيد من المصعد، كان كل ما استطعت التقاطه هو وجوه الأطفال. ولم أستطع أن أرى عراكهم. لقد كان أمرا مزعجا. ويعتقد منتجو كاميرات الفيديو أننا كقطيع الغنم الذي يمشي وراءهم، فهم يهتمون فقط بوضوح الصورة (وهي 10x على هذه الأجهزة).

ولكن ولأسباب بصرية عديدة، فكلما زاد تقريب الصورة، قلت زاوية الرؤية. علينا أن نكون أكثر ذكاء، علينا أن نستيقظ، علينا أن نجعل هذه الشركات تغير هذا الوضع المغلوط. والمفاجأة السيئة الأخرى، هي جودة الفيديو. عندما تسمع كلمة «وضوح عال»، فإنك تتوقع ما تراه في محال التلفزيون، حيث حدة صورة تأخذ بالقلب، وألوان مذهلة. ولكن لسوء الحظ، فإن تعبير «وضوح عال» يشير إلى أعداد البيكسل في الصورة فقط، وليس إلى مدى جودتها. وفي هذه الأجهزة، فإنها ليست جيدة.

* مقارنات التصوير وتتميز الصورة التي يمكن التقاطها باستخدام كاميرا سوني بنعومة شديدة، وهي بهذا تختلف كثيرا عن الأجهزة التي تتسم بنقاء شديد وتنتج صورة عالية الوضوح، ويرجع هذا إلى ما تقوم به من ضغط للإشارات كي تتماشى مع بطاقات الذاكرة. وتعد صورة كاميرا سانيو أفضل بكثير ولكن بها عيب، حيث يؤدي التقاط صورة ذات وضوح شديد إلى تعظيم تأثيرات التقاطها، بسبب اتجاهها الأفقي الواسع، ولا يعمل مانع الاهتزاز على نحو جيد، خاصة عند تقريب بؤرة الصورة. بينما تحتوي كاميرا باناسونيك على ثلاث شرائح، وهذا يعني أن بها أجهزة حساسة للضوء منفصلة لثلاث درجات أساسية في التصوير الفيديوي. وهذا يعني ألوانا أفضل.

وتلتقط الكاميرا أفضل الصور في الضوء الشديد، مثلا عند التصوير في الأماكن، حيث تكون كأفضل كاميرا قادرة على التقاط صور ذات وضوح شديد. ويحتوي هذا الجهاز أيضا على تقنية عالية لمنع اهتزاز الصورة، حتى لو كانت بؤرة التصوير أقرب ما تكون.

ولكن لا تعد كاميرا باناسونيك أفضل من الاثنتين الأخيرتين في الأماكن المغلقة. ومع هذا فإن كاميرا باناسونيك SD9 هي الأفضل من ناحية جودة الصورة وسهولة الاستخدام. ولذا فعلى الفرد أن يتفكر وأن يفاضل بين إمكانات الكاميرات الثلاث إذا أراد شراء إحداها. (تحتوي كاميرا باناسونيك على عيوب في التصميم، فمثلا لا يمكنك توصيل الكهرباء إلا بعد إزالة البطارية، كما ان ذراع عرض الصور بعد التقاطها يوجد في مكان غير مناسب في تجويف الشاشة). وتذكر أنه بنفس الثمن تقريبا يمكنك شراء كاميرا فيديو (كانون HV30)، وهي أكبر حجما بعض الشيء ولكن يمكن وضعها في جيب المعطف، ويمكنها تسجيل شرائط مينيDV الشائعة. وأكثر من ذلك، يمكنها التقاط لقطات فيديو ذات وضوح عال. باختصار، ليس من المهم عدد الشركات التي تدعي أنها تنتج كاميرات فيديو صغيرة الحجم ذات وضوح عال فهذه الشركات تحاول التوفيق بين المميزات المختلفة.

* خدمة «نيويورك تايمز»