تحقيقات جنائية مخيفة في لعبة «كونديمند 2: بلادشوت»

قصة رائعة عن منظمة غامضة وراء جرائم وحروب الإنسان منذ آلاف السنين

مشاهد من اللعبة
TT

بعد النجاح الكبير الذي حققته لعبة الخوف والذعر «كونديمند: كريمينال أوريجنز» Condemned: Criminal Origins، طرحت شركة «سيغا» إصدارا جديدا بعنوان «كونديمند 2: بلادشوت» Condemned 2: Bloodshot الذي يظهر فيه البطل «إيثان توماس» Ethan Thomas بشكل أكثر غموضا وقسوة نظرا لأنّه أصبح مشرّدا ومدمنا بعد أحداث الإصدار الأوّل. وتقدّم اللعبة الكثير من المزايا الممتعة والمخيفة في آن واحد، وهي بالتأكيد ليست للاعبين ذوي القلوب الضعيفة.

* قصة «الصوت الخفي»

* تدور أحداث اللعبة بعد 11 شهرا من انتهاء الإصدار الأوّل، حيث تزداد حدّة الظاهرة الغامضة في مدينة «ميترو» التي تجعل المتشرّدين يصبحون مجرمين مجانين يحبّون العنف المجنون، وتندلع المظاهرات وأعمال الشغب في جميع أرجاء المدينة. ونرى أنّ عميل المباحث الفيدراليّة «إيثان توماس» قد استقال من وظيفته وأصبح في الحضيض بعد إدمانه وعيشه في الشوارع، مع استمرار معاناته في رؤية أشياء غير عاديّة وسماعه لصوت شخصيّته الأخرى خلال هذه المشاهد. ويُطلب من «إيثان» العودة إلى عمله للتحقيق في جريمة اغتيال مدربّه «مالكوم فانهوم» Malcolm Vanhom، مع مساعدة شريكته السابقة «روزا» Rosa تحت إدارة العميل متعكر المزاج «دورلاند» Dorland. ويكتشف «إيثان» خلال التحقيق بأنّ عدوّه اللدود «القاتل التسلسليّ إكس» Serial Killer X لا يزال على قيد الحياة بعد أن أطلق «إيثان» النار على رأسه في نهاية الإصدار الأوّل من اللعبة، ونعرف أيضا هويّة من أنقذ هذا القاتل، وأنّه اختطف المدير «فاريل» Farrell. ويعلم «إيثان» و«روزا» أنّ مصدر مشاكل المدينة هو منظمة سريّة تُعرف تحت اسم الـ«أورو» The Oro (اسم هذه المنظمة هو اختصار لـ«أورو إنفيكتاس» Oro Invictus والذي يعني «الصوت الخفيّ»)، والتي هي عبارة عن منظمة ذكرت في الإصدار الأوّل من اللعبة ويستخدم أتباعها زراعات معدنيّة مؤلمة تساعدهم على تطوير قدرات صوتيّة تسمح لهم بالتأثير والتحكم بالأشخاص الآخرين. واستطاع هذا التنظيم العمل منذ 3 آلاف عام، وهو يرتكز على فكرة إصدار أصوات معقدة من الجسد كله عبر عظام ذات كثافة كبيرة. ويمكن للحبال الصوتيّة، بعد التدريب المكثف، أن تُصدر أصواتا معقدة التراكيب ترتد في داخل تجاويف الجسم كآلة موسيقيّة. ويزرع أتباع هذه المنظمة أجهزة معدنيّة في عظامهم وجلودهم لتضخيم أثر الأصوات، ليعاني من يسمعها نوبات ذّعر حادّة وخوف من الآخرين، ومن ثمّ الدخول في فترات هلوسة تؤدي إلى الجنون أو التصرّفات العنيفة التي لا يمكن التحكم بها. تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الأصوات تحوّل الأشخاص الهادئين إلى أفراد شبه مجانين، والأشخاص الغاضبين إلى كائنات تشتعل بالكره والحقد ضدّ الجميع.

وترى «روزا» أنّ هذه المنظمة هي وراء جرائم وحروب ومشاكل الإنسانيّة منذ زمن بعيد وحتى الآن. ولكن لهذه الأصوات أثرا سلبيّا في أصحابها، حيث انّ أطفالهم يولدون مجانين ومشوّهين ومن دون أيد أو قدرة على البصر، لذلك فإنّهم يُستخدمون كحيوانات حراسة للمنظمة. ويعلم «القاتل التسلسليّ إكس» بوجود هذه المنظمة ويقرّر استخدام قدراتها الصوتيّة لصالحه، الأمر الذي يجعله يقتل ويشرّح أجساد أتباعها بهدف تعلّم وفهم الآليّة الصوتيّة الخاصّة بهم. ولكن يوجد لهذه المنظمة أتباع مرموقون في المجتمع، مثل المحافظ ومديرين في قسم الشرطة والوحدات الخاصّة وحتى بعض العملاء الخاصّين، ويحاول بعضهم قتل «إيثان» بعد معرفته حقيقتهم، لكنّه يقاتلهم بشراسة إلى حين إنقاذه من شخص لن نذكر هويّته ليستمتع اللاعب بالقصّة بنفسه. ويترك مدرّب «إيثان» رسالة مسجلة على شريط فيديو تُظهر لـ«إيثان» حقائق مفجعة، بالإضافة إلى دور مهمّ له في عمليّة مكافحة منظمة الـ«أورو». ويعلم بعض أفراد المنظمة بدور «إيثان»، ويقرّرون قتله على الفور، إلا أنّ عميلا خاصّا يقرّر التضحية بنفسه لإنقاذ حياة «إيثان». ويصل «إيثان» إلى شبه جزيرة يستخدمها أعضاء المنظمة للتحكم بالمدينة، ويقاتل الكثير منهم ويدمّر الآلة التي تستخدمها المنظمة للتحكم بالمدينة، لكنّه يهرب منها بعد قتال أحد قادة المنظمة. وتنتهي اللعبة بشكل مشوّق جدّا يعلن وجود جزء ثالث للعبة.

* مزايا اللعبة

* تستخدم اللعبة نمط تصوير الأحداث من المنظور الاوّل (اللاعب لا يرى الشخصيّة التي يلعب بها)، وهي ترتكز على استخدام الأسلحة قريبة المدى (مثل القبضات والسكاكين والقضبان الحديديّة وغيرها من الأسلحة الخفيفة)، لكن يوجد فيها بعض الأسلحة الناريّة (لا يمكن للاعب حمل ذخائر إضافيّة إن انتهت ذخيرته، وتوجد بعض المراحل التي تعتمد على القتال بالأسلحة الناريّة، بالإضافة إلى تأثير إدمان «إيثان» على دقة تصويبه)، ويمكن للاعب جمع الضربات على شكل سلاسل، أو استخدام حركات خاصّة لقتل الأعداء. ولكنّ الأسلحة الخفيفة تنكسر بعد استخدامها عدّة مرّات، الأمر الذي يُجبر اللاعب على مراس القتال بالأيدي. ويمكن للاعب استخدام بعض الحركات التي تعتمد على البيئة من حوله، مثل ضرب رأس العدوّ بتلفزيون قريب أو بجدار مجاور. كما يمكنه الحصول على أيّ عنصر من حوله واستخدامه كسلاح، مثل نزع المواسير من الجدران أو حمل كرات رياضة الـ«بولنغ» أو الـ«بلياردو» أو استخدام منشار حادّ أو آلات بيع الحلويات، وغيرها من الأسلحة العديدة المرتجلة. هذا ويمكن رمي هذه الأسلحة نحو الأعداء لإلحاق ضرر إضافيّ بهم.

وتقدّم اللعبة بعض المزايا من ألعاب المغامرات في المشاهد التي يجب فيها على اللاعب جمع الأدلة الجنائيّة. ويمكن للاعبين التدقيق في عناصر كثيرة في ساحات الجرائم، والإدلاء بإفادات حول طبيعة كلّ جريمة. وإن استطاع اللاعب معرفة طبيعة الجريمة، فإنّه سيحصل على نقاط إضافيّة يمكن استخدامها للحصول على تطويرات عديدة، مثل دروع أو طاقة إضافيّة.

ويجب على اللاعب استخدام الخبرة والذكاء في هذه المواقف، مثل استخدام الضوء الأسود للبحث عن مكان السوائل الجافة أو الكتابات المخفيّة، أو التدقيق في اللوحات الكهربائيّة أو حتى تصوير الجثة بالأشعة السينيّة. وبالنسبة للقوى الخاصّة في اللعبة، فإنّه لا يمكن لـ«إيثان» استخدام قوى الغرائز (على خلاف الإصدار السابق)، لكن يمكنه زيادة مستوى عدّاد خاصّ بتنفيذ سلاسل من الضربات واستخدامه، لتُعرض السلاسل كمشهد سينمائيّ يتطلب من اللاعب الضغط على أزرار معيّنة في اوقات محددة لتنفيذها بشكل صحيح وإلحاق ضرر كبير بالأعداء. هذا ويمكن لـ«إيثان»استخدام قدرات خاصّة تستطيع فتح الأبواب المغلقة وقتل الأعداء في مراحل متقدّمة من اللعبة.

وبعد إتمام اللعبة، فإنّ اللاعب سيحصل على بعض أنواع اللعب الإضافيّة، مثل نمط «نادي القتال»، والذي هو عبارة عن بعض المراحل القصيرة المليئة بالقتل والذعر والتي يجب فيها الوصول إلى هدف ما، ومقارنة سرعة وأداء اللاعب بالآخرين عبر الإنترنت. هذا وتحتوي اللعبة على بعض المناطق غير المرتبطة بالقصّة والتي يوجد فيها عناصر قتاليّة فوريّة.

وسيشعر اللاعب بالذعر الشديد في بعض المراحل الخاصّة، خصوصا في بعض مراحل المطاردة، والتي نذكر منها تلك التي يعبرها في ليلة مظلمة ومثلجة، ويصل إلى أسفل كوخ خشبيّ قديم ويعثر على أشلاء مبعثرة وبركة من الدماء. وسيسمع اللاعب بعد ذلك صوت ضرب عنيف من فوقه (من داخل الكوخ)، ومن ثمّ صوت جرّ شيء ثقيل وأنين متواصل. وعندما ينظر اللاعب عبر شقّ في الخشب، يرى جنديا غارقا في الدماء ويزحف على الأرض. وعندما يريد اللاعب معرفة المزيد، فإنّ شيئا ما (لن نذكره) سيطارده، وسيركض اللاعب عبر الممرات والأزقة والحفر والصناديق، وبشكل حقيقيّ يماثل حركة الركض الحقيقيّة. ولن نذكر المزيد من تفاصيل هذا الموقف وسنتركه للاعب ليجرّبه بنفسه.

* لعب جماعي

* اللعبة تسمح للاعبين باللعب بشكل جماعيّ (على خلاف الإصدار السابق) ولغاية 8 لاعبين عبر الإنترنت، وعبر أنماط لعب عديدة، مثل «مباراة الموت» Deathmatch التي يجب فيها قتل عدد معيّن من المنافسين أو الحصول على أكبر عدد عند انتهاء الوقت. ويمكن أيضا اللعب على شكل فرق في هذا النمط Team Deathmatch، والتي ينقسم فيها اللاعبون إلى فريقين يلعبون بنفس القوانين المذكورة. أمّا نمط «ركض المتشردين» Bum Rush، فهو عبارة عن لعبة صغيرة تعتمد على الوقت، وتضع المحققين في مواجهة المتشردين، حيث يستطيع المحققون استخدام الأسلحة الناريّة، ويوجد لديهم طاقة أكبر ويمكنهم أن يقتلوا المتشردين بضربة واحدة، ويجب على اللاعب البقاء على قيد الحياة لأطول فترة ممكنة. أمّا نمط «مشاهد الجريمة» Crime Scenes، فهو نوع آخر من اللعب يضع المحققين في مواجهة ذكاء المتشردين، حيث يجب على المتشردين إخفاء بعض الأدلة، بينما يجب على المحققين البحث عنها باستخدام معداتهم قبل نفاذ الوقت المحدّد. هذا وتحتوي اللعبة على 8 خرائط مختلفة في الحجم، ولا يمكن في هذا النمط استخدام بعض الأسلحة والحركات الموجودة في نمط اللعب الفرديّ، مثل المسدسات الكهربائيّة الصاعقة وبعض الضربات التي تستخدم عناصر من البيئة.

* مواصفات تقنية

* تستخدم اللعبة أسلوب رسم خاصّ يجعل من عالمها كابوسا مخيفا، حيث انّ الإضاءة والمؤثرات الخاصّة تضيف الكثير إلى أجواء الترقب والخوف الموجودة في اللعبة. ويمكن ملاحظة تفاصيل صغيرة تزيد من عنصر الخوف، مثل السوائل الحمراء الموجودة على الأرض، والزيوت الكثيفة التي تخرج من الجدران أو الكتابات والصور الموجودة في كلّ مكان تقريبا. ويمكن تذوّق طعم الغبار الموجود في الهواء عند المرور في ازقة المدينة المظلمة من شدّة دقة رسم البيئة، وسيشعر اللاعب ببعض الخوف في المناطق المظلمة، وخصوصا بعد أن يضيء مصباحه ليرى ما حوله. وسيعبر اللاعب في مراحل مختلفة ومخيفة، كلّ بطريقتها الخاصّة، مثل مسرح معتم ومصنع للدمى ومكب للنفايات، وغيرها. هذا وينخفض معدّل الرسومات في بعض الأحيان، ورسومات تحرّك الشخصيّات Animation جيّدة جدّا، ولكنّها تحتاج إلى المزيد من الدقة. وتجدر الإشارة إلى أنّ فترات التحميل Loading ليست قصيرة، ومن الممكن أن تُزعج البعض، ولكن ليس بشكل يغطي على الإيقاع المثير والمخيف في الوقت نفسه. وسيتحدى الذكاء الاصطناعيّ قدرات ومهارات ودهاء اللاعبين، حيث انّ الأعداء سيهربون ويبحثون عن مخبأ لهم عند إطلاق النار عليهم، وقد يبحثون عن سلاح على الأرض ويستخدمونه ضدّ اللاعب، وسيغيّرون من نمط قتالهم بشكل مستمرّ.

صوتيّات اللعبة رائعة، تماما مثل الإصدار السابق، والموسيقى تناسب أجواء الرعب والذعر، وهي مجسّمة باستخدام تقنيات 5.1 (5 سمّاعات مجسّمة وسمّاعة للأصوات الجهوريّة Subwoofer) التي تجعل من أمر بسيط، مثل التلاكم، أمرا مثيرا جدّا. ويمكن سماع صوت قضبان الحديد وهي تضرب بالأعداء، وصراخهم، وصرير الأرض الخشبيّة في منطقة هادئة، الأمر الذي سيُشعر اللاعب بأنّ أمرا مخيفا جدّا سيحدث في أيّ لحظة. أداء أصوات الشخصيّات ممتاز، وسيحصل اللاعب على تجربة مخيفة غير مسبوقة إن لعب لوحده في الغرفة ورفع الصوت ومن دون وجود إنارة.

* معلومات عن اللعبة

* الشركة المبرمجة: «مونوليث بروداكشنز» Monolith Productions http://www.lith.com الشركة الناشرة: «سيغا» Sega http://www.sega.com صفحة اللعبة على الإنترنت: http://www.condemnedgame.com نوع اللعبة: رعب من المنظور الأوّل First-person Horror أجهزة اللعب: «إكس بوكس 360» Xbox 360 و«بلايستيشن 3» Playstation 3 تاريخ الإصدار: 03/2008 في الولايات المتحدة الأميركيّة و04/2008 في الاتحاد الأوروبيّ وأستراليا تقييم مجلس برمجيّات الترفيه ESRB: للبالغين M عدد اللاعبين: 1-8