عروض تلفزيونية على شاشة الجوال

إقبال المشتركين عليها يدفع الشركات إلى تنويع البرامج

عروض المسلسلات التلفزيونية تزداد انتشارا في الولايات المتحدة («الشرق الاوسط»)
TT

فلتنسَ أمر مقاطع العروض المرئية والحلقات التلفزيونية القصيرة، فمقدمو خدمات الهاتف الجوال أخذوا يزيدون من عروضهم التي تشمل حلقات تلفزيونية كاملة، مثل حلقات «لوست» و«ذي أوفيس»، بل وحتى الأفلام. وقد بدأ مستوى جودة المشاهدة على هاتفك الجوال في التحسن، ليقترب من جودة البث التلفزيوني (مع الاختلاف في صغر حجم الشاشة)، الأمر الذي يمكنك من المشاهدة أثناء انتظارك للحافلة أو في الفترات الفاصلة بين الاجتماعات. وحول ذلك يقول تشارلز غولفن من مؤسسة «فورستر ريسيرش»: «بالقطع أرى الأمر يزداد، ولاسيما هنا في الولايات المتحدة، حيث نحب نحن الأميركيين مقاطع العروض المرئية الخاص بنا».

ويضيف غولفن أنه في الوقت الحالي، يشاهد حوالي 7% فقط من المشتركين في خدمات الهاتف الجوال، العروض المرئية على هواتفهم. إلا أن هذا القطاع سيشهد نموا كبيرا، فقد ارتفعت إيرادات الشركات المحلية من مقاطع العروض المرئية على الهواتف الجوالة إلى 308 ملايين دولار في الشهور الثلاثة الأخيرة من عام 2007، بعد أن كانت 112 مليونا في نفس الفترة من العام السابق، وذلك حسبما أعلنت شركة «نيلسن موبايل». ويوضح غولفين الأمر قائلاً: «مع وجود أسعار معتدلة وتجربة جيدة واختيار كاف للمحتوى على غرار التلفزيون، فسوف يزداد عدد الأفراد المشتركين في الخدمة على نحو كبير».

وكانت شركة «أيه تي أند تي» هي آخر الشركات المقدمة لخدمات الهواتف الجوالة التي قامت بتحديث خيارات مشاهدة التلفزيون. وسوف تبدأ الشركة في تقديم خدمة Mobile TV المباشرة في الشهر المقبل، وذلك من خلال قنوات «سي بي إس» و«فوكس» و«إن بي سي» و«كوميدي سنترال» و«إي إس بي إن» و«إم تي في» و«نيكلوديون».

ولا تعد قناة «أيه تي أند تي/ سوني»، هي أول حلقة ربط بين الأفلام والهواتف الجوالة. فقد بدأت شركة «سبرينت» في تقديم خدمة الأفلام بناء على الطلب في سبتمبر 2006. وفي شهر إبريل (نيسان) الماضي، انضمت شركة «وارنر» إلى كل من «سوني» و«باراماونت» و«ديزني» و«ليونز جيت» في تقديم أفلام على شبكة مقدمي الخدمة. ويقول روب سكونفيلد من شركة «ديزني»: «الجميع لديهم شكوك في ما يتعلق بما إذا كان هناك من يرغب في مشاهدة أفلام على هاتف جوال صغير، ولكننا حظينا بمفاجأة سارة. لقد اقتحمنا المجال في بداية الأمر على سبيل التجربة، لكننا الآن نراه مشروعا حقيقيا». وبسؤاله عما إذا كان قد فكر من قبل في أنه قد يشاهد التلفزيون أو أفلاما على الهاتف الجوال، يقول مارك كولينز البالغ من العمر 22 عاماً، وهو ممن لهم باع في الصناعة ونائب رئيس قسم بيانات المستهلك في الوحدة اللاسلكية بشركة «أيه تي أند تي»: «ليس هناك ما يفاجئني هذه الأيام مع وجود الشبكات وتوزيع المحتويات وتطور الأجهزة على النحو الحالي ورغبة المستهلكين التي لا تنتهي في خوض تجارب لاسلكية».

* مباريات ومسلسلات

* وفي عام 2003، بدأ ظهور العروض التي تتيح البث المتزامن للبرامج، وكذا حزم البرامج التلفزيونية التي يتم جمعها خصيصاً، عندما أضافت شركة «سبرينت» خدمة «موبي تي في» إلى خدماتها، وهي خدمة تُبث من بيركلي بكاليفورنيا وكانت تقدم حينئذ حوالي 12 قناة، من بينها قناة «إم إس إن بي سي». وفي عام 2005، أضافت شركة «سينجولر»، والمعروفة الآن باسم «أيه تي أند تي» خدمة «موبي تي في» إلى خدماتها. واستمرت الخدمة في التوسع لتضم إليها قناة «ديزني تشانل» في وقت سابق من شهر إبريل (نيسان) الماضي. وبدأت «فيريزون» بتقديم خدمة «في كاست» في عام 2006، وذلك من خلال تقديم قنوات تشمل «سي بي إس» و«فوكس» و«إن بي سي» و«إي إس بي إن»، وذلك من خلال خدمة «ميديا إف إل أو» التي تقدمها شركة «كال كوم». وسوف تضيف شركة «أيه تي أند تي» خدمة «ميديا إف إل أو» إلى خدماتها في شهر مايو (أيار) الحالي.

وفي الآونة الأخيرة، عرضت قناة «إي إس بي إن»، التي تقدمها «فيريزون» ضمن مجموعة أخرى من القنوات، شوطا إضافيا على الهواء مباشرة لفريق «إن بي إيه» بجودة عالية تمكنك من تمييز اللاعبين المختلفين، إلا أن لوحة الأهداف المعروضة في أسفل العروض المرئية كان من الصعب قراءتها. وكانت الصور متأخرة بحوالي ثانية عن البث التلفزيوني لها. وقد بدأ مقدمو خدمات الهاتف الجوال في تقديم بعض المسلسلات حسب الطلب منذ نحو عام. وتتضمن «قنوات» شركة سبرنت التي يصل عددها إلى 70 فيديوهات من قناة CBS وغيرها من الشبكات، بالإضافة إلى أكثر من عشرة برامج مثل Desperate Housewives وغيره. ويقول آرون راديليت من شركة سبرنت: «إذا كنت في استراحة الغداء أو إذا كنت تجلس في السيارة تنتظر طفلك أثناء تدريب كرة القدم، وتريد مشاهدة حلقة أو اثنتين، فيمكنك القيام بذلك».

ويقول نك كوفي من نيلسون موبايل ان مستخدمي الهاتف الجوال يرغبون في مزيد من الوقت. ويفيد نحو نصف المستخدمين (47%) بأنهم يشاهدون لمدة 15 دقيقة أو أكثر، ويفيد نحو 25% بأنهم يشاهدون لمدة 30 دقيقة أو أكثر. ويقول كوفي: «يشاهد عدد كاف من الزبائن فيديوهات الهاتف الجوال لهذه الفترات الزمنية، ويهتم عدد كاف منهم بالبرامج المشهورة، ويمكن أن يحظى هذا النوع من المشاهدة على الهواتف الجوالة بزيادة كبيرة».

* خدمة «يو إس أيه توداي» ـ خاص بـ «الشرق الاوسط»