شعرت مصممة الكتب جينت ليندرتس بحزن شديد عندما رأت لأول مرة برنامجا على موقع Blurb.com على شبكة الإنترنت يمكن من خلاله إنتاج الكتب آليا، وقالت: «لقد شعرت بأن ذلك يعني نهاية مهنتي، حيث يمكن للبرنامج المساعدة في جمع النصوص والصور وترتيبها في كتاب، خلال دقائق قليلة. ولكن بعد هذا بقليل، أدركت أن هناك دائما أشخاصا يقدّرون الوقت والجهد الذي يبذل في التصميم، ولذا قررت أن أسهم في موقعهم». وفي الوقت الحالي، ما زالت ليندرتس تجمع العديد من الصور في كتاب واحد، ولكنها تقدم خدماتها للأفراد بدلا من دور النشر الكبيرة مثل مطابع «ام أي تي». وهي تسهم في جزء من ظاهرة «فن القصاصات»، وهي هواية جمع الصور والتذكارات، حيث يقوم البعض بعمل كتب شخصية تحتوي على الكثير من الصور والمواضيع التي كانوا ينشرونها على المدونات وحتى بعض الأنشطة التجارية الخاصة بهم. وتستهدف هذه الكتب الناس بصورة عامة، إلا أن بعضها الجديد لم يكن الغرض منه أن يتم بيعه في المحلات، أو يتم تسويقه بأية صورة. وعلى سبيل المثال، فإن المعماريين الذين يقومون بتسليم عروضهم المجلدة لبعض المشاريع، قد استخدموا بعض أدوات عمل سجل القصاصات.
* الهواة يصممون الكتب
* وقد ساعدت بعض الأدوات الرقمية مثل الكاميرا والماسح الضوئي على إتاحة مجال تصميم الكتب للهواة، فالأمر لم يعد يقتصر على مجرد لصق بعض الأشياء على الأوراق، ولكن في بعض الأحيان يحتاج «صانعو» الكتب إلى المساعدة. ومنذ وقت قريب، عملت ليندرتس مع منتج الأفلام روبرت غاردنر الذي قال لها: «هذه هي الصور والرسومات التي لدي، وهذه هي قصتي. في رأيك كيف يمكن أن تعرض الصور والرسومات القصة على النحو الأمثل»؟ وتضيف ليندرتس إن غاردنر أتاح لها الاطلاع على السجلات الخاصة به، وعمل الاثنان معا في إصدار كتاب مؤلف من 384 صفحة عن فلسفة غاردنر في مجال انتاج الأفلام. وقامت ليندرتس بتنظيم محتويات وترتيب صفحات الكتاب، وبعد هذا نشرت إحدى دور النشر الكتاب.
وأفادت سوزان كونولي، مصممة كتب في سان فرانسيسكو تعمل في بيكتوريا برس، بأن الأزواج الذين يحبون أن يجمعوا صور حفل الزفاف يأتون إليها للقيام بهذا، وتقول: «نحدد التصميم واللون والخط والأسلوب والحجم الخاص بكل كتاب، ويمكننا أن نتفق مع المصورين والرسامين والكتاب إن أراد العملاء ذلك». وقد اشتمل أحد الكتب التي صممتها كونولي على 52 صفحة وكان حجمه 7 X 7 بوصة وله غلاف عادي، وكانت الصور فيه باللونين الأبيض والأسود.
وفي مشروع آخر وضعت كونولي بيانات ومواضيع مدونة إحدى الأمهات في مجلد مكون من 116 صفحة. وتقول كونولي: «تكتب هذه الأم كل يوم وتلتقط العديد من الصور، وأرادت أن تحول مدونتها إلى كتاب حتى يكون مع أولادها حين يكبرون».
* خدمات إلكترونية
* ويبحث مصممو سجلات القصاصات عن المواقع الإلكترونية التي تبيع أو تقدم نصائح عن التصميمات والقوالب والرسوم التوضيحية الرقمية، ويرى بعض مصممي الكتب أن فيها فائدة كبيرة لهم أيضا. ومن أكثر المواقع شهرة theshabbyshoppe.com وscrappydoodlekits.com وrakscraps.com و peppermintcreative.com وescrappers.com، والبعض منها يعرض نماذج مجانية ولكن النماذج الكاملة تكون مقابل بعض الاجور. ويقوم موقع Digitalfreebies.com بتوزيع عدد من الملفات المجانية كل يوم جمعة ويضع اجورا تصل لـ24.95 دولار سنويا للاطلاع على السجلات. وتبيع كاتي برتيت، مديرة موقع DesignerDigitals.com، صورا ورسوما توضيحية يمكن تحميلها من قبل مصممي الكتب، عن طريق الموقع الذي تديره هي وزوجها، وخلال العام الماضي تمكنت من عمل خمسة كتب تحتوي على أكثر من 400 صفحة توضيحية بها الكثير من الصور والقصص عن أبنائها وأحفادها. وفي صباح يوم الأحد من كل أسبوع تشارك زبائنها في بعض هذه التصميمات، حيث تقوم بعمل بعض هذه التصميمات بنفسها، وبعضها الآخر يصممه آخرون سمحوا لها بعرض التصميمات على موقعها. وقد أفادت بأنها تبيع نحو 700 مجموعة كل يوم أحد. ويمكن القول بأن العديد من هذه التصميمات يمكن أن يستخدم كديكور ويمكن ألا يكون ذا فائدة كبيرة لكتاب يصممه أحد الأشخاص وينشره بنفسه. ويباع أحد التصميمات مقابل 2.50 دولار ويحتوي على صور لحروف الهجاء كما لو كانت مغزولة من الصوف، أعلى صور تفاح أحمر مغزول هو الآخر من الصوف. ويباع تصميم آخر مقابل 3.99 دولار وكان يشمل صورا ظلية لأفرع شجر بلا أوراق وظلال بعض الطيور. ويمكن للمشتري أن يمزج هذه الصور مع الصور أو النصوص الخاصة به، أو يقص ويلصق الإصدارات الرقمية مثلما يفعل مع القصاصات الحقيقية المصنوعة من الورق والقماش. وتقول برتيت: «من الشائع عمل صفحات قصاصات تظهر كما لو كانت مصنوعة من الورق، ويكون لها شكل القصاصات العادية، ولكن يمكن استخدامها أكثر من مرة».
* برامج وأدوات
* ويستخدم مصممو الكتب بعض البرامج مثل «أدوبي فوتوشوب» Adobe Photoshop (ويبلغ سعره نحو 650 دولارا) ولكن البعض يستخدم برنامج «فوتوشوب إليمنتس» Photoshop Elements (يبلغ سعره نحو 100 دولار) لأنه أرخص وأبسط، ويفضل بعض هواة المصممين بعض البرامج مثل «آرت إكسبلوجن سكراب بوك فاكتوري» Art Explosion Scrapbook Factory الذي تصدره نوفا للتطوير (novadevelopment.com) مقابل 40 دولارا، ويحتوي على الآلاف من الخطوط والرسوم التوضيحية والقوالب. وهناك أيضا أدوات تمزج بين العديد من الأنماط التي تشمل الأعمال المطبوعة وعروض الوسائط المتعددة، حيث نجد أن موقع Smilebox.com على سبيل المثال متخصص في القصاصات وألبومات الصور التي يمكن أن يتم إرسالها عن طريق البريد الإلكتروني أو يمكن طبعها على ورق. وتُعرض القوالب الأساسية مجانا ولكن للشركة إصدارات إضافية لفنانين محترفين، ويمكن للعملاء الانضمام لنادي Smilebox، مقابل اشتراك شهري قدره 4.99 دولار شهريا.
وتقدم بعض الشركات برامج مجانية، حيث توزع Blurb.com وPicaboo.com برنامجا مجانيا مع كل الأدوات التي تستخدم لتصميم الكتب. وتستهدف هذه الشركات تحقيق الربح عندما يقوم المستخدمون بتحميل الإصدارات النهائية على المواقع الخاصة بهم أو طبع هذه الكتب. ويبدأ سعر الكتاب العادي الذي تقدمه شركة Blurb.com والذي يبلغ حجمه 7×7 بوصة ويحتوي على 20-40 صفحة بـ13 دولارا، بينما تتكلف الكتب الأكبر التي يبلغ عدد صفحاتها 150 صفحة ويبلغ حجمها 13 X 11 بوصة نحو 85 دولارا، وهناك بعض العروض المخفضة. وتبيع Picaboo.com كتابا به 20 صفحة مقابل 10 دولارات وتعرض تشكيلة من الكتب منها كتب مغلفة بالكتان أو الجلد. وحتى مع توافر هذه الأدوات، تكون هناك حاجة لمساعدة المحترفين، ويمكن الحصول على ذلك عن طريق بعض المواقع الإلكترونية مثل www.blurb.com/blurb_nation وwww.lulu.com/budgetbookdesign، والكثير منها يعرض أعمال زبائنها. ويقدم المحررون الذين يقومون بإجراء تصحيحات نحوية خدماتهم مقابل 300 دولار والبعض الآخر يقدم خدمة التحرير وإعادة الكتابة مقابل أكثر من 750 دولارا، وتبدأ عملية التنسيق البسيط للكتاب وتصميم الغلاف بـ200 دولار، وتتنوع الأسعار بصورة كبيرة حسب المصمم والوقت الذي يحتاجه المشروع، ولكن من الطبيعي أن يتكلف المشروع أكثر من 5000 دولار. وتقول إلين جيتينز، المسؤول التنفيذي الأعلى ومؤسسة موقع Blurb.com، إن موقعها يعمل على تغذية ثقافة تصميم الكتب عن طريق تعزيز الروابط بين الهواة والمحترفين. وتضيف: «وجدنا أن الكتب تعد وسيلة شيقة لمن يريدون التعرف على الآخرين، فالناس يحبون الاطلاع على كتب الآخرين. إننا النواة لسوق تجارية من نوع جديد».
* خدمة نيويورك تايمز