الأطفال.. هدف أساسي لتسويق التقنية الإلكترونية

تساؤلات حول الحاجة لكاميرات رقمية لصغار السن

كاميرا «ديزني بيكس للصغار» الرقمية
TT

يسعى عمالقة تسويق لعب الأطفال مثل شركتي «ديزني» و«فيشر-بريس» إلى الترويج لكاميرات رقمية يصل سعرها لـ60 دولارا بين الأطفال الصغار الذين لم يبلغوا سن الالتحاق بالمدرسة بعد. وجاء آخر عرض من شركة «ديزني» التي أعلنت عن الكاميرا الرقمية «ديزني بيكس للصغار» بسعر 59.99 دولار، وقد تم اختبار قدرة هذه الكاميرا على التحمل عن طريق إلقاء الكاميرا المطاطية على سلم خرساني. ومن الواضح أن هناك سوقا متنامية للأجهزة التي يستخدمها الأطفال الصغار، فعلى الرغم من أن مبيعات اللعب التي تقدر الاستثمارات فيها بـ22 مليار دولار قد انخفضت بمقدار 2 في المائة العام الماضي، فقد ارتفعت مبيعات اللعب الإلكترونية التي تستهدف الأطفال بنفس النسبة ووصلت لـ647 مليون دولار على مدى الـ12 شهرا المنتهية في فبراير (شباط) الماضي، حسب تقرير لمجموعة «إن بي دي» لأبحاث التسويق. وتقول أنيتا فرازير، المحللة في المجموعة: «يراعي مصنعو اللعب ما يقوم به الأطفال، ثم يبحثون كيف يمكن أن يستفيدوا من هذا».

ولكن بعض المهتمين بشؤون الأطفال يتساءلون عما إذا كانت الكاميرا الرقمية مناسبة للأطفال الذين لم يبلغوا سن الالتحاق بالمدارس. ويقولون إنه لتحقيق المزيد من الربح في ظل الوضع الاقتصادي الصعب يقوم مسوقو اللعب باستهداف شرائح عمرية أقل. وتقول سوزان لين، إحدى المهتمات بشؤون الأطفال: «يمكن للطفل شراء الكثير من الأقلام الملونة بهذه الـ60 دولارا، والواقع أن هذا نشاط يستهدف تسويق منتجه عن طريق دفع الأطفال إلى المشاهد التي يتم التقاطها عن طريق الكاميرات الرقمية بدلا من ممارسة اللعب الابتكاري».

ويقول جوان ألمون، رئيس التحالف من أجل الطفولة، وهي إحدى المجموعات التي تدافع عن حقوق الأطفال، إنه من المفترض أن يلعب الطفل الذي يبلغ من العمر 3-5 سنوات بالعصي والحجارة والطمي وليس بكاميرا رقمية. «ستصبح الكاميرا هذه العدسة التي يرى الأطفال من خلالها العالم، وهذا بذلك شيء آخر يحول بين الطفل وبين الاتصال بالحياة بشكل مباشر».

وفي المقابل فإن لدى مصنعي اللعب وجهة نظر مغايرة، حيث تقول كريس هيثرلي، نائبة رئيس التقنية في ديزني كونسيومر إلكترونكس: «ولد هذا الجيل من الأطفال والتقنية في كل شيء من حولهم، وهي بذلك لم تعد شيئا يعيشون فيه وإنما يعيشون معها».

وتحتوي الكاميرا على بعض الخصائص، فعن طريقها يمكن إظهار صور لبعض شخصيات ديزني مثل «ميكي». ويوجد مع الكاميرا التي تحتوي على إصدارات «ميكي ماوس» و«ويني ذي بوو» و«أميرة ديزني»، ضمان مدته سنة كاملة. وتقول ليزا مانكوس، نائبة رئيس التسويق في «فيشر-بريس»: «نرى أن الأطفال يحبون أن يلتقطوا صورا بالكاميرات الخاصة بآبائهم والتي تصل قيمتها لـ300 دولار، ولذا نقوم بملء هذه الفجوة في السوق». وكانت الشركة قد عرضت كاميرا رقمية للأطفال منذ سنتين مقابل 59.99 دولار. وبالنسبة لأرخص الكاميرات الرقمية فتوجد كاميرا «ليتل تيكس ماي ريال» التي تباع مقابل 39.99 دولار. وتعرض «في تك إليكترونكس» كاميرا «كيديزووم» مقابل 59.99 دولار، ويمكن من خلالها تسجيل مشاهد فيديو ومعها ضمان مدته 90 يوما. وترى سامرا توتشباند، مسؤولة التسويق في الشركة أن هذا يأتي ضمن الأدوات التي يمكن للآباء أن يستخدموها لإسعاد الأطفال.

* خدمة يو إس إيه توداي ـ خاص بـ «الشرق الاوسط»