في العام الماضي، حققت صناعة الأفلام أرباحا بلغت أكثر من 40 مليار دولار. ما الذي يقومون به لتحقيق الأرباح؟ حسنا، هناك شيء واحد، فمعظم الناس لا يستطيعون استهلاك هذا المنتج، أي الأفلام، دون أن ينتقلوا في سياراتهم نحو مكان ما، إلى السينما أو متاجر بيع الفيديو. تخيل أنك تستطيع مشاهدة الفيلم، في أي وقت، دون أن تترك الأريكة التي تجلس عليها، عن طريق تحميل هذا الفيلم الكترونيا! في الوقت الحالي، يتنافس العديد من الشركات على تقديم الأفلام بهذه الطريقة، ومن بين هذه الشركات موقع «أمازون» على شبكة الإنترنت و«تيفو» و«موفي لينك» و«أبل» و«فودو» و«نت فليكس» و«سينما ناو» و«فونجو» و«موفي فليكس». ولكن لسوء الحظ، فإن كل خدمة تعاني من بعض العيوب الشديدة. هذه الخدمات تشبع رغباتك لفترة محدودة، ففي معظم الأحيان يكون عليك مشاهدة الفيلم على الكومبيوتر، وهو أمر لا يحبه الكثيرون. وهناك بعض الخدمات التي تساعدك على مشاهدة الفيلم على شاشة التلفزيون مثل خدمة «تيفو» و«أبل تي في» و«فودو»، ولكنها تتيح لك الفيلم الذي تؤجره، لمدة أربع وعشرين ساعة وحسب. وبعض الخدمات، مثل «نت فليكس» تقدم الأفلام على أقراص الفيديو الرقمية «دي في دي» عن طريق البريد. وهذا حل رائع، ولكن يستغرق الحصول على الفيلم يوما على الأقل.
* مشغل سريع
* وخلال هذا الأسبوع، أعلنت «نت فليكس» و«روكو» عن جهاز صغير يبلغ سعره 100 دولار لتلافي كل هذه العيوب. ولفهم ما الذي يجعل مشغِّل «نت فليكس» فكرة رائعة ولكن بها بعض العيوب، فقد نحتاج إلى معرفة تاريخ هذا المشغِّل. «نت فليكس» هي أكبر خدمة «دي في دي» عن طريق البريد، وهناك نحو 8.2 مليون عضو مشترك في هذه الخدمة التي تعرض نحو 100.000 فيلم. ويقدم الموقع وسائل رائعة للبحث عن الأفلام وتنظيمها ويرشّح بعض الأفلام لمشاهدتها. والعيب الواضح في هذه الخدمة هو الانتظار حتى يأتي الـ«دي في دي» عن طريق البريد (نعم هذا ما توصل إليه من يعيشون في أوروبا والولايات المتحدة، فهم يشتكون من أنهم يحتاجون ليوم كامل للحصول على فيلم). في بداية العام الماضي، حاولت«نت فليكس» التعامل مع هذه المشكلة عن طريق خدمة المشاهدة الفورية التي تتيح لك مشاهدة أفلام «نت فليكس» على متصفح الشبكة. وبدلا من انتظار يوم كامل لمشاهدة الفيلم، أصبح عليك الانتظار لمدة 20 ثانية. والمهم في هذا أنه ليس هناك رسوم إضافية من أجل ذلك، فهي مجانية، حيث يدفع الفرد رسوم الاشتراك في مشاهدة أفلام «دي في دي» عن طريق البريد (على سبيل المثال، 14 دولارا في الشهر لمشاهدة فيلمين في المرة). يمكنك مشاهدة الأفلام طوال اليوم إذا أحببت. وقد ساعدت خدمة المشاهدة الفورية على ظهور مصطلح جديد وهو: تصفح الفيلم، حيث يمكنك مشاهدة 10 دقائق من الفيلم، ويمكنك أن تقرر أن هذا الفيلم غير مناسب لك؟ لا مشكلة في هذا على الإطلاق، حيث يمكنك النظر في فيلم آخر. المشكلة البسيطة، هي أنك تشاهد هذا الفيلم على جهاز الكومبيوتر الخاص بك. ثم بعد هذا قالت «نت فليكس»: «حسنا. حسنا، أنت تريد خدمة المشاهدة الفورية على جهاز التلفزيون الخاص بك، يمكننا أن نقدم لك هذا». ثم قدمت مشغِّل «نت فليكس»، الذي تصنعه وتبيعه شركة «روكو» Roku. ولا يمكن أن يكون هناك ما هو أسهل من هذا، فقد كنت أشاهد أول أفلامي بعد ست دقائق من تشغيل الجهاز.
* عبر الانترنت
* وككل خدمات الأفلام على شبكة الإنترنت، يحتاج مشغِّل «نت فليكس» إلى سرعة إنترنت عالية. ويمكن للمشغِّل أن يتصل بشبكة الإنترنت اللاسلكية على الفور ودون أي مشاكل، (كما يمكنك أن توصل المشغِّل بالشبكة الأرضية باستخدام كابل إذا كنت تريد هذا). ويتصل هذا المشغِّل بجهاز التلفزيون عن طريق أي وصلة فيديو حديثة. ويوجد مع المشغِّل جهاز للتحكم عن بعد، يمكنك من خلاله اختيار الفيلم الذي تريد وإيقافه وقتما تحب. وفي الغالب، تكون عملية التشغيل السريع أو إعادة التشغيل مع الأفلام التي تعرض على شبكة الإنترنت عملية مملة وتحتاج إلى الانتظار بعض الوقت. ويمكنك الانتقال إلى نقطة جديدة من الشريط الذي يعرض الفيلم، ولكن لن تعرف أين يمكن أن ينتقل على وجه التحديد، فأنت لا تشاهد صورة تتحرك بسرعة كما هو الحال من التشغيل السريع للأسطوانة «دي في دي». وفي جهاز «روكو»، تجد بعض الصور الصغيرة لمشاهد في الفيلم تظهر من حين لآخر (صورة كل 10 ثوان). وعندما توقف عملية المسح، سيكون عليك الانتظار لمدة 15 أو 30 ثانية حتى تستكمل المشاهدة، ولكن ستكون قد علمت ما إذا كنت قد توقفت عن المشهد الذي تريد مشاهدته أم لا. ومن المفترض أن تقوم بترتيب الأفلام التي يعرضها الجهاز على موقع «نت فليكس» على شبكة الإنترنت. وأي تغيرات ستقوم بها ستظهر على الجهاز في ثوان.
واستخدام الكومبيوتر قد يكون مملا بعض الشيء، ولكنه يتيح لك ثلاث فوائد. أولا، يجعل قائمة المشغِّل التي تظهر على الشاشة بسيطة للغاية. ثانيا: يتيح لك استخدام كل الأدوات العظيمة الموجودة على موقع «نت فليكس» للحصول على واختيار الأفلام التي تحب. ثالثا: يتيح المشاهدة الفورية للفيلم. وتعتمد جودة الفيديو على سرعة وصلة الإنترنت، ولذا ستكون الصورة التي تظهر في حال استخدام وصلات بطيئة محبطة للمشاهد. وإذا كان لديك «موديم» سريع (2.2 ميغابايت في الثانية أو أكثر)، فستحصل على جودة قريبة من جودة الـ«دي في دي».
* عروض كومبيوتر وتلفزيون
* وتعرض خدمة المشاهدة الفورية في الوقت الحالي 10.000 فيلم وبعض المسلسلات الحديثة. وتتيح «نت فليكس» لك ترتيب الأفلام حسب مستواها أو سنة الإصدار أو نوع الفيلم... إلخ. ولكنك تحصل على خدمة المشاهدة الفورية بـ «نت فليكس» على الأفلام بعد عرضها في الفنادق وفي خطوط الطيران وعلى أسطوانات «دي في دي». فهي تحصل على الأفلام حتى بعد أن يقوم بعض القنوات بعرضها. والواقع أن خدمتيها «دي في دي» عن طريق البريد والمشاهدة الفورية تناسب المستخدم حسب هدفه، فإذا كان الهدف فيلما جديدا، يمكنك الاستفادة بالخدمة الأولى وإذا كانت سرعة الحصول على الفيلم هو الأمر الذي يعنيك فيمكنك استخدام خدمة «المشاهدة الفورية». وللأسف لا يمكنك الحصول على الأمرين معا. وقد تسبب مشغِّل «نت فليكس» في تغيير جذري في مجال أفلام الإنترنت، فهي أول خدمة عن طريق الإنترنت تنقل الفيلم إلى جهاز التلفزيون الخاص بك من دون رسوم مقابل الفيلم، كما إنها الخدمة الأولى التي لا تتطلب منك أن تحمل أو تخزن أفلام الفيديو التي تختارها. وختاما فهي الخدمة الأولى التي تخرجك من إطار الأربع وعشرين ساعة لمشاهدة الفيلم، فإذا ما أردت مشاهدة الفيلم مرة أخرى، يمكنك فعل ذلك بعد أسبوع أو حتى عام إن أحببت دون أن تدفع أي رسوم إضافية. وتشير «روكو» أيضا إلى أن هذا الجهاز مجهز لتطورات المستقبل، فعندما تكون خدمة المشاهدة الفورية على درجة عالية من الجودة، فسيكون الجهاز مستعدا لذلك. وتضيف «روكو» ان هذه الصفقة ليست حكرا على «نت فليكس»، فمن الناحية الفنية، فإن الجهاز مجهز لأي منافسين في المستقبل. ولذا، قد يتساءل البعض، هل مشغِّل «نت فليكس» هو جهاز عرض الأفلام الذي ينتظره العالم؟ ليس تماما. فهو لا يفي بمتطلبات كل أفلام عصره، وككل أفلام الإنترنت، فإنه لا يظهر الحاشية السفلية ولا تعليقات المخرج. *خدمة نيويورك تايمز