ماذا تعني العمليات الكومبيوترية السحابية؟

الزبائن يوظفون قدرات التطبيقات الالكترونية لإجراء عملياتهم عبر الإنترنت

TT

أصبحت العمليات الكومبيوترية السحابية cloud computing منتشرة جداً هذه الأيام. ويتفق بن برينغ، وهو محلل كبير في شركة «غارتنر»، مع الكثير من أقرانه في أنها «قد أصبحت عبارة اليوم». وتكمن المشكلة في التعريفات المختلفة التي يستخدمها الأشخاص لهذا المصطلح، كما هو الحال مع مواصفات الويب الجديد «ويب 2.0». وباعتبارها رمزاً للإنترنت، فإن كلمة «السحابة» هي «كليشية» شائعة، ولكن عندما تقترن مع «العمليات الكومبيوترية» يصبح المعنى أوسع وأكثر غموضاً. ويعرف بعض المحللين والبائعين العمليات الكومبيوترية السحابية على نحو ضيق بأنها نسخة محدثة من المعالجة الرقمية الخدمية، والتي تشمل على نحو أساسي استخدام الخادمات الافتراضية المتاحة على الإنترنت في اجراء العمليات الكومبيوترية للزبائن. في الوقت الذي يتسع فيه تعريف الآخرين لهذا المصطلح، قائلين إن أي شيء تستخدمه خارج جدار النار firewall يدخل في دائرة «السحابة»، ويشمل ذلك الدخول المتعارف عليه لبعض الأطراف.

* زيادة القدرات

* ولا تحتل العمليات الكومبيوترية السحابية بؤرة الاهتمام إلا عندما يفكر المبرمجون في احتياجات تكنولوجيا المعلومات الدائمة إلى طريقة لزيادة القدرة أو إضافة إمكانيات من دون الحاجة إلى الاستثمار في بنية تحتية جديدة، وكذلك الحاجة إلى تدريب أشخاص جدد أو إصدار ترخيص لبرنامج جديد. وتشمل العمليات الكومبيوترية السحابية كل خدمات الاشتراك والخدمات غير المجانية على شبكة الإنترنت، وبذلك فهي توسع من الإمكانيات القائمة لتكنولوجيا المعلومات. وتظل العمليات الكومبيوترية السحابية في مرحلة متقدمة بما تضم من مجموعة متنوعة من مقدمي الخدمات الكبار والصغار ممن يقدمون مقداراً وافراً من الخدمات السحابية. وتضم هذه المجموعة مقدمي خدمات البنية التحتية ومقدمي البرامج الخدمية SaaS software as a service، مثل شركة Salesforce.com. واليوم، أصبح استخدام تكنولوجيا المعلومات للخدمات السحابية على نحو منفصل أمراً ضرورياً، إلا أن القائمين بعملية تجميع العمليات الكومبيوترية السحابية ودمجها قد بدأوا بالفعل في الاندماج. وفي حديث مع موقع «إنفو وورلد» الالكتروني مع عشرات البائعين والمحللين ووكلاء تكنولوجيا المعلومات من أجل الحصول على معلومات حول المكونات المختلفة للعمليات الكومبيوترية السحابية. وبناء على هذه المناقشات، إليك جزء من التحليل الذي تناول هذا النوع من العمليات.

* البرامج الخدمية (SaaS)

* ويوفر هذا النوع من العمليات الكومبيوترية السحابية من خلال برنامج التصفح browser برنامجاً واحداً لآلاف الزبائن ممن يتعاملون مع البرامج المتعددة المستخدمين. وفيما يتعلق بالزبائن، لا تتيح هذه الخدمات أي استثمار واضح في اجهزة الخادم أو ترخيصات البرامج. أما بالنسبة لمقدمي الخدمات، فإن التكلفة منخفضة بالمقارنة باستضافة المواقع المتعارف عليها. وإلى حد كبير، يعد موقع "سالز فورس" أفضل مثال لتطبيقات المشروعات، إلا أن البرامج الخدمية (SaaS) شائعة بين تطبيقات الموارد البشرية.

* العمليات الكومبيوترية الخدمية

* الفكرة ليست بجديدة، إلا أن هذا الشكل من العمليات الكومبيوترية السحابية قد أخذ هيئة جديدة من موقع أمازون وصن وآي بي إم وغيرها من الشركات التي توفر سعة تخزينية واجهزة خادمة افتراضية، والتي تستطيع تكنولوجيا المعلومات الوصول إليها عند الطلب. وتستخدم المؤسسات القديمة العمليات الكومبيوترية الخدمية بشكل أساسي من أجل الحصول على حاجات تكميلية، إلا أنها قد تستبدل أجزاءً من مركز المعلومات في يوم من الأيام. ويوفر مقدمو بيانات آخرون حلولاً تساعد تكنولوجيا المعلومات على عمل مراكز معلومات افتراضية، مثل نظام التشغيل المتداخل "أب لوجيك" الذي قدمته شركة «ثري تيرا».

* خدمات الإنترنت السحابية

* على نحو مشابه للبرامج الخدمية (SaaS)، يوفر مقدمو خدمات الإنترنت وصلات بينية للبرمجية التطبيقية تتيح الاستثمار والانتفاع عبر الإنترنت، بدلاً من نقل تطبيقات مكتملة. ويتراوح هذا الأمر بين مقدمي الخدمات الذين يعرضون خدمات تجارية منفصلة، من أمثال «سترايك أيكون» و«إكسجنايت» إلى غيرهما من الوصلات البينية للبرمجية التطبيقية، والتي تقدمها كل من «غوغل مابس» و«أي دي بي» وخدمة البريد الأميركي وبلومبيرغ، علاوة على الخدمات التقليدية للائتمان والمعالجة.

* برنامج خدمات

* كشكل آخر للبرامج الخدمية (SaaS)، يوفر هذا الشكل من العمليات الكومبيوترية السحابية بيئات تطوير في صورة خدمات. وبذلك تبني تطبيقاتك الخاصة التي تعمل على البنية التحتية لمقدم الخدمات ويتم نقلها إلى المستخدمين عن طريق الإنترنت من الاجهزة الخادمة لمقدمي الخدمة. ومثل خدمة «ليغوس» Legos ، تتقيد هذه الخدمات بتصميمات البائع وقدراته، وبذلك لا تتمتع بحرية كاملة، ولكن تحصل على قدرة على التنبأ والاندماج. ومن الأمثلة الرئيسية على ذلك موقع «سيلز فورس» و«كوج هيد».

* مزودو الخدمات المنظمة

* ويعتبر هذا النوع من أقدم أشكال العمليات الكومبيوترية السحابية. فالخدمات المنظمة هي في الأساس تطبيقات معرضة للاستفادة منها من قبل ميدان تكنولوجيا المعلومات، وليس للمستخدم الأخير، مثل خدمات الكشف عن الفيروسات في البريد الإلكتروني أو خدمات مراقبة التطبيقات (والتي توفرها «ميركوري» بجانب شركات أخرى). وتشمل هذه الفئة الخدمات الأمنية المنظمة التي تقدمها «سيكيور وركس» و«أي بي إم» و«فيريزون»، علاوة على خدمات التخلص من البريد غير المرغوب فيه، مثل «بوستيني»، والتي حصلت عليها غوغل أخيراً. وتشمل عروض أخرى خدمات إدارة الخلفيات، مثل تلك التي تقدمها «سنتر بيم» و«إيفر دريم».

* أنظمة التجارة الخدمية

* وهي هجين من البرامج الخدمية (SaaS) ومزودي الخدمات المنظمة. ويوفر هذا الشكل من العمليات الكومبيوترية السحابية محور الخدمات التي يتفاعل معها المستخدمون. وتنتشر على نحو واسع في البيئات التجارية، مثل أنظمة إدارة النفقات، التي تمكن المستخدمين من طلب خدمات السفر أو خدمات السكرتارية من نظام مشترك يقوم فيما بعد بتنسيق توصيل الخدمة وتحديد الأسعار في إطار المواصفات التي يحددها المستخدم. ومن الأمثلة المعروفة لهذه الأنظمة «رير دن كوميرس» و«أريبا».

* التكامل على الإنترنت

* لا يزال التكامل بين الخدمات السحابية في مراحله الأولى. و«أوب سورس»، والمعنية بشكل أساسي بخدمة مقدمي البرامج الخدمية (SaaS) قدمت أخيراً «أوب سورس سيرفيسز باص»، والذي يوظف تكنولوجيا من شأنها أن تحدث تكاملاً بين الخدمات السحابية. وقد حصل مقدم البرامج الخدمية «ورك داي» أخيراً على شريك آخر في هذا المجال، هو «كيب كلير». وقبل ذلك بوقت طويل، توقفت «غراند سنترال» عن العمل في عام 2005، وذلك بعد أن كانت ترغب في أن تصبح «باص» عالميا في الخدمات السحابية من أجل الربط بين مقدمي البرامج الخدمية وتقديم حلول متكاملة للزبائن. أما الآن، فنادراً ما يتضح الترابط بين الخدمات السحابية. ويمكن وصف العمليات الكومبيوترية السحابية على نحو أدق بأنه «عمليات كومبيوترية في السماء» تتميز بالكثير من سحب الخدمات المنفصلة، والتي يلزم على زبائن تكنولوجيا المعلومات الاتصال بها على نحو منفصل. وعلى الجانب الآخر، ففي الوقت الذي تخترق فيه هيكلة الخدمات الموجهة (SOA) المؤسسات، فإن فكرة الخدمات الثنائية غير المتصلة بإحكام والبنية التحتية القابلة للتسلق يجب أن تمكن هذه المؤسسات من الالتقاء في السحب. وسوف يستمر هذا الاتجاه لفترة طويلة نحو أفق غريب. ولذلك، ومن بين الاتجاهات الكبيرة، فإن العمليات الكومبيوترية السحابية هي الأصعب في المناقشة على المدى الطويل.