تقنيات لتحويل الصور والتسجيلات القديمة إلى المقاييس الرقمية الحديثة

حلول جديدة للانتقال من عالم الـ«أنالوغ» إلى الـ«ديجيتال»

منصة «ايون» لتحويل تسجيل الاسطوانات القديمة (خدمة صور نيويورك تايمز)
TT

ملايين الاميركيين من الذين تقدم بهم العمر، سوف يعانون من متلازمة: «فقدان المقياس التناظري»، الذي سبق المقياس الرقمي المعاصر. وهذا المصطلح يشير إلى الحقيقة المؤسفة بأن جميع الصور القديمة وشرائط الكاسيت القديمة ستفقد قريبا قيمتها، نظراً لأنها تنتمي إلى عالم الأنالوغ Analog الذي توشك شمسه على الغروب. ومع ذلك ومع إدخال بضعة تغييرات، يمكنك تجنب هذه المشكلة. ومع أن أجهزة تشغيل شرائط الكاسيت العادية لم تفقد كامل قيمتها بعد، لكن ومن دون تحويل أجهزة التسجيل إلى الصورة الرقمية (ديجيتال)، لن يمكنك الاستماع إلى الموسيقى داخل السيارة.

* حلول جديدة

* في الواقع، تسير الحياة على قاعدة عامة مفادها أنه أينما وُجدت مشكلة، ظهر مقاول يستغلها لمصلحته. وبذلك نجد أن ثلاثة حلول متنوعة ظهرت للتو في السوق: جهاز محول للصور من الشكل التناظري (أنالوغ) إلى الشكل الرقمي (ديجيتال) من شركة «هماتشير تشليمر»، محول لشرائط الكاسيت من شركة «أيون» وأقراص لتحويل شرائط «إل. بي» أيضاً من شركة «أيون». وتشير الدعايات المرتبطة بالمنتجات الثلاثة إلى أنها جميعاً تقوم بتحويل بقايا عالم الأنالوغ إلى ملفات رقمية (ديجيتال) جديدة، لكن لم تثبت جميعها مقدرتها على تحقيق إضافة جديدة لتقنية التحويل المتوافرة بالفعل.

* تحويل الصور

* على سبيل المثال، عند النظر إلى جهاز «هماتشير تشليمر لتحويل الصورة العادية إلى رقمية» (الذي يبلغ سعره 15 دولارا ويتسم بطول مفرط في اسمه!)، نجد أنه يقوم على فكرة رائعة حقاً، فهو عبارة عن كاميرا رقمية داخل صندوق خفيف. ويمكنك استخدامه على النحو التالي: أدخل صورة مطبوعة داخل الإطار وادفعها حتى نهاية الصندوق البلاستيكي، ثم اضغط على الزر. عندئذ، يقوم الصندوق بالتقاط صورة يبلغ مستوى دقتها 5 ميغابكسل للصورة التي أدخلتها ويضع ملف JPEG على جهاز الحاسب الآلي الخاص بك. وتستغرق هذه العملية ثانية واحدة فقط ـ أي أسرع بكثير من استخدام جهاز الماسح الضوئي. ويضم الصندوق ثلاثة أطر مجهزة لاستيعاب صورة عادية بحجم 3.5 في 5 بوصة أو 4 في 6 بوصة أو 5 في 7 بوصة. وللأسف، إذا كانت لديك أي صور مغايرة لهذه الأحجام، يصبح الجهاز بلا أدنى قيمة. يذكر أن مقاسات 3.5 في 5 بوصة و5 في 7 بوصة بالنسبة للصور المطبوعة لم تتحول إلى مقاسات معيارية حتى نهاية عقد الأربعينات، بينما لم يلحق بها مقاس 4 في 6 بوصة حتى السبعينات. الأسوأ من ذلك، أن الصندوق عبارة عن مجموعة مختلطة من المكونات، حيث صنعت القطع (هارد وير) داخله إحدى الشركات، بينما تم إنتاج البرامج (سوفت وير) من قبل شركة أخرى، ما يخلق صعوبة بالغة عند التركيب. وتتفاقم المشكلة بسبب انعدام الدقة والأخطاء التي يحويها كتيب إرشادات الاستخدام. (أعلنت الشركة أنها تنوي إعادة صياغته). وتصل المشكلات إلى ذروتها بالمستوى الرديء لجودة الصورة، فعلى سبيل المثال، تتحول أي درجة لون أخف من الأزرق السماوي إلى اللون الأبيض. وموجز القول، انه من الأفضل لك شراء جهاز ماسح ضوئي، نظراً لأنه يستوعب صورا من مختلف الأشكال والأحجام.

* تحويل التسجيلات الصوتية

* في المقابل، يعتبر جهاز «إل بي دوك» الجديد الصادر عن شركة «أيون» (212 دولارا) أكثر نجاحاً بكثير. ويعنى الجهاز بصورة رئيسة بتحويل أشرطة التسجيل الصوتية إلى ملفات «إم بي ثري» التي يمكن تشغيلها، على سبيل المثال، باستخدام جهاز «آي بود». وبمقدور «دوك» ضخ محتويات الاسطوانات القديمة مباشرة إلى جهاز «آي بود». وبمجرد دخول الأغاني إلى «آي بود»، يتم تسجيلها بقائمة غريبة تحمل اسم «المذكرات الصوتية» (فويس ميمورز)، حيث يتم تسميتها تبعاً للتاريخ والوقت، بدلاً من اسم الأغنية ذاتها. وتتركز الميزة الكبرى في جهاز «إل بي دوك» في ما يتعلق بالـ«آي بود» في أنه من الممكن استغلاله كجهاز عادي لتشغيل للتسجيلات الصوتية مرتبط بنظام الستريو، بدلاً من إلحاقه بجهاز الحاسب الآلي. إلا أن عمل الجهاز لا يخلو من المشكلات، حيث لا يستطيع «آي بود» التمييز متى بدأت أغنية ما ومتى انتهت. وعليه، من المفترض أن تقوم بعد انتهاء كل أغنية بوقف النقل، واختيار قائمة تحمل اسم «أوقف واحفظ» في الـ«آي بود»، ثم معاودة التحميل من جديد.

ومن الأسهل في هذه الحالة أن تربط «إل بي دوك» مباشرة بجهاز الحاسب الآلي من خلال كابل «يو إس بي»، حيث يمكن الاستعانة ببرنامج يحمل اسم «إي زد فينيل كونفرتر». وعند انتهاء كل مقطع، تضغط على بدء مقطع جديد. وتتعرف نسخة الويندوز الجديدة الخاصة بهذا البرنامج على انتهاء المقاطع بصورة تلقائية، بل وتحاول تحديد اسم الأغنية من خلال الاستعانة بقاعدة بيانات «جريس نوت» للأغاني المتوافرة على شبكة الانترنت.

* عقبات التحويل

* ومع ذلك، هناك ثلاث عقبات أمام جهود تحويل الأجهزة الأنالوغ إلى الديجيتال: أولاها: أنه بينما يمكنك نسخ شريط كاسيت على آخر بسرعة مضاعفة، يستغرق تحويل ملف تناظري الى رقمي على جهاز الحاسب الآلي إلى وقت أطول. ثانياً: ان السبيل الوحيد للتحكم في مستوى التسجيل يتمثل في استخدام قطعة بارزة بالغة الضآلة موجودة على ظهر الشريط جرى تصميمها بصورة تجعل من الصعب التعامل معها.

ثالثاً: يظهر تساؤل قوي مفاده: لم الحاجة أساساً إلى شرائط خاصة؟ لماذا لا يتم إدماج فحوى الشريط العادي مباشرة إلى الحاسب الآلي والتعامل معه من خلال برنامج معني بالتسجيلات؟ من ناحيتها، ترى شركة «أيون» أن مسألة العثور على الكابل والبرنامج السمعي الملائم تنطوي على قدر بالغ من التعقيد. لكن الملاحظ أن منتجات الشركة المعنية بهذا المجال تعتمد على برنامج أكثر تعقيداً بكثير يعرف باسم «أوداسيتي» يترك للمستخدم الكثير من المهام المعقدة التي يتعين عليه القيام بها يدوياً.

* خدمة «نيويورك تايمز»