«واي ماكس» و«لونغ تيرم إفليوشن».. تقنيتان متنافستان للاتصالات السريعة

كلتاهما تتيحان إجراء المكالمات المرئية اللاسلكية وألعاب الإنترنت

TT

معركة طويلة الأمد تلوح في الأفق بين تقنيتين للاتصالات اللاسلكية عاليتي السرعة، وهما:«واي ماكس» و«لونغ تيرم إفليوشن». ومن المتوقع أن توفر التقنيتان سرعة وصول للمستخدمين للشبكة الالكترونية تبلغ أربعة أضعاف السرعة الموجودة حاليا. وتتشابه التقنيتان في طريقة نقل الإشارات وفي سرعة شبكة العمل الخاصة بهما. اما الاختلاف بينهما فيعود الى الوسائل التي تتبعانها على وجه الخصوص. وفي هذه الحرب المقبلة، ليس من الضروري أن تنتصر تقنية على أخرى تماما، ولكن المحللين يعتقدون أن «لونغ تيرم إفليوشن» (Long Term Evolution (LTE سوف يكون لها اليد الطولى خلال السنوات المقبلة، اذ إن مقاييس «جي اس ام» (النظام العالمي للاتصالات الجوالة) شائعة الاستخدام، هي التي تسود في جميع أرجاء العالم وهي تستخدم تقنية «لونغ تيرم إفليوشن» لتحديث مساراتها. ويعتقد المحللون أن «لونغ تيرم إفليوشن» سوف تحقق انتصارا على الرغم من الاهتمام الأخير بشأن الشراكة بين شركتي «سبرنت نكستل» و«كلير واير» الاميركيتين لتطوير شبكة عمل وايماكس WiMax محلية من المتوقع أن يستفيد منها 120 إلى 140 مليون شخص في الولايات المتحدة بنهاية عام 2010. وعلى الرغم من اعتراف مسؤولي سبرنت بأن ذلك يعتبر هدفا طموحا، إلا أنهم يعتقدون أن لديهم ميزة الوقت المناسب للتسويق في الولايات المتحدة.

* تنافس التقنيات

* وحتى الوقت الحاضر، تخطط كل من شركة الاتصالات الأميركية وشركة «فيريزون» وهما أكبر شركتي اتصالات في الولايات المتحدة لتبني تقنية «لونغ تيرم إفليوشن». وفي مفاجأة للكثيرين، فإن سبرنت لم تستبعد بناء تقنية «لونغ تيرم إفليوشن» ولا يحظر عليها ذلك بسبب خطط شراكتها مع كلير واير وغيرها من شركات الاستثمار بما في ذلك غوغل وإنتل. ويقول كريج ماثياس وهو محلل في مجموعة فاربوينت وكاتب في مجلة «كومبيوتر وورلد» ان «عمل كل من واي ماكس و«لونغ تيرم إفليوشن» يتشابه، ومن المحتمل أن تلقى التقنية الثانية إقبالا عالميا أكبر على المدى البعيد. ولكن ذلك لا يعني فشل تقنية واي ماكس أو أنها لن تستمر، على الرغم من أنني غير متأكد من الوقت المحدد لشركة سبرنت لتقوم بالتسويق عندما نتحدث عن مثل هذا الاختراق المهم». ونقلت عنه «كومبيوتر وورلد» الالكترونية «ان تقنية «لونغ تيرم إفليوشن» تعتبر تحديثا طبيعيا لمسار «جي اس ام»، ويجعلني ذلك أعتقد أنها سوف تكون منافسا قويا لواي ماكس».

وسوف تحتل عائلة جي اس ام نحو 89% من السوق العالمية بحلول عام 2011، حسبما أعلنت شركة غارتنر. وفي الولايات المتحدة، فإن شركة الاتصالات الأميركية هي الجهة المزودة للخدمة الخاصة بـ«جي اس ام» بالإضافة إلى «تي موبايل» التي يعتقد الكثيرون أنها سوف تعلن في نهاية الأمر عن نيتها استخدام تقنية «لونغ تيرم إفليوشن». وبالإضافة إلى شركات الاتصالات، فإن هناك مجموعات المقاييس والمصنعين الذين يستخدمون التقنيتين. وحتى الوقت الحاضر في الولايات المتحدة، تدعم سبرنت وكلير واير، واي ماكس، بينما تدعم فيريزون وشركة الاتصالات الأميركية، «لونغ تيرم إفليوشن». وبدءا من الوقت الحاضر، فإن «لونغ تيرم إفليوشن» ليست مقياسا محددا. ومع ذلك، فإن هذا الوضع سوف تتم مناقشته ربما في النصف الأخير من هذا العام من قبل مجموعة موردين تسمى ثري جي بي بي (مشروع شراكة الجيل الثالث)، حسبما أفاد ردمان.

* اختبارات «واي ماكس»

* وتتم تجرب تقنية «لونغ تيرم إفليوشن» في الولايات المتحدة وأوروبا والصين حسبما أفاد المتحدث الرسمي باسم شركة فيريزون الذي رفض الإفصاح عن مكان ذلك في الولايات المتحدة أو الإدلاء بأي تفاصيل أخرى. وقد اختار معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات مواصفات e802.16 كمقياس لتقنية الجوال واي ماكس أواخر عام 2005، وهذا هو المقياس الذي بدأت شركة سبرنت في نشره خلال الخريف الماضي في ثلاث أسواق ـ واشنطن وبالتيمور وشيكاغو ـ وهو ما دعته باسم «البدء الناعم». ولكن الشركة لم تعلن رسميا عن الإطار الزمني للخدمات التجارية. وقد قامت مجموعة تسمى منتدى الواي ماكس والتي تضم أكثر من 500 مورد بتأسيس نفسها كسلطة اعتماد واي ماكس. وفي ابريل (نيسان)، أعلنت اعتماد ثمانية منتجات بتقنية واي ماكس للاستخدام من خلال حزمة تبلغ 2.3 غيغا هرتز، ومن المتوقع اعتماد منتجات تستخدم حزما تبلغ 2.5 غيغا هرتز أواخر هذا العام.

وبالنسبة لمصنعي المعدات، فإن إنتل قد استثمرت مليارات الدولارات في أبحاث واي ماكس ومجموعات الرقائق وعرضت لأجهزة إنترنت لجوالات مستقبلية في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية في يناير (كانون الثاني) الماضي. كما كانت شركة موتورولا وغيرها من الشركات مؤيدة بقوة لتقنية واي ماكس لكنها سوف تطور كذلك تقنية «لونغ تيرم إفليوشن».

* سرعات كبيرة

* كيف تعمل تقنية لونج تيرم إفلوشن وتقنية واي ماكس؟ لقد ازداد معدل سرعة التقنيتين. وتبلغ السرعة القصوى لتقنية واي ماكس من الناحية النظرية 70 ميغابت/ثانية، لكن مسؤولي شركة الاتصالات الأميركية يقولون إن تقنية «لونغ تيرم إفليوشن» سوف توفر سرعة 100 ميغابت/ثانية.

وسوف تعمل هذه السرعة على تحسين بث الفيديو بصورة كبيرة، وكذلك الألعاب على الإنترنت. ويعتقد البعض أن كلتا التقنيتين يمكن ان توفر خدمة محادثات هاتفية مرئية لاسلكية. وفي الوقت الحاضر، فإن تقنية مؤتمرات الفيديو ما تزال مكلفة ولا يمكن الاعتماد عليها في كل الأحوال إلا إذا كان هناك اتصالات سلكية عالية السرعة. وهناك العديد من العوامل التي تحكم عملية السرعة، ومنها ما إذا كانت شركات الاتصالات تخطط لإرسال الإشارات عن طريق قنوات سلكية عرض نطاقها 40 ميغاهرتز، أي ضعف القنوات السلكية القياسية التي يصل عرض نطاقها إلى 20 ميغاهرتز. وتعتمد السرعة التي يتم توفيرها للمستخدم النهائي كذلك على عدد المستخدمين المتصلين ببرج الاتصالات ومدى بعدهم عنه والتردد المستخدم وقوة المعالجة في جهاز المستخدم وغير ذلك من العوامل الأخرى. وفي شركة سبرنت، قال المتحدث الرسمي إن هناك بعض التقديرات الحذرة بشأن وصول تقنية واي ماكس إلى سرعة ما بين 2 ميغابت/ثانية إلى 4 ميغابت/ثانية.

وهناك بعض الاختلافات بين التقنيتين، لكن المحللين يقولون إن هناك العديد من الجوانب المشتركة بينهما. فعلى سبيل المثال، يتم إرسال المعلومات في التقنيتين من خلال هوائيين أو أكثر من موقع الهاتف الجوال لتحسين الاستقبال. وفي أماكن الإرسال الصعبة مثل الزحام، يمكن أن تكون تقنية الإرسال والاستقبال المتعدد وسيلة غير مكلفة لتحسين الاستخدام. ويتم تحسين الربط بين برج الإرسال والمستخدم النهائي في التقنيتين من خلال تقنية «أو اف دي ام» وهي تقنية تدعم إرسال الفيديو والوسائط المتعددة وتم استخدامها في شبكات عمل تستخدم تقنيات مختلفة. وهي تعمل من خلال تقسيم الإشارات بين ترددات ضيقة متعددة مع إرسال اجزاء صغيرة جدا من البيانات في الحال بصورة ثنائية. وغني عن القول انها تقنية معقدة تتطلب محطات معقدة وهي تكلفة مضافة حتى لشركات الاتصالات التي ترى أن تقنية «لونغ تيرم إفليوشن» هي تحديث لمسار جي اس ام. وتقول ليزا بيرس وهي محللة في شركة فورستر للأبحاث:«على الرغم من أن تقنية «لونغ تيرم إفليوشن» تسير في اتجاه جي اس ام، إلا أنها تتطلب معدات جديدة». ويعني ذلك أن على كل من شركتي الاتصالات الأميركية وفيريزون التخطيط لاستثمارات جديدة. وكذلك فإن تكلفة شبكة محلية بتقنية الواي ماكس سوف تتطلب مليارات الدولارات وهو ما لا يمكن أن يتم دون شراكة بين كليرواير وسبرنت. ويختلف الربط بين المستخدم وبرج الإرسال في التقنيتين. وتقوم التقنيتان على أساس وجود مزود الإنترنت الذي يمكن عن طريقه تطبيق تقنيات ذات جودة عالية، على الرغم من عدم التأكد من ضمان شركات الاتصالات للخدمات المقدمة للمستخدمين التجاريين. وتقول بيرس:«ما زال الفارق بين التقنيتين لم يتضح تماما، حيث لم تخضع تقنية «لونغ تيرم إفليوشن» للقياس بعد. فهذه التقنية مصممة على أساس تحويل الصوت والبيانات إلى حزم. وبصورة نظرية، فسوف تكون تقنية واي ماكس أيضا قادرة على دعم الصوت ولكن لم يتضح بعد ما إذا كان سيتم استخدامها في الخدمات الصوتية».

وبالنسبة للمستخدمين النهائيين، فإن المقارنة الحالية بين التقنيتين تعتبر أمرا نظريا وغير مهم. لكن المستثمرين في مجالات التقنية هم الذين يهتمون بها لأنهم يدفعون مليارات الدولارات في استثماراتهم. ويعتقد المحللون أن تقنية «لونغ تيرم إفليوشن» سوف تسود في الأعوام القليلة المقبلة. ومن بين أشياء أخرى، فإنها سوف تدعم التجوال الدولي لمستخدمي الأجهزة اللاسلكية عالية السرعة، حيث إن العديد من شركات الاتصالات يستخدمونها. ومع هذا فإن ذلك لا يعني أنها ستستخدم من قبل كل مستخدم أو كل شركة، حسبما أفاد ردمان. ويقول ردمان كذلك:«الخلاصة هي أنه ليست هناك تقنية واحدة يمكن أن يتم استخدامها من قبل الجميع وفي كل الأماكن. وسوف يكون هناك مزيج من التقنيات والتطويرات، وربما تكون واي ماكس من بين هذه التقنيات، ولكن تقنية «لونغ تيرم إفليوشن» سوف تسود».