عالم مجنون.. من التواصل الإلكتروني المفرط

يجتاح رجال الأعمال والخريجين الجدد في أميركا والصين

اولى تقنيات الاتصالات الحديثة مثل هذا النظام الكومبيوتري الذي يرتدى على اليد من «آي بي إم» عام 2001 مهدت الطريق للتواصل الالكتروني الجوال المفرط (كي آر تي)
TT

الأفراد الذين يحملون أجهزة تتيح لهم التواصل مع أصدقائهم وعائلاتهم وعملهم طوال الوقت، هم ذلك النوع من الأفراد الذي يسمي الباحثون أحدهم باسم: «المتواصل المفرط». وهؤلاء يزيد عددهم باستمرار حسبما أعلنت دراسة من شركتي «آي دي سي» و«نورتل». وهم يمثلون نحو 16 بالمائة من العاملين في زمننا الحالي، وسوف تزيد نسبتهم إلى 40 بالمائة بحلول عام 2013.

ربما تعرف شخصا أو اثنين أو أكثر، ممكن يحملون معهم جهازا أو أكثر للتواصل الدائم مع المكتب والأصدقاء. وهم يجيبون على المكالمات الهاتفية أثناء تناولهم العشاء في المطعم أو يتحول انتباههم أثناء مشاهدة التلفزيون ليقوموا بقراءة إحدى الرسائل النصية. وربما تكون أنت ذلك الشخص.

وقد أفادت الدراسة بأن أعداد هؤلاء الأفراد في تزايد مستمر. ويقول كيلي كانيلاكيز، وهو قائد استراتيجيات وعمليات للمسؤول التنفيذي عن التقنية في نورتل: «إن أعداد الأفراد الذين يتحولون إلى التواصل المفرط في ازدياد مستمر».

* عادات إلكترونية

* وقد دققت الدراسة في عادات نحو 2400 شخص في 17 دولة. وأجاب معظم الأفراد بأنهم يحملون سبعة أجهزة ويستخدمون تسعة تطبيقات. وعلى الرغم من ازدياد عدد العاملين في مجال تقنية المعلومات وتحولهم إلى التواصل المفرط، إلا أن أصحاب المهن الأخرى يتحولون بمعدلات كبيرة كذلك. ويوجد أكبر عدد لهؤلاء الأفراد في كل من الولايات المتحدة والصين، بينما يوجد أقل عدد في كل من كندا والإمارات العربية المتحدة.

وحسبما يقول كانيلاكيز، فإن هذا الاتجاه ناتج عن الموجة الجديدة للتوظيف التي تجتاح عالم الأعمال، فهؤلاء الشباب الذين يتخرجون في الكليات لديهم أفكار غير تقليدية حول مواعيد عملهم ويرغبون في التواصل الدائم مع زملاء العمل طوال اليوم.

وقال كانيلاكيز في مقابلة مع مجلة «تيكنيوز ورلد»: «إن التواصل المفرط لا يشترط أن ينحصر في الرغبة بالتواصل الدائم مع العمل أو الوظيفة فقط، لكنه يشمل الرغبة في التواصل مع الأصدقاء كذلك. ويمكن أن يأخذ ذلك أشكالا متعددة منها العمل والأسرة والأصدقاء والجيران وأصحاب الهوايات المماثلة».

ويضيف ان الجميع يرغبون في التواصل وتم اختراع المزيد من الأجهزة التي يستخدمها الأفراد. وكلما تم اختراع المزيد من الأجهزة، زاد استخدام الأفراد لها.

وبالإضافة إلى هذا، فإن الأفراد الذين يلتحقون بسوق العمل لهم توقعات مختلفة. فهم يتوقعون العمل في الساعات التي يرغبون بالعمل خلالها، وأن يحصلوا على حياتهم الخاصة عندما يرغبون في ذلك.

* نوع جديد من العمل

* وقد أفاد تقرير من شركة إنستات بأنه كلما ازداد سفر الأفراد، زاد عدد الأجهزة التي يحملونها. ويقول دافيد تشامبرلين، وهو محلل في الشركة: «إذا كنت تذهب إلى المطار يوم الأحد مساء ولا ترجع إلا يوم الخميس، فيجب عليك اتخاذ الاحتياطات قدر ما تستطيع. فبعض الأفراد يحملون جهازي كومبيوتر محمول، بالإضافة إلى هاتف جوال للعمل وهاتف جوال شخصي، وجهاز بلاكبيري وغير ذلك».

ومع التطور التقني الذي يسمح للعاملين بالتواصل مع مكاتبهم في أي مكان، فإن الشركات قد بدأت في تغيير فكرتها عن يوم العمل التقليدي، فبعض الموظفين لا يرون رؤساءهم كما كان يحدث سابقا. وبدلا من ذلك، يمكنهم الدخول على مواقع مثل «سكند لايف» وحضور اجتماع افتراضي، وبعد ذلك يذهبون إلى الشاطئ.

ويقول كانيلاكيز: «من ناحية ساعات العمل، فإنهم يتواصلون ويقومون بعملهم، ومع ذلك، فإن الأمر مختلف تماما. فنحن لا نفرض عليهم ساعات عمل محددة لكننا نطلب منهم إنجاز العمل. إننا لا نقول لهم إن موعد بدء العمل هو التاسعة صباحا وموعد انتهاء العمل هو الخامسة صباحا، لكننا نقول لهم: ها هو العمل ويجب عليكم القيام به. وفي نهاية المدة المحددة، يجب عليكم أن تكونوا قد انتهيتم منه. ويرجع إلى كل شخص تحديد مواعيد عمله».