مؤامرة تجسس دولية.. في لعبة «ذا بورن كونسبيراسي»

مشاهد قتالية مثيرة وعروض سينمائية تفاعلية ممتعة

مشاهد من اللعبة
TT

طرحت لعبة «ذا بورن كونسبيراسي» The Bourne Conspiracy المقتبسة عن سلسلة روايات التجسس المعروفة للكاتب «روبرت لودلام» Robert Ludlum، التي أخرج منها 3 أفلام سينمائيّة حازت إعجاب المشاهدين.

وتتميّز هذه اللعبة بأنّها تتوسع في قصّة العميل السريّ «جيسون بورن» Jason Bourne الذي فقد ذاكرته وكلف جهاز الاستخبارات 30 مليون دولار أميركي، وتضعه في مواقف قتاليّة وتجسّسيّة مذهلة. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه اللعبة تأخذ الكثير من أسلوب الإخراج الخاصّ بالفيلم، لتكون فيلما تفاعليّا يستحق الإعجاب، لكنّ بطل الفيلم الممثل «مات ديمون» Matt Damon ليس موجودا في هذا الإصدار، وشكل شخصيّة اللاعب لا يشابه شكل الممثل المذكور.

* قصة اللعبة

* تدور أحداث اللعبة حول قصّة الجزء الأوّل من الفيلم، مع تحوير بعض المواقف، حيث يريد «بورن» معرفة هويته بعد فقدان ذاكرته، ومعرفة سبب تصميم وكالة الاستخبارات، خصوصا مشروع «تريدستون» Treadstone على قتله على الرغم من أنّه عميل سريّ تابع لها. وتبدأ اللعبة في مدينة «مارسيليا» الفرنسيّة، حيث يكلف العميل الخاصّ «بورن» بمهمّة اغتيال دكتاتور افريقيّ. ويستطيع «بورن» التخلص من قاتل مأجور يعمل لصالح الدكتاتور، بالإضافة إلى بعض الجنود التابعين له. ولكنّ «بورن» لا يستطيع تنفيذ مهمّته بعد وصوله إلى الدكتاتور، لأنّه وجد أولاد الدكتاتور في الغرفة نفسها التي يوجد فيها، ويقرّر إلغاء المهمّة. ويُصاب «بورن» في ظهره بطلقة ناريّة مجهولة المصدر، ويقع من على اليخت إلى البحر المتوسط. وتلتقط «بورن» سفينة صيد أسماك، ويدرك فيها بأنّه أصيب بفقدان الذاكرة بعد الإصابة، ولكنّه يكتشف بأنّه يستطيع التحدّث بـ 4 لغات مختلفة، بالإضافة إلى وجود جهاز إلكترونيّ صغير مزروع في ظهره، يحتوي على معلومات تقوده إلى مصرف في مدينة زيوريخ السويسريّة. ويكتشف «بورن» أيضا بأنّه يتقن فنون قتال متقدّمة أثناء قتاله بعض عناصر الشرطة. ويختبئ في السفارة الأميركيّة في «زيوريخ»، لكن يكتشفه بعض عناصر الأمن فيها ويلحقون به في داخل السفارة، إلا أنّه يستطيع الفرار منهم، ويدفع مبلغا كبيرا من المال لفتاة اسمها «ماري كروز» Marie Kreuz كي تقوده بسيّارتها إلى مدينة «باريس».

ويصل «بورن» إلى منزل له في المدينة ويعثر على جواز سفر جديد يذكره بإحدى المهمّات التي قام بها في السابق. وأثناء تذكره للمهمّة، يهجم عليه عميل خاصّ ولكنّ «بورن» ينجح في إفشال محاولته، إلا أنّ العميل يقرّر القفز من النافذة والانتحار. وتقرّر «ماري» أخذ «بورن» للاختباء في مزرعة تعود لأحد أقاربها، لكنّ عميلا آخر ينتظر المجموعة هناك، إلا أنّ «بورن» ينجح في قتله. ويستطيع «بورن» الحصول على معلومات حول قائد الاستخبارات ويطلب منه اللقاء شخصيّا، إلا أنّ القائد يجلب معه مساعدين لقتل «بورن». ولن نروي المزيد من التفاصيل، ونترك بقيّة القصّة للاعب ليكتشفها بنفسه ويستمتع بها.

* مزايا اللعب

* يجب على اللاعب استخدام إحساس العميل «بورن» بالخطر ومهاراته في القتال والتسلل والاختباء، بالإضافة إلى قدراته العالية في استخدام الأسلحة الناريّة لإبادة الجيوش الصغيرة. وتسمح اللعبة للاعب بالانتقال من استخدام الأسلحة الناريّة إلى العراك بالأيدي والأرجل، وذلك لتقريب التجربة السينمائيّة التي أعجبت الكثيرين. وتحتوي اللعبة على 3 مستويات صعوبة مختلفة، تناسب مهارات اللاعبين المختلفة.

ويمكن للاعب استخدام جميع العناصر من حوله للقتال، وهذا الأمر ضروريّ جدّا للنجاح في الكثير من المواقف، وهو يضيف الكثير إلى التجربة السينمائيّة الممتعة التي تقدمها اللعبة. وكمثال على ذلك، فإنّ أحد المشاهد القتالية في اللعبة يدور في مكتب، ويمكن مشاهدة جميع الأدوات المكتبيّة في ذلك المشهد، مثل الهاتف والمكتب المغطى بالأوراق والكومبيوترات المحمولة وغيرها من العناصر، واستخدامها أثناء المعارك المختلقة. وإن استطاع اللاعب حشر العدوّ بالقرب من المكتب، فإنّ اللعبة ستعرض مشهدا يعرض كيفيّة ضرب «بورن» للعدوّ باستخدام المكتب. وسيبقى المكتب متهشما طوال فترة القتال، الأمر الذي يزيد من واقعيّة المشهد بشكل كبير.

وسيدرك اللاعب أثناء تقدّمه في المراحل بأنّ سرّ نجاح مشاهد القتال يعتمد بشكل كبير على إيقاع الضربات وقدرته على تغيير مكان العراك لصالحه، الأمر الصعب، نظرا لأنّه لا يمكن تحريك «بورن» عند ردّه للضربات.

وبالنسبة للمشاهد التفاعليّة في اللعبة، فإنّ اللعبة ستعرض صورة زرّ على الشاشة أثناء عرض المشهد، الأمر الذي يعني بأنّه يجب على اللاعب الضغط على ذلك الزرّ بسرعة ليصبح المشهد تفاعليّا، ولتقوم شخصيّة اللاعب بأداء سلاسل رائعة من الضربات بسهولة كبيرة. وستُعلم اللعبة اللاعب بأنّها ستعرض زرّا على الشاشة بشكل صوتيّ أيضا، حيث سيسمع اللاعب صوتا أشبه بصوت البومة. ويمكن اعتبار أنّ استخدام آليّة المشاهد التفاعليّة عبر الأزرار هي الأفضل في هذه اللعبة، ليس لأسباب تقنيّة، بل لأنّها تعبر عن الأسلوب شبه الآليّ الذي يقاتل به عقل «بورن» الباطنيّ، من دون أن يعرف ماذا يفعل في تلك اللحظة، وهي تعبّر عن ردّات الفعل السريعة الضروريّة للبقاء على قيد الحياة. ومن المشاهد المثيرة هروب اللاعب من طلقات قناص ما، أو قنبلة مخفيّة زرعها عميل أرسل لقتل «بورن». وستُبقي هذه المشاهد اللاعب على أعصابه في الكثير من الأوقات، الأمر الذي يرفع من مستوى الحماس في جميع أوقات اللعب.

وسيواجه اللاعب أعداء نهايات المراحل الذين يستطيعون إلحاق أذى كبير باللاعب، ويتحملون ضربات كثيرة، بالإضافة إلى أنّ طاقتهم ستتجدّد بعد ضرب «بورن». ويمكن اعتبار أنّ أعداء نهايات المراحل سيمتحنون صبر ومهارات اللاعبين إلى أقصى الحدود. ويمكن استخدام أسلحة مختلفة من البيئة أثناء القتال، مثل المعول والكتب والأعمدة، وغيرها من العناصر المختلفة. ويمكن الحصول على نمط خاصّ في اللعبة يسمح للاعب بقتال الأعداء فقط، لكن يجب عليه العثور على جميع جوازات سفره في جميع المراحل. ويمكن إتمام اللعبة في فترة 10 إلى 15 ساعة، أي أنّها ليست لعبة قصيرة. وليس من الضروريّ أن يكون اللاعب قد شاهد الأفلام أو قرأ الروايات ليستمتع باللعبة، إذ أنّها تروي القصّة بشكل مشوّق ولا تترك تفاصيل مهمّة.

لكنّ اللعبة تحتوي على بعض العيوب، حيث ان مرحلة القيادة الوحيدة تظهر منقطعة من حيث أسلوب اللعب، والتحكم بالسيّارة صعب جدّا وغير متقن. وإن اصطدم اللاعب بسيّارة أخرى من الأمام، فإنّ سيّارته ستتوقف على الأرجح، أو أنّها ستلتف إلى الخلف، ليواجه اللاعب الاتجاه الخاطئ. لكنّ هذا الموقف المزعج موجود في مرحلة واحدة فقط، وإن استطاع اللاعب تحمّل هذه المرحلة، فإنّ اللعبة ستقدّم له الكثير من المتعة في المراحل اللاحقة. هذا وتُعتبر آليّة التعيين الآليّ Auto Lock-on عاديّة وقد تخطئ الهدف، خصوصا ان استهدف اللاعب عدوّا ما، واختبأ وراء جدار، ثمّ حاول إطلاق النار على العدوّ الذي بدّل مكانه أيضا، ليكتشف اللاعب بأنّ آليّة التعيين تظنّ بأنّ العدوّ لا يزال في مكانه السابق. ويمكن تجاوز هذه العقبة باستخدام التعيين اليدويّ السلس وغير الصعب.

* مواصفات تقنية

* رسومات اللعبة متقنة جدّة وستذكر اللاعبين بالجزء الأوّل من الفيلم السينمائيّ (إن شاهدوه)، وهي مليئة بالتفاصيل الصغيرة والمؤثرات البصريّة والشخصيّات الكبيرة والبيئة الغنيّة. رسومات تحرّك Animations الشخصيّات ممتازة، خصوصا في لعبة تعتمد على القتال والضربات وردّات الفعل السريعة. ولا ينخفض معدّل الرسومات (معدل الرسومات Frames Per Second FPS هو عدد المشاهد التي تظهر على الشاشة في كل ثانية، ويصل إلى 60 رسمة في الثانية في الوضع المثالي. وينخفض مع ازدياد الضغط على معالج الرسومات نظرا لزيادة الطلب على معالجة بيانات الرسومات. وغالبا ما ينخفض المعدل عند زيادة عدد الشخصيات في الشاشة الواحدة أو ازدياد حجم الشخصيات، أو كثرة المؤثرات الخاصة في الشاشة الواحدة) في جميع الأوقات، الأمر الضروريّ في لعبة تعتمد على التوقيت الصحيح لتسديد اللكمات والضربات المختلفة.

صوتيّات اللعبة رائعة، حيث يمكن سماع مؤثرات خاصّة مختلفة لكلّ مسدس وبندقيّة، وسيستغرب اللاعب من عدد الأصوات التي يمكن أن تصدر من عراك رجلين يستخدمان البيئة من حولهما للفوز والبقاء على قيد الحياة. الموسيقى رائعة وستثير حماس اللاعبين، وهي شبيهة بموسيقى الفيلم التي أبقت الجماهير على أعصابهم. ويتجاوب أسلوب التحكم بسرعة مع أوامر اللاعبين، وهو سهل الاستخدام، حيث يوجد زرّ للضربات الخفيفة وآخر للثقيلة، وآخر لردّ الضربات. وستتغيّر ضربات اللاعب حسب الموقف الذي يتعرّض له، حيث يمكن أن يلكم أو يضرب برجله أو ركبته بضغطة زرّ واحدة في مواقف مختلفة. ويمكن ربط سلاسل من الضربات بالضغط على الأزرار المذكورة بأيّ تسلسل يريده اللاعب، ويمكن «شحن» الضربات بالضغط المستمرّ على أحد الأزرار، ليطلق «بورن» ضربات قوّية جدّا تُبهر اللاعبين. هذا ويطلق جسم «بورن» كميّات من هرمون الـ«أدرينالين» أثناء القتال، الذي يمكن استخدامه بشكل مركز إن ضغط اللاعب على أحد الأزرار، ليشهد اللاعب قتل العدوّ (أو مجموعة من الأعداء، ولغاية 3 شخصيّات) بأسلوب سينمائيّ مميّز دون الضغط على سلاسل صعبة من الأزرار. وإن أدى اللاعب سلاسل متكرّرة من الضربات نفسها، فإنّ العدوّ سيبدأ بصدّ هذه الضربات لأنّها أصبحت متوقعة بالنسبة إليه، وسيستطيع العثور على ثغرة يلقي من خلالها بلكماته على جسد «بورن»، الأمر الذي يرفع من مستوى الذكاء الاصطناعيّ في اللعبة.

وتجدر الإشارة إلى أنّ أسلوب تصوير الأحداث ممتاز جدّا ويُشعر اللاعبين بأنّهم منغمسون في فيلم حركة وقتال من الدرجة الأولى، وهو يتألق في إبراز رسومات اللعبة الجميلة. هذا ويمكن تحميل بعض المراحل التجريبيّة للعبة (3 مراحل) من الإنترنت، هي الهروب من السفارة الأميركيّة في «زيوريخ»، وعملية اغتيال من ماضي «بورن» على متن طائرة، وجزء من مرحلة مطاردة السيّارات في «باريس». هذا ويجب على اللاعب الانتظار لحوالي 15 دقيقة في إصدار «بلايستيشن 3» قبل اللعب لأوّل مرّة، نظرا لأنّ اللعبة تحتاج إلى تحميل حوالي 4.5 غيغابايت من القرص الليزريّ إلى القرص الصلب في داخل الجهاز، وذلك لتسريع أوقات تحمل المراحل.