متصفحات ويب خطرة.. تسرب معلومات مستخدميها

يستعملها أكثر من نصف مليون من مستخدمي الإنترنت

(كي آر تي)
TT

استنادا الى دراسة اخيرة قامت بها «غوغل» و«اي بي إم» و«مجموعة انظمة الاتصالات السويسرية» فإن أغلبية انظمة تصفح الشبكات القديمة التي لم يجر تحديثها تضع 40 في المائة من مستخدمي الشبكة في خطر فعلي عن طريق استخدامهم نسخ «انترنت إكسبلورر» التي مضى عهدها.

ولو حدث ان كانت صناعات الاغذية تسير اعمالها مثلما تسير صناعات برمجيات تصفح الانترنت، لكان المستهلكون قد رفعوا قضايا قانونية ضدها بسبب الطماطم الفاسدة مثلا. وهذا ما ينطبق على الشركات التي توفر لنا خدمات «انترنت إكسبلورر»، و«فايرفوكس»، و«سفاري». تشير الدراسة الى ان نحو 40 في المائة من الاشخاص الذين يتصفحون الانترنت، والذين يقدر عددهم بنحو 576 مليون مستخدم، يستخدمون برمجيات قد ولى عهدها، او لم يجر تحديثها، معرضين انفسهم والآخرين من مستخدمي الشبكة الى الخطر.

وكان الباحثون قد قاموا بتفحص عادات التصفح في يونيو الماضي، مستخدمين معلومات وفرتها لهم «غوغل»، فتبين لهم ان نسبة 78 في المائة من المستخدمين كانوا يشغلون «انترنت إكسبلورر» من «مايكروسوفت»، في حين يستخدم 16 في المائة «موزيلا فايرفوكس»، و3 في المائة نظام «سافاري» من «أبل»، وأقل من واحد في المائة نظام «أوبرا». وتبين ان اغلبية مستخدمي الشبكة المعرضين للخطر يستخدمون نسخا قديمة مضى عليها الزمن من «إنترنت إكسبلورر».

وصرح اثنان من الخبراء العاملين مع شركات أمن الكومبيوتر التي قامت «تيك نيوز وورلد» بمقابلتهما، واللذين وفرا اغلبية المعلومات التي احتوت عليها هذه الدراسة، ان التهديدات التي اساسها الشبكة هي المشكلة الاولى بالنسبة الى محترفي الانترنت والمستهلكين. «وهذه ليست مشكلة واحدة، بل هي عدة مشكلات»، على حد قول دايفيد بيري مدير الثقافة العالمية في مؤسسة «تريند مايكرو» الذي اضاف «نحن لا نتكلم عن تعديل او تحديث واحد، بل نحتاج الى نحو 100 الى 150 تعديلا او تحديثا، إنها عملية في غاية التعقيد».

واصبحت متصفحات الشبكة تشكل مشكلة مع مجيء الوسائط المتعددة على الشبكة وتزايد استخدام تطبيقات «ويب 2.0». وأضاف بيري «ان المتصفحات قد شيدت لتنفذ اوتوماتيكيا رمزا تعثر عليه على صفحة الشبكة، وقد وجد بعضهم طريقة لجعل هذا الرمز يقوم بأمور ومهام لصالحهم» كسرقة المعلومات الشخصية، او تحويل الكومبيوتر الى اداة شريرة تنشر البريد التطفلي، او رموز البرمجيات الضارة والمؤذية.

«ويعتبر المتصفح واحدا من اكثر اساليب الهجوم المستخدم في يومنا هذا» كما ابلغ بين غرينبوم كبير مديري الابحاث في شركة «سيمانتيك» «تيك نيوز وورلد»، وأضاف «أن كل هجوم كبير ينطوي على المتصفح في وقت من الاوقات».

ويجري ايضا استهداف التطبيقات واساليب اغلاق الثغرات التي تقوم بها، حسب غرينبوم، لكون العديد من هذه الاخيرة تنطوي على رموز غير أمينة، او عفى عليها الزمن، حتى ولو كانت تعمل على متصفح حديث جدا.

ولاحظ كل من بيري وغرينبوم انه يتوجب على شركات منظومات التصفح ان تصبح خبيرة في قضايا الأمن. وعلى حلول المتصفحات السيئة، التركيز على الكثير من الابحاث وتحمل المسؤوليات التي ينبغي ان تتولاها شركات البرمجيات، وأولئك الذين يستخدمون بضاعتها وانتاجها. وشدد بيري على الشركات البائعة «الدخول في معترك الابحاث الامنية، إذ لا يتوجب عليها تشييد نظام للتصفح في يومنا هذا فحسب، بل يتوجب عليها ايضا استئجار العلماء للقيام بأبحاثهم لكي يتفهموا مكامن الضعف التي يحاولون ترقيعها واغلاقها». ويعلق غرينبوم بالقول «ان على اسلوب التحديث ان يكون سهل الفهم والاستيعاب من قبل المستهلكين. وبعض هذه الاساليب تجري عن طريق الامر الساري وبعضها لا. في اي حال لا يرغب المستخدم ان يكون ذلك مصدر قلق وازعاج له، بل مصدر حماية ليس إلا». «والخط الاول للدفاع التأكد من مواجهة جميع الاحتمالات ونقاط الضعف. وهذا من واجب المستخدمين جزئيا، لكن الجزء الاكبر يقع على عاتق الشركات البائعة»، على حد قول غرينبوم.