معركة ملحمية تهدد مستقبل البشرية في لعبة «فايكنغ: باتل فور آسغارد»

قصص من الأساطير الإسكندنافيّة ومئات الجنود في المشهد الواحد

مشهدان من اللعبة «الشرق الأوسط»
TT

إن كنت من محبّي أساطير الـ«فايكنغ» الإسكندنافيّة المسمّاة بـ«نورس» Norse، فإنّ لعبة «فايكنغ: باتل فور آسغارد» Viking: Battle For Asgard ستنال إعجابك بكلّ تأكيد، حيث يجب على اللاعب قيادة الجيوش في حرب طاحنة لا نهاية لها. وتتميّز اللعبة بوجود مئات الأعداء والعمالقة في المعركة الواحدة، بالإضافة إلى دخول اللاعب في مراحل تسلل وإنقاذ ومهمّات جانبيّة متعدّدة. وستبهر رسومات اللعبة جميع من يراها، وستعجبه الموسيقى التصويرية فيها. وتحتوي اللعبة على الكثير من العناصر الخياليّة، مثل مخلوقات التنين والقدرات الجليديّة. ويمكن للاعب مراقبة جيشه من بعيد أثناء القتال، أو يمكنه المشاركة لإسراع العمليّة والاستمتاع باللعبة.

* قصّة اللعبة

* تدور حرب شرسة في منطقة «آسغارد» التي وصلت آثارها إلى المناطق المجاورة لها، وخصوصا منطقة «ميدغارد» Midgard، ويجب العثور على بطل محارب يستطيع الفوز بهذه الحرب التي تهدّد مصير كلّ من يسكن في هذه المناطق. وبدأت أحداث الحرب عندما نُفيت «هيل» Hel، ابنة «لوكي» Loki المعروف بشرّوره وتخريبه، وغضبت من هذا الأمر، وعزمت على إطلاق سراح الذئب الخرافيّ «فينرير» Fenrir الذي سيجلب معه، وفق الأساطير، المعركة الأخيرة في الحياة والتي ستدمر جميع الأحياء. وتسير «هيل» بصحبة جيشها الجديد المكوّن من أفضل مقاتلي الفايكنغ نحو منطقة «ميدغارد». وتُعلق مهمّة إيقاف «هيل» على عاتق «فريا» Freya الخبيرة في الحروب والدفاع عن مستقبل البشريّة، والمعروفة بقلبها الكبير ومحبتها العظيمة. وتختار «فريا» «سكارين» Skarin، المحارب المغوار والمضطرب الذي لا يعرف السبب الحقيقيّ وراء دخوله في الحروب. ولن نذكر المزيد من تفاصيل القصّة ونتركها للاعب ليعرفها بنفسه.

* مزايا ممتعة

* ويتكوّن عالم اللعبة من 3 جزر كبيرة يمكن للاعب التجوّل فيها بحريّة مطلقة، ويُنصح باستكشافها لجمع أكبر عدد ممكن من العناصر والذهب المهمّ للتقدّم في اللعبة. ويجب على اللاعب البحث عن محاربي الـ«فايكنغ» وإنقاذهم من الأسر من أجل أن يحاربوا معه في الجيش. وتحتوي اللعبة على الكثير من القلاع التي يمكن للاعب مهاجمتها وحصارها والاستيلاء عليها. هذا ويجب على اللاعب مواجهة حرب ضخمة في نهاية كلّ مرحلة، مثل عمليات الحصار الكبيرة والمواجهات الصعبة مع جيوش تمتد بامتداد الأفق، والتي يمكن أن يصل عدد الجنود المتقاتلين إلى المئات في الشاشة الواحدة. وستذكر هذه المعارك اللاعبين بالمعارك الضخمة في سلسلة أفلام «سيّد الخواتم» The Lord Of The Rings. هذا ويُنصح بالبحث عن الشخصيّات القياديّة للأعداء خلال هذه المعارك الضخمة، حيث انّ قتلهم سيضعف الجيش بشكل كبير، وقد يكون العامل الأهمّ بين فوز اللاعب في المعركة، وخسارته المتتالية.

ويجب على اللاعب استخدام أساليب مختلفة لإضعاف أعدائه والدخول في الحرب مباشرة واستخدام الضربات المختلفة لقتل المحاربين الأعداء، والذين سيتركون وراءهم آثارا خاصّة يمكن حملها واستخدامها لنداء مخلوقات التنين لمحاربة الأعداء من الجوّ وقتلهم، وخصوصا قتل الرماة الذين يصعب الوصول إليهم برّا. وتستخدم اللعبة أسلوب قتال سهل ولكنّه عنيف في الوقت نفسه، حيث انّ اللاعب سيحارب مئات الجنود (إن ظنّ بعض اللاعبين أنّ عدد الأعداء في لعبة «ديد رايزنغ» Dead Rising كان كبيرا، فإنّهم سيشهدون أضعاف تلك الأعداد في معارك هذه اللعبة)، وسيشاهد بشاعة الحروب عند ضرب سيوفه وتقطع أشلاء الأعداء وسفك الدماء في كلّ جهة من حوله، وستعرض اللعبة مشاهد خاصّة عند قتل بعض الأعداء بالتصوير البطيء. ويمكن للاعب الإغارة على أماكن محميّة محصنة في الجُزر، أو التسلل وتحرير الجنود، أو الهجوم على أبراج المراقبة، بالإضافة إلى حاجته لإنقاذ المزارع لإطعام جيشه، أو الاستيلاء على ورشة خشب لبناء منجنيق أو أدوات تحطيم بوّابات المدن المغلقة. هذا ويمكن الذهاب في مهمّات مختلفة يطلبها منه السكان من أجل أن ينضموا إلى جيشه. ويمكن تمييز السكان الذين توجد لديهم مطالب عند مشاهدة علامة التعجب فوقهم، أو بمشاهدة خريطة اللعبة التي تعرض أماكنهم بشكل واضح. ويمكن شراء خرائط للمراحل من أسواق اللعبة، والتي ستعرض للاعب أماكن الذهب والكنوز المتفرّقة في المراحل. وستعرض الخريطة أيضا أماكن بعض البوّابات الخاصّة المسمّاة بـ«ليستونز» Leystones والتي ستنقل اللاعب من منطقة ما إلى منطقة أخرى بشكل فوريّ، الأمر الذي سيرحب به الكثير نظرا لأنّه سيريحهم من عناء التجوال الطويل. ويجب على اللاعب الدخول في معارك ضخمة والضغط على الأزرار لقتل الأعداء، ويمكن شراء مهارات جديدة باستخدام الذهب الذي يعثر عليه اللاعب أثناء تجوّله في عالم اللعبة، والتي ستسمح له بقتل الأعداء الأكثر صعوبة بشكل أفضل، إلا أنّ هذه المهارات ليست ضروريّة لإتمام اللعبة، ولكنّ المتعة الكاملة تأتي بعد الحصول على هذه الحركات الخاصّة، ويجب على اللاعب بذل بعض الجهد الإضافيّ إن أراد الاستمتاع بجميع ما تقدّمه اللعبة.

وسيُطلق الأعداء أجساما كرويّة حمراء بعد قتلهم، والتي يجب جمعها إن أراد اللاعب تنفيذ بعض الضربات الخاصّة التي قد يكون قد اشتراها. وسيمتلئ عدّاد خاص عند جمع هذه الكريات، والذي يُعتبر المؤشر لقدرة اللاعب على تنفيذ الضربات المتطوّرة. وإن ضغط اللاعب على احد الأزرار الجانبيّة، فإنّه سيدخل في «نمط الغضب» Rage Mode الذي يمكنه فيه استخدام بعض الآثار الخاصّة لرفع قدرات اللاعب الهجوميّة بشكل كبير. ويمكن جمع كريات خضراء عندما تكون طاقة اللاعب منخفضة، والتي سترفعها وتنقذ اللاعب من الخسارة.

هذا ويمكن تطوير جيوش اللاعب، مثل إضافة قدرات الجليد إلى أسلحتهم ومراقبتهم يقتحمون صفوف الأعداء. وسيعبر اللاعب مراحل يجب فيها قتل مارد يبلغ طوله 8 أمتار، بالإضافة إلى قتال أعداء نهايات المراحل خلال عرض مشهد سينمائيّ مذهل يجب فيه على اللاعب الضغط على سلسلة من الأزرار تظهر على الشاشة، وبسرعة، من اجل أن يُقتل العدوّ. ويمكن إتمام اللعبة في حوالي 15 ساعة من اللعب. تجدر الإشارة إلى أنّ مشاهد المعارك الضخمة تبدو مذهلة، خصوصا عند دخول سيل من الأعداء في جيوش اللاعب، ومراقبتهم يقاتلون بعضهم بعضا في معركة من أجل الحياة. ويجب على اللاعب قتال مجموعات كبيرة من الأعداء للوصول إلى المعركة الملحمية الأخيرة التي ستحدّد مصير البشريّة، والتي تُعتبر قمّة الإثارة في هذه اللعبة. وسيشعر اللاعب بالحماس أثناء قتاله في تلك المعركة، وسيعلم أنّ الساعات الطويلة التي أمضاها في القتال في المعارك السابقة لم تذهب سدى.

* مواصفات تقنيّة

* رسومات مراحل اللعبة ممتازة وتتغيّر باختلاف الجزيرة. المراحل كبيرة جدّا ويمكن مشاهدة تفاصيل كثيرة في الأفق. رسومات تحرّك الشخصيّات Animations متقنة، ولجميع شخصيّات اللعبة. ويحمل «سكارين» سيفا وفأسا معه، ويتحرّك بطرق مختلفة عند استخدام كلّ سلاح. ويمكن مشاهدة شاطئ البحر عندما تتكسر فوقه الأمواج المتعاقبة، ومراقبة الحشائش تتأرجح على التلال عند هبوب الرياح عليها، أو حتى مراقبة الحجارة المتكسرة والمتشققة والكهوف والوديان وغيرها من العناصر الرائعة في البيئة، إلا أنّه لن يكون هناك متسع من الوقت للاعب لتأمل جمالها بسبب كثرة الأعداء من حوله. وينخفض معدّل الرسومات (معدل الرسومات Frames Per Second FPS هو عدد المشاهد التي تظهر على الشاشة في كل ثانية، ويصل إلى 60 رسمة في الثانية في الوضع المثالي. وينخفض مع ازدياد الضغط على معالج الرسومات نظرا لزيادة الطلب على معالجة بيانات الرسومات. وغالبا ما ينخفض المعدل عند زيادة عدد الشخصيات في الشاشة الواحدة أو ازدياد حجم الشخصيات، أو كثرة المؤثرات الخاصة في الشاشة الواحدة) في بعض الأحيان، خصوصا عند كثرة الأعداء خلال المعارك الضخمة، ولكنّ هذا الأمر سيبدو غير مهمّ عند قتال اللاعب في معركة قد يضيع فيها ولا يعرف مكانه بسبب كثرة الجنود في كلا الطرفين. وستتفاعل عناصر الجوّ مع اللعبة بشكل مباشر، حيث إنّ السماء ستكون مظلمة وسينهمر المطر عندما يكون اللاعب يحاول تحرير جنوده من الأسر، لتظهر زرقة السماء ويتوقف المطر عند نجاحه في ذلك.

موسيقى اللعبة جميلة جدّا وتعطي شعورا بعظمة وضخامة المعارك والحروب، وبشاعتها في الوقت نفسه. أداء أصوات الشخصيّات ممتاز ويعبّر عن الغضب الذي يجتاح المشاعر خلال الحروب، إلا أنّ المؤثرات الصوتيّة تُعتبر من العوامل غير المقنعة في هذه اللعبة، حيث إنّ الحروب يجب أن تكون مدوية ومليئة بالصيحات وأصوات السيوف والفؤوس وردّ الدروع للضربات والهجمات، إلا أنّها نادرة في هذه اللعبة. وتجدر الإشارة إلى أنّ كاميرا تصوير الأحداث شبه متقنة، إلا أنّها قد تكون مزعجة قليلا في بعض المواقف، مثل عند تسلل اللاعب وزحفه على الأرض بالقرب من سور ما، حيث ستعرض الكاميرا السور أمام أعين اللاعب، ولن يستطيع رؤية ما وراء السور، الأمر الذي سيؤثر سلبا في مهمّات التسلل.

التحكم بالشخصيّة خلال المعارك القتاليّة ممتاز، حيث يمكن التركيز على مجموعة من الأعداء بشكل آليّ، والضغط على عصا التحكم للتركيز على عدو موجود على يمين أو يسار أو خلف شخصيّة اللاعب، الأمر المناسب لقتال المجموعات والأفراد على حدّ سواء. ويمكن للاعب حماية نفسه من الضربات من جميع الجهات بضغطة زرّ واحدة، الأمر الذي يجعل احتراف المعارك أمرا أسهل على الكثير من اللاعبين. ويجب على اللاعب تعلم الهروب من الضربات وردها في الأوقات المناسبة إن أراد قتل أعداء نهايات المراحل، حيث إنّ الضغط المستمرّ على أزرار القتال من دون تفكير هي عمليّة مصيرها الفشل، ذلك لأنّ اللعبة لا تريد للاعبين قتال الأعداء من دون معرفة الأزرار التي يضغطون عليها. ويمكن الضغط على زرّ واحد لأداء ضربة سريعة، والضغط على زرّ آخر لتنفيذ ضربة قوية جدّا. ولا يمكن وصل الضربات ببعضها بعضا، ولا يمكن أداء حركات قتاليّة بهلوانيّة، ولا يمكن اللعب بأكثر من لاعب واحد.