العوالم الافتراضية تضحى جزءا من متصفح شبكة الإنترنت

الاندماج بين الفضاءات الثنائية والثلاثية الأبعاد بات حقيقة واقعة

العوالم الافتراضية أضحت جزءا مكملا لعملية التعليم (كي آر تي)
TT

يمكن النظر الى العوالم الافتراضية على انها معزولة عن بقية شبكة الانترنت لان العديد من المواقع، بما فيها الموقع الشعبي جدا «الحياة الثانية» الذي أسسه مختبر «ليندن لاب» لا يمكن الوصول إليها عن طريق متصفحات الشبكة العادية. ومثل هذا الموقع يتطلب برنامجا يمكن تنزيله بشكل مستقل. وتقوم وصلة مبيتة في «الحياة الثانية» بفتح نافذة تصفح خارجية، تنقذ المستخدم من التجربة المزعجة التي هي واحدة من المآخذ الرئيسية للعالم الافتراضي. لكن مختبرات «ليندن لاب» تقوم حاليا بمعالجة المشكلة، وتعديل تقنيتها، لتسهيل عملية نقل المعلومات والبيانات الى العالم الافتراضي من الشبكة الأم الكبيرة الواسعة، ومن كومبيوترات المستخدمين.

يقول جو ميلر نائب رئيس منصة تقنية تطوير «الحياة الثانية»، ان الذي يحاول الموقع فعله هو «تأسيس قدرات لأسلوب جيد لاختبار مجموعة متنوعة من انواع الوسائط التي يمكن رؤيتها، او قراءتها، او معالجتها على الشبكة ذات البعدين فقط 2-D». ومع نظام مختبر «ليندن لاب» الجديد على سبيل المثال، يمكن لمستخدمي هذا النظام انتاج بطاقات عمل موصولة الى الصفحات الخارجية للصفحة التي يجري تحديثها لدى وصل الصفحات، او مشغلات «إم بي3»، الى خدمات اذاعات الراديو على الشبكة. كما تعمل الشركة ايضا على تسهيل قيام المستخدمين بالمشاركة في البيانات والمعلومات ذات البعدين 2-D كملفات «مايكروسوفت»، او عروض «باور بوينت» مع المستخدمين الآخرين داخل العالم الافتراضي. ويضيف ميلر في حديث لمجلة تكنولوجي ريفيو التي يصدرها معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، ان مختبر «ليندن لاب» يخطط لتسليم هذه التقنيات الجديدة في نهاية العام الحالي كجزء من مبادرة الوسائط الشبكية.

* دمج العالم الافتراضي

* ان قيمة العوالم الافتراضية هي «بقيمة المحتويات التي تتضمنها»، على حد قول جوستين بوفينغتون المدير التنفيذي لـ«ريفيرز رن ريد»، الشركة التي تقوم بتشييد المواقع والمحتويات للعوالم الافتراضية، بما في ذلك «الحياة الثانية». ويعتقد بوفينغتون ان مستوى انغماس المستخدمين في العوالم الافتراضية ذات الابعاد الثلاثة من شأنه جعل التعاون على الشبكة اكثر سهولة. وكانت للمحاولات الاولى لدمج الشبكة في الحياة الثانية حدودها. فالنقر على الوصلة داخل «الحياة الثانية» كانت تطلق متصفحا للشبكة، وبالتالي فتح صفحة نموذجية ذات بعدين. كما اتاح مختبر «ليندن لاب» للاشخاص ايضا سحب المحتويات من الشبكة ومشاركتها ببقعة من الارض داخل هذا العالم. ومنذ فترة قصيرة جدا، يقول ميلر، قام مشروع لمصدر مفتوح يدعى «بو براوزر»، يإيجاد نظام يمكن فرضه على اي محتوى للشبكة الذي يمكن لـ«موزيلا» عرضه على سطح ثلاثي الابعاد، وبالتالي تبييته داخل «الحياة الثانية». ومثال على ذلك فإن اي مقيم في العالم الافتراضي يمكنه استخدام النظام هذا لتشييد ركيزة يمكن تحديثها بشكل مستمر وثابت عن طريق مواقعها في «تويتر» Twitter، مما يعني الدوران حول هذه الركيزة بالأبعاد الثلاثة.

لكن المأخذ على هذه المساعي، كما يقول ميلر، هو انها ما تزال ترتبط بأجزاء معينة من الارض الافتراضية. ولكون المحتويات الخارجية لا تمر عبر خادمات «ليندن لاب»، فإنها قد لا تظهر بالضرورة بالشكل والوقت ذاته تماما امام جميع المشاهدين. وتعمل الشركة حاليا على اتاحة المجال امام الأشخاص لربط المحتويات الحية للشبكة مع ما يسمى بـ«الاشكال» التي هي عبارة عن كتل تشييد هندسية يستخدمها القاطنون في «الحياة الثانية» لدى صنع الاجسام الافتراضية. وبذلك يمكن تخزين محتوى الشبكة في جسم نقال يمكن لرمز المستخدم حمله معه الى اي مكان في العالم الافتراضي. أي «يمكن اخراجه وعرضه الى اي شخص، من دون ان تكون قطعة الارض هذه ملكا لك» على حد قول ميلر.

ويلاحظ ميلر ايضا ان مختبر «ليندن لاب» يعمل ايضا على اتاحة المجال امام المستخدمين للتشارك بانواع مختلفة من البيانات والمعلومات الثنائية الابعاد داخل «الحياة الثانية». وقد تقوم لوحة بيضاء افتراضية على سبيل المثال بعرض وثيقة يمكن لاثنين من المستخدمين العمل عليها في الوقت ذاته. اضافة الى ذلك، يقول ميلر، تقوم شركته بتشييد واجهة تفاعل للبرمجة تتيح للمطورين الآخرين استيراد الانواع المختلفة من الوسائط، منها العاملة بذاكرة «فلاش» على سبيل المثال، الى «الحياة الثانية»، من دون اي تغيير للرمز الاساسي الخاص بـ«العالم الافتراضي». ويمضي ميلر قائلا: إنه سيكون للافراد والشركات عندذاك المرونة الكافية لاستخدام جميع انواع الوسائط التي تناسب اغراضهم ضمن هذا العالم الافتراضي.

* تطبيقات متنوعة

* كذلك عملت شركات اخرى مثل «كواك» و«فورتيرا» على دمج المحتويات الثنائية الابعاد في الفضاءات الثلاثية الابعاد مستهدفة بشكل خاص التطبيقات التجارية. ويقول ريمي مالان نائب رئيس قسم المشاريع في «كواك» ان شركته ركزت على صنع الفضاءات الثلاثية الابعاد التي توفر الامن اكثر بكثير من «الحياة الثانية». وهذا ما يتطلب مجالا اقل من التأقلم من قبل المستخدم. وبمقدور الشركات والاعمال التجارية تشغيل «كواك» ضمن انظمة «جدرانها النارية» firewalls من دون الحاجة الى وضع معلوماتها على الشبكة التي قد تمكن الآخرين من عليها.

في اي حال يقول بوفينغتون من شركة «ريفيرز رن ريد»: إن «الحياة الثانية» تميل الى ان تكون الارخص كلفة، والاكثر مرونة بالنسبة الى اي شركة او فرد يحاول دمج الشبكات. وعلى الرغم من كونها تتحلى بالقليل من المميزات الامنية، كما يقول، الا انها تتطلب استثمارا مبدئيا صغيرا.

ويقول ميلر ان الحياة الثانية ستتضمن مميزات من شأنها تأكيد صحة نزاهة المحتوى المسحوب من الشبكة. وهو يلاحظ ان التعاون والاشتراك في الفضاء الخاص بالعموم، كـ«الحياة الثانية» مثلا، يحملان في طياتهما دائما بعض المعضلات الامنية.