متعة ومرح في لعبة «باتلفيلد: باد كومباني» الحربية

تغيّر عن النمط التقليدي لألعاب القتال.. مزايا رائعة ورسومات جذابة

مشهد من اللعبة
TT

كثيرا ما تضع ألعاب الحروب الإلكترونية من المنظور الأول (لا يرى اللاعب سوى أيدي وأسلحة شخصيّته)، اللاعب برفقة مجموعة من الشخصيات المحترفة في مجالات مختلفة، مثل خبير المتفجرات وخبير الإلكترونيات والطبيب والقناص، وغيرها. إلا أن لعبة «باتلفيلد: باد كومباني» Battlefield: Bad Company (تعني «ساحة المعركة: الرفقة السيئة»)، ستضع اللاعب مع أسوأ شخصيات يمكن تخيلها، وفي جميع الظروف، حيث إن الجنود الذين «سيساعدون» اللاعب هم في الواقع أفراد ذوو شخصيات ضعيفة ولا يأخذون الحرب على محمل الجد، بل إن بعضهم يخاف من صوت الرصاص. وتقدم اللعبة مزايا جديدة إلى سلسلة الألعاب «باتلفيلد»، مثل بيئة غنية يمكن تدمير غالبية عناصرها، ونمط لعب فردي مع قصة خاصة به، بالإضافة إلى ذكاء صناعي متقدم وأسلحة حقيقية موجودة لدى الجيوش.

* حرب وهمية

* تدور قصة اللعبة حول فريق من الجنود مكون من 4 جنود في حرب وهمية في المستقبل القريب بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الروسي. ويأخذ اللاعب دور الجندي الأميركي «بريستون مارلو» Preston Marlowe الذي انضم أخيرا إلى المجموعة التابعة للكتيبة رقم 222. وتتكون هذه المجموعة من عناصر تحب المشاكل والعصيان، التي يقتصر دورها في الحرب على الدخول في الجبهة قبل العناصر الخاصة، وذلك لأنه يمكن الاستغناء عن عناصر هذا المجموعة. وينضم إلى اللاعب الجندي الذكي «تيرينس سويت ووتر» الذي يخاف القتال. ويوجد أيضا الجندي «جورج غوردون هاغارد جونيور» خفيف الظل، الذي يحب المتفجرات. ويقود المجموعة «ساميويل ردفورد» الذي تطوع، على خلاف بقية الأعضاء، لقيادتها بعد اتفاق أبرمه مع قيادة الجيش يسمح له بالتقاعد مبكرا إن قاد المجموعة (وبقي على قيد الحياة)، الذي تبقى له يوم واحد في ساحة المعركة قبل عودته إلى منزله لاصطياد السمك.

ويكتشف اللاعب في نهاية المهمة الأولى جثة جندي من المرتزقة يتبع لمجموعة تسمي نفسها «ليجيونيرز» Legionnaires، التي تعمل تحت قيادة شخص لا يعرف معنى للرحمة والذي يدفع لجنوده ذهبا، ويستخدم شعارا باللغة اللاتينية يعني «أعمال، لا أفعال». وبعد تفتيش الجثة، تعثر المجموعة على سبيكة ذهبية، ليتقاسموها ويكملوا عملهم. وتعثر المجموعة خلال المهمة الثانية على المزيد من الجنود المرتزقة الذين يحملون شاحنة كبيرة. وبعد ذهاب الشاحنة، يعثر الأصدقاء على سبيكة ذهب أخرى وقعت، الأمر الذي يقنعهم بضرورة اللحاق بالشاحنة. وتعبر الشاحنة الحدود إلى بلد وهمي في شرق أوروبا هو «سيرداريستان» المحايد في الصراع الأميركي الروسي، الأمر الذي يمنع المجموعة من ملاحقتها، إلا أن الطمع يدخل إلى قلب «هاغارد» الذي يفقد السيطرة على نفسه ويطلق النيران في الهواء ويلحق بالشاحنة وراء الحدود سعيا وراء الذهب.

ويطلب «ردفورد» من الفريق اللحاق بـ«هاغارد» لمنع حدوث المزيد من الأضرار، خصوصا المشاكل السياسية بين البلدين. وعند العثور على «هاغارد»، تتصل منسقة المهمات بـ«ردفورد» عبر الراديو وتوبخه على دخوله بلدا محايدا من دون إذن، وتخبره بأنه سيتعرض إلى محاكمة عسكرية، وقد يُحرم من التقاعد المبكر. ويقرر «ردفورد» بعد ذلك السعي وراء الذهب، لتصل المجموعة إلى مرفأ وتتفاجأ بدخول الجيش الأميركي وتهديدهم لترك أسلحتهم والاستسلام.

ويعلم اللاعب في المهمة التالية أن الفريق أبرم اتفاقية مع الجيش تزيل التهم عنهم لقاء التحقيق في حالة جيش المرتزقة في «سيرداريستان»، إلا أن الجيش سيتظاهر بعدم معرفته بما يجري، حتى لو ألقي القبض على المجموعة. وطُلب من المجموعة أيضا إلقاء القبض على رئيس «سيرداريستان» المسمى «زافومير سيردار»، عن طريق الذهاب إلى ملعب غولف قريب من قصره. وعند الوصول إلى الرئيس، تتصل منسقة الاتصالات معهم وتخبرهم بأنه تعذر إرسال فريق لإخراجهم من البلد، وأنه يجب عليهم الهروب بأي شكل من الأشكال. ويساعدهم رئيس البلد بواسطة طائرته المروحية الموجودة على سطح قصره.

وبعد رحلة طويلة في «سيرداريستان»، تتعرض الطائرة إلى قصف من طائرة مروحية أخرى تُسقط الفريق في حقل وراء خطوط العدو، ويستيقظ اللاعب وحده مندهشا، ويتصل مع منسقة الاتصالات لطلب المساعدة في البحث عن باقي أعضاء الفريق. وبعد اتباع إرشاداتها، يكمل اللاعب رحلته نحو قبو تابع لمعسكر اتصالات، ويرى قائد جيش المرتزقة على كاميرا المراقبة وهو يسخر من رئيس «سيرداريستان» قبل إطلاق النيران نحو الكاميرا. ويتسلل اللاعب بعد ذلك إلى جبل كبير ويلتقي بباقي أعضاء المجموعة الذين يقاتلون بعض المرتزقة. ويهرب أعضاء الفريق وينقذون رئيس البلد من الإعدام بعد أمر قائد جيش المرتزقة بذلك. ويقود الفريق مركب مراقبة بحريّا ويتركون الرئيس على جزيرة صحراوية، وذلك بعد طلبه منهم أن يُنفى.

ويعطي رئيس «سيرداريستان» الفريق إرشادات للوصول إلى مدينة «ساديز»، التي تصل إليها المجموعة وتقاتل مجموعة شرسة من المتمردين. وتتصل منسقة الاتصالات مع الفريق وتخبرهم بأن الجيش الأميركي يحضّر لشن هجمة مرتدة، ويقترح «هاغارد» تأخيرهم (خوفا من سطو الجيش على الذهب)، عن طريق تفجير جسرين. وتعثر الفرقة على الذهب المخفي في موقف للسيارات، إلا أن قائد جيش المرتزقة يهاجمهم بواسطة طائرة مروحية قبل أن يستطيعوا فعل أي شيء، ويضطروا إلى التراجع. ويعثر الفريق على سلاح مضاد للطائرات، إلا أن قائد المرتزقة يدمره قبل وصول اللاعب إليه، لكن اللاعب يعثر على قاذقة للقنابل ويدمر الطائرة المروحية. وعند عودة الفريق إلى الذهب، يتفاجأوا بأن الجيش الأميركي يحمله في شاحناته، الأمر الذي يجعلهم يشعرون باليأس والإحباط والاستسلام بعد جميع ما واجهوه. ويقرر الفريق الانسحاب قبل أن يعثر الجيش الأميركي عليهم، إلا أن أحد أفراد الجيش يشاهدهم ويسألهم ماذا يفعلون. وكعادة المجموعة، فإن الجواب كان «كنا نتأكد من أن المكان آمن ولا يوجد فيه أعداء آخرون»، ويتظاهرون بأنهم من أفراد الجيش. ويطلب الجندي منهم قيادة شاحنة واللحاق بالقافلة، ويقول لهم بأن الشاحنة مليئة بالخردة. ويوافق الفريق بسعادة بالغة، ويسيرون وراء القافلة، إلا أنهم يهربون ويضحكون ظنا منهم أنهم نجحوا في حيلتهم. وتعرض الكاميرا بعد ذلك قائد جيش المرتزقة يصعد من بين حطام الطائرة المروحية وهو يستشيط غضبا. فهل سينجو الفريق ويهرب بالذهب، أم هل ستكون للقصة نهاية أخرى؟.

* مزايا ممتعة

* لعل أكثر المزايا تألقا في هذه اللعبة القدرة على تدمير البيئة بشكل شبه كامل، مثل المباني والنباتات والآليات وحتى الأرض نفسها. ويمكن مثلا تدمير جدار منزل يحتوي على أعداء في داخله لقتلهم، عوضا عن انتظار ظهورهم من زوايا النوافذ. إلا أن الشركة المبرمجة جعلت هياكل وأسس المباني لا تتحطم، وذلك حتى لا تصبح المراحل متساوية ومملة. وتحتوي اللعبة على 35 سلاحا حقيقيا، إلا أن بعض التصاميم تجريبية. وستزيل اللعبة الأسلحة المتقدمة في نهاية كل مرحلة من أجل عدم الإفراط باستخدامها. هذا ويمكن إدخال بعض الأرقام والرموز الخاصة في اللعبة للحصول على 5 أسلحة جديدة مميزة. ويمكن الحصول على هذه الأرقام عن طريق التسجيل في موقع اللعبة واللعب عبر الإنترنت لرفع مستوى اللاعب إلى درجة معينة، والمشاركة بالبريد الإلكتروني الذي ترسله الشركة المبرمجة والمرتبط باللعبة، وبعض الشروط الإضافيّة الأخرى.

كذلك يمكن استخدام الأسلحة في نمط اللعب الفردي والجماعي. ويمكن للاعب استخدام آليات مختلفة، مثل الدبابات ومركبات القتال والسيارات المدرعة والشاحنات والطائرات المروحية والمراكب البحرية، بالإضافة إلى سيارة الـ«غولف». وتحتوي اللعبة على 7 مراحل مختلفة يوجد فيها ألواح ذهبية مخفية بشكل ذكي، ويمكن العثور عليها وحملها، إلا أنها ليست ضرورية للتقدم. وإن انتهت طاقة اللاعب في أي مكان في المرحلة، فإنه سيعود لإكمال اللعب من مكان سابق قريب، وبعداد طاقة جديد، مع عدم ظهور الأعداء الذين قتلهم اللاعب من قبل. ويمكن لـ24 لاعبا التنافس عبر الإنترنت ضد بعضهم بعضا، ويمكن تحميل تحديثات مجانية جديدة للعبة تسمح بإضافة الكثير من المزايا لنمط اللعب الجماعي. وينقسم اللاعبون في هذا النمط إلى فريق يدافع عن صناديق الذهب، وفريق يريد الوصول إليها وتدميرها.

* مواصفات تقنية

* رسومات مراحل اللعبة ممتازة وتتغير باختلاف المراحل الكبيرة التي يمكن مشاهدة تفاصيل كثيرة خاصة بها في الأفق. رسومات تحرك الشخصيات Animations متقنة، ولا ينخفض معدل الرسومات (معدل الرسومات Frames Per Second FPS هو عدد المشاهد التي تظهر على الشاشة في كل ثانية، ويصل إلى 60 رسمة في الثانية في الوضع المثالي. وينخفض مع ازدياد الضغط على معالج الرسومات نظرا لزيادة الطلب على معالجة بيانات الرسومات. وغالبا ما ينخفض المعدل عند زيادة عدد الشخصيات في الشاشة الواحدة أو ازدياد حجم الشخصيات، أو كثرة المؤثرات الخاصة في الشاشة الواحدة) على الإطلاق، الأمر المهمّ في هذا النوع من الألعاب. هذا وتستخدم اللعبة محرك الألعاب «فروستبايت» Frostbite، الذي طورته الشركة المبرمجة نفسها، والذي يستطيع إيجاد بيئة غنية يمكن تدمير أي عنصر فيها تقريبا، ولمسافات تمتد إلى 32 كيلومترا على الشاشة الواحدة، وفي جميع الاتجاهات، بالإضافة إلى عدم احتياج المحرك إلى الكثير من الذاكرة للعمل. ومن المزايا التقنية الرائعة في اللعبة وجود نظام ديناميكي للمؤثرات الضوئية الذي يحاكي الانعكاسات وخيال النباتات والآليات على البيئة وعلى الشخصيات أيضا. موسيقى اللعبة جميلة، والمؤثرات الصوتية متقنة، وأداء أصوات الشخصيات مقنع. الذكاء الصناعي متقدم جدا في اللعبة، حيث إن العدو سيختبئ عند إطلاق النيران نحوه، وسيدمر الجدران والأبواب وسيقصف المنازل إن اختبأ اللاعب في داخلها، وذلك لإرغامه على الخروج منها. وسيواجه اللاعب مواقف صعبة، مثل مواجهة الدبابة السريعة في مهمّة المزرعة فوق التلة، التي ستلاحقه أينما ذهب وستقصف جميع الجدران التي يختبئ وراءها، ومن ثمّ ستطلق النيران نحوه بشكل شرس.

* معلومات عن اللعبة

* الشركة المبرمجة: «إي إيه ديجيتال إلوجنز كرييتف إنترتينمنت (دايس)» EA Digital Illusions Creative Entertainment DICE http://www.dice.se الشركة الناشرة: «إلكترونيك آرتس» Electronic Arts http://www.ea.com صفحة اللعبة على الإنترنت: http://badcompany.ea.com نوع اللعبة: قتال من المنظور الأوّل First-Person Shooter FPS أجهزة اللعب: «إكس بوكس 360» Xbox 360 و«بلايستيشن 3» Playstation 3 تاريخ الإصدار: 06/2008 تقييم مجلس برمجيّات الترفيه ESRB: للمراهقين «T» عدد اللاعبين: 1 ـ 24