نجاح متزايد لقارئ الكتاب الإلكتروني «كيندل»

150 ألف كتاب إلكتروني متوافقة مع الجهاز تباع سنويا

«كيندل» (خدمة صور «نيويرك تايمز»)
TT

يبدو أن جهاز كيندل الذي طرحته «أمازون دوت كوم» لم يحقق النجاح الذي توقعه الكثيرون، بعدما ظهر قارئ الكتب الإلكترونية في العام الماضي. فقد ضاعف مارك ماهاني من سيتي بنك توقعاته بشأن مبيعاته في ذلك العام إلى 380 ألف جهاز. وهو يعتقد أن مبيعات أمازون من جهاز كيندل وبرامجه سوف تصل إلى مليار دولار بحلول عام 2010. ولم تؤكد شركة أمازون هذه الأرقام، لكن عملاق التجارة الإلكترونية أفاد بأن 150 الف كتاب الكتروني تباع الآن لنسخ متوافقة مع هذا الجهاز، بالإضافة إلى النسخ الورقية، وتشكل مبيعات الكتب المتوافقة مع هذا الجهاز نحو 10 بالمائة من إجمالي المبيعات.

* اختراع مفيد

* وأنا أعرف العديد من الأفراد ممن يعجبهم هذا الجهاز. ويبدو أن هؤلاء الأفراد هم أولئك النوع من الناس الذين صممت لهم أمازون هذا الجهاز: فهم نهمون في القراءة ويرغبون في طريقة سهلة لحمل العديد من الكتب معهم. وهؤلاء هم من الجمهور الذي يسعد أفراده بسهولة شرائه وسهولة تحميل الكتب عليه باستخدام متجر أمازون اللاسلكي. وأعتقد أن هناك بعض الدروس القليلة التي يمكننا الاستفادة منها في هذا السياق. وأول هذه الدروس هو أنه يجب علينا عدم التقليل من شأن أي اختراع جديد يسهل على الناس حياتهم. فالسهولة تعني السرعة والتقليل من التأخير. وجهاز كيندل يعتبر وسيلة جيدة لتحميل العديد من الكتب (على الأقل بالنسبة لبعض الأفراد). وشراؤه سهل ويمكن ذلك عن طريق خطوات قليلة. وقد أنشأت أمازون من خلال علاقاتها مع الناشرين مكتبة كبيرة من كتب كيندل. والدرس الثاني هو عدم الاستهانة بسوق الكتب الإلكترونية بداعي أن الناس لم تعد تقرأ. وربما يكون ذلك الأمر صحيحا بصورة عامة، ولكن يمكن أن تكون هناك تجارة تساوي مليار دولار لأمازون من خلال خدمة هذه الفئة المحدودة من الأفراد. وسوف يكون من المثير أن نعرف الدروس التي استفادتها أمازون من هذه التجربة. ويمكن لجيف بيزوس وهو مؤسس شركة أمازون والرئيس التنفيذي بها، أن يفخر بأنه استطاع تحديد هذه الفئة من الأفراد واستطاع إنشاء منتج غير مسبوق يخدم هذه الفئة. ولكن هل سيشعر بأنه ضحية لمحاولة الاعتقاد بأن جهاز كيندل هو الإجابة الصحيحة الوحيدة وبالتالي يتم رفض تقديم الكتب الإلكترونية لغيره من الأجهزة؟

* قراءة الكترونية

* أعتقد أن الموضوع عندما يتعلق بحكم وشكل الأجهزة فإننا ننتقل إلى عهد جديد سوف يشهد العديد والعديد من الخيارات التي تقوم على الذوق الشخصي. فالأفراد يمكنهم اختيار الأجهزة الخاصة بهم. وبالطريقة نفسها، فإننا سوف نشهد العديد من الخيارات الشخصية فيما يتعلق بنوع اتصال الكومبيوتر الذي نرغب في استخدامه كنقطة اتصال وقراءة وعمل وغير ذلك.

وبالنسبة للبعض، فإن جهاز كيندل ربما يكون هو الخيار النموذجي بالنسبة لهم لقراءة الكتب. فشاشة الجهاز بها بطارية رائعة يمكن أن تعمل دون شحن لفترة طويلة. وبالنسبة لأفراد آخرين ـ مثلي على سبيل المثال ـ فإن برامج قراءة كتب كيندل على جهاز الـ «آي فون» يمكن أن تكون رائعة أيضا. (لقد أصبحت مغرما بقراءة الأخبار على جهاز «آي فون» الخاص بي. فالشاشة لها عرض مناسب ويمكنني الإمساك به بيد واحدة والانتقال من سطر لآخر عبر تمرير شاشة اللمس بإصبع الإبهام. لكن البطارية سيئة ولا يدوم عملها كثيرا).

وقد يرغب آخرون في قراءة الكتب على جهاز الكومبيوتر المحمول الخاص بهم أو على جهاز بلاك بيري أو غير ذلك. وسوف يكون من الخطأ ادعاء أن الجميع يرغب في القراءة بطريقة واحدة.

* خدمة «نيويورك تايمز»