أجهزة التجسس على المكاتب والمنازل والسيارات تزداد انتشارا

تتراوح بين الرخيصة والباهظة الكلفة وبرامج خاصة لمقاومتها

TT

كاميرات التجسس اللاسلكية واجهزة التنصت ومعدات الملاحة «جي بي أس» كلها امور كان يعتقد انها بعيدة التحقق، وانها صالحة للسينما فقط، لكنها الآن ليست موجودة فحسب، بل وباتت ايضا اكثر تعقيدا. واذا كنت لا تصدق ذلك، قم ببحث واستقصاء على شبكة الانترنت بحثا عن «معدات التجسس» وستفاجأ بالذي ستكتشفه. معدات واجهزة الاستطلاع هي آخر الهموم بالنسبة الى المديرين التنفيذيين والمشاهير. غير ان مصوري الـ«بابارازي» الذين يلاحقون النجوم والمشاهير قاموا بوضعها في غرف الفنادق والطائرات الخاصة. وهي تستخدم ايضا في التجسس بين الشركات. لذلك يقوم الكثيرون منهم باستخدام خدمات الشركات الامنية للحفاظ على خصوصياتهم.

أدوات تنصت

* وتتراوح اجهزة استراق السمع من البسيطة الى المعقدة والمتطورة. ويمكن لجهاز الرصد الرخيص الثمن الذي يستخدم لمراقبة الاطفال اثناء نومهم، تسجيل الاحاديث ايضا. اما الاكثر تعقيدا منها فيمكن اخفاؤه في الجدران، او في الاشياء التي تستخدم يوميا.

وقد تجد اقلاما تحتوي على مسجلات صوتية، كما يمكن للاجهزة الكهربائية والحاسبات الصغيرة والساعات اليدوية والاجهزة الاخرى، ان تخفي ايضا اجهزة استراق السمع. ويمكن للأخيرة ايضا وصلها الى اجهزة الهاتف.

وهناك ايضا هواتف جوالة يمكن تنشيطها عن طريق رمز خاص واستخدامها كجهاز اصغاء. ولا تقوم هذه الهواتف بالرنين او اعطاء اي اشارة تنم عن تلقي مكالمة او اتصال. وهذا ما يجعل المتلصص يتعرف إلى مكان وجود الهاتف، كما يمكن الاستماع الى الاحاديث الدائرة عبره. وبمقدور اجهزة الاستراق الى السمع اختراق الجدران، وبالتالي تسجيل الاحاديث المتبادلة.

كاميرات مراقبة

* اما بالنسبة الى كاميرات الاستطلاع والمراقبة فتتراوح ايضا بين البسيطة والمعقدة، كما ان العديد منها يمكن استخدامه للاغراض التجسسية، وغالبا ما تشبه هذه الحيوانات المحنطة. وبالطبع فقد يثير الحيوان المحنط الشكوك. ولكن ماذا عن كاميرا مخفية في جهاز كاذب لاكتشاف الدخان تحسبا لحصول حريق؟ وبعض هذه الكاميرات المخفية موضوع بزوايا معينة لتقديم مشهد الغرفة برمتها. وبعض الكاميرات الاخرى هي بحجم قطعة النقد الصغيرة، ويمكن تركيبها بشكل خفي في عدد من الامكنة. وقد قام بعض شركات الانتاج بتعديل بعض المنتجات الشائعة لتضم داخلها كاميرات خفية، إذ يمكن شراء قاعدة لوضع جهاز «آي بود» عليها، وبداخلها كاميرا. كما ان بعض الساعات اليدوية ومشابك الاحزمة تخفي كاميرات، غالبا ما تكون مسجلات فيديو رقمية مبيتة داخلها.

أجهزة تجسس ملاحية

* واصبحت اجهزة الملاحة بواسطة الاقمار الصناعية «جي بي إس» حقيقة واقعة ايضا. فبعض الشركات يضع مثل هذه الاجهزة في سيارات الشركة لتعقب حركة موظفيها. ولكن يمكن استخدام مثل هذه الاجهزة ايضا لاغراض عديدة. وهناك جهاز تعقب يعمل باسلوب «جي بي إس» هذا بحجم علبة الثقاب، ويكلف نحو 300 دولار، ويمكن الحاقه بالسيارة. كما يمكن ان يشتمل ذلك على ميكروفون. ويجري بث بيانات هذا الجهاز عبر جهاز خليوي. كذلك يمكن تركيب مسجلات لاجهزة الـ «جي بي إس» في السيارة، لكن بيانات «جي بي إس» لا يجري بثها في الزمن الحقيقي، بل يمكن بدلا من ذلك للمتلصص استعادة الوحدة ومراجعة الاماكن التي سجلها الجهاز والتي جرى التوجه اليها.

تجسس كومبيوتري

* وبالطبع هناك المزيد من اساليب التجسس المألوفة. فهناك برنامج اساسي للتسجيل يمكن تركيبه في اجهزة الكومبيوتر لرصد كيفية استخدامه. كذلك هناك مسجلات كعتاد يمكن الحاقها ايضا بالكومبيوترات، وهي قد تشبه وصلات المهايأة الخاصة بلوحات مفاتيح هذه الاجهزة. وكثيرا ما يسهو مستخدمو شبكات «واي-فاي» عن استخدام الترميز، او انهم يستخدمون اسلوب الترميز القديم WEP الذي يمكن كسره بسهولة، مما يتيح اعتراض البيانات الصادرة عن الشبكة.

كل هذه الامور تجعلك غير مرتاح، لكن ثمة حلولا، اذ كثيرا ما يقوم المديرون التنفيذيون والمشاهير باستئجار شركات تقوم بمسح المكاتب والمنازل وغرف الفنادق وغيرها. وفي الفترة الاخيرة اصبح هناك اقبال كبير على مثل هذه التدابير من قبل العملاء، مما أدى الى اكتشاف عدد من أدوات التجسس هذه. وطبعا تأتي هذه الخدمات بسعر عال، اذ تقوم الشركات بفرض اتعاب تصل الى آلاف الدولارات لقاء القيام بها. بيد ان غالبية الناس لا تواجه مثل هذا النوع من عمليات التجسس. غير ان احدهم الذي قد يكون من المتضررين منك، او المحسودين، قد يلجأ الى هذه الادوات لرصد حركتك والتجسس عليك. لكن لحسن الحظ ثمة اجراءات مضادة اقل كلفة، لانه يمكن لمعدات رخيصة تعقب الاشارات اللاسلكية التي تبثها الكاميرات المخفية وأدوات التسجيل. كما يمكن لاجهزة تشويش سد الطريق على اشارات اجهزة الـ«جي بي إس» والهواتف الجوالة.

اما بالنسبة الى التجسس على اجهزة الكومبيوتر فيرجى أخذ جانب الحذر من النقاط الساخنة الخاصة بالشبكات اللاسلكية العمومية لخدمات الانترنت، إذ ينبغي التأكد من ان برنامج الامن في جهازك هو من النوع الحديث. كما ينبغي البحث عن الملحقات المشبوهة الخاصة بالكومبيوتر. واستخدام برنامج ترميز لجعل الرسائل التي يجري اعتراضها غير مقروءة.

* خدمة «يو إس أيه توداي» خاص بـ «الشرق الاوسط»