المستقبل يمتزج بالأساطير الإسكندنافية في لعبة «تو هيومان»

قصة ملحمية وفئات شخصيات مختلفة لهجين من أنواع ألعاب عديدة وتعاون عبر الإنترنت

TT

بعد 9 سنوات من البرمجة، طُرح الجزء الأوّل من ثلاثيّة «تو هيومان»Too Human، الذي انتظره اللاعبون بفارغ الصبر. وكان من المقرّر أن تُطرح اللعبة عام 1999 على جهاز «بلايستيشن» في 4 أقراص ليزريّة، إلا أنّ شركة «نينتندو» تعاقدت حصريّا مع الشركة المبرمجة، الأمر الذي حوّل نظام اللعبة إلى جهاز «غيمكوب» عام 2000، لكن العقد الحصريّ انتهى بين الشركتين بعد فترة، ولم تُطرح اللعبة في ذلك الوقت. إلا أنّ الشركة المبرمجة تشاركت مع شركة «مايكروسوفت» لبرمجة ثلاثيّة ونشرها حصريا على جهاز «إكس بوكس 360». لكنّ المعاناة لم تتوقف هنا، حيث ان الشركة المبرمجة واجهت متاعب كثيرة في استخدام محرّك صناعة الألعاب «إنريل إنجن 3»Unreal Engine 3، ولم تقدّم شركة المحرّك الدعم الفنيّ اللازم خلال فترة البرمجة، الأمر الذي أجبر الشركة المبرمجة على رفع دعوى قانونيّة ضدّ شركة المحرّك لإخلالها بشروط العقد وعدم تقديم الخدمات اللازمة، ومن ثمّ تطوير محرّكها الخاصّ. وطرحت الشركة المبرمجة نسخة تجريبيّة من اللعبة حمّلها أكثر من 900 ألف مستخدم في الأسبوع الأوّل، متفوّقة بذلك على جميع النسخ التجريبيّة للألعاب الإلكترونيّة لغاية الآن.

ملحمة أسطورية خيالية

* تستمدّ اللعبة قصّتها من أساطير الـ«نورس» Norse الاسكندنافيّة، حيث استبدلت المخلوقات الخرافيّة في الأساطير بأناس معدّلة بآلات مبنية في أجسادهم. ويأخذ اللاعب دور شخصيّة «بالدور» Baldur، ابن «أودين» Odin، الذي يجب عليه حماية البشريّة من مذبحة آلات تريد إبادة الإنسان من على الأرض. وتطلّ شخصيّات مشهورة من أساطير الـ«نورس»، مثل «ثور» و«لوكي» و«هايمدال» و«فريا» و«هيل» و«ميمير»، بالإضافة إلى «يغدراسيل» (شجرة الحياة)، التي تمثل البوّابة بين عالمنا وعالم بديل لا وجود للآلات الميكانيكيّة فيه.

ويستخدم الأبطال تعزيزات خاصّة لرفع قدراتهم، الأمر الذي يجعلهم يبتعدون عن خصائص الإنسان ويقاربون الآلات، بينما يحاول جيش الآلات حصد دماء الإنسان وأعضائه في محاولة لتحويل نفسها إلى بشر. ويعتبر بطل اللعبة «بالدور» شخصيّة مطوّرة، لكن بشكل قليل، وبالتالي فهو يقارب الإنسان العاديّ من ناحية الصفات والخصائص، الأمر الذي يفسّر عنوان اللعبة.

مزايا اللعب

* وتعتبر اللعبة هجينا من عدّة أنواع من الألعاب، هي المغامرات والحركة والقتال السريع وتقمّص الأدوار. وسيواجه اللاعب جيوشا من الأعداء الذين يمكن التغلب عليهم بالقتال، وسيكتسب نقاط خبرة بعد الفوز بكلّ معركة، الأمر الذي يسمح له بتطوير شخصيّته في مجالات مختلفة، بالإضافة إلى وجود زنزانات ومتاهات تحت الأرض يجب عبورها، وتحتوي على أعداء يظهرون بشكل عشوائيّ في كلّ مرّة يلعب بها اللاعب.

هذا وتستخدم اللعبة عصا التحكم اليمنى للتحكم بالقتال والضربات، وأسلوب تصوير تتحكم به اللعبة نفسها. وعلى الرغم من أنّ اللاعبين ليسوا معتادين على أسلوب التحكم هذا، إلا أنّه سيريحهم بعد تجربته، ذلك أنّه يزيل عنهم مشاكل بُعد الشخصيّة عن العدوّ التي كثيرا ما تضرّ بالألعاب المجسّمة، بالإضافة إلى أنّ سيطرة اللعبة التامّة على تصوير الأحداث يسمح لها بإيجاد مواقف ملحميّة تُشعر اللاعب برهبة المواقف وضخامة المراحل، الأمر الذي يساعد في سرد قصّة اللعبة. وتحتوي اللعبة على عناصر عديدة من ألعاب تقمّص الأدوار RPG، مثل القصّة، وفئات المقاتلين الذين يمكن اختيارهم، والأسلحة التي يمكن تخصيصها، والدروع والآلات التي تتكامل مع الشخصيّات، والبحث عن عناصر للاستخدام، بالإضافة إلى وجود تسلسل لتطوير مهارات الشخصيّات. ويوجد في اللعبة 15 فئة مختلفة للأسلحة، منها سيوف تُمسك بكلتا اليدين، ومطارق ضخمة، ومسدسات، وبندقيّات، وأسلحة ليزريّة، وسيفان منفصلان، وغيرها من الأسلحة المختلفة. ويمكن تغيير ألوان الدروع وقدراتها لصدّ بعض أنواع الهجمات والضربات، بالإضافة إلى القدرة على تبديلها بسهولة.

ويوجد تسلسل مهارات مختلف لكلّ فئة من فئات المقاتلين، والتي يمكن للاعب تخصيصها حسب ما يريد. ويمكن للاعب، مثلا، اختيار تطوير مهارات الشخصيّة الهجوميّة باستخدام السيوف، أو تطوير قدراته السحريّة، أو حتى تطوير قدراته الدفاعيّة، وذلك باستخدام نقاط يحصل عليها بعد إتمام كلّ معركة. وبدمج هذه المزايا مع ميزة البحث عن العناصر، فإنّ اللاعبين سيعيدون اللعب بهذه اللعبة مرّات عديدة باستخدام شخصيّات مختلفة، أو بالشخصيّات نفسها، ولكن مع تغيير المهارات المكتسبة في كلّ مرّة. هذا ويمكن تطوير الشخصيّة من المستوى 1 إلى 50 في الإصدار الأوّل للعبة، ومن 50 إلى 100 في الإصدار الثاني، وصولا إلى 150 في الإصدار الثالث والأخير منها، الذي ستطرحه الشركة في السنوات المقبلة.

هذا وتسمح اللعبة للاعبين اثنين بالتعاون عبر الإنترنت في إتمام المراحل، حيث يمكن لأيّ لاعب الدخول أو الخروج في أيّ وقت يناسبه، وبغضّ النظر عن مكانهم الجغرافيّ أو المرحلة التي يلعبون فيها. ويمكن في هذا النمط لأحد اللاعبين القتال، بينما يرفع الآخر طاقة صديقه إن احتاج (حسب فئة شخصيّته) خلال قتال عدوّ صعب، أو القتال إلى جانبه، أو حتى جمع عناصر نادرة في اللعبة.

فئات مختلفة

* وتنقسم شخصيّات اللعبة إلى 5 فئات، هي «المدافع» Defender و«البطل» Champion و«المقاتل الشجاع» Berserker و«كوماندو» Commando و«المهندس البيولوجيّ» Bio Engineer، مع إمكانيّة رفع العدد عن طريق تحميل فئات جديدة من الإنترنت (في المستقبل القريب). ويتميّز «البطل» بوجود صفات عديدة مأخوذة من غالبيّة الفئات المختلفة، بينما يُعتبر «المدافع» حصنا منيعا متحرّكا. وعلى الرغم من أنّ «المقاتل الشجاع» قويّ في الهجمات قريبة المدى، إلا أنّه ضعيف في الدفاع عن نفسه، وأسلحته بعيدة المدى غير مجدية ولا يمكن تطويرها إلى درجات مرتفعة، الأمر المضرّ نظرا لوجود أعداء يجب قتالهم عن بُعد. ويستطيع «المهندس البيولوجي» شفاء نفسه وغيره من الجروح والضربات، بينما يتميّز الـ«كوماندو» باستخدام أسلحة متطوّرة أكثر من غيره.

ولا يمكن رفع جميع المهارات الخاصّة بفئة ما إلى الحد الأقصى لها، لكن يمكن إزالة الخبرة من مهارة وإضافتها إلى مهارة أخرى، الأمر الذي يعني بأنّه ليس من الضروريّ اللعب بشخصيّات مختلفة من الفئة نفسها بعد إتمام اللعبة لتجربة جميع المهارات الخاصّة بتلك الفئة. هذا ويمكن رفع مهارات السرعة والقتال للشخصيّات البشريّة، بينما يمكن رفع مهارات القتال والهجوم بالنسبة للشخصيّات الآليّة (أو نصف الإنسانيّة).

ويمكن للشخصيّات الإنسانيّة استخدام مهارة غير متوفرة للشخصيّات الآليّة، هي مناداة أرواح المحاربين الذين خسروا في المعارك لمساعدته. هذا ويمكن إضافة حجارة خاصّة إلى أسلحة اللاعب للحصول على قدرات جديدة، التي يجب خوض مهمّات جانبيّة للحصول عليها. وتجدر الإشارة إلى أنّ اللعبة ستعيد اللاعب إلى مكانه قبل خسارة شخصيّته، ولكن مع خفض طاقته قليلا عن السابق، الأمر الذي يجعل اللعب بفئات «المدافع» و«المهندس البيولوجي» أمرا تكتيكيّا بحتا.

وعلى الرغم من أنّ بداية اللعبة قد تبدو سهلة للاعبين، إلا أنّ مستوى الأعداء سيرتفع مع تقدم اللاعب، على الرغم من رفعه لقدرات شخصيّته. ويمكن اعتبار أنّ اللعبة تميل إلى جهة الصعوبة قليلا، وسيرى اللاعب مشهد الموت الذي تظهر فيه شخصيّة المقاتل النبيل Valkyrie وتأخذ جسد الشخصيّة إلى المحاربين الشجعان الذين خسروا المعارك. تجدر الإشارة إلى انه إن خسر اللاعب 100 مرّة، فإنّه سيحصل على إنجاز خاصّ Achievement. ويمكن إتمام اللعبة في فترة 15 ـ 30 ساعة من اللعب، حسب درجة المهارات التي يريد اللاعب الوصول إليها.

ويجب على اللاعب استثمار الكثير للفوز في هذه اللعبة، مثل الاستثمار في الوقت والمال والصبر والتجربة. وعندما يختار اللاعب درب مهاراته (الإنسان أو الآلات)، فإنّ اللعبة ستأخذه عبر 4 مراحل يمكن فيها تطوير قدرات شخصيّته ودروعها وأسلحتها، وغيرها من المهارات والخصائص. وسيشعر اللاعبون بالمزيد من المتعة بعد حصول شخصيّتهم على أسلحة وقدرات جديدة، حيث سيصبح التحكم بها أكثر سلاسة من قبل، وستصبح معارك القتال مجزية ومثيرة، خصوصا انه سيصبح بمقدورهم الحصول على المزيد من المهارات بعد الفوز في المعارك.

مواصفات تقنية

* رسومات تحرّك الشخصيّات Animations متقنة الأداء وجميلة، لكنّها لا تبدو جذابة في المشاهد السينمائيّة، ولكنّ رسومات المراحل ممتازة ومبهرة، ومليئة بالخيال المستقبليّ والعناصر الأسطوريّة، خصوصا عند عبور منطقة «ميدغارد» و«هيلهايم» و«غابة الجليد» والمحطة الفضائيّة المستقبليّة. ويبقى معدّل الرسومات (معدل الرسومات Frames Per Second FPS هو عدد المشاهد التي تظهر على الشاشة في كل ثانية، ويصل إلى 60 رسمة في الثانية في الوضع المثالي. وينخفض مع ازدياد الضغط على معالج الرسومات، نظرا لزيادة الطلب على معالجة بيانات الرسومات. وغالبا ما ينخفض المعدل عند زيادة عدد الشخصيات في الشاشة الواحدة أو ازدياد حجم الشخصيات، أو كثرة المؤثرات الخاصة في الشاشة الواحدة) ثابتا على الرغم من هجوم 30 عدوا للاعب في الشاشة الواحدة. إلا أنّ صوتيّات اللعبة ستعوّض عن بعض النقص في الرسومات، حيث ان الموسيقى ملحميّة، ورواية القصّة تُشعر اللاعب وكأنّه يشاهد فيلما ضخما. ويمكن سماع الأصوات الميكانيكيّة للأعداء عند دخول اللاعب إلى مناطقهم، وسماع أصوات المطارق وهي تصطدم بأهدافها، بالإضافة إلى وفرة أصوات الرصاص والسيوف والقنابل والصواريخ والمدافع. ويمكن سماع قرع الطبول الذي يسبق المعارك وهو يرفع من روح الحماس لدى اللاعبين، لتشتدّ الموسيقى وتصبح حماسيّة خلال المعارك. هذا ويمكن سماع الموسيقى الحزينة التي تشابه مناجاة الضعفاء عند خسارة شخصيّة اللاعب وقدوم المقاتل النبيل.

وبالنسبة لأسلوب التحكم، فإنّ اللعبة تطلب من اللاعب استخدام العصا اليمنى لشنّ الهجمات، الأمر الذي لم يعتد عليه الكثير من اللاعبين، حيث ان تلك العصا كانت غالبا ما تُستخدم لتحريك كاميرا تصوير الأحداث في السابق. ويمكن الاعتياد على هذا الأسلوب الجديد بعد اللعب قليلا، وسيشعر اللاعب بسهولة استخدامه عند وصول مهاراته إلى مراحل متقدمة، حيث ستصبح المعارك عبارة عن سيمفونيّة من الضربات المخطّط لها، مثل قتال مجموعات كبيرة من الأعداء وضربها بالسيف، ثمّ القفز في الهواء وضرب من لم يهبط على الأرض بسرعة بعد تلقيه للضربات القويّة، ومن ثمّ إطلاق الهجمة الخاصّة التي ستلحق أضرارا جسيمة بجميع من كان موجودا بالقرب من اللاعب، كلّ ذلك بمجرّد تحريك عصا التحكم والضغط على أزرار قليلة. هذا ويمكن مشاهدة قصّة اللعبة خلال تقدّم اللاعب، مع عدم تحميل اللعبة لها، حيث ان اللعبة تحمّل القصّة والخلفيّات خلال تقدّم اللاعب في المراحل، ومن دون شعوره بحدوث ذلك.

* معلومات عن اللعبة ـ الشركة المبرمجة:«سليكون نايتس»Silicone Knights http://siliconknights.com ـ الشركة الناشرة:«مايكروسوفت غيم ستوديوز»Microsoft Game Studios http://www.microsoft.com/games ـ صفحة اللعبة على الإنترنت: http://www.xbox.com/en-US/games/splash/t/toohuman ـ نوع اللعبة: مغامرات وحركة وتقمّص أدوار Action Adventure RPG ـ أجهزة اللعب:«إكس بوكس 360» Xbox 360 ـ تاريخ الإصدار: 08/2008 ـ تقييم مجلس برمجيّات الترفيه ESRB: للمراهقين T ـ عدد اللاعبين: 1-2