«فوتوسينث».. التصوير الرقمي الثلاثي الأبعاد

يدمج الصور المتعددة للمشهد الواحد وينسجها في شكل مجسم

تقنيات «فوتوسينث» للتصوير من «مايكروسوفت» تقدم صورا مجسمة (خدمة صور «نيويورك تايمز»)
TT

في البدء كانت اللقطات السريعة او الخاطفة، ثم جاء الفيديو، والآن جاء «مايكروسوفت فوتوسينث» Photosynth الذي هو نوع بين الاثنين.

هكذا تقوم «مايكروسوفت» بتسويق هذا الوسط المرئي الجديد الذي اطلق شهر اغسطس الماضي. ولكن لا يزال الطريق طويلا بعض الشيء للاعتقاد ان مثل هذا المنتوج الجديد «فوتوسينث» سيكون له التأثير البعيد الذي حظي به كل من التصوير الساكن والمتحرك (السينما). لكن الامر الواعد، وان كان لم يظهر جيدا بشكل ساطع، هو ان هذه الخدمة على شبكة الانترنت هي خدمة ممتعة وجديرة بمراقبتها على الرغم من بعض المآخذ القليلة المهمة عليها.

* «نسج» الصور

* والافضل، هو رؤية «فوتوسينث» اثناء عمله، لا وصفه، فهو يرمي الى دمج عمليات التصوير البونورامي وفقا الى مستويات جديدة تماما. اي ان الفكرة الاساسية هو دمج او نسج مجموعة من الصور الرقمية اوتوماتيكيا التي تكون قد التقطتها وأنت سائح، كساحة «تايمز سكوير» في نيويورك مثلا، او ساحة «تيانامين سكوير» في بكين، وتحويلها الى صور على الشبكة بـ360 درجة ثلاثية الابعاد تدعى «سينث» synth. والاصطلاح الاخير يعني وضعك في وسط «المشهد المركب» واستخدام الماوس، او لوحة المفاتيح للانتقال داخل هذا المشهد. وهو على خلاف الفيديو إذ بمقدورك الاختيار اين ستتوجه لاحقا.

ولنقل انك التقطت مجموعة من الصور للقناة الكبرى (غراند كانال) بمدينة البندقية. فما عليك سوى تحميلها الى الخدمة هذه ليتشكل الـ «سينث» (التركيب) هذا اوتوماتيكيا (قد يستغرق بعض الوقت). وبذلك تستطيع التحرك صعودا ونزولا يمينا وشمالا، فضلا عن تكبير وتصغير وتقريب و«تبعيد» الصور التي تبقى حادة وواضحة.

ويقوم «فوتوسينث» بتفحص الصور بحثا عن اوجه التشابه بينها وتقرير النقاط المواتية والمفضلة منها التي جرى تصويرها، وبالتالي تقرير شكل الاجسام الظاهرة.

والخدمة المجانية هذه حتى الان هي من افرازات مختبرات الابحاث الحية في «مايكروسوفت»، وقد استمتعت كثيرا في اكتشاف ابعاد صور «سينث» التي انتجتها «مايكروسوفت» و«ناشنال جيوغرافيك» وغيرهما، فضلا عن انتاج ما هو خاص بي على الرغم من الفيروسات التي سبقت ذلك. وانت بحاجة الى «ويندوز لايف آي دي» للشروع بذلك. واليكم نظرة عن كثب.

* التقاط الصور

* التقاط الصور لاغراض «سينث» تختلف في الاسلوب عن ذلك الذي تلتقط فيه الصور الاخرى. وهو اكثر استهلاكا للوقت ايضا. فالامور التي تجعل الصور جميلة وجذابة تناسب هنا تماما. كما ان التقاط صور المياه هي مشكلة اخرى. وهذا ما ينطبق ايضا على الأشياء الاخرى اللماعة والبراقة، أو المصقولة. ويقوم «فوتوسينث» بتحليل النسيج او التركيب.

وتقول «مايكروسوفت»: قد تظن انك بحاجة الى التقاط المشاهد التي تريدها مرتين او ثلاثا، في حين انك بحاجة الى التقاطها حتى 300 مرة. وعشرون صورة هي الحد الادنى. ومن المفترض ان تلتقط المشاهد المملة حول الهدف المفترض تصويره. كما ان الترتيب الذي تلتقط به الصور لا يهم. ومثاليا ينبغي التقاط اي جزء من المشهد ثلاث مرات من ثلاثة اتجاهات مختلفة، خاصة انك ترغب في جعل الصور تتطابق بنسبة 50 في المائة على الاقل. كما ان الصور العريضة الزاوية تعمل بشكل افضل عموما على الرغم من انك راغب في مزج المشاهد القريبة لالتقاط تفاصيل الصورة التي ترغب في تعليقها في احد المتاحف، او الحصول على جائزة لقائها.

والهدف هو الوصول الى مستوى من الـ «سينث»، اي الدمج والتركيب بنسبة مائة في المائة، اي ان يكون هناك ممر من صورة الى اخرى. ويمكن الكشف عن شبكة خاصة لمعرفة كيفية تركيب الصور التي قمت بتحميلها وتشبيكها الواحدة بالاخرى، فضلا عن الصور التي ليست لها علاقة، او عوامل مشتركة مع الصور الاخرى.

وبلوغ نسبة مائة في المائة من التراكب كان تحديا كبيرا لاختباراتي، ومع ذلك فإن «السنثية» التي هي بنسبة 70 او 80 في المائة عملت بشكل جيد. وبالنسبة إليّ فقد بلغت فقط نسبة 12 في المائة عن طريق التقاط 85 صورة في باحة منزلي، و22 في المائة عن طريق التقاط 114 صورة لمنزل زرته في ولاية كارولينا الجنوبية. وكانت نتيجة الصور الـ «سنثية» امراً يرغب فيه الجميع. لكنني قمت بعمل افضل لدى تصويري منطقة طبيعية للتنزه في ولاية كارولينا الجنوبية (بنسبة 55 في المائة افضل بعد التقاط 73 صورة)، ونصب الجنود والبحارة في نيويورك (بنسبة 77 في المائة افضل بعد التقاط 179 صورة). وقد استغرقت العملية اكثر من ساعة لتحميل هذه المجموعة الكبيرة من الصور وبالتالي جعل البرنامج يقارن بينها.

* مشاهدة الصور المركبة

* الذي تراه على الشاشة هو صورة جيدة في الوسط. وهي محاطة بصور مجاورة بتحديد منخفض شفاف، ومهزوز وغير واضح قليلا، مما يدل على ان الصور التقطت من أماكن متشابهة. ومن شأن الاسهم المساعدة على الابحار في الصورة، وان كانت جميع الامور الاخرى لا تزال فوضوية. ولدى تحريك المؤشر تظهر ايضا اطارات هندسية تمثل الصور الاخرى التي التقطت. قم بالنقر عليها او سحبها واذا بصورة جديدة تتحرك الى الوسط الى المكان عينه حيث يعتقد الـ «فوتوسينث» ان المصور كان هناك لدى التقاط الصورة. ووفقا الى سرعات النطاق العريض فقد يستغرق الامر بضع ثوان، لكي تعود الصور الى البؤرة او نقطة التمركز.

وفي بعض الصور الـ «سينثية»، قد تساعدك هالة على اكتشاف الزوايا المختلفة. وقد ترى ايضا تكدسات او اكواما من النقاط التي تقول «مايكروسوفت» عنها انها تجعل عملية الـ «فوتوسينث» اكثر اثارة وجاذبية على صعيد المرأى، لكنني وجدتها مدعاة للاضطراب بحيث تمثل كل منها المكان الذي تتقاطع في ثلاث صور.

* المآخذ

* مما لاشك فيه ان «فوتوسينث» يملك عناصر المشروع غير المنجز بعد. وهو يعمل فقط مع اجهزة «ويندوز فيستا» أو «إكس بي». وتقول «مايكروسوفت» ان إضافة دعم «ماك» ايضا هو من الاولويات الرئيسية. وقد تجد صعوبة ايضا في هذا المجال لدى التعامل مع بطاقات الغرافيكس القديمة، لكن «مايكروسوفت» توصي باستخدام متصفح الانترنت «إكسبلورر 7» على الرغم من ان «فوتوسينث» يعمل ايضا مع «موزيلا فايرفوكس». وقد وجدت بعض الصعوبات القليلة لدى اختباري «فوتوسينث» على «فايرفوكس». كما ان واجهة التفاعل الخاصة باكتشاف ابعاد الـ «سينثات» قد تكون اكثر بداهة وإدراكا. لكن هاجسي الاكبر هو المحافظة على الخصوصية بحيث لا يمكن تحديد من يرى هذه الـ «سينثات»، فجميعها عامة، فكما الحال مع «يو تيوب»، او «فليكر»، بمقدور الناس والجماعات ان تترك تعليقاتها وملاحظاتها عليها. لكن العمل جار على فرض ضوابط للخصوصية هذه.

وتقر «مايكروسوفت» ان هناك المزيد من العمل الذي يتنظرها في هذا المجال، وهي ليست متأكدة ما اذا كان عليها ان تقرر ما اذا كان «فوتوسينث» لا يزال في طور التجارب «بيتا» حتى الان، او انه في طور الاطلاق 1.0. ولكن مع كل ذلك فإن الامر يستحق العناء والتجربة.

* خدمة «يو اس ايه توداي» خاص بـ «الشرق الاوسط»