«محافظ هاتفية» يابانية.. تجتاح العالم

تايوان تستفيد من خبرة اليابان في عرض الكوميديا على الهواتف الجوالة

المحفظة الهاتفية توظف لتسديد الاجور حتى لدى ممارسة الالعاب الالكترونية («الشرق الاوسط»)
TT

تطلق اليابان حملة كبيرة لتسويق تقنيتها الجوالة «المحفظة الهاتفية» التي تلقى شعبية كبيرة في البلاد، وفقا لتصريحات مسؤولين حكوميين.

وعلى الرغم من ان اليابان تفخر بأنها تصنع افخر الهواتف الجوالة واكثرها تعقيدا في العالم الى جانب تقنيات اتصالات الانترنت العالية السرعة، والبث التلفزيوني الرقمي مع عمليات تنزيل الفيديو، الا انها فشلت في جعل هذه الاجهزة وتقنيتها اللاسلكية وخدماتها الجوالة تخترق حدودها الى الخارج.

وكان آخر المبادرات التي طرحتها الحكومة بالتعاون مع مجموعة صناعية من المنتجين اليابانيين والشركات المزودة للخدمات، هي محاولة لمساعدة اليابان على التأثير على المستخدمين العالميين واقناعهم بمنتوجاتها.

* محفظة هاتفية

* من المنتجات التي تسعى اليابان الى تسويقها في الخارج هو «المحفظة الهاتفية» wallet phone. وتعتمد هذه التقنية على كومبيوتر صغير يدعى «فيلي كا» FiliCa مدمج داخل كل جهاز هاتف جوال، ينفذ عمليات الاتصال والتعامل مع اجهزة قراءة تكون مركبة في المخازن ومحطات القطارات، وآلات وماكينات البيع، للقيام بعمليات الدفع غير النقدية.

وقد طورت تقنية «فيلي كا» شركة «سوني» اليابانية للالكترونيات واجهزة التسلية والترفيه. ومثل هذه التقنية هي اكثر شيوعا مع البطاقات الذكية، ولها شعبية واسعة في سنغافورة وبعض مناطق أوروبا. لكن اليابان تأمل في تسويقها في الخارج لخدمة الهواتف الجوالة، كما صرح مسايوكي إيتو احد المسؤولين في وزارة الاتصال والشؤون الداخلية، في حديث لقناة «سي ان ان».

وتتوفر مثل هذه «المحافظ الهاتفية» في اليابان منذ عام 2004 التي انزلتها احدى كبريات شركات الخدمات الهاتفية NTT DoCoMo ، كما أن أغلبية الاجهزة الحديثة تملك مثل هذه الخاصية.

وكانت للتقنية اليابانية القديمة مشاكل تتعلق بمسألة التوافق والتطابق مع المستويات والمواصفات العالمية الاخرى، لكن الجيل الثالث منها يتيح للمنتجات الجديدة استخدامها خارج البلاد ويمكن بسهولة تطويعها للمنتجات الخارجية والاجنبية.

والمعلوم ان اليابان تقود العالم في مضمار انتشار الهواتف الجوالة «3 جي» مع وجود نحو 104 ملايين جهاز قيد الاستخدام من هذا النوع، وهي تشكل نحو 90 في المائة من الهواتف الجوالة المستخدمة في اليابان.

وتامل اليابان ايضا في الترويج للانواع الاخرى من التقنيات اللاسلكية، بما في ذلك هاتف «3جي» المجهز بـ «جي إس إم» الخاص بالاتصالات العالمية، الذي يتيح استخدامه في غالبية البلدان الاجنبية.

* تكييف التقنية

* ويقر المسؤولون بأن على التقنية اللاسلكية التكيف مع الاحتياجات الاجتماعية المختلفة حول العالم. وتشكل «المحافظ الهاتفية» نجاحا كبيرا باليابان نظرا الى وجود المحلات والمخازن بكثرة في كل مكان، فضلا عن ماكنات البيع الاوتوماتيكية، الى جانب النقص الكبير في البطاقات الائتمانية المستخدمة هنا، بيد ان الاحوال في البلدان الاخرى قد تختلف تماما.

ويقول بعض النقاد ان التقنيات اليابانية الجوالة تميل الى ان تكون غريبة السلوك كجزر الغلاباغوس المعزولة في المحيط الهادئ المشهورة بأنها تفادت التطور والتغير مع مرور السنين، في اشارة الى عدم التوافق والتطابق اللذين تتصف بهما اجهزة الهاتف اليابانية القديمة وخدماتها ذات السلوك الخاص.

بيد ان الامم الآسيوية مثل تايوان وكوريا الجنوبية أبدت منذ سنوات اهتمامها الكبير باجهزة الهاتف اليابانية. ويؤكد المسؤولون ان التقنيات الاخرى التي تأمل اليابان ان تروجها بالخارج هي اكثر تطابقا مع المستقبل، مثل المعدات اللاسلكية من الجيل الرابع. هذا وتنوي الحكومة اليابانية في الشهور المقبلة رسم خطط وعقد ندوات وارسال بعثات الى الخارج للترويج للتقنيات اليابانية.

* توجهات تايوان

* على صعيد آخر تتأهب تايوان للاستفادة من تجربة اليابان في ارسال العروض الى الهواتف الجوالة. وكانت مصادر الصناعات الجوالة قد ذكرت ان العائدات التي تم جنيها من عروض الكوميديا على الهواتف الجوالة وصلت الى اكثر من 90 مليون دولار في اليابان عام 2006. في حين ان تايوان بسكانها البالغين 23 مليون نسمة مقارنة مع سكان اليابان البالغ عددهم 127 مليونا، والذين هم اقل استخداما للهواتف المعقدة، تأمل بلوغ خمس او عشر هذا العائد خلال السنوات الخمس المقبلة.

وكانت الشركات التايوانية التي تقدم خدمات الجوال قد شرعت بخدماتها الكوميدية على الهواتف الجوالة في اعقاب النجاح الباهر الذي احرزته اليابان في هذا الميدان. وكانت شركة «شنغهاوا تيليكوم» اكبر شركات الهاتف في هذه الجزيرة قد شرعت في تقديم خدمات الرسوم المتحركة (الكارتون) في الشهر الماضي، والتي تتناول بشكل رئيسي مواضيع الملاكمة والحروب بين المتقاتلين مستخدمة تقنية «سيلسيز إنك»، وهي الشركة اليابانية التي طورت برمجيات تصفح لموزعي المحتويات الجوالة.

وقامت الشركة المنافسة «تايوان موبايل» بتوقيع عقد مع «كارتون نيتوورك» لاعادة تحويل برامجها الشعبية مثل «باور بف غيرلز» و«بين 10» الى كوميديا لاغراض استخدامها في الاجهزة اليدوية بغية تنزيلها وعرضها، وهو المشروع الاول من نوعه من قبل الشبكة التي تملكها «تايم ورنر». وكانت هذه الخدمة قد بدأت قبل اكثر من شهر. وكانت كارتونات اخرى متوفرة في يوليو الماضي عندما قام 10 آلاف جهاز هاتف بتنزيل اعمال الكوميديا هذه.

* عروض الجوال الكوميدية

* وتقدم «تايوان موبايل» ايضا لزبائنها «اسطورة الممالك الثلاث»، وهو كتاب كوميدي ياباني شعبي يرتكز على رواية صينية كلاسيكية عن الحرب والانتقام.

وكانت هاتان المؤسستان من ضمن العديد من الشركات الكبرى التي تقدم خدمات الجوال، والتي روجت للخدمات الجديدة بمعرض «كوميك اكزبيشين» في تايبه، وهو معرض تجاري دام اربعة ايام، واستقطب عشرات الآلاف من معجبي الرسوم المتحركة.

«ومشاهدة الكوميديا على الهواتف الجوالة هي تجربة مختلفة»، كما تقول كريستينا هسيا المسؤولة في شركة «تايوان موبايل». «فضربة على الرأس على سبيل المثال لها وقع دراماتيكي مختلف، والتي يصحبها عادة صوت كبير مع ارتجاج».

ويقول هيو هيويو ـ هاي نائب رئيس شركة «شنغهاوا تيليكوم» ان شركته تقدم بشكل رئيسي اعمال الكتاب اليابانيين المتخصصين بالكوميديا الشعبية التي تتناول قصص الملاكمين والمحاربين.

ويقول انه كاليابان تماما فان الخدمة تستهدف بالدرجة الاولى طلاب المدارس الابتدائية والثانوية الراغبين بدقيقة راحة من عناء الدرس. وتنوي الشركات التايوانية ايضا تقديم الافلام بالرسوم المتحركة على الهواتف الجوالة. «وقد يستغرق هذا الامر بعض الوقت، خاصة اننا اطلقنا خدمة عرض الفيديوهات على الهواتف الجوالة قبل عامين لكن الامر لم يكن بتلك الشعبية» على حد قوله.