«بلاستيك لوجيك».. قارئ إلكتروني للصحف بمميزات كثيرة

قد يغني تماما عن الصحافة الورقية

قارئ الصحف الالكتروني «بالستيك لوجيك» (خدمة صور نيوز. كوم)
TT

الصحيفة الالكترونية التي هي عبارة عن شاشة واسعة كبيرة يمكن حملها والتي يجري تحديثها باستمرار بآخر الاخبار، كانت شيئا من الخيال العلمي لعصور وأزمان. كما كانت في خيال العديد من ناشري الصحف الذين يكافحون ارتفاع تكاليف الانتاج والتسليم، وانخفاض نسبة التوزيع والمداخيل من المنتج الورقي.

وعلى الرغم من ان هذا الجهاز الحلم ما يزال على لوحات الرسم والتصميم، الا ان شركة «بلاستيك لوجيك» عرضت نسختها من قارئ الصحيفة الالكترونية الذي هو عبارة عن شاشة بلاستيك خفيفة الوزن التي تقلد شكل الصحيفة اليومية المطبوعة.. ولكن ليس هذا هو الشعور الذي تخلفه.

ويستخدم الجهاز هذا الذي لم يطلق عليه اسم بعد، التقنية ذاتها التي يستخدمها قارئ «سوني» الالكتروني «ئي ريدر»، وقارئ «كيندل» من «أمازون دوت كوم» الذي هو عبارة عن شاشة عرض بيضاء وسوداء يمكن رؤيتها بوضوح والتي قامت شركة «ئي إنك كوربوريشن بتطويرها». وعلى الرغم من ان الهدف من كلا الجهازين اعتبارهما كقارئين للكتب، غير ان جهاز «بلاستيك لوجيك» الذي سيعرض في المعرض التجاري للتقنيات الجديدة في سان دييغو الاثنين المقبل مجهز بشاشة أكبر بضعفين، اي بحجم ورق الة النسخ التي يمكن تحديثها باستمرار عبر وصلة لاسلكية، ويمكن ان تحفظ وتخزن وتعرض مئات الصفحات من الصحف والكتب والمستندات.

وذكر ريتشارد ارشيوليتا المدير التنفيذي لـ«بلاستيك لوجيك» ان الشاشة هي من الكبر بحيث تكون قادرة على تقديم مخطط يشبه مخطط الصحف وتصميمها. واضاف: «على الرغم من اننا انتجنا هذا القارئ لعرض المستندات والوثائق الخاصة بالاعمال عليه، الا ان الصحف هي التي يطالب بها الجميع». وسيجري تسويق هذا الجهاز القارئ في النصف الاول من العام المقبل. لكن «بلاستيك لوجيك» لن تعلن اسم وكالة الانباء التي ستقوم بعرض اخبارها ومقالاتها عليه، الى حين انعقاد معرض لاس فيغاس الدولي للمعدات الالكترونية الاستهلاكية في يناير المقبل عندما ستكشف عن سعره. وذكر كينيث برونفين رئيس شركة «هيرست انترأكتيف ميديا» لوسائط الاعلام المتفاعلة "اننا نأمل ان نكون قادرين على توزيع محتوى صحيفتنا على الجيل الجديد من الاجهزة الاكبر حجما في وقت ما من العام المقبل». وعلى الرغم من انه لم يذكر اي شركة ستقوم صحف شركته باستخدامها، الا انه أبدى اهتماما كبيرا بالصحف الالكترونية.

وتملك شركة «هيرست كوربوريشن» الشركة الام لـ«هيرست انترأكتيف ميديا» 16 صحيفة يومية، بما في ذلك «هيوستن كرونيكل» و«سان انطونيو إكسبريس» و«سان فرانسيسكو كرونيكل». وقد كانت ايضا من اوائل المستثمرين في «ئي إنيك»، كما تقوم سلفا بتوزيع بعض النسخ الالكترونية لبعض الصحف على «أمازون كيندل».

* صحف إلكترونية

* وكانت الشركات الناشرة للصحف قد راقبت التقنية عن كثب منذ سنوات، والصيغة المثالية هي شاشة مرنة يمكن طيها ولفها مثل الصحف الورقية، لكن ذلك بحاجة الى سنوات منذ الان، كما تقول شركة «ئي إنك». لكنها تتوقع عروضا ملونة مع صور متحركة واعلانات متفاعلة تعمل بالنقر عليها التي ستظهر بعد سنوات قليلة فقط، استنادا الى سيريام بيريوفيمبا نائب رئيس التسويق في "ئي إنك".

وتتوقع "ئي إنك" انه خلال السنوات القليلة المقبلة ستتمكن من انتاج تقنيات تتيح لمستخدميها الكتابة على الشاشة ومشاهدة الفيديوهات عليها. وعرضت في عرض اخير اقامته في مقرها هنا نماذج اولية لعروض مرنة يمكنها انتاج الوان متعددة ورسوم متحركة (كارتون). واضاف بيريوفيمبا انه في حلول العام 2010 سيكون لنا نسخة انتاجية للعرض، من شأنها ان تقدم الوانا شبيهة بالوان الصحف.

واذا ما انطلقت الصحف الالكترونية بنجاح، فإن الادخار سيكون كبيرا، ففي حالة صحيفة «سان فرانسيسكو كرونيكل» على سبيل المثال، فان الطباعة والتسليم يشكلان 65 في المئة من من الانفاق والكلفة العامة، استنادا الى برونفين.

وعن طريق اجهزة القراءة الالكترونية يمكن للناشرين تعلم المزيد عن قرائها. كما انه عن طريق الاشتراك بالصحف الورقية فإن شركاتها الناشرة لا تعلم اكثر من ايصالها الى عناوين قرائها، لا اكثر من ذلك. اما الذين يتناولون الصحف من الاكشاك، فإن الشركة الناشرة لا تعرف عنهم اي شيء. ولكن عن طريق الجهاز الالكتروني يمكن للصحيفة ان تقرر من هو الذي يقرأ صحيفتها، وحتى المقالة التي يتصفحها. كما يمكن للشركات المعلنة ان تتفهم قراء اعلاناتها وتوجيهها اليهم بشكل خاص.

وفي الوقت الذي تثير فيه مثل هذه الامور مسائل تتعلق بالخصوصية، الا ان هذه من احتمالات المستقبل التي يتوجب علينا كشف ابعادها، كما يقول هامز برونز المدير التنفيذي لشركة «آي ريكس تكنولوجيس» في إندينهوفين في هولندا. وتقوم هذه الشركة بتسويق جهاز «آي لايد» الذي هو جهاز قراءة الكتروني بقياس 8.5 × 6.1 بوصة يمكن استخدامه لتلقي النسخ الالكترونية من صحف «ليه إيكوس» في فرنسا، و«إن آر سي هاندلسبلاد» في هولندا.

واثبتت كل من «آي ريكس» و«كيندل» و«ئي ريدر» ان هذه التقنية تعمل. والسؤال الكبير الان بالنسبة الى الصحف هو كم سيدفع الافراد ثمن هذا الجهاز والاشتراك عن طريقه بهذه الصحف؟

* قراءة رقمية

* والواقع ان الصحف تواجه منافسا قويا، الا وهو مواقعها ذاتها على الشبكة، حيث المعلومات مجانية. كما انها دربت جيلا كاملا من القراء الجدد على توقع الحصول على الاخبار مجانا. وفي هولندا تأتي صحيفة "آي لايد" عن طريق اشتراك سنوي مقابل 599 يورو (855 دولارا)، مع كلفة كل سنة اشتراك اضافية تبلغ 189 يورو (270 دولارا)، في الوقت الذي تقدم «إن آر سي» نسخة واحدة الكترونية يوميا، والذي تحدث «ليه إيكوس» نسختها من «آي ريكس» 10 مرات في اليوم الواحد.

ويقوم عدد من الصحف، بما فيها «نيويورك تايمز» بتقديم نسخ الكترونية عن طريق جهاز «كيندل» التي تكلف 14 دولارا شهريا، وهو مبلغ شبيه بكلفة الصحف الاخرى. وكان الموقع الالكتروني لهذه الصحيفة قد بدأ كنسخة شبيهة للنسخة المطبوعة، لكنه تطور الان، كما يقول مايكل زيمبلالست نائب الرئيس لعمليات البحث والتطوير في شركة «نيويورك تايمز» الذي اضاف "نتوقع تجربة واختبار جميع هذه المنصات، وعندما تقترب هذه الاجهزة من شكل الصحيفة، ومن الشعور بها كصحيفة ورقية، سنكون هناك ايضا.

وأغلبية اجهزة القراءة الالكترونية تستخدم تقنية «إي إنك» لوضع الرسوم والاشكال. وهي خلافا لشاشات العرض بالكريستال السائل التي نراها مستخدمة في اجهزة الكومبيوتر والتلفزيون، فإن تقنية الورق الالكتروني لا تحتاج الى ضوء خلفي، وتبقى مشعة حتى ولو توقف مصدر الطاقة، كما تبدو اكثر بريقا في الضوء القوي، وتستهلك طاقة اقل من بطارية الجهاز.

وشاشة «بلاستيك لوجيك» الاولى رغم انها اكبر من شاشة «كيندل» بمرتين ونصف الا انها تزن اونصتين (الاونصة - نحو 28 غراما) فقط اكثر من الاخيرة وتبلغ ثلث سماكتها فقط. وهي تستخدم نوعا خفيف الوزن من البلاستيك المرن بدلا من الزجاج، وهذه تقنية طورت لاول مرة في جامعة كيمبردج في بريطانيا قبل ان تقوم «بلاستيك لوجيك» باعتمادها.

* خدمة «نيويورك تايمز»