المنازل الذكية.. لم تعد حلما

شبكات مراقبة وحمامات ترصد صحة الإنسان ومرايا تلفزيونية وموسيقية

TT

المعدات الجديدة والتقنيات بمقدورها أتمتة المنازل الى حد كبير، بحيث يمكن ان تنبه مالكيها لدى فساد الاطعمة في الثلاجة على سبيل المثال، كما تقوم انظمة السقي والري برصد مستويات الندى في النباتات، في حين تقوم دورات المياه (المراحيض) بتحليل البول طبيا. وتتيح بعض اجهزة التحكم هذه حتى لمستخدميها التحكم بهذه الانظمة، وهم ما يزالون في الطريق، بواسطة الهواتف الجوالة.

وبعض مميزات المنازل الذكية لا تزال باهظة الكلفة، لكن من المتوقع انخفاض النفقات مع ازدياد الطلب على المزيد من عوامل الراحة هذه، وبالتالي تصبح هذه التقنية بشكل متزايد في متناول اليد.

ويبدو ان «المستقبل بات هنا، ولكنه ليس موزعا بشكل متساو» كما يقول اليا بيلينغ نائب رئيس قسم التطوير التجاري في شركة «لاغوتيك» للتقنيات، الذي تابع قائلا: «ان الهدف هو جعلها كذلك». وكانت شركة «بالفيو» التي مقرها واشنطن قد انزلت في العام الماضي برنامجها الجديد الخاص بالأتمتة الذي يدعى «منصة الذكاء المنزلي» الذي يتيح للمستهلكين التحكم لاسلكيا بالتلفزيون والكومبيوتر والانترنيت والاضاءة المنزلية ودرجة الحرارة والامن والسقاية، عن طريق لوحة تحكم جدارية، او بواسطة التحكم عن بعد، او بواسطة جهاز المنظم الرقمي الشخصي «بي دي إيه».

والمعلوم ان التقنية اللاسلكية هي ارخص من الانظمة السلكية (نحو 10 آلاف دولار لبرنامج «لاغوتيك» مقابل 100 الف دولار او اكثر للانظمة السلكية) وتتيح للمستهلكين اصطحاب انظمتهم معهم اذا ما تحركوا وتنقلوا. وعندما يتعلق الامر بالمنازل الذكية تتوفر المنتجات والانظمة الذكية لكل غرفة في المنزل، كما يقول رون زيمر رئيس «كونتيننتال أوتومايتد بيلدنغس اسوسيشن» ومديرها التنفيذي، وهي مجموعة تجارية تمثل صناعة الاتمتة المنزلية والتجارية.

* المطبخ

* تقوم شركة «إل جي إلكترونيكس» بتقديم ثلاجة بتلفزيون بشاشة عالية الوضوح تعمل بالبلور السائل (إل سي دي) ومركز للمعلومات والطقس، التي تتميز بكابل جاهز مبيت فيها وكتاب طهو الكتروني وقناة خاصة بحالة الطقس. وهي تباع بمبلغ 4000 دولار.

وتملك الثلاجات الاخرى اداة متطورة للتحكم بالطقس داخل المنزل، كما يمكنها تعقب تواريخ نفاد صلاحية الطعام في الوقت الذي تقدم بعض الشركات الصانعة للادوات والاجهزة المنزلية الكهربائية معدات قادرة على اجراء اختبارات التشخيص وتنبيهك مسبقا عن أي مشكلة قبل وقوعها. ويبلغ سعرها 3000 دولار فأكثر.

* السلامة والأمن

* اما انظمة السلامة والأمان هي بدرجة كبيرة من التعقيد في هذه الايام بحيث لا تكتفي فقط باطلاق صافرة الانذار اذا ما شب حريق، لكن يمكن برمجتها ايضا لاطفاء الانوار اذا ما حصلت حالة الطوارئ هذه في الليل ، واستدعاء رجال الاطفاء او الشرطة، اوالاتصال بك اذا لم تكن موجودا في المنزل. (كلفتها تصل الى 10 آلاف دولار وما فوق).

وتقوم هذه الانظمة ايضا، كما يقول زيمر، بتوقيف مكيف الهواء قبل ان يبدأ عمله اتوماتيكيا، وبالتالي ضخ الهواء النقي الى النار فيؤججها. وكاميرات الشبكة التي يمكنها عرض صورها على جهاز التلفزيون، او الكومبيوتر المنزلي، هي اسلوب غير مكلف لرصد الاجراءات الامنية في المنزل. وهذا الامر اصبح مهما جدا في المنازل التي يكثر فيها الاطفال والاولاد. ويقول زيمر ان كاميرا الشبكة بمقدورها التمييز بين فتاة تحاول قرع الباب الخارجي لبيع الحلوى، او شخص آخر منتظر هناك حاملا قضيبا معدنيا لكسر قفله.

* مرايا تلفزيونية وموسيقية

* راقب نشرة الاخبار الصباحية في الوقت الذي تحلق فيه ذقنك. فهناك حاليا مرايا مصممة بأجهزة تلفزيونية ذات شاشات بلورية سائلة تقبع خلفها يصل سعرها الى 3200 دولار. ولدى اقفال التلفزيون يبدو الجهاز كمرآة عادية، كما يزعم زيمر في حديث لوكالة «اسيوشيتد بريس». كما يمكن ادخال الانظمة الصوتية الى الحمام للاستحمام مع سماع الموسيقى. في حين تقدم شركة «توتو» اليابانية نظام «المرحاض الذكي» الذي يقيس مستويات السكر في البول، وضغط الدم، ووزن الجسم مع مقدار الدهونات التي يحتويها. ويجري تحليل النتائج اتوماتيكيا في شبكة الكومبيوتر المنزلي، وبالتالي ارسالها الى عيادة الطبيب المعالج عبر الانترنت. السعر: 3700 دولار.

والتحكم بدرجة حرارة الحمام هو امر في غاية الاهمية. وبعض صمامات المرشاش (الدوش) والحمامات تتيح تعديل حرارة المياه وفقا لدرجات متفاوتة بحيث لا يتطلب من المستحم سوى ضبط صنابير المياه. وهذا يساعد ايضا على عدم تعريض الاطفال والمسنين الى المياه الساخنة الحارقة للجلد. وتبدأ الاسعار من 200 دولار للنماذج التي تعرضها شركات «كوهلر» و«موين» و«غروهي».

وتأتي بعض مغاطس واحواض المياه والدوشات التي تطورها شركة «إم تي آي هويلربولس» بانظمة تسخين مشعة، بحيث يجري تسخين ارضية الدوش والمقعد، او مساند الظهر في المغطس وارضيته من اجل راحة المستخدم لدى دخوله اليها.

* أدوات ذكية

* وتقدم شركة «واتس راديانت» التي مقرها مدينة سبرينغفيلد في ولاية ميزوري حصائر كهربائية تحت الارضيات. وتكون ملفات التسخين محاكة ومنسوجة داخل هذه الحصائر، ويقوم بالتحكم بها مستشعر ارضي يمكن تشغيله او توقيفه في اي وقت. وتبلغ كلفة الحصيرة تحت الارضية نحو 800 دولار وما فوق للغرفة الواحدة، وكلفة تشغيلها لا تتعدى (10 سنتات) يوميا. وترى بعض الشركات الانتاجية ان اجهزة الفحص الطبية المنزلية هي الخيار المنطقي بالنسبة اليها. وتقول «فارار ـ ويغنر ان الشركات تعمل على اجهزة تقوم برصد مستويات الانسولين وضغط الدم، وحتى الاجهزة الطبية المبيتة في جسم الانسان مثل منظم ضربات القلب. واضافت شارحة «فقط اوصل المقابس على جسدك لترسل تقريرا مفصلا الى طبيبك». ولكن هل يكفي البيت ان يكون كاملا من دون خادم روبوتي؟ هناك بعض النماذج الاولية منها قيد التطوير في الوقت الذي قام «معهد ماساشوسيتس للتقنية» (إم آي تي) في العام الماضي بتقديم «دومو» الينا، وهو روبوت (إنسان آلي) يمكنه التقاط الاشياء وستفها وترتيبها على الرفوف او الادراج. وكان النموذج هذا لاغراض البحث فقط، لكنه سيساعد على تمهيد الطريق لانتاج نماذج تجارية منه. وربما بعد سنوات قليلة لن يتوجب عليك فتح الباب بنفسك للطارق، او تحضير فناجين الشاي لك ولضيوفك.