شبكة الإنترنت.. شرعت في الإقلاع أيضا مع الطائرات

تصفح المواقع والتراسل الفوري والاتصالات ولكن من دون سماع الأحاديث

TT

بتنا نعتمد بشكل متزايد على الانترنت لاغراض العمل والتسلية، والاكثر من ذلك بكثير. وبفضل اجهزة الهاتف وكومبيوترات اللابتوب بتنا ايضا اكثر تواصلا مع بعضنا بعضا من اي وقت مضى.

وكانت المطارات منذ وقت طويل تقدم اتصالات بواسطة شبكات «واي-فاي»، لكن الاتصال بالانترنت من الجو لم يكن ممكنا بشكل عام. وكانت المحاولات الاولى لتقديم خدمات «واي-فاي» اثناء الرحلات الجوية غير مجدية، وعلى الاخص خدمة «كونيكشين» من شركة «بوينغ» التي توقفت واقفلت عام 2006.

لكن الامور تغيرت، فقد تحولت شبكات «واي-فاي» في الرحلات الجوية الى حقيقة واقعة بعد قيام شركات الطيران باطلاق خدمات جديدة.

وكانت أغلبية شركات الطيران الكبرى قد تشاركت مع طرف ثالث من مزودي الخدمة، لكن من دون ان تتوفر هذه الخدمة على جميع طائراتها.

* اتصالات عبر الأبراج

* وتقوم خدمة «غوغو» من «إيرسيل» باستخدام وصلات اتصال من الجو الى الارض بحيث يجري ارسال المعلومات والبيانات عبر وصلات انترنت سريعة جدا الى ابراج على الارض. غير ان «غوغو» لا تعمل حاليا الا في أجواء الولايات المتحدة فقط. وبمقدور اجهزة اللابتوب والهاتف الجوال والالعاب التي تحمل باليد التي تستخدم شبكة «واي-فاي» 802.11b/g/n الاتصال بالانترنت من على متن الطائرات. وسرعة الاتصال يمكن مقارنتها مع وصلات الاشتراك بالخطوط الرقمية «دي إس إل» البطيئة على الرغم من ان العمل جار لاعتماد السرعات العالية. ويتوجب هنا الدخول على صفحة بالشبكة لاستخدام «غوغو»، مما يعني الحاجة الى متصفح للشبكة للدخول اليها مباشرة.

وكانت شركة «اميركان اير لاينز» قد اطلقت خدمة «غوغو» على بعض طائراتها من طراز 767-200 التي تحلق على خطوط تمتد أغلبيتها بين الساحلين الشرقي والغربي. والكلفة هي نحو 13 دولارا. لكن للرحلات التي تقل عن ثلاث ساعات تنخفض الكلفة الى 10 دولارات. وتنوي شركة «دلتا» تركيب «غوغو» على كل اسطولها من الطائرات في الصيف المقبل، في حين ان جميع رحلات «فيرجن اميركا» ستكون مزودة بهذه الخدمة في نهاية العام الحالي.

وتقدم «غوغو» دخولا حرا على الانترنت من دون اي عائق باستثناء ما يخص الامور الخليعة وغير المحتشمة، على الاقل في ما يتعلق برحلات «أميركان إيرلاينز». كما ان «غوغو» تمنع استخدام الاتصالات بنظام الصوت عبر بروتوكول الانترنت، إذ يقوم النظام بتحري البيانات الصوتية، وحال اكتشافها فانه اما ان يشوشها او يسقطها. ويسمح فقط بارسال الرسائل الفورية وعقد المؤتمرات الفيديوية، كل ذلك مسموح شرط عدم الكلام.

وقدرة هذه الشبكة ليست مشكلة، لكن «غوغو» تفكر في راحة الركاب لانهم غير راغبين ببساطة بسماع جيرانهم في مكالماتهم الهاتفية.

* وعبر الفضاء

* بيد انه من سوء الحظ ان مثل هذا الحظر على الكلام يمكن تجاوزه، فقد اشارت بعض التقارير الى انه لا يمكن تفادي جميع الاتصالات الكلامية. ثم هناك مشكلة اخرى تتعلق بالاتصالات والخدمات الجوية-الارضية، فهي تعتمد على الابراج والصواري الارضية التي تعني عدم توفر خدمة الانترنت لدى الطيران والتحليق فوق مساحات شاسعة من المياه. ثم ان الاخطاء في التغطية الخاصة بهذه الابراج قد تتداخل في الاتصالات.

ويبدو ان بعض الشركات المقدمة للخدمة قد شرعت تأخذ ببادرة خدمات «كونيكشين» والتحول الى الاقمار الصناعية، بحيث تقوم الهوائيات المركبة على الطائرات بارسال المعلومات والبيانات مباشرة الى الاقمار في مداراتها حول الارض متجاوزة بذلك الابراج الارضية. و«رو 44» هي واحدة من هذه الخدمات، بحيث يمكن وصل المعدات التي تستخدم «واي-فاي» 802.11b/g/n بهذه الخدمة التي يقال انها اسرع بمرتين من «غوغو».

وتعمل خدمة «رو 44» مع نظام الصوت عبر بروتوكول الانترنت متيحة استخدام الهاتف الجوال. لكن ادارة الطيران والملاحة الاتحادية، ولجنة الاتصالات الاتحادية في الولايات المتحدة حظرت استخدام الهاتف الجوال والمكالمات الصوتية اثناء التحليق بالطائرات واقترحت سن تشريع بهذا الخصوص. في اي حال من المتوقع قيام المزيد من شركات الطيران بادخال الانترنت على رحلاتها الجوية، ومن المقرر بدء شركة «يو إس إيروايز» بتجاربها في هذا المجال خلال الخريف الحالي. كما قامت شركة «لايف تي في» المتفرعة عن «جيت بلو» بتطوير نظامها الخاص «أي تي جي» الذي يتوفر مجانا حاليا على احدى طائراتها، اما شركتا «بيتا بلو» و«كايتلاين» فتقدمان خدمات محدودة للدخول الى البريد الالكتروني والتراسل الفوري، كما تسمحان بالتبضع عبر موقع «أمازون». وبداية من يناير المقبل ستتوفر خدمة «كايتلاين» هذه المجانية في بعض رحلاتها الداخلية في الولايات المتحدة على طائراتها من طراز 737. لكن لا بد من التحذير بأن شبكات «واي-فاي» قد لا تتداخل مع انظمة الاتصالات في الطائرة، لكن هناك بعض المخاطر. فعندما تسافر على متن الطائرات فانك تجلس في مقصورة محشورة بالركاب كتفا بكتف، وعليك حماية معلوماتك ومستنداتك الحساسة. لذلك عليك الاستثمار في الشاشات الحافظة للخصوصية التي تحجب عن جارك الجالس قربك ما يعرضه جهاز اللابتوب مقابل نحو 50 دولارا. لكن المسافرين الآخرين قد لا يكونون بمثل هذا الحرص، لذلك فان الامور الخلاعية وغير المحتشمة قد تشكل مصدر قلق، وعلى شركات الطيران ان يكون لها رأي، وفعل ايضا، في هذا المجال.

* خدمة «يو إس إيه توداي» ـ خاص بـ «الشرق الاوسط»