المعرض الدولي للكاميرات.. يعلن نهاية الأجهزة التقليدية

كاميرات متطورة تتعرف على 5 وجوه في لقطة واحدة.. وأخرى للتجسس

TT

احتفظ المعرض الدولي للكاميرات وأجهزة التصوير«فوتوكينا» بألوانه الزاهية وصوره البهيجة رغم الإعلان الرسمي عن وفاة الكاميرا التقليدية وأشرطة الفيلم التقليدية. وخلت قاعات الفوتوكينا الذي دام اسبوعا وانتهى يوم اول من امس لأول مرة من الكاميرات التقليدية، ولم تعرض شركات الأفلام الكبرى مثل كوداك وأجفا أي فيلم، كما لم تعرض الشركات الأخرى أي جهاز لتحميض وتطوير الصورالتقليدية.

* كاميرات عملاقة صغيرة

* إنه عالم جديد وساحر من عوالم التصوير والعدسات، كاميرات عملاقة بحجم الأقزام، شرائح إلكترونية تقترب في حساسيتها للضوء من حساسية العين البشرية، صور بالغة الدقة ترتفع كثافة النقط فيها إلى 65 مليون بكسل، وصور عملاقة بحجم 18X 9 مترا مطبوعة على ورقة واحدة. إنه عالم «الفوتوكينا»، التي تقام كل سنتين، وتقفز فيها التقنيات بسرعة تعادل سرعة رمش العين. ورغم كل التطورات الجديدة، على صعيد الكثافة النقطية وتقنية تقريب الصور(زوم) وزيادة حساسية الشرائح الضوئية، إلا أن شركتي اوليمبوس وباناسونيك حققتا قصب السبق في الاختراع من خلال نظامهما الجديد Micro Four Third System، الذي يتخلى لأول مرة عن المرآة وحجرة المرآة في عالم الكاميرات المحترفة. وكانت كاميرا لوميكسDMC-G1(14,7 مليون بكسل) نجم المعرض بفضل النظام الجديد.

وفي سؤال لـ «الشرق الأوسط» حول أهمية هذا التغيير ذكر هارو أوجافا، رئيس القسم الألماني في اوليمبوس، أن التخلي عن المرآة وحجرتها يعني تقليل وزن الكاميرا بشكل استثنائي، يوفر مكانا لزيادة حجم الشريحة الإلكترونية الحساسة للضوء، يفسح مجالا لمضاعفة قدرة التقريب (الزوم) ويختصر في كلفة صناعة الكاميرا. وقد استبدلت اوليمبوس حجرة المرآة بنظام جديد منمنم اسمه «الباحث عن الضوء».

ويمكننا الحديث في «فوتوكينا 2008»، التي ساهمت فيها 1523 شركة من 49 دولة، عن سبع نزعات أساسية في عالم الصورة. وعدا عن آليات التنظيف الذاتي للعدسات، أنظمة موازنة الكاميرا في اليد، والألوان الزاهية، التي أصبحت قاسما مشتركا للمنتجات الحديثة، فإن الكاميرات ما انفكت تتناهى في الصغر لتقترب من أجهزة التجسس التي يستخدمها جيمس بوند. وهي علاوة على ذلك من فئة 10 ملايين بكسل فأكثر ولا يزيد وزنها عن 300 غم.

* كاميرا ـ كومبيوتر

* والنزعة الأولى، التي باتت تنازع الهواتف الجوالة، هي التعددية الوظيفية وتحول الكاميرا إلى كومبيوتر مصغر يعد بتخلي المستهلك خلال سنوات عن الكومبيوتر في قراءة وتحسين الصور وإرسالها. وكمثل فإن كاميرا نيكونP6000 تحتوي لأول مرة على جهاز ملاحة يعمل بالقمر الصناعي للرحلات. وهذا يعني أن الكاميرا تسجل اوتوماتيكيا على الصورة تاريخ التقاطها، المكان، التضاريس والحرارة... إلخ. وعرضت كاميرات مدمجة مع هاتف نقال، كاميرات مع MP3 وكاميرات فيلم تصور أفلام فيديو عالية الدقة. وامتدت هذه النزعة إلى الإطارات الإلكترونية فصار الإطار من كوداك (سعر 999 يورو) يغير الصور أوتوماتيكيا، يعمل كجهاز MP3 ويعرض أفلام الفيديو. واستخدمت كوداك نظاما جديدا لإضاءة الصور أطلقت عليه اسم «ديودDIOD الإضاءة العضوية».

النزعة الثانية هي ارتفاع عدد البكسل بشكل جنوني ليصل إلى 24 مليون بكسل في نيكون كوبليكس س 710، وإلى 24,6 مليون في سوني ألفا 900. ودارت شائعات في المعرض عن كاميرا «مفاجأة» بـ 65 مليون بكسل، وأكدت إدارة المعرض هذه الشائعات بقولها أن «بعض الشركات تسعى لطرح كاميرات بـ 65 مليون بكسل». ويجري هذا التطور رغم تشكيل المصورين الألمان لمبادرة اسمها «6 ملايين بكسل تكفي» ووزعوا المنشورات في المعرض داعين الشركات لوقف «سباق البكسل». وذكر اولاف تاينز، من المبادرة لـ «الشرق الأوسط» أن 6 ملايين بكسل تكفي لطبع بوستر من مقاسات 30X 40 سم بدقة ونوعية عاليتين وهو كاف جدا للهواة. وأكد ان الفيزياء تقول أن الكاميرا لن تتمكن من توفير الضوء الكافي لـ 40 مليون بكسل وستكون النتيجة صورة مشوشة.

* شرائح إلكترونية حساسة * ومن الواضح أن النزعة الثالثة في المعرض، وهي تطور الشرائح الإلكترونية الحساسة للضوء يقف، حتى الآن، بالضد من فيزياء «مبادرة 6 ملايين بكسل» الستاتيكية. فالشرائح تزداد حساسية ويزداد حجمها كي تتسع لاستلام المزيد من الصوت. وعرضت شركة فوجي شريحة إلكترونية للكاميرات اسمهاSuper CC-DEXR وتقترب في حساسيتها من حساسية العين. وزودت سامسونغ كاميرتها (14,7 مليون بكسل) بشريحة حساسة للضوء مساحته 7,2X 5,4 ملم وهي الأكبر من نوعها في فئة الكاميرات الصغيرة.

النزعة الرابعة التي تشق طريقها في عالم التصوير اليوم هي تطور فتحة العدسة وازدياد قدرتها «البصرية» على التقريب (زوم). فكاميرا صغيرة جدا من كانون اسمها SX10 is استطاعت تصوير كامل كاتدرائية كولون (ارتفاعها 157 مترا)، ومن مسافة قصيرة، بفضل نظام الزوم البصري الذي يقرب الجسم 20 مرة (28 ملم-560 ملم).

على صعيد ذي صلة زادت الشاشات خلف الكاميرات اتساعا لتشكل النزعة الخامسة في عالم التصوير. وبعد الرقم القياسي للشاشات في فوتكوينا 2006 من قطر 2,5 بوصة طرحت معظم الشركات الكبرى شاشات من قطر 3,5 بوصة هذا العام. عدا عن ذلك فقد زادت الكثافة النقطية للشاشة وقدمت سوني شاشة كاميرا بـ 940 بكسل.

وحتى الفوتوكينا 2004 كان من المتعذر على الكاميرا الاعتيادية منافسة كاميرات الفيديو، إلا أن كاميرات اليوم دخلت كمنافس فعلي للفيديو في النزعة السادسة من نزعات المعرض. والكاميرات التي عرضت تصور أفلاما بدقة عالية ونوعية جيدة وبنظام Full HD. وشاركت في تقديم مثل هذه الكاميرات كل من باناسونيك وسامسونغ وكوداك وسوني وتوشيبا. وتميزت توشيبا كاميليو عن غيرها بفضل سعرها المنخفض(120 يورو) رغم أنها من فئة 5 ملايين بكسل وتصور أفلام الفيديو بكثافة 1280x 720.

* التعرف على الوجوه

* أما النزعة السابعة فهي أنظمة التعرف على الوجوه وتغيير البعد البؤري والإنارة تبعا لتغير ملامح الوجه. وكاميرا اجفا فوتو دي سي تتعرف على 5 وجوه في لقطة واحدة. ويمكن لمستخدم هذه الكاميرا أن يمنتج صورتين على بعض بفضل البرنامج الذي تستخدمه. وتستطيع كاميرا نيكون eos 5D Mark II (21,2 ملايين بكسل/ سعرها 2500 يورو) للمحترفين أن تصور الأفلام بنظام Full HD وأن توزيع التركيز «الفوكوس» على 16 رأسا بشريا مرة واحدة أثناء التقاط صورة جماعية.

وإذ يمكن وضع ايبسون «التجسسية» في جيب الجاكيتة الجانبي، بالنظر لصغر حجمها، يمكن دمج لوميكس الصغيرة في حزام سروال الجينز رغم ملايينها الخمسة (بكسل). وتسجل كاميرا الفيديو هـ. ج. 21 من سوني الأفلام بنظامFull HD بسرعة 24 بت/ثانية وتحفظها على قرص من 24 جيجيا بايت. وهي مخصصة لتصور الحركات السريعة، في الرياضة كمثل، وسعرها 2400 يورو. وعرضت اوليمبوس، ضمن سلسلة كاميرات س. دبليو كاميرا صغيرة لا تنكسر عند وقوعها من 1,0 متر على الأرض، وهي ضد الماء وتتحمل ضغط الماء تحت عمق 10 أمتار، وتتحمل الأجواء فوق الجبال أو تحت الماء إلى حد - 10 مئوية. والكاميرا مخصصة لهواة الرياضة، مزودة بشاشة من قطر 2,7 انج وسعرها 330 يورو.

وطرحت فوجي كاميرا بعدستين، تصور وتمزج الصور وتظهرها بأبعاد ثلاثية، كما طرحت أصغر جهاز لطباعة الصور أصغر من حجم الكف. والجهاز جوال لطباعة الصور من الهاتف الجوال والكاميرات الصغيرة واسمه م ب 300. وطرحت ايبسون جهاز طباعة «للجيب» اسمه بـ 800 ودمجت فيه جهاز مسح ضوئي وجهاز فاكس (سعر 349 يورو).

وعلي أية حال، رغم أن إدارة المعرض، تتحدث عن إشباع السوق بنسبة 50%، تعول صناعة الكاميرات والفيلم على التقنيات الجديدة في تطوير دخولها بنسبة 2% عام 2008. وكان القطاع قد حقق أرباحا قدرها 10 مليارات يورو عام 2007. وتبدو سوق الإطارات الإلكترونية وأجهزة الطباعة الصغيرة المتنقلة والكاميرات التي تدمج الصور والفيديو واعدة بالنسبة لعمالقة الصورة في الفوتوكينا.