سماعات «بلوتوث» متنوعة.. لكنها لم تصل إلى درجة الكمال

للتواصل مع الهواتف الجوالة أثناء انشغال اليدين

سماعات «جوبون» بتقنيات بلوتوث (خدمة صور نيويورك تايمز)
TT

تذكرني سماعات «بلوتوث» اللاسلكية بأحزمة الأمان القديمة في السيارات. فقد كان السائقون يدركون منافعها في السلامة والأمان، لكنهم كانوا يترددون في استخدامها. وعلى النمط ذاته فان بعض السماعات لا تبدو جيدة، وبعضها الآخر يبدو معقدا، كما ان نوعية الصوت قد تراوح حسب المكان الموجود فيه.

ولكن مع قيام المزيد من الولايات الاميركية بتحريم استخدام الهواتف الجوالة اثناء قيادة السيارات من دون سماعات، او اي اجهزة اخرى، ما لم يجر تحرير اليدين، فانه من المحتمل قيام المزيد من الناس باستخدام هذه الاجهزة ربما من دون حماس ظاهر.

* اختيار السماعات

* وقد واجهت شخصيا بعض التعقيدات القليلة الصغيرة نسبيا وأنا اختبر اربعة اجهزة بلوتوث مكلفة عالية السعر حول مدينة نيويورك، وهي جهاز «جوبون» من صنع شركة «اليف»، وجهاز «جبرا جاي إكس20 بيورا تايتانيوم إديشن» من صنع شركة «جبرا»، وجهاز «ديسكفوري 925» من صنع «بلانترونيكس»، وجهاز «ساوند آي دي إس إم 100 إير موديول» من صنع «ساوند آي دي». وقد برز في الاختبار جهازا «جوبون» و«جبرا جاي إكس20»، لكن جميع الاجهزة الاربعة اجتازته بنجاح. وكانت نوعية الصوت جيدة بصورة عامة في كلا طرفي المكالمة، اذ لا تشعر ان ثمة ثقلا كبيرا يضغط على اذنك.

وتوجب علي القيام بعدد من التعديلات على الخطاف الذي يركب على الرأس مع الموديلات التي اختبرتها كي تناسب وضعها عليه، كما ان الازرار وادوات التحكم الصغيرة الموجودة عليها ليست من النوع الذي يمكن فهم وظائفه بالحدس والتخمين. كذلك توجب الالتفاف على بعض الامور لوصل العديد من العقد والرؤوس قبل تركيبها باحكام على الرأس.

ولانجاز اختباراتي قمت بـ«مزاوجة» هذه السماعات مع هاتف «آي فون» من «أبل». و«المزاوجة» هي في كيفية جعل سماعة «بلوتوث» تتعرف على الجهاز الذي تعمل معه. وقد يتوجب عليك التعمق في دليل الارشاد والتوجيه قبل التعرف على كيفية القيام بهذه العملية بين السماعة وجهاز الهاتف الجوال. ويمكن شحن هذه السماعات سواء عن طريق مقبس كهربائي على الجدار، او عن طريق فتحات «يو إس بي» في الكومبيوتر.

* ضجيج خافت

* وتستحق شركة «أليف» Aliph المديح حول الاسلوب الذي يقوم جهازها «جوبون» Jawbone فيه بترشيح الضجيج والاصوات الخلفية، ومع ذلك اتاحة المجال لصوتك ان يكون مسموعا. وهذا النوع من تقنيات اخماد الضجيج هو من افرازات الابحاث العسكرية. وآخر انتاجات الشركة طراز بزنة 0.35 اونصة (الاونصة- 28 غراما تقريبا) اصغر حجما بنسبة 50 في المائة واكثر جاذبية على صعيد الشكل من سلفه الذي مضت عليه سنتان. وهو يأتي بلون اسود ناشف وفضي وذهبي وردي.

ولكي تعمل مزية «نويز أساسين» الخامدة للضجيج، عليك ان تقرب «جوبون»، بحيث يلامس مستشعر النشاط الصوتي الخد بلطف، ليقوم بالتحري عن ترجرجات العظم اثناء كلامك لعزل صوتك عن الضجيج الخلفي، وبمقدور البرنامج عند ذاك ازالة الاصوات المحيطة. ولم يضع احد زملائي جهاز «جوبون» هذا بشكل صحيح، مما ادى الى نتائج سيئة في الاستماع. ولا تظهر ادوات وازرار التحكم في «جوبون»، وهي مزية جمالية، لكنني واجهت صعوبة في العثور عليها. وتقول الشركة الصانعة ان شحنة البطارية الواحدة تدوم اربع ساعات مقابل ثماني ساعات في حالة الانتظار من دون كلام. ولكونه يأتي من دون علبة، فان احد خطافات الاذن انكسر اثناء وجودها في جيبي.

* سماعة مريحة

* سماعة «جابرا جاي إكس20» Jabra JX20 مريحة مصنوعة من التيتانيوم بتصميم اسكندينافي هي الاصغر بين السماعات الاربع وتزن اقل من نصف أونصة. ويمكن وضعها على الرأس بأحد الخطافين (الكلابين) او كليهما. كما ان نوعية الصوت جيدة، لكن لا يمكن قول الشيء ذاته في ما يتعلق بالسعر البالغ 180 دولارا، مما يعني انها من اغلى السماعات العاملة بتقنية بلوتوث. وتوجب علي مراجعة كتيب التوجيهات والارشادات لمعرفة كيفية تشغيلها، بحيث ينبغي تدوير السماعة باتجاه عقارب الساعة. وتأتي هذه السماعة بقاعدة للشحن توضع على المكتب. وتزعم «جبرا» ان شحنة بطاريتها تدوم ست ساعات اثناء الكلام المتواصل، وثمانية ايام تقريبا في حالة السكون.

* من دون جاذبية

* جهاز «ساوند آي دي إس إم 100 إير موديول»Sound ID SM100 Ear Module خفيف الوزن (0.4 اونصة) وصغير الحجم جدا، وان كان لا يملك الكثير من الجاذبية. وهو يأتي من شركة اسسها خبير في قضايا الاذن في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا. ومن الانماط السمعية العديدة التي يعمل عليها واحد يقوم بتضخيم الوسط المحيط عندما لا تكون على الهاتف، بحيث لا يعمل الجهاز كميكروفون يوضع على الاذن. لكن لسوء الحظ كان هناك طنين مزعج لدى اختباره. وللجهاز ايضا مميزات لمقاومة الاحوال الجوية العاصفة. ويمكن تدوير حافة السماعة التي توضع على الاذن لكي تناسب الاذن اليمنى او اليسرى. وشحنتها تدوم ثماني ساعات اثناء الكلام المتواصل وثلاثة ايام فقط في حالة السكون والانتظار.

* الجمال القرنفلي

* لكون «بلانترونيكس» هي واحدة من كبريات الشركات المصنعة للسماعات فهي تنتج العديد من انواعها. وتعتبر سماعتها «ديسكفوري 925» Discovery 925 محاولة جريئة لتحويلها الى قطعة حلي او مجوهرات على الرغم من انها لا تمت الى ذوقي بصلة. وهي تأتي بلون العقيق اليماني الاسود، او باللون الذهبي النفيس، او الاحمر الكرزي الزاهي.

والميكروفون المثلث هذا الذي جرى تطويله مثل دبوس الشعر من جزء اعلى يشبه الماسة، هو اكبر سماعة بين هذه السماعات الاربع. وهذا امر طبيعي لان المقصود من كل ذلك هو محاولة اظهاره وعرضه للجميع. والزر الرئيسي للسماعة يمكن الوصول اليه بسهولة، كما ان الصوت ممتاز. ويمكن شحن الجهاز بسهولة وهو في علبته المخصصة للحمل. وشحنته تدوم نحو خمس ساعات اثناء الحديث المتواصل، الى جانب فترة اسبوع في حالة السكون. وفي الواقع انه ولا واحدة من هذه السماعات هي كاملة الاوصاف، ولكنك ان رغبت في التقيد بالقوانين التي تفرض تحرير اليدين اثناء قيادة السيارات، فانه من الجيد ان تعلم ان هناك خيارات جيدة.

* خدمة «يو إس إيه توداي» خاص بـ «الشرق الاوسط»