تصفح المواقع الإلكترونية.. باستخدام هاتفك الجوال

خدمات تتيح للزبائن قدرات تحميل مرتفعة وتبادل ملايين الرسائل الالكترونية

TT

يحب المصور لورانس لوسير أن يحكي قصته عندما كان يلتقط صورا للممثل توم كروز، الذي كان في مسرح «زيجفيلد» بمدينة مانهاتن، فقبل أن تتلاشى الابتسامة من على وجه كروز، كان المصور لوسير قد قام بتحميل الصور التي التقطها مستخدما جهاز كومبيوتر محمول، وذلك بفضل خدمة نقل البيانات التي تقدمها شركة الهاتف الجوال. لم يحتج لوسير إلى أسلاك ولا إلى وصلة «واي فاي» ليقوم بنقل تلك الصور لمختلف المناطق في العالم، وكانت الصور جاهزة للتوزيع ولم يبرح كروز مكانه بعد. وفي الوقت الحالي، تتيح شبكات الهاتف الجوال، التي كانت تستخدم في بادئ الأمر لإجراء المكالمات الهاتفية ثم أصبحت تستخدم في نقل البيانات، للمستخدمين الاتصال بشبكة الإنترنت بصورة مباشرة. ولم يعد المستخدمون بحاجة إلى دفع 40 دولارا أو أكثر من 100 دولار لشراء الكروت لاستخدامها مع أجهزة الكومبيوتر المحمول. ويمكن الآن لأجهزة الهاتف الجوال التي تستخدم في استعراض مواقع الإنترنت ورسائل البريد الإلكتروني نقل البيانات من وإلى أجهزة الكومبيوتر المحمول عن طريق وصلة «يو إس بي» أو باستخدام تقنية «بلوتوث»، وهذا ما يعرف بربط الأجهزة الثابتة بالأجهزة الجوالة. وكانت شركات النقل الجوي لا تفضل هذا الأمر وحاولت إثناء مستخدمي أجهزة الكومبيوتر عنها. وكانت تستهدف من ذلك دفع المستهلكين لاستخدام خدمة أخرى لأجهزة الكومبيوتر. وفي الوقت الحالي تحاول الشركات الكبرى استخدام هذه الخدمة لأنها تجني الكثير من العوائد عن طريق زيادة الرسوم الخاصة بخطط نقل البيانات باستخدام الهواتف الجوالة، التي أصبحت بالنسبة لبعض مستخدمي أجهزة الهاتف الجوال شيئا لا يمكن الاستغناء عنها.

* خدمات سريعة

* وقد أجريت تحسينات للخدمة خلال السنوات الأخيرة، وفي الوقت الحالي يقول مستخدمو الهواتف الجوالة الذين يقضون الكثير من وقتهم في مناطق قريبة من أبراج الهواتف الجوالة، إن تلك الخدمة تتيح لهم قدرات تحميل مرتفعة تتراوح بين 500 كيلوبايت في الثانية إلى أكثر من 1000 كيلوبايت في الثانية، وتلك السرعات تقارب سرعات التحميل داخل المنزل باستخدام وصلات «دي إس إل». وفي الوقت الحالي هناك الكثير من الهواتف التي يطلق عليها «الهواتف الذكية»، وهي تلك الهواتف التي يمكن من خلالها استعراض شبكة الإنترنت، ومعظمها يأتي ومعها وصلة لإلحاقها بأجهزة الكومبيوتر المحمول. وهناك بعض أجهزة الكومبيوتر المحمول مثل «لينوفو ثنك باد تي 61 بي»، الذي يمكن أن تحصل عليه ومعه دائرة مثبتة يمكن من خلالها الاتصال بخدمات الهاتف الجوال دون الحاجة إلى جهاز الهاتف الجوال نفسه. وتحتاج عملية الاتصال في الأغلب إلى برنامج لجهاز الكومبيوتر الجوال قد يأتي مع الهاتف وقد لا يكون مرفقا معه. وبالنسبة لأجهزة فريزون، يمكن تحميل برنامج «في زد أكسس مانجر» من على الموقع الإلكتروني vzam.net. والكلفة ليست في البرنامج، ولكن في الخدمة، فاستعمال تلك الخدمة يعني رسوما أكثر وقيوداً جديدة، وفق النظام الذي يستخدمه العميل. وتتكلف الخدمة التي تقدمها شركتا «أيه تي آند تي» و«فريزون» 30-60 دولارا شهريا، وفي المقابل يحصل العميل على خمسة غيغابايت في الشهر، ويتحمل المستخدم 25 سنتاً لكل ميغابايت إضافية. وتقول المتحدثة باسم «فريزون» براندا راني، إن الشركة تضع حدا لاستخدام تلك الخدمة، لأن مستخدمي أجهزة الكومبيوتر المحمولة يمكن أن يضروا بالشبكات إذا أرادوا تحميل ملفات فيديو أو ملفات موسيقية.

* 5 ملايين رسالة

* وتكفي الخمسة غيغابايت لإرسال خمسة ملايين رسالة بريد إلكتروني تحتوي على مائتي كلمة أو تحميل فيلم دي في دي. ويقول جون كامف، المتحدث باسم شركة «آيه تي آند تي» إن جهاز الهاتف الذي يمكنه استخدام تلك الخدمة قد أصبح خيارا جيدا للمستخدمين الذين لا يريدون جهاز كومبيوتر محمول يعتمد على الكروت للاتصال بالإنترنت ويودون الدخول إلى الإنترنت بصورة مستمرة. وتتيح تلك الخدمة للمستخدم أن يدفع لخدمة واحدة فقط، بدلا من الاتصالات المباشرة للهاتف الجوال والكومبيوتر المحمول، التي من الممكن أن تزيد السعر للاتصال غير اللاسلكي. ويمكنك الاتصال بشبكة الإنترنت في الأماكن التي يعمل فيها الهاتف، فإذا كنت لا تستطيع إجراء اتصال، فلا يمكنك قراءة رسائل البريد الإلكتروني التي تأتي إليك. وتقول شركة «آيه تي آند تي» إن أسرع شبكاتها متاحة في 280 منطقة حضرية كبرى في الوقت الحالي، وستكون متاحة في 350 منطقة بنهاية العام الحالي. ولا تضع تلك الخدمة نهاية للتعقيدات التي تعاني من شبكات الهاتف الجوال. وتحظر جميع الشركات الأعمال غير القانونية والسلوكيات غير الجيدة مثل الرسائل الدعائية. وتحظر شركة «فريزون» بعض الاستخدامات مثل استخدام الكاميرا والخوادم، بينما تحظر شركة «سبرنت» أي سلوك من شأنه أن يتسبب في إحداث أية أضرار أو يؤثر بصورة سلبية على العملاء أو سمعة الشركة أو الشبكات أو العقارات أو الخدمات التي تقدمها الشركة. ويمكن النظر للحد الأقصى الذي يبلغ خمسة غيغابايت على أنه وسيلة لتقييد العملاء الذين يستخدمون تلك الخدمات بصورة كبيرة، ولكن تلك القيود قد تكون لها مشاكل أخرى مختلفة، فزيارة موقع إلكتروني عليه الكثير من إعلانات الفيديو يمكن أن تستهلك جزءا كبيرا من السعة المتاحة للمستخدم، وكذا الحال مع تحميل رسالة بريد إلكتروني بها ملفات ملحقة كبيرة. وأصعب جزء في استخدام تلك النظم هو مراعاة التغيرات التي تطرأ كثيرا، وقد رفضت شركة «سبرنت» طلبا لإجراء مقابلة لأنها تعيد النظر في خطط تقديم تلك الخدمات وربما تغيرها في وقت قريب. وتعمل الشركة خدمة تسمى خدمة Xohm WiMax، ولكنها لم تعلن عن تاريخ لإتاحة تلك الخدمة للعملاء. وتقول شركة «سبرنت» عن تلك الخدمة إنها من خدمات الجيل الرابع، وهو نفس المصطلح الذي تستخدمه شركات أخرى مثل «فيرزون» و«تي موبايل» و«آيه تي آند تي» لوصف تقنياتها المستقبلية. ومن المنتظر أن تتيح الإصدارات الجديدة سرعات أعلى واستخدامات أفضل مما قد يدفع المستخدمين إلى استبدال وصلات الإنترنت السلكية في المنازل بالاتصال بالإنترنت عن طريق الهاتف الجوال.

* خدمة «نيويورك تايمز»