طرح «جي1».. أول هاتف ذكي بنظام «أندرويد» من غوغل

قد ينافس «آي فون» إلا أنه ليس الخيار الذكي للشركات والأعمال

هاتف «جي 1»
TT

هل سيصبح اول هاتف لـ «غوغل» الجهاز الاول الذي سيغريك، كما فعل هاتف «آي فون» من «أبل»؟ سنعرف ذلك قريبا بعد ان طرح جهاز «تي-موبايل جي1» في الاسواق منذ ايام.

ويعتبر «جي1» كومبيوترا قديرا يحمل باليد مع شاشة مستجيبة تعمل باللمس مثل هاتف «آي فون» الذي يلاقي رواجا كبيرا. كما ان «جي1» مجهز بلوحة مفاتيح انزلاقية، وله قدرة على التراسل بصور الوسائط المتعددة، وبطارية يمكن نزعها، فضلا عن المزايا الاخرى التي لا توجد في «آي فون». لكن نظام التشغيل الموجود في قلبه الذي تدعوه «غوغل» «أندرويد»، ليس سلسا بما فيه الكفاية في بعض الاستخدامات.

بيد ان الافراد الذين ينتظرون الهاتف الجديد الذي يشبه «آي فون» سيصابون بخيبة الظن قليلا. فالجهاز ليس جذابا، لكنه يعمل بشكل افضل مع شبكة «تي-موبايل» السريعة للبيانات التي بدأت فقط تنتشر اخيرا في العديد من مناطق الولايات المتحدة. وحتى مع هذه الشبكة فان صفحات الشبكة تأخذ وقتها الطويل قبل ان يجري تحميلها.

والاكثر من ذلك فانه مع بعض الامور مثل «تزامن أوتلوك»، او «مايكروسوفت إكستشاينج»، فان هذا الجهاز ليس الخيار الذكي للشركات والاعمال، وحتى «تي-موبايل» تعترف بذلك.

* تنافس قوي

* ويبدو ان التنافس التقني الشديد شرع يتجه اكثر فأكثر نحو الاجهزة الجوالة. وعلى الرغم من ان منتجات «غوغل» وخدماتها تتركز داخل الهواتف الاخرى، فان «أندرويد» يشير الى دخول الشركة في سوق الهواتف الذكية التي تسيطر عليها «أبل» و«ريسيرتش إن موشن».

وقد قامت الشركة التايوانية HTC بصنع الجهاز الذي يكلف 179 دولارا مع عقد لمدة سنتين مع «تي-موبايل»، و399 دولارا من دون هذا العقد. اما العقود المتعلقة بنقل المعلومات والبيانات فهي مسعرة بشكل معقول: 25 و35 دولارا شهريا، وذلك يعتمد ان كنت تختار 400 عملية، او عددا غير محدود من عمليات التراسل. كما تشمل التعاقدات عددا غير محدود ايضا من عمليات تصفح الشبكة، وارسال الرسائل الالكترونية، اضافة الى قدرة الدخول في النقاط الساخنة لـ«واي-فاي» الخاصة بـ«تي-موبايل».

وتقول «تي-موبايل» ان الطلب على الهواتف الذكية الجوالة زاد بمقدار ثلاثة اضعاف عما كان متوقعا في الاصل. ولكن اذا اخفق جهاز «جي1» في الانسجام مع متطلباتك وعملياتك، فان هناك الكثير من الهواتف الاخرى قادمة على الطريق التي اساسها نظام «أندرويد». ومن الشركات التي تقوم حاليا بإنتاج نماذج اولية من هذه الهواتف العاملة بهذا النظام «إل جي» و«موتورولا» و«سامسونغ». ويتوقع إيريك شميدت المدير التنفيذي لـ«غوغل» وجود الاف الاجهزة التي قوامها «أندرويد» في يوم من الايام.

وعلى المدى الطويل تأمل «غوغل» ان تجني ارباحا عن طريق «أندرويد»، كما فعلت دائما عن طريق الاعلانات. ويقول ريتش ماينر احد مؤسسي «أندرويد» في «غوغل» انه لم يحصل قط ان قال احد المديرين لنا: أرونا اولا خطة العمل، وبعد ذلك نعلمكم ما اذا كان بمقدوركم تشييد «أندرويد» ام لا.

* نظام «أندرويد»

* وهناك حاليا اكثر من 3.3 مليار هاتف جوال نشط على وجه البسيطة، بالاضافة الى العديد من منصات التشغيل الجوالة مثل «بلاك بيري» من RIM، و«ويندوز موبايل» من «مايكروسوفت»، و«أو إس إكس» من «أبل»، و«أو إس أند سيمبيان» من «بالم». وكانت نسخ «أندرويد» السابقة مناسبة تماما للاستخدام، واعجبت ببعض الابتكارات الذكية مثل لوائح الوظائف والخدمات، والمرونة الكبيرة في سحب ما يشبه النوافذ من اعلى الشاشة. والواقع ان ما نسمعه حاليا من «غوغل» و«تي-موبايل» هو ان التطبيق مفتوح، والوعد هو ان يستطيع المطورون انتاج تطبيقات من دون اي تدخل في شؤونهم. وسنرى ان كان سيتحقق هذا الامر.

لكن هذا «الانفتاح» في التطبيق هو امر صعب بالنسبة الى المستهلكين لكي يستوعبوه. والواقع ان «أندرويد» النظام المتطور الرخيص التشغيل والمفتوح هو امر اساسي بالنسبة الى الجاليات التي تعمل في ميدان التطوير، لكن الزبائن لا يقومون باقتناء مثل انظمة التشغيل هذه، كما يقول بول ريديك نائب رئيس «هاندمارك» الشركة التي تقوم بتطوير تطبيقات وخدمات الوسائط الجوالة لكل من هواتف «بلاك بيري» و«آي فون» و«ويندوز موبايل» وغيرها من الاجهزة. ويعتقد ريديك ان «أندرويد» سيساعد على انتاج البرامج البسيطة والانيقة التي يتوق اليها المستهلكون.

ولنلق نظرة عن كثب على جهاز «جي1»:

* الاساسيات

* يأتي جهاز «جي1» اما باللون الاسود او الابيض او البرونزي. وهو بزنته البالغة 5.6 اونصة (الاونصة 29 غراما تقريبا) اسمك واثقل من هاتف «آي فون» واطول قليلا. لكن الشاشة اصغر. وهو ان لم يكن بذلك المظهر الجمالي الكبير، لكن مصمميه يستحقون الاطراء لوضعهم الازرار الطبيعية ولوحة المفاتيح التي يمكن استخدامها التي تكمل عمل الشاشة التي تعمل باللمس.

وهناك اساليب متعددة لانجاز المهام المختلفة. ومثال على ذلك يمكن القيام باتصال هاتفي عن طريق النقر على ايقونة الاتصال الخاصة بالارقام الهاتفية الموجودة على الشاشة والتي تعمل باللمس. او يمكن الوصول الى جهاز ادارة ارقام الاتصال الهاتفية عن طريق الكبس على مفتاح الارسال الموجود تحت الشاشة. وهناك ايضا امكانية طلب المكالمات وادارة الارقام بواسطة الصوت. وتتوفر ايضا خدمة «بلوتوث». ويمكن ايضا استخدام الجهاز في الخارج.

وتتميز الشاشة بوجود ساعة كبيرة فيها مع القليل من الايقونات البسيطة الخاصة بتصفح الشبكة والخرائط وطلب الارقام الهاتفية بسرعة. ولدى زلق اصبعك الى اليسار يظهر شريط البحث الخاص بـ«غوغل». ولدى نفاد المساحة المتوفرة في الشاشة الامامية وما عليها من الايقونات الموضبة حسب المزاج الشخصي، يمكن الحصول على مساحة اضافية عن طريق زلق الاصبع في كلا الاتجاهين. ولدى النقر او سحب الشريط الموجود في اسفل الشاشة، يوفر لك شاشة كاملة مليئة بالايقونات الخاصة بالبرامج وعمليات الضبط وغيرها التي تبدو مشابهة تماما لشاشة هاتف «آي فون». ويمكن تغيير نمط الشاشة سواء كان على شكل اطار صورة، او مفتوحة الجوانب، لكن اتجاهاتها لا تتغير لدى تدوير الجهاز، كما يحصل مع «آي فون». ويتوفر في الجهاز ايضا مقياس تسريع، او مستشعر للحركة. لكن من الاخبار الجيدة ان الجهاز يأتي بذاكرة خاصة بالصور يمكن نزعها، او بالموسيقى او الفيديو. ومن الاخبار السيئة انني قضيت وقتا طويلا قبل ان اتمكن من نزع هذه الذاكرة، والتي هي بسعة غيغابايت واحد، وكان على «تي-موبايل» ان تكون اكثر سخاء اتجاهها، لكن في اي حال يمكن توسيعها الى 16 غيغابايت.

* التواصل مع «غوغل»

* ويمكنك اعداد الهاتف عن طريق فتح حساب مع «جيمايل»، او فتح واحد آخر. وبعد ذلك تجري مزامنة الارقام الهاتفية الخاصة باتصالاتك ومواعيدك والبريد الالكتروني بين الجهاز هذا وجهاز الكومبيوتر. وتصر «غوغل» على ان الحفاظ على الخصوصيات مؤمنة، لكن روجر إتنر نائب رئيس شركة «نيلسين آي إيه جي» يقول ان الامر هذا مدعاة للقلق.

ويمكن استخدام حسابات بريدية مع برمجيات للتراسل الفوري بديلة عن «جي مايل» و«غوغل توك». كما تقدم «خرائط غوغل» التي تعتمد على نظام «جي بي إس» مزية رائعة، وان كنت اتمنى انها متوفرة في المزيد من الامكنة، وهي عبارة عن صورة فوتوغرافية عن امكنة وجودك على مستوى الشوارع. كما يمكنك ان تحصل على مشهد بزاوية 360 درجة للشوارع هذه كلما حركت يدك لكونها متزامنة جميعها مع بوصلة مبيتة داخلها.

* تصفح الشبكة

* تقول «تي-موبايل» ان شبكة البيانات العالية السرعة الخاصة بها باتت متوفرة الان في اكثر من 20 منطقة مع المزيد في الطريق. ويمكن الذهاب الى الموقع www.t-mobile.com/coverage للتأكد من وجودك في المنطقة التي تغطيها الشبكة السريعة «3جي».

وفي مناطق مانهاتن وشمال ولاية نيوجيرسي اكون احيانا في منطقة الشبكة «3جي»، واحيانا اخرى في منطقة الشبكة الابطأ «إيدج». وفي مناطق شبكة «3جي» يجري تحميل صفحات الانترنت بصورة اسرع في هاتف «آي فون 3جي» بضعفين او ثلاثة من «تي-موبايل».

ويأتي «جي1» بمتصفح جيد. ويمكن سحب الصفحات عن طريق الاصبع، والنقر على الشاشة للتكبير والتصغير، او لوضع مربع حول مكان في الشاشة ترغب في ابرازه. لكنني تمنيت امتلاك القدرة على فرد اصابعي، او لاقتناص صفحة لتكبيرها كما افعل عادة في «آي فون».

* تطبيقات «ماركيت»

* تطبيقات «ماركيت» هي جواب «أندرويد» على تطبيقات «آي فون أب ستور»، ولكنها لا تزال في مراحلها التجريبية (بيتا). ويتوفر اكثر من 30 تطبيقا منها في طريقها الى الانطلاق، وكلها مجانية. ويمكن القيام بعملية التصفح بشكل فئوي (الحياة العصرية، الوسائط المتعددة، الانتاجية، الخ..)، اما عملية تنزيل هذه البرامج فهي مكفولة ومضمونة. وقمت بمارسة لعبتين فضلا عن الكشف لفترة وجيزة عن موقع Ecorio الذي يقوم بحساب البصمة الكربونية (مدى نفث غاز ثاني اوكسيد الكربون الضار بالبيئة الى الاجواء) لدى قيامي باسفاري.

ولدى زيارتي احد مخازن الكتب اختبرت برنامجا يدعى «شوب سافي» الذي يستخدم كاميرا جهاز «جي1» لمسح شرائط الرموز الموضوعة على الكتب واقراص «دي في دي» والمنتوجات الاخرى. وبعد ذلك يمكن قراءة مراجعات عن هذه الكتب، او مقارنة اسعارها بسرعة على الشبكة.

* الوسائط المتعددة

* مع وجود كاميرا بثلاثة ميغابيكسيلات في جهاز «جي1» فانها اعلى تحديدا ووضوحا من كاميرا «آي فون»، الا انها لا تصور عروض الفيديو، كما وان برنامج النظر الى المشاهد المراد تصويرها، ليس بتلك الجاذبية. كذلك فان الحصول على الصور من الكومبيوتر وادخالها في الهاتف المذكور، ليس بتلك السهولة والصداقة ايضا.

* البطارية

* والجهاز هذا خلافا الى «آي فون» مزود ببطارية يمكن نزعها. وتقول «تي-موبايل» انها تدوم لمدة خمس ساعات من الكلام المتواصل، واكثر من خمسة ايام من التشغيل الساكن بين الشحنة والأخرى. ولدى الاستخدام المتواصل ضعفت البطارية عند منتصف عصر ذلك اليوم وشرعت بارسال التنبيهات. وبايجاز فان جهاز «جي1» هو محاولة اولى ناجحة، لذلك فانني ارحب بأي غزو قادم لهواتف «أندرويد» الجديدة الاخرى.

* خدمة «يو اس ايه توداي» ـ خاص بـ («الشرق الاوسط»)