طورت شركة «إيجيس موبلتي» الكندية المتخصصة في البرمجيات اخيرا، برنامجا يدعى «درايف أسست تي» DriveAssistT يتحرى ما اذا كان الهاتف الخليوي يتحرك بسرعة السيارة. وعندما يحصل ذلك، يقوم البرنامج بتحذير الشبكة الخليوية لكي تقوم بحجب الاتصالات والرسائل النصية عنه حتى تتوقف السيارة.
لكن هذا البرنامج لا يقوم بوقف المكالمات كلية، بل يسمع المتصلون رسالة تقول ان الشخص الذي يودون التحدث معه يقود سيارته حاليا، ومن ثم يمكنهم من الكبس على زر لترك رسالة صوتية، خاصة في الحالات الطارئة، لكي تصل الى السائق المعني فورا.
وكانت العديد من الولايات بما فيها نيويورك وكاليفورنيا، قد سنت قوانين ضد التحدث في الهاتف اثناء القيادة، لكنها لا تزال تسمح باستخدام الانظمة التي تحرر اليدين، مثل سماعات «بلوتوث». في اي حال فقد اظهرت الدراسات ان مثل هذه الانظمة لا تساعد هي الاخرى، فقد تبين ان طلب الارقام، او التحدث بالهاتف، هو الذي يضعف التركيز، ويشكل خطرا، وليست عملية رفع اليد عن مقود السيارة.
واظهرت دراسة اجرتها الادارة الوطنية لسلامة المرور على الطرقات الرئيسية السريعة في عام 2006، ان طلب الارقام الهاتفية، او التحدث بالهاتف، كان السبب في سبعة في المائة من حوادث الاصطدام بالسيارات. ولاغراض هذه الدراسة جرى وضع «صناديق سوداء» اشبه بصناديق الطائرات على السيارات التي تقوم بتسجيل سلوك السائقين. وقد قضى في العام الماضي وحده 41059 شخصا نحبه، نتيجة حوادث السيارات.
ويعمل برنامج إيجيس هذا على الهواتف المزودة ببرنامج «ويندوز موبايل» ذي الشعبية الكبيرة بالنسبة الى الهواتف الذكية، او برنامج «سيمبيان» المستخدم في هواتف «نوكيا» و«سوني أريكسون». وهو يستخدم شريحة «جي بي إس» لتعقب الحركة، مدعوما بالاشارات الصادرة عن صواري وابراج الهواتف الجوالة. واذا كان الهاتف مزودا بهوائي «واي-فاي» فيمكن استخدام ذلك ايضا، كما يقول دايف هاتي المدير التنفيذي لشركة «إيجيس».
ولكي يعمل هذا البرنامج يتوجب عليه ان يكون مدعوما بالشركة التي تقدم الخدمات الهاتفية الجوالة. ولكن «إيجيس» لم تعقد اي اتفاقيات بعد، لكنها دخلت في مباحثات مع كبرى الشبكات الاميركية كما نقلت وكالة «اسيوشيتد بريس» عن رئيس «إيجيس». وتأمل الشركة ان تكون قادرة على الاعلان في بداية العام المقبل ان البرنامج سيكون متوفرا عبر شركة للخدمات الهاتفية مقابل رسم قدره 10 الى 20 دولارا شهريا للعائلة الواحدة.
ويمكن ادارة البرنامج هذا عن بعد عبر موقع للشبكة. ومثال على ذلك يمكن تحذير الوالدين اذا كان أولادهما قد تجاوزوا او تعدوا مزية التحسس بالحركة، مما يشير الى انهم مستقلون سيارة بدلا من قيادتها بانفسهم. ويمكن للشركات ايضا التي تقوم بشراء البرنامج لموظفيها، القيام بالعمل ذاته.
ويبدو انه خلافا لما هو متبع في برمجيات الهواتف الجوالة، تقوم «إيجيس» باطلاق برنامج «درايف أسست تي» بالاشتراك مع شركة تأمين. فقد اعلنت شركة «نايشنوايد ميوتشوال انشورنس» للتأمين انها تخطط لتقديم تخفيض قدره 3 الى 10 في المائة على بوليصات التأمين العائلية لمن يستخدم هذا البرنامج.