حول «آي بود» الموسيقي.. إلى كومبيوتر جيبي

تطبيقات خارجة عن المألوف تعيد صياغة مميزات ووظائفه وتعززها

جهاز «آي بود تاتش» («الشرق الاوسط»)
TT

التفكير باسلوب مختلف كما فعلت شركة «أبل»، اوصلها الى تحقيق مبيعات عالية في الاسواق في اواخر التسعينات. كما ان هذا النمط من التفكير هو نوع من السلوك الذي يتخذه عدد كبير مدهش من الاشخاص حيال اجهزة «آي بود». وإن كنت غير مهتم بالحفاظ على الكفالة التي تأتي مع الجهاز عادة، فان هناك العديد من التعديلات البديلة، من التطبيقات والبرمجيات وأدوات التفكيك والتعديل، التي بمقدورها تحويل هذه الاجهزة الى كومبيوترات فعلية فريدة من نوعها تقبع في الجيوب قادرة على القيام بامور اكثر بكثير من قدرتها الفعلية، والتي لا يمكن تصور ان مثل هذه العلب الصغيرة قادرة على تحقيقها.

جهاز كومبيوتري

* لقد تحولت اجهزة «آي بود» الى اكثر من مجرد مشغلات موسيقية بسيطة، فهي تشغل حاليا الفيديوهات والالعاب، اما في حالة اجهزة «آي بود» التي تعمل باللمس، فان بمقدورها حتى تشغيل تطبيقات الطرف الثالث. انها في الواقع كومبيوتر صغير يقبع في الجيب يمكن التلاعب به ليقوم بمهام اكثر بكثير من تلك التي برمج عليه اساس.

وفي الوقت الذي ركزت هذه الاجهزة الاهتمام على عالم كامل من الاجهزة الاخرى خارجة عن المألوف، هناك جالية كبيرة مترفة من المتحمسين للتقنية الذين يقومون بسعادة بالغة بتعديل اجهزة «آي بود» وتجهيزها بمهام ووظائف جديدة وبتطبيقات غير رسمية.

ان التلاعب بهذه الاجهزة سهل للغاية اكثر من ذي قبل. وهناك العديد من مواقع الشبكة التي توفر الادوات والعدد اللازمة والاساليب الفنية لهذا الغرض، فضلا عن الاف المتطوعين من البارعين في شؤون اجهزة «آي بود» الذكية المستعدين والراغبين بمساعدتك عن طريق تطبيقات من الانترنت. وتعلم كيفية التسلل الى «آي بود» والتلاعب به هو مهمة سهلة كسهولة البحث على الشبكة عن طريق عبارات «تسلل» و«آي بود»، لكن كلمتي «الفرار من السجن» jailbreaking التي تعني هنا الخروج عن المعهود، مع كلمة «آي بود»، تولد الكثير من النتائج ايضا. وهناك موقع hacktheipodtouch.com واضح جدا في ما يتعلق بمهمته. لكن المواقع الاخرى مثل ipodtouchfans.com تقدم توجيهات وارشادات مشابهة في ما يتعلق بعملية التلاعب هذه، ولكن بالنسبة الى الموديلات والنماذج الاخرى المختلفة.

كما ان موقع «يو تيوب» هو ايضا مليء بالفيديوهات التي تظهر مثل هذه العمليات خطوة خطوة. كذلك قام اوائل المتحمسين لـ«آي بود» بتركيب «لينوكس» على اجهزتهم، في حين قام الآخرون بتركيب برمجيات وتطبيقات تراوح بين البسيطة القديمة المستخدمة، وتلك التي تعرض الالعاب والفيديوهات وغيرها. ولكن مثل هذه الاعمال من الناحية الاخرى، قد تؤدي الى فقدان الكفالة، والى احتمال تعطيل الجهاز كليا بحيث لا يمكن استخدامه بعد ذلك ابدا وتحويله الى مجرد ثقالة للاوراق على المكاتب ليس إلا.

«ويبدو ان الناس لديهم رغبة متأصلة فيهم لامتلاك الآلات واستيعابها والتحكم فيها خلال حياتهم. وتكون هذه الرغبة ناجمة عادة عن حب الاستطلاع، وهو الامر ذاته الذي يقود الناس عادة الى امتهان حرفة العلوم والهندسة، في حين ينحو آخرون الى تكييف هذه الاجهزة والآلات لتلبية متطلباتهم الفردية الخاصة»، على حد قول أليكس هالدرمان العالم في دائرة علوم الكومبيوتر، وفي مركز تقنية المعلومات في جامعة برينستون في اميركا، والذي يساهم بكتاباته في مدونة «فريدوم تو تنكر». واضاف هالدرمان ان «هناك ايضا لذة متأصلة في العبث بالآلات سواء كانت سيارة، او هاتف «أي فون»، إذ يلاقي الفرد نوعا من السرور، او الترضية الذاتية لدى تفكيكه الة معقدة ومعرفة اسرارها وكيفية عملها، وبالتالي تحسين ادائها». ولكن ماذا عن خطورة تحطيم هذه الالات؟ فهاتف «آي فون» ليس برخيص الثمن أبدا. يجيب هالدرمان على ذلك بقوله «اعتقد ان الناس متفهمة للمخاطر التي تأتي يدا بيد مع المسؤولية. فاذا قمت بتحطيم جهازك اثناء العبث به فلا تلومن الا نفسك».

تطبيقات مضافة

* ولكن هل هذه التطبيقات تتيح لهواتف «آي بود» التي تعمل باللمس ان تقوم بعمليات لا تستطيع انت القيام بها مع البرمجيات المتوفرة في مخزن تطبيقات «أبل»؟ وبالاسلوب ذاته هل بمقدورك مع جهاز «آي بود» الكلاسيكي الدخول الى برمجياته لجعله يعمل على نظام تشغيل مختلف كليا؟

«ان الاسباب التي تجعل الاشخاص يعبثون باجهزة «آي بود» هي بسيطة، لانهم راغبون في جعل اجهزتهم هذه تقوم باعمال تكون قادرة عليها، وان كانت شركة «أبل» قد قررت ان على هذه الاجهزة أن لا تفعل ذلك، كما نقلت مجلة «ماك نيوز وورلد» الالكترونية عن بيتر ايكيرسلي التقني في مؤسسة «الكترونيك فرونتير فاونديشن».

«ومثال على ذلك فان بعض الاشخاص قد رمزوا موسيقاهم مع رموز الموسيقى المجانية، مثل «اوغ فوربيس»، او «فري لوسليس أوديو كوديك» FLAC. وتقوم ملفات المؤسسة الاولى بتقديم العديد من المميزات التي تتجاوز مميزات «إم بي 3» و«أدفانسد أوديو كودينغ» ACC. لكن «أبل» قررت عدم دعمها. لكن سرعان ما اسرعت مشاريع البرمجيات المفتوحة/المجانية المصدر مثل «روكبوكس» لتقديم حلول لذلك الى الاشخاص الذين ابتاعوا «آي بود»، لكن اصابتهم خيبة أمل من قرار «أبل» هذا»، كما يوضح ايكيرسلي.

«ومثال اخر هو ان بعض الاشخاص يشغلون انظمة تشغيل مجانية على اجهزتهم الكومبيوترية، لكنهم راغبون ايضا في استخدام جهاز «آي بود». الا ان «أبل» خرجت بعيدا عن اسلوبها المعتاد لتجعل من الصعب على انظمة التشغيل مثل GNU/Linux التواصل مع الجيل الاخير من «آي بود». ولدى اكتشاف الاشخاص الذين يبتاعون اجهزة «آي بود» الجديدة انها لا تتواصل مع «لينوكس»، كما كانت تفعل اجهزتهم القديمة، او انها لا تشغل جميع ملفاتهم الموسيقية، فقد اسرعوا الى البحث عن اسلوب لحل هذه المعضلة، كما يشرح ايكيرسلي.

وفي الوقت الذي جعلت «أبل» من الصعب اكثر التسلل الى برمجياتها وتفكيكها، او العبث بها، وهي التي تشغل اخر طرازات «آي بود» سواء العاملة باللمس ام لا، فان ذلك حفز الجهود الى الخروج من هذا المأزق وانتاج تطبيقات جديدة له.

احتمالات العطب

* والتطبيق الذي يخرج «آي بود» عن القيود هذه ويبطلها هو تكييف الامر حسب طلب واحتياجات صاحب الجهاز، والذي يشمل كل الامور من الايقونات الى اضافة اكداس من المهام والوظائف الجديدة، او اعادة تركيب منظومات «آي بود» وتطبيقات «سفاري».

ويبدو ان خطورة تعطيل الجهاز اثناء العبث به قد شرعت تتراجع لكون المواد المنشورة حول ذلك تمكن من اصلاح اي خطأ قد يقع، لكونها تقوم بتعديل البرمجيات، وليس الاجهزة والعتاد، كما يقول بوبي جورجيسكيو صاحب «فيغيرس ميديا» ومؤسس بعض المواقع على الشبكة التي تتعاطى مسائل الدخول على انظمة «آي بود» وتعديلها. وقد يعتقد بعض المستخدمين انهم قاموا بتعطيل اجهزتهم من هذا النوع، لكنهم في النهاية يمكنهم تلقي المساعدة من الاخرين الذين يلتقونهم في المنتديات والندوات واصلاح اجهزتهم واعادتها الى العمل.

وبالنسبة الى البعض الاخر فان المزايا التي يحصل عليها لقاء العبث بالجهاز قد تغريه في القيام بهذا الجهد رغم اخطار واحتمالات اصابته بالعطب. ومنها تطبيق «بوكيت توش» الذي يتيح لمستخدمه التحكم بإعادة التشغيل من دون اخراج جهاز «آي بود» من الجيب.