دعم المستندات والملفات.. على الشبكة

أفضل طريقة لحماية المعلومات والبيانات

TT

«تعطل كومبيوتر زوجتي اولا» صاح فرانسيس وايد بنبرة غضب، ثم اعقبه كومبيوتري بعد اسابيع، كما لو ان الامر جزء من مؤامرة رقمية خبيثة. وتابع يقول والله وحده يعلم ماذا حصل، فقد شرعت نوافذ ويندوز تتصرف بشكل غير طبيعي، ولم اعد استطيع الوصول الى اي شيء. وشرعت النوافذ هذه تبطئ في عملها شيئا فشيئا بحيث لم استطع حتى ان اقوم بعملية دعمها. ولكن من حسن الحظ ان كل الامور عادت الى طبيعتها الاولية بقدر المستطاع بالنسبة الى وايد المستشار التجاري وزوجته بعدما أعاد تركيب نسخة جديدة نظيفة من ويندوز، واعاد ايضا الملفات الشخصية الخاصة به وزوجته عن طريق موزي Mozy التي هي خدمة دعم على الشبكة تقوم بالحفاظ على نسخة عن جميع الملفات في مستودعات الكترونية بعيدة.

خدمات دعم

* وشرعت خدمات الدعم هذه على الشبكة بالانتشار بعد اكتشاف المستخدمين انها تكلف اقل من ثمن فنجان قهوة في المقهى للحفاظ على نسخة ثانية، وربما ثالثة من مستندات العمل. ويبدو ان عدد الخدمات الجيدة هذه اخذت تتسع بسرعة، وبات السوق يتفرع الى فئات بعد قيام الشركات بتطوير مميزات خاصة يجري اضفاؤها على عمليات الشركات والافراد العاملين من منازلهم. ومن الاخبار الجيدة ايضا ان الاسعار اخذت تهبط فيما الخيارات تتكاثر.

والفكرة برمتها بسيطة جدا، اذ ما على المستخدم سوى تركيب بعض البرمجيات، واختيار جدول، والتأكد من ان الكومبيوتر قادر على الاتصال بالانترنت في الوقت المناسب. ويقوم البرنامج بتحميل ملفات قليلة فقط، مع التعديلات التي قد تجري على الملفات التي حملت سابقا. وفي بعض الحالات تعمل هذه الملفات الخارجية كأرشيف، مع تخزين بعض النسخ السابقة في حال الاحتياج اليها مستقبلا.

وطالما ان بطاقاتك الائتمانية تظل تعمل، فلا حاجة مطلقا للتفكير بالملفات المدعومة، الا اذا حدثت كارثة ما. والبطاقة الائتمانية هذه ليست من الضروريات ايضا، لكون بعض الخدمات مثل idrive.com وeSureIt وbox.net تقدم حسابات تسجيل مجانية بسعات واحجام محددة اصغر لجذب الزبائن. وتدور أغلبية عمليات المنافسة هنا على كمية المعلومات والاسعار. فشركات مثل موزي وكاربونايت تقدمان كمية غير محدودة من سعة الدعم مقابل سعر ثابت قدره حاليا 4.95 دولار شهريا، أو 50 دولارا سنويا. اي ما يشبه عروض بعض المطاعم، اي تناول ما تستطيع ان تأكله بسعر محدد. لكن ثمة همسات تدور في ان الخدمات هذه تستخدم وصلات انترنتية بطيئة لمنع الافراد من استغلال هذه السعة الكبيرة. غير انه من الصعب التحقق من صحة هذه الاتهامات، لكن ذلك لا يهم، لكون أغلبية المستخدمين في منازلهم مجهزين بوصلات التي تجعل من الصعب عمليا تحميل اكثر من عدة غيغابايتات في اليوم الواحد.

ومثل هذه الخدمات هي مثالية لدعم البريد الالكتروني والمستندات النصية والمواد السريعة الزوال التي تستهلك غيغابايتات عديدة كحد اقصى. اما الفيديوهات الكبيرة فالافضل تخزينها في اجهزة محلية مثل الاقراص الصلبة الخارجية.

اما الخدمات الاخرى فتقدم سعات محدودة، وتفرض رسوما على اي زيادات. فـآي درايف برو مثلا يقدم حتى 150 غيغابايت من سعة التخزين مقابل 49.50 دولار سنويا، اي 4.95 دولار شهريا. وفي الحالتين هذا ما يعادل 3 سنتات للغيغابايت الواحد شهريا.

خدمات للشركات

* وفي الوقت الذي يبدو فيه الحفاظ على نسخ ثانية من الملفات امرا في غاية البساطة الا ان الشركات باتت ماهرة وخبيرة في التعرف على الاحتياجات المختلفة والتعامل معها بتوفير مميزات افضل. فالسوق باتت مجزأة بحيث ان بعض الخدمات شرعت تستهدف المستخدمين في منازلهم، في حين ان البعض الاخر اخذ يستهدف الشركات والمؤسسات الصغيرة منها والكبيرة. والبعض منها حتى اشترك مع الشركات المصنعة للاجهزة والاعتدة لتقديم الدعم كجزء من الصفقة الاجمالية.

ويقول ايريك ويبستر مؤسس وكبير المديرين التنفيذيين في مؤسسة إنترونيس: لقد صممنا منتوجنا ليلائم شركة مؤلفة من 75 موظفا وتتضمن خادمتين او ثلاثا. والمنتوج هذا إي شور إت بزنيس يلاحق كومبيوترات المستخدمين الفرديين ويرسل فقط فاتورة واحدة. اما النسخة الخاصة بالشركات منها فهي خلافا لـ«إي شور إت هوم» المبسطة، لها روتينها الخاص ايضا لدعم قواعد المعلومات وخادمات البريد الالكتروني التي تستخدمها الشركات غالبا. ومثل هذه الاعمال الروتينية بمقدورها اتخاذ القرارات الذكية حول نوعية المعلومات التي يجري تخزينها.

واذا ما استجابت دائرة احدى الشركات لدعوة دعم ملفاتها بالقول انها راغبة في دعم سبع سنوات من البريد الالكتروني، وثلاثة ايام من صفحات السبريد شيت (الجداول الحسابية) يمكن تحديد قوانين واحكام معقدة كما يقول وبيستر. وهذا يعني ان عمليات الدعم يمكنها العمل كأرشيف. كما يمكن استعادة الملفات والرسائل ايضا.

وهنا توجد فوارق ضئيلة ايضا. ويقول راغو كولكارني رئيس شركة برو سوفتنيت ان رزمة الخدمات التي يقدمها تقدم عمليات ارشيفية فعلية. والمنتجات المتنافسة تعكس دعم الكومبيوتر الذي يزيل الملف من الارشيف حالما يقوم المستخدم بشطبه. لكن الخدمات التي يقدمها كرزمة واحدة في الموقع iBackup.com للشركات والاعمال، وفي الموقع وiDrive.com للمستخدمين في منازلهم، تحتفظ بنسخ من كل الاشياء التي جرى حفظها موفرة للمستخدم ارشيفا يمكن ترتيبه حسب الطلب.

حماية وأمن

* وتختبر هذه الخدمات ايضا مسألة تقديم طبقات مختلفة من الأمن، فالمستخدمون الراغبون في الحصول على خصوصية كاملة يمكنهم الاختيار بين ترميز معلوماتهم على كومبيوترهم الخاص قبل تحميلها على خادمات الدعم. اما كلمة المرور فيجري تخزينها محليا بحيث لا تستطيع هذه الخدمة استعادة اي معلومات اذا ما نسي المستخدم كلمة المرور هذه. فشركة إنترونيس مثلا لا تتلقى مطلقا اي مذكرة لاحضار المعلومات المحفوظة عندها، ولا يمكنها تقديمها ايضا حتى لو استطاعت ذلك، لكوننا لا نعتبر انفسنا اننا نملك مدخلا الى معلومات الزبون، ولا حتى خطرت هذه الفكرة على بالنا على حد قول وبيستر.

غير ان بعض الشركات لا تنحو هذا النحو بالنسبة الى المعلومات المحفوظة عندها لكونها راغبة في تقديم المزيد من الخدمات. فموقع box.net مثلا يتيح للمستخدم الاطلاع على المستندات وتحريرها عن طريق متصفح الشبكة، وهذه مزية مفيدة خاصة لدى السفر. كما يمكن المشاركة بهذه المعلومات المحفوظة مع مجموعة اخرى، بحيث يمكن للجميع هنا اجراء اي تغييرات لدى التعاون في تحضير وثيقة ما، وترميز مثل هذه المعلومة من شأنها ان يجعل ذلك مستحيلا. ويقول أرون ليفي رئيس box.net ان شركته تركز على حماية المعلومات منذ لحظة الشروع في بثها وارسالها. فنحن نعتمد على طبقات ومستويات متعددة من الأمن في شبكتنا.

وثمة ايضا فوارق ضئيلة جدا حول كيفية تخزين هذه المعلومات ومكانها، اذ تقوم شركة إنترونيس مثلا بتخزين نسخ من المعلومات المرمزة في مكانين، هما ترونتو ونيوجيرسي. اما iDrive.com وقريبتها iBackup.com فتستخدمان حلولا مختلفة قليلا. فالنسختان من المعلومات في iDrive.com تقبعان في خادمين مختلفين، لكنهما موجودتان في مركز المعلومات ذاته. لكن النسختين من iBackup.com مجزأتان بين مركزين من مراكز الشركة الاربعة الموزعة في شمال ولاية كاليفورنيا وجنوبها.

ودعم مثل هذه المعلومات في مناطق متعددة مختلفة هي عملية جذابة بشكل خاص لأي من الاشخاص الذين يعيشون في مناطق معرضة للحرائق والعواصف، ومثال على ذلك كما يقول وايد: أنا اعيش في كينغستون في جامايكا المعرضة سنويا للعواصف والانواء. ودعم معلوماتي هنا في جامايكا لا يفيد، بل انا بحاجة الى دعمها في ولاية ايوا مثلا في الولايات المتحدة، او في اي مكان تملك فيه شركة موزي خادما. فقد يداهمنا الاعصار ويدمر كل شيء.

* خدمة «نيويورك تايمز»