دفاتر ملاحظات إلكترونية «ميني».. متميزة

«هيوليت ـ باكرد» تطرح طرزا جديدة منها

طراز جديد لكومبيوتر محمول من «هيوليت ـ باكرد»
TT

بعد تجربة قصيرة في السوق الثقافية والتربوية، قامت شركة «هيوليت ـ باكرد» HP أخيرا، بإنزال سلسلة كاملة من دفاتر الملاحظات الالكترونية لخدمة المستهلكين.

ويأتي دفتر الملاحظات الصغير «ميني 1000» بثلاث نسخ بأسعار مبدئية تراوح بين 379 و699 دولارا، التي باتت أخيرا لدى البائعين في جميع أنحاء العالم. وكانت HP قد خاضت مجال سوق دفاتر الملاحظات الصغيرة في أبريل (نيسان) الماضي عن طريق الدفتر الالكتروني الصغير «ميني ـ نوت 2133» الذي قيل عنه انه متين للاستخدام من قِبل الأطفال الصغار، حتى الثانية عشرة من عمرهم، ومن قِبل بعض المسافرين من رجال الأعمال أيضا. وفي ذلك الوقت كانت HP حريصة على القول إن ذلك لا يعني أنها تنافس في نفس الحلبة، دفتر الملاحظات الموجه إلى المستهلك الذي تنتجه شركة «أسيوس» الذي يدعى «إي بي سي». وتقول الشركة إن مبيعات جهاز 2133 فاقت كل التوقعات.

لكن أجهزة «ميني 1000» من HP، و«ميني 1000 إم آي إي»، و«ميني 1000 فيفيان تام إيديشين» موجهة بشكل خاص الى المستهلكين. إذن ما الذي تغير خلال ستة أشهر؟.. ان مظهر دفتر «ميني 1000» وكيفية الشعور به ليسا مختلفين عن جهاز 2133، لكن سوق دفاتر الملاحظات قد تعرض الى عملية مراجعة جذرية، وإن كان ذلك ظاهرا أكثر خارج الولايات المتحدة من داخلها.

* ملامح جديدة

* ودعونا أولا نلقي نظرة عن الاختلاف بين «ميني ـ نوت 2133» والنسخة المنقحة والمحسنة منه. وفي الواقع أن «ميني 1000» هو دفتر ملاحظات بكل معنى الكلمة، لكونه يحتوي على معالج «أتوم» من «إنتيل» بدلا من «سي 7» من «فيا».

ثانيا هناك العديد من الخيارات الإضافية وفقا للمميزات والمواصفات التي يحتاجها الشخص، فضلا عن انه جهاز بسيط رخيص يبدأ سعره حاليا من 400 دولار وما دون. وجهاز «ميني 1000» هو للتطبيقات الإنتاجية، ويبدأ سعره من 399 دولارا. وهو يأتي بنظام «ويندوز إكس بي» سواء بشاشة 8.9 بوصة، او 10.2 بوصة مقابل 499 دولارا. أما جهاز «إم آي إي» فهو يستهدف النشاطات العفوية على الانترنت، ويبدأ سعره من 379 دولارا ويأتي بنظام «لينوكس»، لكنه لن يتوفر في الولايات المتحدة حتى بداية يناير (كانون الثاني) المقبل. في حين ان نسخة «فيفيان تام» التي عرضت في معرض الأزياء في نيويورك طرحت للبيع في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الجاري بسعر مبدئي يبلغ 699 دولارا. وستتوفر جميع هذه الأجهزة للبيع مبدئيا على الموقع HP.com. وخلافا لكل ذلك فإنه مقارنة بطراز 2133 السابق، فإن جهاز الكومبيوتر الأساسي الذي يقومون بشحنه هو ذاته تماما. لكنه أقل سمكا وخفة في الوزن أيضا، نتيجة علبته البلاستيكية بدلا من الألمنيوم كما هو الحال في جهاز 2133، لكنه يتضمن نسبة الـ92 ذاتها من لوحة المفاتيح، مع كاميرا مبيتة داخله، ودعم لاسلكي وخيار للحصول على قرص صلب، او بالحالة الساكنة (سوليد ـ ستايت).

* تصاميم شخصية

* وجهاز «فيفيان تام إيديشين» هو الأفضل مظهرا، لكنه الأغلى سعرا بين سلسلة «ميني 1000». في أي حال فإن «ميني 1000» له شخصيته الخاصة التي هي أفضل من 2133. وتصميمه أفضل من الداخل والخارج. وتتوفر واجهة تفاعل «ميديا ستايل» من HP في جهاز «ميني 1000 إم آي إي» الذي يأتي مع نظام «لينوكس» بدلا من «ويندوز إكس بي»، كما هو الحال مع الطرازين الآخرين. وتجلس «ميديا ستايل» على قمة نظام «لينوكس»، التي هي عبارة عن لوحة تنقل المستخدمين الى الموسيقى، وعمليات التراسل الفوري، والفيديو، والشبكة، عن طريق نقرة واحدة على رقعة اللمس، التي تقول HP عنها إنها ستحمي المستخدمين من التفاعل أبدا مع المصدر المفتوح لنظام التشغيل.

ويقول كارلوس مونتالافو، نائب رئيس قسم التسويق لمجموعة الأجهزة الشخصية في HP «انه من الضروري التأكد من أن «لينوكس» لا يقوم بإظهار ذاته أمام المستخدم»، كما نقلت عنه مجلة «سي نت» الالكترونية.

وكانت الألوان المختلفة وأحجام الشاشات المتنوعة وانخفاض الأسعار قليلا الأسلوب الوحيد الذي جاء به صانعو أجهزة الـ«بي سي» حتى الآن، في ما يتعلق بهذه المجموعة من دفاتر الملاحظات الصغيرة. وعن طريق إيجاد خيار واجهة التفاعل الفريدة من نوعها في أجهزة «إم آي إي» استطاعت HP ان تقوم بالخطوة الأولى لتمييز هذه الأجهزة من دفاتر الملاحظات عن غيرها.ولعل واجهة التفاعل «ميديا ستايل» هي التي ستجعل «ميني 1000» تبرز عن غيرها، وبالتالي تستحوذ على بعض الاهتمام خلال موسم التبضع في مواسم العطل المقبلة.

كل هذا يبدو جيدا على الورق طبعا. لكن لماذا ينبغي على اكبر صانعة لكومبيوترات «بي سي» في العالم أن تكون قادرة على بيع العديد من دفاتر الملاحظات الصغيرة العصرية هذه في الوقت الذي تنخفض فيه الأسعار بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالعالم، والتي قد تجذب المستهلكين الذين يراعون التوفير في النفقات؟.

لكن في الولايات المتحدة لا يزال غير واضح إذا كانت هناك سوق رائجة لدفاتر الملاحظات على الرغم من ان الأفراد يقومون باقتنائها. وقد يقومون بذلك بدلا من شراء دفاتر الملاحظات التقليدية. وهذا يعني بالنسبة الى بائعي أجهزة الكومبيوترات الخطو خطوة الى الأمام مقابل خطوتين الى الوراء.

* تنافس دولي

* غير انه من حسن الحظ أن هناك أسواقا للصناعة الكومبيوترية غير أميركا الشمالية، لأن المكان الذي ينبغي فيه ترويج مثل هذه الدفاتر حاليا هي أوروبا. ففي مارس (آذار) الماضي عندما قامت HP بإنزال الدفتر الصغير «ميني ـ نوت 2133»، قدرت مؤسسة «آي دي سي» أن العام الحالي قد ينتهي مع شحن نحو 3.6 مليون دفتر ملاحظات الى جميع أنحاء العالم. لكن مع حلول شهر أكتوبر (تشرين الأول)، تقدر المؤسسة هذه ذاتها ان العدد المشحون سيصل الى 10.9 مليون.

انها زيادة دراماتيكية والفرق هذا مصدره مناطق مثل الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث «أسيوس» و«ايسر» تشنان حملة شعواء لترويج دفاتر الملاحظات الخاصة بهما وهما «إي بي سي» و«أسباير وان» على التوالي. ومن أصل 10.9 مليون وحدة التي يقدر شحنها الى العالم في نهاية العام الحالي، يقدر ان 8.1 وحدة منها ستذهب الى الشرق الأوسط وأفريقيا حسب تقديرات «آي دي سي».

ويبدو ان كل من «ايسر» و«اسيوس» تحققان مبيعات جيدة في هذه المنطقة، كما يدل ذلك بارتفاع مبيعات «ايسر» السريع في مضمار أجهزة الكومبيوتر التي يمكن حملها ونقلها. لكن كل ذلك بفضل مساعدة شركات الاتصالات المحلية التي تدعم مبيعات دفاتر الملاحظات ماليا مقابل إبرام عقود موقعة للخدمات اللاسلكية. ويبدو ان هذه الطرازات من الدفاتر قد انتعشت أخيرا في أوروبا.

وكانت شركة «ديل» قد وقعت مع «فودافون» عقدا من هذا النوع في سبتمبر (أيلول) الماضي بالنسبة الى جهازها «انسبايرون ميني 9»، لكن يظهر ان شركة HP لا تزال بعد على هامش مثل هذه الاتفاقات، ولم تستطع حتى الآن إبرام أي واحد منها. في كل الأحوال لا تزال HP تحتل أفضل المواقع في ما يتعلق بسوق دفاتر الملاحظات، فهي الأكبر في أميركا الشمالية على هذا الصعيد، وتملك الإمكانات والصناعات لتحقيق أمر مختلف نسبيا هنا، كما ظهر ذلك في واجهة الاستخدام «ميديا ستايل الخاصة بها». لكن ما إذا كان النجاح سيتحقق على حساب بيع دفاتر الملاحظات التقليدية، فهذا أمر ينبغي انتظاره.