لعبة «كوماند آند كونكر: ريد أليرت 3».. تعيد صياغة تاريخ الحروب العالمية

استراتيجيات شاملة ومعارك في المحيطات

مشاهد من اللعبة («الشرق الأوسط»)
TT

بعد انتظار دام 7 أعوام، طرحت لعبة «كوماند آند كونكر: ريد أليرت 3» Command & Conquer: Red Alert 3 في الأسواق العالمية، والتي تضع اللاعب في كون مواز، لم تحدث فيه الحرب العالمية الثانية، وأصبح فيه الإتحاد السوفييتي الدولة العظمى، بينما تصبح «إمبراطورية الشمس المشرقة» خطرا على الجميع. ويمكن للاعب اختيار جانب السوفييت أو الإمبراطورية أو الحلفاء، وقيادة جيش فريقه إلى النصر. ويجب على اللاعب بناء قاعدة له، وجمع الموارد وتدريب الجيوش البرية والبحرية والجوية. ويمكن لكل جانب التعاون مع حلفائه، سواء كانوا بشرا عبر الإنترنت، أو الذكاء الإصطناعي.

* قصة اللعبة

* قرر الجنرال السوفييتي «كروكوف» والكولونيل «تشيردينكو»، بعدما هزمتهم قوات التحالف، أن يستخدموا آلة للإنتقال بالزمن والعودة إلى عام 1927 وقتل العالم «آلبرت آينشتاين»، وذلك لمنع تطوير التقنيات التي سمحت للحلفاء هزم الإتحاد السوفييتي. ويكتشف الثنائي بعد عودته إلى الحاضر بأن المجريات قد تعدلت، وأن «تشيردينكو» أصبح رئيس الإتحاد السوفييتي، وأنهم على وشك قهر أوروبا. ولكن «إمبراطورية الشمس المشرقة» اليابانية كانت قد طورت نفسها في هذه الفترة وقررت شن الحرب، وأن أسلحة الإتحاد السوفييتي التي فقدت مزاياها النووية، غير قادرة على قهر الإمبراطورية، وأنه يجب عليهم خوض الحرب ضدها وضد الحلفاء.

وتنقسم القصة هنا إلى 3 أقسام، حسب اختيار اللاعب للجهة التي يريد اللعب بها. وتتبع قصة الإتحاد السوفييتي إرسال قوات لإقصاء اليابانيين عن الأراضي السوفييتية، ثم غزو اليابان وقتل الإمبراطور «يوشيرو»، ومن ثم شن الحرب على قوات التحالف. ويطلب «تشيردينكو» من اللاعب قتل الجنرال «كروكوف»، ويخبر العالم «زيلينسكي» (الذي اخترع آلة الزمن) اللاعب قصة الإنتقال بالزمن، وأن الرئيس الحالي ليس من المفترض أن يكون رئيسا. ويعلم الرئيس بذلك ويحاول قتل اللاعب، إلا أن اللاعب يدمر مقر الرئيس، ويفترض الجميع بأنه قد توفي. ويهاجم اللاعب مدينة «نيويورك» بعد ذلك لإجبار قوات التحالف على الإستسلام.

وبالنسبة لقصة قوات التحالف، فإن القائد «بينغهام» يطلب من اللاعب الحفاظ على أمن الحدود الأوروبية. وتتحالف القوات مع الإتحاد الروسي للإطاحة بجيوش اليابانيين بعد مهاجمة اليابانيين للقوات في أكثر اللحظات ضعفا. وتستطيع هذه القوات تدمير جيوش اليابانيين البحرية في البحر الأبيض المتوسط، وقلعتهم في بحر الشمال. ويغضب الرئيس الأميركي من «بينغهام» بسبب تحالفه مع السوفييت عوضا عن تدميرهم، ويقرر تدمير «موسكو» بسلاح خارق موجود في إحدى جبال الولايات المتحدة الأميركية. وبسبب ذلك، يقرر «بينغهام» ارسال اللاعب لقتل الرئيس الأميركي، ومن ثم شن هجمة عسكرية على «طوكيو». إلا إن السوفييت يقررون عدم المشاركة في الضربة بسبب مواجهتهم مشاكل خاصة، وأن أسطولهم بعيد جدا عن «طوكيو». ويهرب العالم «زيلينسكي» إلى جانب قوات التحالف بعد المعركة، ويخبرهم قصة الإنتقال بالزمن، وأن السوفييت يخططون لشن هجمة على الولايات المتحدة الأميركية من «كوبا». وتشن قوات التحالف هجمة على «كوبا»، وتنقل قواتها بعد ذلك لتدمير حصن «تشيردينكو» في مدينة «ليننغراد» ومنعه من الهروب إلى الفضاء. وإن أراد اللاعب متابعة القصة من منظور القوات اليابانية، فإن الحملة تبدأ بغزو كامل للإتحاد السوفييتي في الفترة التي يوشك فيها الإتحاد أن يهزم قوات التحالف. ويقرر الإمبراطور «يوشيرو» تدمير المعالم الرمزية لتثبيط الروح المعنوية للسكان، ومن ثم الإستيلاء على محطات البث الأميركية. إلا أن ابن الإمبراطور يفضل مهاجمة الأهداف العسكرية فقط، على الرغم من عدم موافقة والده على ذلك. وتهاجم قوات التحالف الإمبراطورية في ميناء «بيرل» في جزيرة «هاواي»، بالإضافة إلى مهاجمة قلعة الإمبراطور. وعلى الرغم من عدم نجاح الهجمات، إلا أن قوات السوفييت والتحالف المشتركة قد نجحت في الوصول إلى مدينة «طوكيو». ويدرك الإمبراطور غلطته بعد معرفته بهروب العالم السوفييتي إلى جانب التحالف (عبر جاسوسه الرجل الآلي الذي أخذ دور رئيس الولايات المتحدة الأميركية وخدع الجميع)، ويسلم قيادة الجيش إلى ابنه الذي يقضي على القوات المتحالفة في «طوكيو»، ويقتل الرئيس السوفييتي والجنرال «كروكوف» في هجوم شامل على «الكرملن». ويواجه اللاعب معركة حاسمة في «أمستردام»، المعقل الأخير لما تبقى من القوات السوفييتية والتحالف، والتي يوجد فيها المقر العلمي للقوات الذي يطور الأسلحة المتقدمة.

* مزايا ممتعة

* وتقدم اللعبة آليات وعناصر الإستراتيجية الأساسية الموجودة في الإصدارات السابقة للسلسلة، حيث تتنافس القوات المتحاربة على الموارد المستخدمة في بناء القواعد العسكرية وتدريب القوات والوحدات القتالية. ويجب على اللاعب السير في مسار تقني إن أراد تطوير أسلحته، إذ لا يمكنه الحصول على جميع الأسلحة من البداية، بل يجب عليه بناء مراكز الأبحاث والتطوير قبل الحصول على الأسلحة الخارقة. وتركز اللعبة على القوات البحرية التي تعتقد الشركة بأن اللاعبين سيفوتون استراتيجيات وتقنيات ومتعة كبيرة إن لم يستخدموها، بالإضافة إلى الموارد الغنية الموجودة في المحيطات، والتي سيحصل عليها الطرف الثاني من الصراع. وتعتبر غالبية القوات البحرية برمائية في هذا الإصدار، ويمكن بناء قواعد كاملة في المياه إن أراد اللاعب، الأمر الذي يفتح أبعادا جديدة في طرق واستراتيجيات اللعب. وتؤكد الشركة أهمية المراحل المائية عن طريق طرح خرائط مختلفة لنمط اللعب الجماعي، جميعها تحتوي على أقسام كبيرة من المياه.

ويمكن للاعبين الدخول في نمط اللعب الفردي أو الجماعي. وسيتحالف اللاعب في نمط اللعب الفردي مع لاعبين آخرين عبر الإنترنت، أو مع الذكاء الإصطناعي للعبة. ويمكن إرسال أوامر بسيطة للقوات المتحالفة الإلكترونية، مثل الهجوم على موقع محدد. ويجب على اللاعب إتمام 9 مراحل لكل طرف من أطراف النزاع للحصول على نهاية القصة.

وتجدر الإشارة إلى أن اللعبة تستخدم ممثلين حقيقيين (بعضهم مشهور) في سرد القصة، مثل «جيني مكارثي» و«جيما آتكينسون» و«جوناثان برايس» و«جيه كيه سيمونز» و«تيم كاري» و«آندرو ديفوف» و«بيتر ستورميز» . هذا وطرحت الشركة إصدارات مختلفة من اللعبة، مثل إصدار خاص لمن طلب شراء اللعبة قبل موعد طرحها في الأسواق، والذي يحتوي على الجزء الثاني من اللعبة، وخريطة حصرية لنمط اللعب الجماعي، وقرص «دي في دي» يحتوي على عروض فيديو إضافية، وخلفية لسطح المكتب. وطرحت الشركة أيضا إصدار «بريمير إيديشين» Premier Edition الذي يحتوي على قرص موسيقي «سي دي» توجد فيه موسيقى اللعبة، وقرص «دي في دي» إضافيا توجد فيه عروض فيديو حول كيفية صنع اللعبة، ورمز لتحميل خريطة جماعية، ورقم سري يسمح لحامله بتجربة لعبة مقبلة في السلسلة، وصورة كبيرة تعلق على الجدار. هذا وطرحت الشركة إصدارا خاصا في «تايوان» يقدم حقيبة ظهر يوجد عليها شعار اللعبة كهدية.

* مواصفات تقنية

* رسومات اللعبة ممتازة، والألوان براقة ومتنوعة وتناسب أجواء اللعب. ويمكن ملاحظة الأضواء الذهبية في بيئة الغابات، والشماسي الملونة في مراحل المدن القريبة من البحار. رسومات تحرك الشخصيات Animations متقنة الأداء وجميلة، والمؤثرات البصرية ممتازة، وخصوصا مؤثرات المياه في المراحل المشمسة. ويمكن ملاحظة دقة الرسومات في المؤثرات الكهربائية، مثل عند إطلاق التيارات الكهربائية الدفاعية نحو المركبات. هذا ولا ينخفض معدل الرسومات (معدل الرسومات Frames Per Second FPS هو عدد المشاهد التي تظهر على الشاشة في كل ثانية، ويصل إلى 60 رسمة في الثانية في الوضع المثالي. وينخفض مع ازدياد الضغط على معالج الرسومات نظرا لزيادة الطلب على معالجة بيانات الرسومات. وغالبا ما ينخفض المعدل عند زيادة عدد الشخصيات في الشاشة الواحدة أو ازدياد حجم الشخصيات، أو كثرة المؤثرات الخاصة في الشاشة الواحدة) إن كان اللاعب يستخدم كومبيوترا ذا مزايا متطورة.

موسيقى اللعبة ممتازة، كما هو الحال في الإصدارات السابقة للسلسلة، حيث تعاونت مجموعة من مؤلفي الموسيقى («تيم وين» Tim Wynn و«جيمس هانيغان» James Hannigan) مع مؤلف موسيقى الإصدار الأول من اللعبة «فرانك كليباكي» Frank Klepacki. أداء الأصوات ممتاز، حيث توجد صيحات وكلمات مختلفة لكل نوع من الوحدات القتالية التي يتحكم بها اللاعب.

ويمكن للاعب التحكم باستخدام الفأرة ولوحة المفاتيح في إصدار الكومبيوتر الشخصي، حيث يمكن تغيير نوع الهجمات لكل وحدة بالضغط على زر «F» في لوحة المفاتيح، وتعيين أرقام لمجموعات الجنود والآليات، وإصدار الأوامر الأساسية باستخدام الفأرة. وبالنسبة لإصدار «إكس بوكس 360»، فإن أسلوب التحكم ممتاز، على الرغم من أن استخدام لوحة المفاتيح والفأرة في هذا النوع من الألعاب مفضل أكثر من استخدام أداة التحكم. ويمكن للاعب مثلا الضغط على الأزرار الجانبية لأداة التحكم لعرض نمط «الرادار» أو «الأوامر»، لتتغير وظائف الأزرار الموجودة على سطح الأداة.