قليلا ما نشهد ألعابا تعيد تعريف طريقة اللعب، وغالبا ما تبقى هذه الألعاب في الذاكرة لسنوات طويلة. ومن الألعاب الجديدة من هذه الفئة لعبة «طرف المرآة» Mirror"s Edge التي تمزج ألعاب قتال المنظور الأول مع ألعاب القفز عن المنصات Platformer، حيث يجب على اللاعب السير والقفز والقتال فوق أسطح المباني باستخدام مهارات رياضة الـ«باركور» Parkour، ولكن من المنظور الأول (لا يرى فيه اللاعب شخصيته، وتبدو الأحداث وكأنها مصورة من أعين الشخصية نفسها). هذا وتقدم اللعبة ألوانا براقة، الأمر غير المألوف في ألعاب قتال المنظور الأول.
قصة اللعبة
* تدور أحداث اللعبة في مدينة غير مسماة يحكمها نظام شمولي يراقب السكان عبر أجهزة مراقبة منتشرة وتخترق خصوصياتهم، ويتعقب جميع الاتصالات الإلكترونية للحد من الجرائم والإطاحة بأي جهود تحاول زعزعة استقرار ذلك النظام. وتشكل انتخابات مقبلة دورا حاسما بالنسبة لهذا الوضع، حيث تريد القوى الحاكمة إبقاء سلطة المحافظ الحالي «كالاهان»، بينما يعد مرشح جديد اسمه «روبرت بوب» بإجراء التغيرات الجذرية. ويأتي هنا دور بطلة اللعبة الآسيوية - الأوروبية المسماة «فيث كونرز»، والتي تعتبر عداءة تتقن مهارات رياضة الـ«باركور» لتبقى بعيدة عن الأنظار، مستخدمة أسطح المباني وطرقا أخرى لإيصال رسائل ورقية بين مجموعات المعارضة في المدينة. وتساعد «فيث» في سعيها للإصلاح عداءة ماهرة أخرى اسمها «سيليست»، دربهما «مبيركوري» الذي يتابع تحركاتهما عبر موجات الراديو.
وتتلقى «فيث» مكالمة هاتفية من أختها «كيت» الشرطية تطلب منها المساعدة بعد وقوع جريمة قتل والعثور على ورقة كتب عليها «آيكيرس». وتطلب «كيت» من أختها تقصي هذا الموضوع وإبلاغ رئيسها «ميلير» بالمستجدات. وتعثر «فيث» على عداء سابق اسمه «جاك نايف»، وتعلم منه أنه توجد لدى المصارع السابق «روب بيرن»، المسؤول عن أمن الشخص المقتول، معلومات مفيدة في هذه القضية. وتخبر «فيث» الرئيس «ميلير» بهذا الأمر، ويساعدها في مقابلة «روب بيرن»، إلا أن «روب بيرن» يحاول قتلها، ولكن قاتلا محترفا يقتله أثناء عراك «فيث» معه.
وتطارد «فيث» القاتل، وتكتشف أنه يعمل لدى شركة أمن خاصة تعتمد عليها المدينة بشكل كبير جدا، وأن هذه الشركة تدرب عدائين لها بهدف إبادة العدائين الحاليين في المدينة. وتمسك «فيث» بالقاتل المأجور، وتكتشف أنه صديقتها العداءة «سيليست»، وأن «سيليست» انضمت لهذه المجموعة بسبب مشروع «آيكيرس» ولتفادي قتلها. وتعبر «سيليست» عن خوفها من أن تعثر عليها شركة الأمن بصحبة «فيث»، وتختفي بعد ذلك. ويخبر «ميركوري» «فيث» بعد ذلك بأنه قد ألقي القبض على أختها، وأنها متهمة في جريمة القتل التي حصلت، وأنه قد جهز مكانا لتحضير كمين للموكب الذي ينقل أختها إلى السجن.
وتستطيع «فيث» تحرير أختها وإخبارها بمكان آمن تستطيع الهروب إليه وملاقاة «ميركوري»، وتحاول بعدها «فيث» تغيير مسار قوات الأمن للابتعاد عن أختها واللحاق بها عوضا عن ذلك. وبعد الهروب من قوات الأمن، تعود «فيث» إلى المكان الآمن لملاقاة أختها، إلا أنها تفاجأ بأن المقر قد هوجم، وأن أختها غير موجودة، وأن الرئيس «ميلير» يحتضر. ويخبر «ميلير» «فيث» أن أختها اختطفت وأخذت إلى مبنى اسمه «شارد»، والذي هو عبارة عن ناطحة سحاب ومقر المرشح «كالاهان»، بالإضافة إلى أن قاعدة البيانات المركزية الخاصة بمراقبة المدينة موجودة في ذلك المبنى. ويرى «ميلير» أن «فيث» هي آخر أمل للتغيير في المدينة، ويساعدها عبر الراديو في الوصول إلى أجهزة المبنى لتخريبها وتحطيمها، ولكن «فيث» تسمع صوت طلقة رصاص من الراديو ويختفي بعدها صوت «ميلير».
وتعثر «فيث» على أختها، ولكن «جاك نايف» يهدد بقتلها بالمسدس، ويشرح مهمة مشروع «آيكيرس» (لن نذكر هذه التفاصيل ونتركها للقارئ ليكتشفها بنفسه)، ويحاول بعدها الهرب مع «كيت» على متن طائرة مروحية. فهل ستنقذ «فيث» أختها وتصلح نظام المدينة، أم هل ستصبح مطلوبة وتعيش حياتها مختبئة ولا تعلم مكان أختها؟
مزايا ممتعة
* وتهدف اللعبة إلى توضيح التفاعل بين اللاعب والبيئة من حوله، وتقديم شعور غير مسبوق لحرية الحركة من المنظور الأول، وذلك عن طريق استخدام مهارات رياضة الـ«باركور» في شخصية اللعبة، وتحريك الكاميرا بطريقة تحاكي تحرك العدائين، مثل تحركها إلى الأعلى والأسفل عندما تركض شخصية اللعبة، أو دوران الكاميرا عندما يتدحرج اللاعب. هذا ويمكن للاعب مشاهدة أيدي وأرجل الشخصية التي تُستخدم للتعبير عن التحركات. ونظرا لأن الهدف هو حرية الحركة، فإنه يجب الحفاظ على إيقاع الحركة السريع، ولذلك فإن اللعب على أسطح المباني هو الحل الأمثل، وهو يسمح بأداء سلاسل من الحركات والمهارات الرائعة. وإن لم يستطع اللاعب أداء السلاسل، فإن سرعته ستنخفض، ولن يستطيع الوصول إلى الأماكن البعيدة عند القفز، أو سيقع أثناء القفز من مبنى إلى آخر.
هذا وتستخدم اللعبة نظاما خاصا لتسهيل أداء هذه الحركات اسمه «رؤية العداء» Runner Vision، يعرض البيئة حسب منظور العدائين في اللعبة، وبالتالي التعرف على عناصر طرق الخروج بشكل واضح، مثل الأنابيب والمنصات والأبواب التي يمكن فتحها. وإن شاهد اللاعب هذه العناصر في البيئة من حوله، فسيعرف إلى أي اتجاه يذهب، وذلك بسبب أن هذه العناصر ستبدو أكثر وضوحا من البيئة المحيطة، بالإضافة إلى أن ألوانها ستكون براقة أكثر من غيرها. وسينخفض عدد العناصر الواضحة مع تقدم اللاعب في المراحل، لتدله اللعبة على الهدف النهائي فقط في المراحل الأخيرة، مع إمكانية إيقاف عرض هذا النظام إن أراد اللاعب تحدي نفسه. وتستخدم اللعبة هذا النظام في بعض الألغاز، وذلك لعرض العناصر التي يجب استخدامها بتسلسل معين لحل اللغز.
وتقدم اللعبة ميزة أخرى هي «زمن ردة الفعل» Reaction Time الذي يبطئ الزمن لفترة قليلة، وذلك ليتعرف اللاعب على البيئة من حوله من دون أن يخسر سرعته في الركض، بالإضافة إلى قدرته على تسهيل توقيت القفزات وسحب الأسلحة من الأعداء بسرعة. وعلى الرغم من أن شخصية اللعبة تستطيع حمل الأسلحة، إلا أن الهدف هو الركض والهرب من الأعداء عوضا عن مجابهتهم في عراك مستديم، وينصب التركيز على الشخصية، وليس الأسلحة النارية، مع اعتبار دور العراك ثانويا. هذا وسيحصل اللاعب على جائزة إن أتم اللعبة من دون إطلاق النار على أي عدو. ويمكن للاعب الحصول على الأسلحة عن طريق سحبها من الأعداء أثناء العراك معهم، ولكن «فيث» سترمي المسدس إن نفذت ذخيرته. وتجدر الإشارة إلى أن حمل الأسلحة النارية سيبطئ من حركة الشخصية بشكل يتناسب مع وزن السلاح، وبالتالي تقديم عنصر الإستراتيجية في اللعبة لموازنة خفة الحركة والوصول إلى الأماكن البعيدة مع سهولة التخلص من الأعداء لفترات محدودة.
هذا وتوجد 3 حقائب مخفية في كل مرحلة يمكن للاعب البحث عنها للحصول على مزايا إضافية، مع وجود نمط يتحدى اللاعبين زمنيا، ويجب فيه إتمام أجزاء محددة من المراحل في أسرع وقت ممكن. وستسجل اللعبة أفضل أداء للاعب، وتعرضه أمامه عند إعادة اللعب وكأنه شخصية أخرى لا يمكن التفاعل معها، وذلك ليطور اللاعب من أدائه أكثر وأكثر، وكأنه ينافس أفضل أداء له ويحاول التفوق على نفسه. ويمكن للاعبين مشاهدة أسمائهم في لوح خاص على الإنترنت يعرض مهاراتهم وتقدمهم مقارنة بالآخرين. ومن المتوقع أن تطرح الشركة أكثر من جزء من اللعبة في المستقبل القريب.
مواصفات تقنية
* ولعل أول ما سيلفت نظر اللاعب عند بدء اللعبة هو الألوان البراقة، حيث أن غالبية ألعاب المنظور الأول لا تستخدم هذه الألوان، بل ألوانا غامقة بشكل عام. وستعيد هذه اللعبة الحياة إلى الرسومات، حيث أن الألوان الزرقاء والحمراء والصفراء طاغية، ولون المباني الأبيض الناصع سيشعر اللاعبين بالحماس والنشاط. وسيلاحظ اللاعب استخدام تباين الألوان لصالح اللعبة. وكما ذكر سابقا، فإن هذا التباين موجود لهدف إبراز كيفية رؤية العداء للعالم من حوله، كمنصات قفز وعناصر مساعدة (ملونة) على الحركة والتقدم. موسيقى اللعبة رائعة والمؤثرات الصوتية متقنة الأداء، وستعجب الجميع عند سماعها، وخصوصا عند سماع صوت تنفس «فيث» المتسارع وخطواتها عند الركض، وتستحق أغنية نهاية اللعبة كل التقدير.
هذا وتستخدم اللعبة أسلوب تحكم سهل يعتمد على عناصر البيئة أثناء الضغط على الأزرار، حيث أن الضغط على الاتجاه الأعلى بالقرب من شيء ما سيجعل الشخصية تتخطاه، مثل القفز أو التسلق أو الإمساك بأطراف بارزة فوق ذلك العنصر، أو الضغط على زر الاتجاه الأسفل للتزحلق تحت شيء ما أو التدحرج، وغير ذلك من الأمور المرتبطة، وبالتالي تسهيل التحكم بشكل كبير. وتجدر الإشارة إلى أن الذكاء الاصطناعي للأعداء متطور، ولن يستطيع اللاعب الهرب من رصاصاتهم بسهولة، وسيلاحقونه أينما ذهب، وخصوصا في المراحل اللاحقة التي توجد فيها قناصة. أسلوب التحكم مريح جدا، ويمكن ملاحظة أن أداة التحكم في جهاز «بلاي ستيشن 3» أكثر راحة من نظيرتها في إصدار «إكس بوكس 360»، وذلك بسبب طريقة عمل الأزرار الخلفية.
وبالنسبة لإصدار الكومبيوتر الشخصي، فهو يقدم رسومات أكثر دقة إن كان كومبيوتر اللاعب يحتوي على مواصفات متطورة، بالإضافة إلى بعض التغييرات في أسلوب التحكم، وإضافة نمط تحدي الزمن وتحدي السرعة لكل مرحلة يكملها اللاعب، وليس لمراحل محددة. هذا ويمكن للاعبين تحميل 7 خرائط لنمط تحدي الزمن، ويبلغ سعرها 10 دولارات أميركية، أو 800 نقطة من نقاط «مايكروسوفت»، وذلك في نهاية الشهر الحالي. وتجدر الإشارة إلى أن الشركة ستطرح خريطة إضافية مجانية على جهاز «بلاي ستيشن 3». هذا ويمكن تحميل مرحلة تجريبية مجانية من اللعبة لتقييمها قبل الشراء.
* مواصفات الكومبيوتر المطلوبة
* أعلنت الشركة عن مواصفات الكومبيوترات المطلوبة لعمل اللعبة، ولكن لم يعلن عن المواصفات المقترحة للحصول على أفضل رسومات وتجربة لعب. المواصفات الأساسية هي:
معالج «بينتيوم 4» بسرعة 2,4 غيغاهيرتز، أو «آثلون 64 2800+» ذاكرة بحجم 1 غيغابايت بطاقة رسومات «جيفورس 6» بذاكرة 256 ميغابايت، أو «إيه تي آي إكس 1650» أو «إيه تي آي إتش دي 2400»
* معلومات عن اللعبة
* الشركة المبرمجة: «إي إيه ديجيتال إلوجنز سي دي» دايس EA Digital Illusions CE DICe http://www.dice.se الشركة الناشرة: «إلكترونيك آرتس» Electronic Arts http://www.ea.com صفحة اللعبة على الإنترنت: http://www.mirrorsedge.com نوع اللعبة: قتال وقفز من المنظور الأول First-person Action/Platformer أجهزة اللعب: الكومبيوتر الشخصي PC و"إكس بوكس 360» Xbox 360 و«بلاي ستيشن 3» Playstation 3 تاريخ الإصدار: 11/2008 لإصدارات «إكس بوكس 360» و«بلايستيشن 3»، و01/2009 لإصدار الكومبيوتر الشخصي، و01/2009 للكومبيوتر الشخصي تقييم مجلس برمجيات الترفيه ESRB: للمراهقين «Teen» عدد اللاعبين: 1