كتب إلكترونية جديدة.. تحت تصرفك

تؤمن خزن عشرات الآلاف من محتويات الكتب إضافة إلى المجلات والمدونات

من الأعلى: قارئا «سوني بي آر اس-700، و«أمازون كيندل2» الإلكترونيان لعرض الكتب، وهاتف «آي فون» بتطبيقات «ستانزا» لعرض الكتب إلكترونيا (خدمة صور «نيويورك تايمز»)
TT

«أمازون كيندل 2» الذي طرح أخيرا، وضع أجهزة قراءة الكتب الإلكترونية في دائرة الضوء. ويحتفل الذين أطلقوه بقدرته على تخزين الآلاف من الكتب في جهاز واحد خفيف، يمكنه الوصول إلى الصحف اليومية والمجلات المختلفة والمدونات أثناء تجوال صاحبه وتنقله من مكان إلى آخر، مع القدرة، بنقرة واحدة على الزر، في الحصول على عنوان واحد من هذه الكتب والمنشورات التي يربو عددها على مئات الآلاف خلال ثوان.

«ولكنني لست متأكدا من شرائه، فأنا رجل كتب حقيقي، أي إنني أرغب في الإمساك بها، وتحسس صفحاتها، وشم رائحتها، حتى إنني أعشق شكلها» يقول دانيال بيلوبوتوسكي في صحيفة «نيويورك تايمز». ومع أنني أقدر التقنية حق قدرها، وبجميع أشكالها، إلا أنني اقتربت من الأصناف الأخيرة من قارئات الكتب الإلكترونية بمزيج من الشك والحذر.

* «كيندل 2»

* جهاز القراءة «كيندل 2» الذي يبلغ سعره 359 دولارا، أتاح الدخول إلى أكثر من 230 ألف كتاب بشكلها الإلكتروني، فضلا عن عشرات الاشتراكات الرقمية بالمجلات والصحف والمدونات اليومية.

وفي الوقت الراهن، فإن هذه الكتب محصورة فقط بجهاز «كيندل» فقط، على الرغم من أن الشركة المنتجة له أثارت ضجة كبيرة حول توفيرها أيضا في المستقبل للأجهزة الأخرى، كالهواتف الذكية وكومبيوترات الـ«لابتوب» بسعر يصل إلى 10 دولارات للكتاب الواحد.

وتتيح لك خدمة «أمازون ويسبرنيت» اللاسلكية من «أمازون» تنزيل الكتاب في أقل من 60 ثانية. وحالما تقوم بتسجيل اشتراكك أو حسابك، يمكنك شراء الكتب الإلكترونية والصحف، أو المجلات، من «أمازون دوت كوم». وجهاز «كيندل 2» كسلفه مجهز بلوحة مفاتيح مشيدة بداخله، أي إنك لا تحتاج إلى وصله بالكومبيوتر لتنزيل المحتويات. ويقوم «أمازون» أيضا بتخزين المعلومات الخاصة ببطاقة الائتمان العائدة لك، أي إنك لست بحاجة لإدخالها كل مرة تقوم فيها لاسلكيا بشراء كتاب جديد. وجهاز «كيندل» الجديد هذا هو أكثر رشاقة من سابقه الأصلي، مع وجود المزيد من الظلال الرمادية التي تسهل القراءة وإظهار النصوص واضحة في الإضاءة الشديدة. ولكن على الرغم من أن «كيندل» هذا هو حسن المنظر، فإنه صعب الملاحة والتصفح. وهناك عصا قيادة صغيرة خماسية المهام تستخدم للمناورة عبر اللوائح والقوائم، لكن من العسير السيطرة عليها.. فهل وجود شاشة تعمل باللمس هو الكثير الذي نطلبه ونلتمسه من الشركة المنتجة؟

وتتيح لك لوحة المفاتيح إضافة الملاحظات إلى النص، ولكن لا أحد يرغب في كتابة رواية طويلة مستخدما هذه الأزرار البلاستيكية الصغيرة. كما أن نظام «أمازون» لترقيم الصفحات سخيف للغاية، فبدلا من «الصفحة 23» مثلا تحصل على معلومات مثل «الموضع 47-82» أو «2%» على طول أسفل الشاشة. وبعد استخدامي «كيندل» لمدة أسبوع، ما زلت لا أدرك ماذا يعني ذلك؟

وإذا وضعنا واجهة التفاعل غريبة الشكل جانبا، فإنني أعجبت بـ«كيندل» أكثر مما توقعت في البداية. فبالنسبة إلى نوع القراءة التي أقوم بها (قضاء فترة طويلة في قطارات الأنفاق بنيويورك) يقدم لي «كيندل» إمكانية قراءة حقيقية مستخدما اليد الواحدة، ولقلب الصفحات أيضا. وهذه مزية جيدة. وعلى الرغم من أنني لا أهتم كثيرا بمسألة أن «كيندل» يمكنه احتواء 1500 كتاب، فإنني أعجبت بنحافته، لأنني في أكثر من مناسبة توجب علي أن أستبدل حقيبتي اليدوية، لكون الكتاب الورقي الذي كنت أقرأه كان كبيرا وثقيلا.

* قارئات إلكترونية

* في هذا الوقت زود جهاز القراءة الرقمي النحيف «بي آر أس-700» من «سوني» بشاشة قياس 6 بوصات تعمل باللمس وبلوحة مفاتيح افتراضية. وهو كجهاز «كيندل» يتيح تذييل الحواشي والملاحظات، كما أنه يتذكر أين توقفت في القراءة. ويقوم هذا القارئ في أي حال بعرض رقم الصفحات، مما يقلل من الفوضى والاضطراب، إذا ما أضعت مكان القراءة. ويستخدم كلا الجهازين تقنية الحبر الإلكتروني على شاشتيهما اللتين تولدان القليل من الوهج.

وجهاز القراءة «سوني» (400 دولار) هو أصغر من «كيندل»، لكن «سوني» تصنع أيضا جهاز «بي آر إس-505» (300 دولار) بيد أنه يفتقد إلى شاشة تعمل باللمس خلافا لشقيقه «بي آر إس-700». وعندما شرعت أتساءل لماذا غفلت «أمازون» عن مثل هذه الشاشة، تبين لي الأمر بعد ذلك، لأن شاشة «سوني» سيئة ولم ترغب أن تدخل في التجربة ذاتها.

ومع سوء شاشة جهاز «سوني»، فإنه يخسر أيضا أمام جهاز «كيندل» على صعيد تنزيل الكتب. فجهاز «سوني» يفتقد إلى الاتصال لاسلكيا، بل يعتمد على الكومبيوتر «بي سي» في هذا الأمر للوصول إلى مخزن الكتب الإلكترونية الخاص بالشركة، والذي يضم نحو 100 ألف عنوان كتاب. وبشكل عام، فإن سعر الكتاب الواحد في «سوني» أغلى بنحو نصف دولار إلى دولار واحد أكثر من «أمازون». وعلى الرغم من أن مجموعة «سوني» هي أصغر من مجموعة «أمازون»، فإن جهازها للقراءة يدعم النمط العام المستخدم في الكتب الإلكترونية الذي يتيح تنزيل الكتب من المواقع الإلكترونية الأخرى، وحتى المكتبات التي تقدم مجموعات رقمية.

وتقول «سوني» إنها تعمل على نسخة لاسلكية لجهازها شرط أن تنجح في تذليل بعض العقبات التي تتعلق بجودة الصور. وإذا رغبت في عدم شراء جهاز قراءة من أي نوع، فهناك بضعة تطبيقات تتيح لك قراءة الكتب على أجهزة مثل «آي فون» و«جي 1» من «تي-موبايل»، أو «بلاك بيري»، وإن كانت هذه الأخيرة تصلح للقراءات القصيرة فقط. ويعتبر تطبيق «ستانزا» الذي يمكن تنزيله مجانا من مخزن تطبيقات «آي تيونز» من أكثر التطبيقات شعبية لاستخدامه على هاتف «آي فون». ومع هذا التطبيق يمكن شراء الكتب مباشرة من مجموعة متنوعة من بائعي الكتب الإلكترونية عن طريق استخدام لوحة المفاتيح الافتراضية، بحيث يجري البحث عن الكتاب وتنزيله مجانا من «فريبوكس» في أقل من دقيقة واحدة. وتعززت ثقتي بهذا التطبيق عندما تأكدت أن ذلك يجري من دون أي صعوبات، خلافا لمواقع البيع الأخرى.

وهناك تطبيق آخر هو «شورتكافرز» الجديد الذي كان من المتوقع الشروع فيه قبل أيام من المحل الكندي لبيع الكتب «إنديغو»، والذي يتوفر لهواتف «آي فون» أيضا و«بلاك بيري» والهواتف الذكية الأخرى. وكبداية يتوفر في المحل هذا حاليا 50 ألف عنوان كتاب جاهز للتنزيل، فضلا عن 200 ألف فقرة كعينات ليس إلا، التي يمكن التشارك بها مع الأصدقاء.

وهكذا يمكن تصور إمكانية تغلبي على رفض الكتب الإلكترونية مع وجود جهاز مثل «كيندل» الذي أستطيع التعامل معه في رحلاتي بالقطارات لكوني أستطيع بواسطته شراء الكتب فورا. ولكن على الرغم من كل هذه التسهيلات، فإنني لا اعتقد أن الكتاب الإلكتروني سيحل محل الكتاب العادي الورقي قريبا. وبالطريقة ذاتها التي ترغب في مشاهدة بعض الأفلام في الصالات السينمائية، كذلك الحال بالنسبة إلى بعض الكتب التي تود قراءتها أيضا بنسختها الورقية العادية الجامدة.