«مصانع رقمية» تحول النظم القديمة.. إلى تقنيات حديثة

لخفض التكاليف في الظروف الاقتصادية الصعبة

TT

ألقى شبح الاقتصاد المتداعي ظلاله على قطاع التقنية، حيث تسعى الشركات لخفض نفقاتها إلى أقصى الحدود. إلا أن هذه المشاكل فتحت الباب أمام نوع آخر من التقنيات المتخصصة في خفض التكاليف وتطوير الأجهزة والطاقم. وكمثال على ذلك، تستخدم كافة الشركات العديد من التطبيقات الإلكترونية كجزء من عملياتها اليومية، ويجب أن تكون هذه التطبيقات سريعة ومرنة وذات تكلفة مناسبة. أما التطبيقات التي لا تنطبق عليها هذه المواصفات ولا يمكن تحديثها وتطويرها مع مرور الوقت، فإنه يطلق عليها اسم «البرامج القديمة» Obsolete. وعلى الرغم من أهمية هذه التطبيقات القديمة للشركات، فإنه قد يصعب تعديلها وتطويرها، نظرا لدرجة تعقيدها وقدمها، وقد يؤدي ذلك إلى زيادة كلفة الحفاظ على هذه التطبيقات وعدم مرونتها وقابليتها للتطوير لتتماشى مع متطلبات العمل.

* تحديث التطبيقات

* وابتكرت شركة «إتش بي» HP حلولا لنقل هذه التطبيقات القديمة وتحديثها عبر برامج تحديث ومجموعة من الأدوات المرئية، ومراكز متقدمة للتطوير. صممت البرامج لمساعدة الشركات في تحديث التطبيقات بسرعة فائقة، مع مراعاة تقليل الكلفة والمخاطر. ويعمل برنامج تحديث الأنظمة على تقليل التكاليف وخفض الاعتماد على الخبرات الفنية القديمة البائدة، ورفع سرعة وكفاءة التطبيقات، ومشاركة أفضل أساليب عملية تحديث التطبيقات.

هذا وأعلنت شركة «سيمانتيك» Symantic من جهتها عن طرحها مجموعة من البرامج التي من شأنها تطوير كيفية التعامل مع المعلومات والمساحة على الأقراص الصلبة من حيث التخزين وحفظ النسخ الاحتياطية وأرشفة البريد الإلكتروني. وعلى صعيد آخر، ترى شركة «إنتل» Intel أنه يجب الاستثمار في التعليم ورفع القدرات في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، الأمر الذي يبدو واضحا في برنامج التعليم الخاص بها «إنتل تيتش» Intel Teach الذي يعلم ملايين الأميين الإلكترونيين، ويثقفهم بالمعلومات الإلكترونية اللازمة لأداء أعمالهم بشكل أسرع، والدراسة بشكل أفضل.

* تحويل البرامج القديمة آليا

* وأعلنت شركة «إتش بي» عن جاهزيتها لطرح حلول تحديث الأجهزة الخادمة للشركات في المنطقة العربية، وحاورت «الشرق الأوسط» هيرمان إنك، مدير مبيعات برنامج تحديث الأنظمة في «إتش بي»، وميشال بورتيلي، مدير وحدات العمل للأجهزة المهمة للشركات، خلال زيارة قاما بها إلى المملكة العربية السعودية. وعلق مسؤولو الشركة حول دراسة حديثة قامت بها، خلصت إلى أنه يوجد لدى أكثر من 70% من العملاء برامج مركزية قديمة طورت قبل 20 أو 30 عاما، وهي صعبة التكامل مع التقنيات الحديثة، وكلفة تشغيلها مرتفعة نظرا لعدم توفر الخبرات الكاملة، وارتفاع كلفة ذوي الخبرات. وقد لا تعلم الشركات بالخيارات المتوفرة لها لتحويل أنظمتها، وقد تتخوف من تحديث نظمها القديمة، نظرا لخطورة توقف العمل لفترات ليست بالقصيرة، بالإضافة إلى عدم الثقة الكاملة بالتقنيات الحديثة، والكلفة المرتفعة لتطوير النظم والبرمجيات. وتستطيع «إتش بي» توفير التقنيات اللازمة لتحديث النظم، مع وجود الخبرة الكبيرة (نجحت الشركة في تحديث 40 مشروعا في أوروبا، مع عدم فشل أي مشروع لغاية الآن، وهي في طور تحديث 250 مشروعا آخر في المنطقة)، وتوجد لديها القدرات اللازمة لإتمام التحديث في أقل وقت ممكن، نظرا للمنهجيات الناجحة الموجودة لديها.

وأسست الشركة مراكز لتحديث البرامج القديمة في إسبانيا ورومانيا، وتستطيع توفير كلفة العمل بمعدل 25 مليون دولار أميركي في 4 أعوام، وحوالي مليار دولار أميركي بشكل كلي، وخفض تكاليف التشغيل بنسبة 50%. وتستطيع الشركة توفير الأجهزة الخادمة ونظم التخزين، وبرامج إدارة التقنيات والجودة، بالإضافة إلى منهجيات الانتقال والأدوات والخدمات اللازمة لعمل ذلك. وتوفر الشركة الدعم الكامل للمشاريع التي تقوم بها، مع قيام الشركة بتدريب طاقم العمل بشكل كامل بعد الانتهاء من الانتقال.

وتأخذ الشركة نسخة من النص البرمجي الخاص بالشركة وترسله إلى الخبراء لتحويله Transformation إلى النظام الجديد، ومن ثم تجرب النظام الجديد بشكل متوازٍ مع النظام القديم وتمرير المعطيات نفسها للنظامين، ثم تدقيق النتائج للتأكد من أن الحل الجديد متوافق بشكل كامل مع المتطلبات، ومن ثم الحصول على نسخة جديدة من النظام الحالي (قد تكون نسخة النظام الحالي قد عدلت في فترة التطوير) وإعادة الكرة مرة أخرى (يصبح زمن التحويل عدة ساعات في تلك المرحلة) وتثبيت النظام الجديد بشكل نهائي. وتعتمد فترة التحويل على عدد الأجهزة والأنظمة الموجودة في الشركة، وتتراوح بين 6 - 14 شهرا بشكل عام، ولكن الشركة تحاول إتمام المشاريع في حوالي 12 شهرا. وتغطي «إتش بي» غالبية التقنيات القديمة التي توشك على الاندثار، وتستعين أو تستحوذ على شركات متخصصة في التقنيات غير المتوفرة لديها، وذلك لإتمام العمل بالشكل الصحيح. ويمكن تحويل النظام الحالي إلى أي لغة برمجة رئيسية موجودة في الأسواق، واختيار نظام التشغيل المطلوب، شريطة توافق البرمجيات مع بعضها البعض، وعدم عودة الشركة إلى المنطقة المغلقة نفسها بعد عدة أعوام. وتجدر الإشارة إلى أن الكثير من الشركات أصبحت تفضل الانتقال إلى استخدام معالجات «إنتل إيتانيوم»، عوضا عن المعالجات القديمة للشركات المحتكرة.

* حلول متكاملة

* وتستهدف هذه التقنية 3 قطاعات، هي التصنيع والتوزيع (مثل مصانع السيارات)، والحكومات والقطاع العام، وقطاع التمويل والمال (مثل الأسواق المالية والمصارف). وعلى الرغم من وجود منافسة في الأسواق في هذا المجال، فإن «إتش بي» ليست متخوفة، ذلك أنها تؤمن بأنها الشركة الوحيدة التي توفر حلولا متكاملة، وليس جزئية كما هو الحال عند الكثير من المنافسين، بالإضافة إلى وجود الخبرة الطويلة لديها في إنجاح مشاريع التحويل.

وتستطيع برامج «إتش بي» تحويل ما نسبته 95% من النصوص البرمجية إلى النصوص المرادفة بلغات أخرى بشكل آلي، ليبقى التدخل اليدوي محدودا على 5% فقط، وتضمن الشركة جودة النص المحول.

ويمر المشروع عادة عبر 4 مراحل، هي التحليل والتصميم، والتطبيق والتحويل، والتجريب، والإطلاق. ويمكن خفض المخاطر بشكل كبير في المراحل الأولى للمشروع، مع عدم تأثر قوانين وضوابط العمل. ونجحت «إتش بي» بتحويل نظم الشرطة المدنية في البرتغال وتطوير أساليب عملها بشكل كبير، بالإضافة إلى نجاح مشاريع القوات الحربية البرتغالية، وبنك المشرق، وكونتيننتال إيه جي، وأماديوس، وبانكو إسبريتو، وسلسلة متاجر كارفور.

ويمكن تلخيص تحديات التقنيات الحالية للأجهزة بالكلفة العالية لبيئة الأجهزة، وعدم توفر المرونة في العمل، وعدم توفر الخبرات أو ارتفاع معدل أعمار أصحاب الخبرات (بسبب قدم التقنيات)، وعدم القدرة على مواكبة النزعات الجديدة والإبداعات في الأسواق، بالإضافة إلى صعوبة إتمام المشاريع الجديدة بالسرعة المفترضة، وعدم توفر الكتب والمراجع التقنية بوفرة.

وستستفيد الشركات من هذه العملية بخفض تكاليف التشغيل المتمثلة في صيانة الأجهزة القديمة وتراخيص البرامج التي تعمل عليها، مع مردودية لا تقل عن 50% وبمعدل 70%، وفي خلال عام ونصف أو عامين. وبحسب دراسات الشركة، يوجد حوالي 4 آلاف جهاز خادم في المنطقة تستخدم تقنيات حصرية قديمة، مثل لغات PL/1 وFortran وAssembler وAdabas وWebFocus وIdeal، وغيرها من التقنيات الأخرى القديمة. ويمكن للشركات اختيار استخدام التقنيات الحالية الموجودة لديها والبقاء تحت رحمة الشركات المصنعة التي تحتكر هذه التقنيات، أو الانفتاح إلى منهجية تعددية المصنعين واستخدام الأسس القياسية، بحيث يزاح الاحتكار الذي يؤثر سلبا على قرارات الشركة، واعتماد تقنيات حديثة توفر الكثير من الأدوات الجديدة لأداء العمل، مع إمكانية استخدام البرامج التجارية المتوفرة في الأسواق عند الحاجة.

* تقنيات التخزين

* وترى شركة «سيمانتيك» أنه يمكن إدارة مصادر تخزين المعلومات، حيث إن الشركات تضيف حاليا وحدات تخزين تفوق احتياجاتها، أو قد تشتري وحدات تخزين جديدة أكبر بكثير مما يلزم، الأمر الذي يتمثل في مصاريف إضافية لا حاجة لها. وتوفر الشركة تقنية «تحويل البيانات الضخمة إلى رقيقة» (ثين بروفيجننغ Thin Provisioning)، التي تعتبر جديدة نسبيا وتستفيد بشكل كبير من الطاقة التخزينية الموجودة في الأجهزة، وتتخلص من تخمينات المشرفين، وتحد من نفقات التشغيل، بالإضافة إلى خفض الضغط على الشبكات بسبب انخفاض حجم المعلومات المنتقلة عبرها. ويمكن استخدام هذه التقنية مع نظام «سمارت موف» SmartMove الذي يقي من الأخطار التي قد تحدث خلال تطبيق تقنية «ثين بروفيجننغ»، التي يمكنها أداء هذه المهمة من أي بيئة إلى أي بيئة أخرى.

هذا وتقدم الشركة برنامج «فيريتاس نيت باك آب بيورديسك» Veritas NetBackup PureDisk الذي يخفض حجم البيانات الاحتياطية بنسبة تصل إلى 90%، ولا يحفظها على القرص الصلب نفسه، تخوفا من تعطله. هذا ويمكن استخدام برنامج «سيمانتيك إنتربرايز فولت» Symantic Enterprise Vault لأرشفة البريد الإلكتروني في أفضل حجم ممكن، وذلك لخفض المساحة المستخدمة على القرص الصلب.

* استثمار في التعليم

* ودعا كريغ باريت، رئيس مجلس إدارة شركة «إنتل» أثناء حضوره معرض «سيبيت 2009» في هانوفر في ألمانيا، أحد أكبر المعارض التجارية للتقنيات في العالم، قطاع التقنية والدول المتقدمة تقنيا إلى الابتكار والاستثمار في التعليم، نظرا لأن هذه العملية ستؤسس أفرادا قادرين على التطوير والإبداع، والتأثير إيجابا على الوضع الاقتصادي الحالي. وتستثمر «إنتل» في برنامج التعليم الخاص بها «إنتل تيتش» الذي أعدته لتطوير العملية التعليمية في قاعات الدراسة، من خلال تدريب المدرسين على دمج التقنية في المناهج والدروس. ويوجد حاليا مليون مدرس أكملوا تدريباتهم في الاتحاد الأوروبي لغاية الآن، ودربت الشركة نصف مليون مدرس في ألمانيا، وهي في تدريب مستمر في المنطقة العربية.