مرايا «سحرية» تحول السطوح إلى شاشات الكترونية.. وهواتف جوالة للترجمة الفورية

أحدث التقنيات في المعرض الدولي للكومبيوتر في هانوفر

لوحة أزرار مدمجة بشاشة الكترونية من شركة «أسوس»
TT

استعرضت الشركات المساهمة في معرض الكومبيوتر الدولي (سيبت) كافة عضلاتها «التقنية» لهذا العام بحضور حاكم كاليفورنيا وبطل العالم السابق في بناء الأجسام أرنولد شوارزنيجر. وإذا كان شوارزنيجر يميل طوال حياته لتنمية وتكبير عضلاته فإن الأجهزة الإلكترونية المتقدمة في معرض هذا العام تميل إلى الصغر والتعددية الوظائفية والرشاقة.

وكان شوارزنيجر قد افتتح المعرض (3-8 مارس-آذار- الجاري) إلى جانب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مساء الاثنين الماضي وأجرى جولة خاصة في جناح «التقنيات الأمنية» في القاعة12، ثم ودع المستشارة، أمام أنظار الصحافيين، بعبارة «هاستا لا فيزتا بيبي» التي اشتهر بها في سلسلة أفلام «تيرميناتور».

وأمام أنظار «التيرميناتور» كان الروبوت «روليندر جوستين» يستخدم يدين صناعيتين مرهفتين لصب الماء في قدح ومن ثم تحضير الشاي للمستشارة ميركل. و«روليند جوستين» من صناعة علماء وكالة الفضاء الألمانية ومخصص للخدمات المدنية والطبية وليس لمواجهة الروبوتات المقاتلة.

* تصاميم كومبيوترية مطورة

* وعرضت شركة «أسوس» لوحة أزرار رغم أنها تبدو صغيرة ومفلطحة، فإنها في الحقيقة عبارة عن كومبيوتر كامل، إذ وضعت عليها شاشة مقاس 5 بوصات مدمجة في لوحة أزرار «إي» «Eee Keyboard» تعمل باللمس وبكثافة نقطية عالية. والجهاز يمكن ربطه بالتلفزيون أو بشاشة كومبيوتر كبيرة.

والظاهر أيضا أن نزعة «الفلطحة» لا تتوقف عند حد وصولا إلى الشاشات الورقية الملتفة التي قدمتها العديد من الشركات. وبعد الكومبيوتر السطحي(المنضدي) من مايكروسوفت، حولت شركة «أي دي نوتام» التلفزيون إلى مرآة يمكن تعليقها في الحمام أيضا لمتابعة مختلف البرامج. وأصغر حجما من المرايا التلفزيونية يكلف 3000 يورو.

وإذا كانت مايكروسوفت قد طرحت نظام الكومبيوتر السطحي، إي إنتاج الكومبيوترات بشكل مناضد بأبعاد كبيرة تعمل باللمس، فإن شركة آرت+كوم البرلينية نجحت في تحويل كافة السطوح إلى شاشة تعمل باللمس. ويتألف النظام الجديد من منضدة ومرآة فوقها تعكس المعطيات على سطح المنضدة، يستطيع الإنسان بعدها تحريك الصور ومنح الأوامر باستخدام إصبعه. وتتيح الشاشة المنضدة «بروكسي ماتريكس» المجال لأكثر من مستخدم للعمل على أكثر من برنامج مرة واحدة وعلى مساحة 2 X1 متر. والمهم في النظام أنه متنقل لأن من الممكن استخدامه على مناضد من الخشب أو المعدن. ورفضت الشركة الكشف عن أي من تفاصيل التقنية المستخدمة في النظام.

* هواتف أنيقة و«مترجمة»

* من ناحية ثانية، وبعد دخوله مختلف نواحي الحياة بقوة، صار الهاتف الجوال يبتعد بالتدريج عن أذن المستخدم، وخصوصا في المحلات العامة وأثناء السياقة. وأصبح بوسع المستهلكين، من الجنسين، الحديث بالهاتف بمساعدة أساور أنيقة من شركة «هاماس». وسوار «بولسار» أنيق، سمكه 2 سم فقط، ويعمل مع الجوال بتقنية «بلو توث» ويحتوي على جهاز التقاط ومكبر صوت مدمجين، كما يمكن استخدامه للاستماع للموسيقى. لا يختلف اثنان على أن «السيارة أهم بالنسبة للألماني من زوجته»، فتلك نادرة معروفة عن عشاق المرسيدس وبي إم دبليو، لكن عدوى عشق السيارات انتقلت الآن إلى الهواتف الجوالة. وأجرى معهد امنيد لاستطلاعات الرأي استفتاء بين الشباب قال فيه أكثر من 50% منهم إن هاتفه الجوال أهم من صديقته أو زوجته.

وهنا أضافت شركة «لنجوا تيك» الألمانية، التي تتخصص في الترجمة الإلكترونية، نظام للهاتف النقال اسمه «شوت أند ترانسليت» (التقط وترجم). والنظام يتيح للمستعمل التقاط الصور بالهاتف الجوال ليقوم برنامج كومبيوتري (49 يورو) بترجمة الكلام في الصورة، وهي صفة تساعد السياح كثيرا في ترجمة قطع الطرق و قوائم الطعام وغيرها من النصوص.

وطرحت الشركة نفسها برنامج فويس برو 12 لكتابة النصوص المقروءة (69 يورو) وذكرت مصادرها أنه أسرع 3 مرات من أسرع أي متخصص في الطباعة. فالنظام يتعرف على الصوت والكلمات ويستطيع كتابة النصوص المقروءة بنسبة99% حسب مصادر الشركة. كما أن هناك نسخا محسنة منه، إحداها تعمل لاسلكيا، وأخرى للتصحيح الإملائي والنحوي ونسخا مخصصة للمحامين والأطباء.

* ملامح بيئية

* وطبيعي فإن أجهزة الملاحة ما انفكت تتضاءل في الحجم وتتعدد وظائفها لتشمل الموسيقى والفيديو وملاحة الطرق. واستحق جهاز «أي إم سي برو» لقب الملاح البيئي عن حق لأنه يقتصد الكثير من البنزين لصاحب السيارة الذي يستخدمه. يعمل الجهاز بالصوت وينفذ الأوامر عبر التعرف على صوت صاحب السيارة، كما أنه مزود ببرنامج يتنبأ بالزحام على الطريق قبل حدوثه ويطرح الطرق البديلة على السائق. لكن سعره لا يقل عن 450 يورو.

وفي مجال البيئة، وأساسا تقليص استهلاك الكهرباء من قبل المعدات الالكترونية، طرحت فوجيستو- سيمنز أول كومبيوتر ينخفض استهلاك الكهرباء فيه إلى الصفر عند عدم الاستعمال. كما عرضت شركة إنتل وحدة معالجة تحمل اسم «إنتل كورi7» وتحتوي على أسرع نظام Power Controle Unit في العالم، والنظام يقلل استهلاك الكهرباء حال «إحساسه» بانخفاض العمليات الحسابية التي يؤديها الحاسوب. وذكرت مصادر الشركة أن وحدة المعالجة (3,2 جيجاهيرتز) تقلل استهلاك الكهرباء عموما بنسبة 40%. وشعار البيئة (green IT) والتعددية الوظيفية مثّله أيضا جهاز فرتز بوكس من شركة AVM لأنه يعوض عن 8 أجهزة مرة واحدة. فهو يعوض عن تقنيات الاتصالات بنظم DSL وK WLAN وهاتف وآلة مجيبة وفاكس وإم بي3. ويضيف طراز فرتز بوكس 7390 إلى وظائفه مهمة خزن 2 جيجابايت من الصور والموسيقى وغيرها.

* «موسيقى نحو المخ»

* ولأن الأطباء يحذرون من مكبرات الصوت التي تضخم الموسيقى مباشرة على طبلة الأذن، فقد أنتجت شركة م- تيك جهاز «ساوند بووستر» الذي يتجاوز الطبلة ويرسل الصوت كاهتزازات، وليس كموجات كهرومغناطيسية، إلى العصب السمعي في الأذن. وذكر بول ريكسون، المتحدث باسم الشركة، لـ«الشرق الأوسط» أن نوعية الموسيقى لا تقل كفاءة بأية حال عن الأجهزة الأخرى، والجهاز ملائم تماما لمن يعانون سلفا من ضرر في طبلة الأذن.

وبمناسبة الحديث عن الموجات الكهرومغناطيسية، والأضرار التي يسببها ما يسمى بالالكتروسموغ (الغبار الإلكتروني المغناطيسي)، وضعت نفس الشركة نظامها الجديد تحت تصرف منتجي الهواتف الجوالة. وهذا يعني أن النقال هنا لا يؤذي القلب ولا يعطل عمل أجهزة نظم عمل القلب ويصلح تماما لمن يعاني من صعوبة في السمع بسبب الأضرار التي لحقت بطبلة الأذن.