تحادث على الجوال.. وراسل أصدقاءك إلكترونيا

تطبيقات جديدة تتيح للمتكلم تنفيذ مهام أخرى

«المقياس الاخضر» لقياس ثاني اوكسيد الكربون.. احدث التطبيقات التي خصصت لهاتف «آي فون» من «ابل» (خدمة صور نيويورك تايمز)
TT

لدى العمل على كومبيوتر موصول بالشبكة، فإن من الأمور البسيطة فتح موقع جديد منفصل لتصفحه (tab)، وبالتالي التفتيش عن الأشياء الأخرى بسرعة، أو إرسال رسالة فورية إلى صديق. غير أن شركة «ديتش نيتووركس» ومقرها في ماونتن فيو في ولاية كاليفورنيا الأميركية، تأمل في تطبيق العمل ذاته أثناء المكالمات الهاتفية. وكانت الشركة قد طورت تقنية جديدة تتيح لمستخدميها تنفيذ تطبيقات معينة في منتصف المكالمات الهاتفية.

ويبدو أن الحاجز الفاصل بين الإنترنت ونظام الهاتف شرع في الاضمحلال والزوال، فتقنية الصوت عبر بروتوكول الإنترنت VoIP باتت تتيح للصوت أن يتدفق مع جميع أنواع البيانات الأخرى عبر حركة المرور الإنترنتية. كما أن الهواتف الذكية التي تقدم وصولا سهلا إلى الشبكة، طرحت تطبيقات خاصة بالشبكة ذات مهام صوتية، ومثال على ذلك تطبيق «آي فون» للبحث الذي ينشط صوتيا من «غوغل»، أو خدمة تسجيل الملاحظات التي أساسها الأوامر الصوتية التي تعمل مع أي هاتف جوال، والتي تقدمها شركة «جولت» في سياتل.

* تطبيقات موازية

* وتأمل شركة «ديتش» في أن تؤمن للمستخدمين الوصول إلى الكثير من التطبيقات من دون الحاجة إلى إزالة السماعات من الأذن. «فالذي نقوم به فعلا هو الشروع في جعل الصوت والمكالمات الهاتفية تقنية رقمية فعلا»، كما يقول تود سيمبسون المدير التنفيذي للشركة. ونظام «ديتش» الذي يدعى منصة «إم ستايج» هو طبقة من البرمجيات التي تضيفها الشركة المقدمة لخدمة الهاتف الجوال إلى الشبكة. وحال تركيب «إم ستايج» mStage، يمكن للمستخدمين الوصول إلى الخدمة الصوتية عن طريق النطق ببضع كلمات أساسية محددة تستخدم كمفتاح. ومثال على ذلك، فإنه في سياق الحديث مع صديق حول الالتقاء لتناول طعام العشاء، يمكن للمستخدم البحث عن أقرب مطعم للبيتزا. والكلمات الأساسية مثل اسم مجموعة مطاعم البيتزا، من شأنها أن تفتح لك قائمة يمكن للمستخدم أن يختار منها تطبيقا للبحث، بحيث يمكن الحصول على النتيجة المطلوبة أثناء المكالمة ذاتها. ويمكن للمنصة هذه أيضا إدخال رسالة سريعة أثناء المكالمة الهاتفية، ومثال على ذلك مقاطعتها لبرهة وجيزة للهمس في أذن المستخدم ملاحظة تتعلق بمكان الاجتماع.

ولإظهار كيفية قيام إمكانية البرامج الأخرى الاتصال بمنصة «إم ستايج»، قامت شركة «ديتش» بتأسيس تطبيق «فايسبوك» ملائم. وعلى افتراض جرى تطبيق «إم ستايج» من قبل الشركات التي تقدم الخدمات الهاتفية فإنه، أي التطبيق هذا، يقوم بإظهار ما إذا كان المستخدم يستعمل الهاتف في تلك اللحظة، وبالتالي قيام أصدقائه بإرسال الرسائل أثناء إجرائه هذا الاتصال. ونقلت مجلة «تكنولوجي ريفيو» عن سيمبسون، أن من شأن ذلك أن يخدم كأسلوب لإبلاغ هذا المستخدم ما يتعلق بخطط سهرة المساء، من دون الحاجة مطلقا إلى مقاطعة اتصاله الجاري، والدخول على مكالمته.

لكن أحد التحديات الكبيرة التي واجهت إنتاج مثل هذا النظام، هو ضرورة مسح كمية كبيرة من الاتصالات بغية «سماع» الأوامر الملائمة. فالإجراءات الجارية على الصوت ينبغي أن تحصل في الوقت الفعلي، على حد قول سيمبسون الذي يضيف «أننا نرغب في أن نقدم الخدمة إلى أي شخص في أي وقت، وبذلك ينبغي أن نكون داخل كل مكالمة في الشبكة». وأضاف أن شركة «ديتش» تبني على أساس تقنيتها الحالية القائمة التي طورتها لتحسين نوعية الصوت في المكالمات الجوالة التي تتطلب مستوى مشابها من المعالجة عبر الشبكة.

* خدمة آمنة

* وعلى الرغم من معالجة محتويات العديد من المكالمات، تركز الشركة على أنها حريصة على حماية خصوصيات المستخدمين، على حد قول حسين إسلامبولوشي المستشار التقني للشركة، «إذ لا يوجد أي تسجيل لسير المكالمة كلها أبدا»، وأضاف أنه سيكون بمقدور المستخدمين وضع الأحكام التي تقرر متى سيكون بمقدور منصة «إم ستايج» الدخول إلى محتويات المكالمات. وخلافا إلى ذلك يتنشط النظام فقط استجابة إلى الكلمات الأساسية فقط، وعندها فقط ينفذ التطبيق الضروري.

وتقول ربيكا سوينسن، محللة الأبحاث في مؤسسة «آي دي سي»، إن صناعة الاتصالات باتت في منعطف طريق في ضوء بروز العديد من تطبيقات الشبكة التي تعمل بالصوت. وهي تشير إلى استيلاء شركة «بريتش تيليكوم» BT على شركة «رابيت» للهاتف الإنترنتي في العام الماضي، كإشارة على أن شركات الخدمات باتت تتطلع إلى تقنيات الشبكة. فـ«شركات الخدمات التقليدية شرعت فعلا في استيعاب الحاجة إلى القيام بإجراء ما للحاق بالركب» على حد قولها. وتضيف سوينسين أن منصة «إم ستايج» قد تكون جذابة بالنسبة إلى الشبكات الهاتفية لكونها تفتح شبكة إلى تطبيقات طرف ثالث، مع استمرار تزويدها بقدر من التحكم والسيطرة على الخدمات التي يجري تقديمها، وعلى الأمن الإجمالي للنظام. وتلاحظ من الضروري أيضا الأخذ في الاعتبار ما إذا كان الأفراد مستعدين في استخدام الخدمات مثل هذه، «فسلوك المستهلكين كان دائما يشكل عقبة كبيرة» كما تقول.

ويقول سيمبسون إن منصة «إم ستايج» ستكون جاهزة لشركات خدمة الهاتف للشروع في اختبارها خلال الشهور الثلاثة المقبلة. ولن تكون الخدمة متوفرة حتى تقرر شركة الخدمة إدماج هذه المنصة في خدماتها وتقديمها إلى زبائنها. لكن «ديتش» عقدت الآمال على مؤتمر الأجهزة الجوالة «موبايل وورلد كونغريس» الذي انعقد أخيرا في برشلونة لجذب اهتمام بعض الشركات عندما عرضت خلاله تقنيتها هذه.