نظم آمنة لتواصل الهواتف الذكية مع شبكة الكومبيوترات المكتبية

تسهل للموظفين استخدام «بلاك بيري» من دون تعريض شركاتهم للمخاطر

«بلاكبيري».. انطلاقة كبرى في عالم الهواتف الذكية (الشرق الاوسط)
TT

يأمل الباحثون في شركة «موشن» أن تساهم النسخة الأخيرة من خوادم «بلاك بيري إنتربرايز سيرفر» في إقناع مديري تقنيات المعلومات المتشككين بأن تقنيات الهواتف الذكية بمقدورها التواؤم مع مقاييس ومتطلبات الشركات الخاصة ومعاييرها الخاصة بالإدارة والأمن. ويقول المحللون والمستخدمون إنه حتى لو نجحت أدوات الإدارة المبسطة في النسخة الجديدة «5.0» التي ستظهر من برنامج إدارة «بلاك بيري» في عملها، كما وعد مركز الأبحاث في «ريسيرتش إن موشن» RIM، فإن آلافا من العمال الإضافيين الذين لا يقومون بأعمال إدارية تنفيذية، سيستطيعون استخدام الأجهزة الجوالة بأمان. وذكر المحللون أن أعمال التحسين في التقنيات، إضافة إلى المزيد من المعالجات القوية، والشبكات السريعة، والأجهزة التي يمكنها دعم الشبكات المتعددة، والتكلفة المتدنية، دفعت تدريجيا، إلى زيادة انتشار الأجهزة الجوالة في عمليات المكاتب والشركات.

ومع ذلك فقد لاحظ هؤلاء أن العديد من مديري تقنيات المعلومات بقوا مدركين لخطورة السماح لعدد كبير من الموظفين باستخدام الأجهزة المحمولة باليد، نظرا لافتقارها إلى الأمن والقدرات الإدارية.

* هواتف ذكية في الشركات

* ويقدر دين ديولني، المحلل في «غارتنر» أن نحو 80 في المائة من الشركات الكبيرة التي تشغل أكثر من 100 موظف، تستخدم حاليا الهواتف الذكية التي سمحت باستخدامها أقسام تقنيات المعلومات في شركاتهم. وأضاف أنه خلال العامين المنصرمين شرعت التقنية بالانتشار من الدوائر التنفيذية والإدارية، وصولا إلى جميع العاملين في الشركات.

وسوف يتم الاستخدام التجريبي لأدوات الإدارة الجديدة لـ«بلاك بيري» التي أطلق عليها اسم «أرغون» Argon، في الربع الثاني من العام الحالي. إلا أن المسؤولين في «RIM» رفضوا الكشف عن الشركات التي ستجرب البرنامج هذا، التي بمقدورها، أكثر من غيرها، شرح مميزاتها الجديدة، وفقا لما ذكره مات هامبلين في مجلة «كومبيوتر وورلد» الإلكترونية.

ويقول بيتر ووكر، كبير المديرين في إدارة منتجات البرمجيات في «RIM» إن قدرات النسخة «5.0» ستتيح لإداريي تقنيات المعلومات وصل العديد من الخوادم في نظام واحد، الذي يحتفظ به جاهزا في نمط التأهب بانتظار تنشيطه في حال شرعت الأجهزة الرئيسية في العمل تحت مستويات الأداء المقررة سلفا.

ولاحظ ديولني أن النسخ الحالية من «بلاك بيري إنتربرايز سيرفر» تتطلب من مطوري تقنيات المعلومات تشييد إضافات لتجاوز الإخفاقات والانتقال من خادم معطل إلى آخر صحيح. ومثل هذه القدرة تتطلب من بعض المستخدمين تركيب معدات وأجهزة إضافية لتشغيل أدوات الدعم، على حد قول ووكر، الذي لاحظ أيضا أن المنظومات الكومبيوترية المتعددة من شأنها المشاركة بقاعدة معلومات واحدة، التي هي ليست بحاجة إلى نسخها ثانية.

ويقول جون هالاماكا، كبير موظفي دائرة تقنيات المعلومات في «كير غروب» التي مقرها بوسطن، إنه يتوقع من قدرات خادم «RIM» الذي يتحول إلى خادم آخر في حال الفشل، أن «يساعد جدا في جهود التخطيط لإصلاح الكوارث». وأضاف أن «كير غروب» التي تشرف على العديد من مشاريع العناية الصحية، بما في ذلك مركز «بيث إسرائيل ديوكونيس ميديكال سنتر» الصحي وكلية الطب في جامعة هارفارد، تقوم بدعم أكثر من 600 مستخدم لأجهزة «بلاك بيري».

* تسهيل مراقبة الإدارات

* ولاحظ ووكر، أن خزانة «أرغون» الجديدة للإدارة التي مقرها الشبكة، تتيح لموظفي تقنيات المعلومات تحديد المهام الإدارية لأي مستخدم. ومثال على ذلك بات بمقدور المديرين السماح، أو عدم السماح، بالمهام التي يمكن لأي مستخدم القيام بها، وذلك عن طريق نقرة واحدة من الماوس.

ويأمل ناتان غلايش، مدير تقنيات المعلومات في شركة «جام اندستريز المحدودة» للصناعات، في كيوبيك في كندا، أن تقوم الخزانة الإدارية الجديدة هذه بتسهيل عمل إدارة أجهزة «بلاك بيري» المستخدمة في شركته.

ومن شأن هذه الخزانة الموعودة التي مقرها الشبكة، القضاء على حاجة أي زبون من العيار الثقيل لتشغيل خزانة تحكم، كما هو مطلوب في النسخة «4.16» التي تقوم شركة «جام» باستخدامها حاليا، كما يلاحظ غلايش. إذ يقوم أكثر من 50 موظفا تابعا لهذه الشركة المتخصصة في توزيع الأجهزة الموسيقية ومعداتها بالسفر إلى جميع أنحاء العالم، وغالبا يستخدمون أجهزة «بلاك بيري» للتواصل مع شركتهم وفيما بينهم. ويعتقد ديولني أن التعديلات والتحديثات الجديدة في مجموعة أدوات إدارة «RIM» من شأنها المحافظة على وضعها في مقدمة العروض الأخرى المنافسة. لكنه أشار إلى أن مجموعة «مايكروسوفت» من أدوات إدارة الأجهزة الجوالة التي تدعى «سيستم سنتر موبايل مانجر» شرعت تغلق الفجوة. وفي الواقع أن عرض «مايكروسوفت» هذا سيصبح البديل الممكن حتى بالنسبة إلى مجموعة عدد وأدوات «RIM» المحدثة، كما يقول ستيفن درايك المحلل في مؤسسة «آي دي سي» لأبحاث السوق.

ولاحظ درايك، أن مجموعة «RIM» المحدثة هذه لا تزال تفتقر إلى الأدوات الإدارية القوية الخاصة بالمشاريع والشركات التي توفر لمديري تقنيات المعلومات والبيانات الضرورية حول عدد النسخ والموديلات المستخدمة من أجهزة «بلاك بيري»، التي يجرى نشرها وتوزيعها على عدد كبير من العاملين. وأضاف أنه لا يزال على المستخدمين الاعتماد على طرف ثالث من البائعين للحصول على مثل هذه القدرات.

وتقدر مؤسسة «آي دي سي» وجود نحو 175 ألف خادم من «بلاك بيري إنتربرايز سيرفر» مركبة في جميع أنحاء العالم.

وغالبية الخيارات الأخرى لإدارة الهواتف الذكية تشمل أدوات مستقلة ذات مهمة واحدة من بائعين مثل «سايبايس»، و«زينبرايز» و«إنفورميشن تكنولوجيس»، إضافة إلى منتجات لإدارة المنظومات الأكثر شمولا وسعة، مثل «أوبن فيو» من «هيوليت ـ باكرد»، و«يونيسنتر» من «سي أيه»، و«تيفولي» من «آي بي إم»، كما يقول المحللون. والعديد من المنتجات المستقلة تقدم مزايا هائلة ومتطورة، لكن وحدة «RIM» حازت على الأفضلية لكونها جمعت عددها وأدواتها المختلفة في حزمة واحدة، ضامنة إمكانية تحديث أكثر سهولة، ومذللة أي عقبات أمنية. ويقول جاك غولد، المحلل في «جاي غولد وشركاه» في نورثبورو في ولاية ماساشوسيتس الأميركية إن «بلاك بيري إنتربرايز سيرفر» تقوم في بعض الشركات بإدارة آلاف من الأجهزة الجوالة. وبمقدور النسخة المحدثة منها المساعدة في زيادة عدد هذه المواقع». ويضيف أن «RIM» تملك اليد الطولى في عمليات الإدارة اللاسلكية، ولا أحد يستطيع مجاراتها. ويلاحظ بعض المحللين أن مديري تقنيات المعلومات معجبون أيضا بقدرة هذه البرمجيات على تجميد، أو شطب المعلومات والبيانات من أجهزة «بلاك بيري» في حال ضياعها أو سرقتها.

وكانت «RIM» التي مقرها واترلو في أونتاريا في كندا قد ذكرت أخيرا أن نحو 20 مليون مستهلك ومؤسسة أعمال يستخدمون أجهزتها اليدوية. والقائمة هذه تضم العديد من الشركات التي تدير كل منها ما يقارب 100 ألف مستخدم لهاتف «بلاك بيري». وأشارت «RIM» إلى أن برنامجها الجديد المعدل يضيف أيضا المزيد من القدرات والإمكانيات بالنسبة إلى المستخدمين في الطرف الآخر، كالقدرة مثلا على الوصول إلى المستندات وحفظها ورؤيتها وتحريرها وإرسالها بالبريد الإلكتروني من ملفات «ويندوز» المشتركة. وأعلنت الشركة أيضا عن خطط لتأسيس واجهة أمامية للتطبيقات مشابهة لمخزن تطبيقات «أب ستور» من «أبل»، بحيث يمكن للمستخدمين شراء «RIM» أو التطبيقات من طرف ثالث لخدمة أجهزتهم «بلاك بيري».