أجهزة «جي بي إس» موصولة إلى شبكة الإنترنت

تقنيات جديدة لا تزال تعاني من النقائص

جهاز «غو 740 لايف»
TT

الوحدة النموذجية من النظام العالمي لتحديد المواقع (جي بي إس) لها عينان تنظران إلى السماء، وقدم راسخة ثابتة على الأرض، وبذلك يمكنها تحديد موقعها في أي مكان تطاله الأقمار الصناعية التابعة لهذا النظام، لكن عليها بعد ذلك الرجوع إلى الخرائط التي مضى عهدها منذ شهور، أو حتى سنوات.

وهذا أمر يصلح لتوجيه رحلة فضائية، ولكن قد لا يعمل جيدا في مدينة تفتح فيها المطاعم وتقفل طوال الوقت، ولا يكشف عن أهم المعالم المهمة على طريق رئيسية، وعدد السيارات المسافرة عبره في أي لحظة من اللحظات.

وبمقدور الهواتف الذكية الموصولة إلى الشبكة أن تقوم بهذه الأمور، غير أن غالبية شاشاتها وأزرارها صغيرة جدا لكي تستخدم بأمان من قبل السائق الجالس وراء مقود السيارة. فإذا لم تستطع أن تنيب أحد الركاب لكي يعمل لديك كملاح، فما الخيارات الأخرى التي قد تتوفر لديك؟

* جهاز مطور

* لكن جهاز استقبال «جي بي إس» جديد «غو 740 لايف» من «توم توم» يجمع بين جهازين، عن طريق تضمين مودم لاسلكي لالتقاط تقارير حالة السير، ومواقع الشركات والأعمال الجديدة، وحالة الطقس والأنواء الجوية، وآخر الأخبار من شبكة الإنترنت.

وبعض هذه المهام متوفرة في أجهزة استقبال رجي بي إس» التي تستخدم جهاز استقبال راديو «إف إم» للحصول على خدمات معلومات، لكنها تقدم تحديثات محدودة عن حالة السير، كما أنها لا تستطيع القيام بأي عمليات بحث في الشبكة في ما يتعلق بالأماكن المهمة القريبة من الطريق.

غير أن المميزات الإضافية لجهاز «غو 740 لايف» لا تأتي رخيصة، فسعره يبلغ 399 دولارا، مع تقديم خدمات معلوماتية لمدة ثلاثة أشهر، يقوم بعدها المستخدم بتسديد 9.95 دولارا شهريا (من وحدات «جي بي إس» الأخرى الموصولة إلى الإنترنت «شوت عن» من «تيلي ناف» المخصصة لتحركات رجال الأعمال التي تباع بسعر 299 دولارا، إضافة إلى 11.99 دولارا شهريا بعد مضي ثلاثة أشهر. والاشتراك لمدة سنة من شأنه تخفيض هذا الرسم).

ولدى الكبس على وجهة ما كما هو الحال مع وحدات «جي بي إس» الأخرى، يمكن طباعة العنوان على لوحة مفاتيح موجودة على الشاشة، والبحث في دليل عن المعالم المهمة، ثم إبلاغك عدد الدقائق التي ستضاف إلى رحلتك بسبب ازدحام السير.

* تحديثات متواصلة

* ومثل هذه التحديثات يأتي من «ترافيك كاست» التي مقرها «ماديسون» عاصمة ولاية ويسكنسون في أميركا التي تذيع نشرات عن حالة السير بعد جمع معلوماتها من مصادر، مثل المستشعرات المركبة على الطرق الرئيسية، والتقارير عن حوادث السير، وبرامج التعمير، ونشرات الحالة الجوية، ومعدلات ازدحام السير تاريخيا. فإذا كان الطريق أمامك يعج بنهر من الإشارات الضوئية الصادرة عن مكابح السيارات المتوقفة، يقوم جهاز «740» بتقدير مدة التأخير الذي سيحصل بحروف صغيرة مطبوعة على يمين الشاشة. وبعد دقيقة واحدة أو دقيقتين يقوم بإعلان الوقت الجديد الذي ستصل خلاله إلى وجهتك بصوت مركب صناعيا. فإذا كان الأمر سيئا للغاية تحصل على خيار طريق آخر بديل.

لكنّ ثمة أمرين يمنعانك من التمتع بكل هذه التسهيلات والإعلانات المؤتمتة: أن «ترافيك كاست» قد لا تعلم شيئا عن هذا التأخير الحاصل، أو أنه قد لا تكون هناك خيارات أمامك.

ومثال على ذلك خلال رحلتي الأخيرة إلى ولاية نيوجيرسي خلال عطلة الأسبوع الطويلة لم يقم جهاز «740» بتحذيري من الازدحام الذي وقف حركة السير في بالتيمور على الرغم من استئناف السير بعد ذلك بشكل سريع. وفي رحلة عودتي تمكن الجهاز من التنبؤ بشكل صحيح بالتأخير الذي يحصل عادة عند تقاطع الطرق في «تيرنبايك» في نيوجيرسي. ولكن لأنه لا توجد هناك طرق بديلة لهذا الطريق السريع، قام «740» بالتأكيد بأنني موجود على الطريق الأسرع.

* نقائص الجهاز

* غير أن زميلي غريك شنيدر الذي يقود سيارته يوميا إلى وودبريدج ومنها يوميا، لم تكن تجربته أفضل مع هذا الجهاز، إذ لم ينبهه أو يقدم له بدائل لرحلته التي بدأت من الجهة الغربية من مدينة ألكساندريا وامتدت إلى 14 ستريت بريدج قبل أن يفشل في اقتراح طريق بديل يصل إلى 12 ستريت ساوث ويست. وقد تكون وظيفة البحث عن طريق «غوغل» الخاصة بجهاز «740» هذا أكثر عملية في ما يتعلق بالاستعمالات اليومية، فقد قامت قاعدة معلوماته الداخلية بإدراج مطعم واحد من أصل خمسة مطاعم افتتحت أخيرا في تلك المنطقة وحولها. إلا أنه عن طريق التحول إلى عملية التفتيش بواسطة الشبكة قام بإيجاد المطاعم الخمسة جميعها.

وكان الكشف عن أسعار وقود السيارات بمساعدة شبكة الإنترنت عن طريق «توم توم» عمليا أيضا، وذلك بتقديم خيارات لمحطات الوقود الموجودة على الطريق قرب المكان الذي تكون موجودا فيه. كما أن الكشف عن حالة الطقس كان أكثر مرونة في ما يخص الأماكن المحلية.

وهناك البند الأخير على شاشة خدمات «توم توم» تحت عنوان «توم توم باديز»، ويعني بذلك «الأصدقاء والمعارف»، الذي يتيح التفتيش عن أصدقاء محددين على الخريطة وإرسال رسائل نصية لهم. ومثل هذه الأداة التي تبدو إضافة لا معنى لها قد تسبب تحويلا لانتباه وتركيز السائقين، فضلا عن أنه هل من الضروري أن نحول جميع الأشياء إلى شبكات اجتماعية؟

إضافة إلى كل ذلك فإن «740» يعاني من قضايا أخرى تعوقه لكي يعمل كجهاز «جي بي إس» يومي، فقد فشل في الإعلان عن القيود الخاصة بعدد الركاب المسموح به في كل سيارة على الطريق السريعة رقم 66، كما أنه أخطأ في منعطف واحد لدى التوجه إلى وجهة معينة. والجهاز بحاجة أيضا إلى أزرار لرفع الصوت وتخفيضه مع لوحة مفاتيح على الشاشة بمفتاح للشطب والإلغاء في الجانب الأيمن الأعلى حيث تتوقع ذلك، وليس في أسفل اليسار. في هذا الوقت تستمر الهواتف الذكية بالتحسن لتصبح ذكية أكثر. فهي تقوم سلفا بعمل ممتاز في ما يخص التوجيه بواسطة نظام «جي بي إس» في أثناء المشي، كما ستتمكن واحدة أو أكثر من الشركات الصانعة من التغلب في النهاية على محدودية شاشاتها وأزرارها، ربما عن طريق واجهة تفاعل تعمل كليا بواسطة الأوأمر الصوتية. وحينذاك قد لا نحتاج إلى مستقبل «جي بي إس» مستقل، وبذلك نقلل من عدد الأجهزة في سياراتنا، وكلفة فواتيرها أيضا. في هذا الوقت يمكن لأجهزة مثل «740» تأمين نظرة مشرقة إلى المستقبل، ولكن ليس الطريق الذي قد ترتئيه إلى هناك.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»