خدمات الصور على الشبكة.. مصدر أرباح للهواة

شارك وقد تحصل على دخل بمئات الآلاف

TT

نك مونيو طالب الطب بجامعة براون في الولايات المتحدة يقوم بزيادة دخله عن طريق بيع الصور الفوتوغرافية عن طريق الإنترنت. وهو يقوم باستخدام خدمة «ستوك» للصور (مواقع للصور على الإنترنت لغرض بيعها) على الموقع iStockphoto.com الذي يقدم إليه صورا عامة للأشخاص والأماكن التي يمكن استخدامها في المناشير الدعائية، والإعلانات والمجلات والمواقع على الإنترنت، وعلى اللوحات الإعلانية.

ومونيو، 23 سنة، هذا المعروف باسم nico_blue على الموقع iStockphoto.com يحقق دخلا من ستة أرقام من هوايته التي يمارسها بعض الوقت في النهار. وإحدى الصور قدمت له عائدا بقيمة 5 آلاف دولار، وكانت صورة لامرأتين مسنتين واحدة أميركية أفريقية، وأخرى بيضاء تبتسمان للكاميرا. و«هذه الصورة تجمع الأفضل بين العالمين» كما يقول مونيو الذي تابع قائلا «علي أن أعمل كفنان لزيادة دخلي».

* هواة «محترفون»

* وكانت الصور الفوتوغرافية على الموقع «ستوك» قد انتشرت في الإنترنت بفضل التقنية الرقمية التي وضعت المعدات ذات المستوى الاحترافي في يد الأشخاص غير المحترفين بأسعار معقولة. ومن شأن صور «ستوك» أن تنمو وتتعزز اليوم عندما يقوم موقع الصور «فليكر» الشعبي على الشبكة بالتعاون مع صور «غيتي إميجيس» أكبر وكالة لصور «ستوك» الفوتوغرافية في العالم. وكان التحالف بين «فليكر» و«غيتي» التي تملك أيضا iStockphoto.com قد أعلن في يوليو (تموز) الماضي. وقضى محررو «غيتي» الأشهر القليلة الماضية يدققون في صور «فليكر» البالغ عددها 3 مليارات، داعين المصورين الذين يملكون صورا جيدة صالحة لـ«ستوك» للمشاركة. وجرى اختيار 10000 صورة التي ستظهر قريبا في قسم خاص يضم مجموعة «فليكر» داخل صور «غيتي».

ويقول المدير التنفيذي لـ«غيتي إميجيس» جونثان كليين، إن زبائنه راغبون في الوصول إلى ثروة «فليكر» من الصور، شرط أن تتحرر من الاستخدام التجاري. وتقوم «غيتي إميجيس» باستهداف المجموعة الأعلى من الصور الاحترافية لتخصيصها للزبائن التجاريين، في حين يقوم iStockphoto.com باستدراج صور من غير المحترفين للزبائن الأقل مرتبة. وعلى أعضاء «فليكر» التواقين إلى المشاركة أن يتحلوا بالصبر، لأنها عملية دعوة فقط بالنسبة للوقت الحالي. ويقول كليين إن محرري الصور يقومون بانتظام بتمشيط صور «فليكر» باحثين عن مصورين ذوي نوعية عالية وأعمال مقبولة. وطالما أنه يجري وضع الصورة بشكل عام وعلني، فإن بمقدور «غيتي» العثور عليها، على حد قول المدير العام لـ «فليكر» كاكول سرفستافا. وإذا قررت أنك غير مهتم بذلك كله، يمكنك الاعتذار كما يقول. في أي حال، هناك فرق كبير على سبيل المثال بين وضع صورة مغيب الشمس في فندق في هاواي، وبين عاشقين يسيران في الشارع، وجعل هذه الصور متوفرة للمشترين من «ستوك».

* صور تجارية

* والتصوير في «ستوك» هو أكثر علما، منه فنا، كما يقول جون اورنجر المدير التنفيذي لـ«شاترستوك» التي هي الخدمة الثانية لصور «ستوك» على الإنترنت. إذ يتوجب أن تكون للصور عين تجارية حول ما نبيعه على حد قوله. كما أن هناك عقبات قانونية يتوجب تذليلها. فقد تبدو صورة العاشقين صالحة لبطاقة تحية على سبيل المثال، لكن قد يتوجب الحصول على إذن من هذين الشخصين قبل نشرها. كذلك فقد تكون هناك سوق لمشهد الطريق في صورتك، أو مركز المدينة، ولكن ما لم تقم باقتطاع الأسماء المعروفة الظاهرة، أو تضليلها، سواء كانت أسماء محلات تجارية، أو غيرها، فأنت لا تستطيع استخدامها من دون موافقة هذه الأطراف المعنية.

إن التصوير لحساب «ستوك» يتطلب الكثير من الجهد، كما يقول أورنجر، لكن هناك الكثير من المصورين الراغبين في قطع الميل الإضافي هذا، لاسيما في مثل هذه الأوضاع الاقتصادية المتردية، حيث إن كل قرش إضافي قد يساعد.

ويقول كليين المدير التنفيذي لـ«غيتي إميجيس» إنه يبحث عن محتويات من الصور التي قد تستسيغها وكالات الإعلان، إذ تدفع هذه الخدمة بين 200 و500 دولار للصورة الواحدة. ويضيف أن هناك فرقا كبيرا بين مدينة البندقية (فينيسيا) في إيطاليا، ومنطقة البندقية في ولاية كاليفورنيا مثلا. «فنحن راغبون في رؤية أشخاص حقيقيين في أوضاع حقيقية، لأنه من أحد الانتقادات هو أن صور «ستوك» مركبة وغير طبيعية، أو أصلية. والنجاح هنا يتوقف على الصورة ومدى قربها من الطبيعية، فأنت لن تستطيع القيام بعمل جيد عن طريق صورة، أو صورتين، أو حتى ثلاث» على حد قوله.

ويقول لي تورينس، الخبير في المدونات الذي يدير مدونة «مايكروستوك دايريز بلوك»، إن شراكة «غيتي» مع «فليكر» هي ليست حول الجودة والنوعية، بقدر ما هي حول الكمية. «وكانت «فيكر» تشكل تهديدا كبيرا لكونها تمتلك العديد من الصور أكثر بكثير من جميع الوكالات مجتمعة» كما يقول، «وعن طريق الانضمام إليها فإنها تسد الطريق على أي منافس لعقد صفقة ما». وقبل بزوغ فجر ما يسميه تورينس مواقع «مايكرو ستوك»، مثل «شترستوك» وiStockphoto.com كان من الصعب جدا بالنسبة إلى المصورين الدخول، استنادا إلى تورينس، لأن الوكالات باتت تتطلع إلى مثل هذه المواقع. ومنها حاليا «فليكر»، كمصدر للصور ذات الجودة العالية بأسعار متدنية.

* خدمة «يو إس أيه توداي» خاص بـ«الشرق الأوسط»